السبت، يونيو 11
الأولى - غرفة عمليات مركزية لتأمين امتحانات الثانوية
الأولى - غرفة عمليات مركزية لتأمين امتحانات الثانوية
التعليم الالكترونى ضرورة للتخلص من فوضى التعليم المصرى ؟
تقدم التعليم فى مختلف دول العالم واصبح الكترونيا تطبق فية معايير الجودة بحذافيرها طوال فترة الدراسة والامتحانات هى جزء من منظومتها للتقويم العادل والهادف لوصول خدمة تعليمية متميزة وممتعة فى سهولة ويسر دون ان يشعر الطلاب و اولياء ا مورهم بذلك ولكننا فى مصر ما زلنا حريصين على ممارسة اسلوب تعليمى متخلف تعقد امتحاناتة فى حماية الشرطة والجيش لتترك مهامها الاساسية فى حماية الوطن داخليا وخارجيا وتبث الرعب فى نفوس اطفالنا بدعوى منع الغش
يا وزير التربية والتعليم لقد كنت من قبل وزيرا فى الحكومة الالكترونية وتعرف اكثر من اى شخص فى مصر ان اطفال مصريعدون الاذكى فى العالم بموروث حضارتهم القديمة وبطبيعة المولد والنشأة فى حوض نهر من انهار الجنة وهم يجيدون استعمال الكمبيوتر وشبكتة العنكبوتية منذ نعومة اظافرهم ولكن فى امور اخرى غير العلم قد لاتفيدهم فى حياتهم بعكس ممارسات ومسارات اقرانهم فى ا لدول المتقدمة ولذلك فهم يتقدمون ونحن نتأخر لأنهم لم يتعودوا من الصغر على ان ينهلوا من تقدم العلوم والآداب فى العالم م حولهم فلماذا لا نبدأ فى تطبيق التعليم الالكترونى فى مدارسنا الابتدائية ونتوسع فى التطبيق بعد ذلك من عام لآخر ليشمل كافة مراحل التعليم بما فيها الجامعية ؟ إن التعليم الالكترونى حاليا اصبح ضرورة يجب ان تكون لها اولوية قصوى لدى جميع المصريين لإنقاذ التعليم المصرى الحالى من خطاياة واهمها عدم وجود المعلم الكفء ولا الامكانات التعليمية المتطورة ولا المدارس التى تليق بماضى مصر اومستقبلهاوالنتيجة هى انة لاتعليم ويتم منح شهادات لطلاب لايجيدون القراءة او الكتابة و حصلوا على الدرجات نتيجة دخولهم امتحانات صورية والاجابة على اسئلة معروفة مسبقا لدى المدرسين الخصوصيين يحفظها الطلبة عن ظهر قلب ويحصلوا عى اعلى الدرجات دون الفهم والوعى والادراك وانتيجة ان الطلاب الذين يحصلون على درجات التفوق والتى تتعدى100% يرسبون فى الجامعات
ان مقارنة بسيطة بين التعليم التلقليدى الذى لانطبقة بكفاءة و التعليم الالكترونى المقترح و الذى يغزو العالم أجمع حاليا فى إطار سباق الثورة العلمية يوضح ان الاخير يعتبر الأسهل تطبيقا والأرخص تكلفة والاجدى للتطوير كمايعد الوسيلة المؤكدة والواعدة لنفض غبارالتخلف الذى نعيشة و سيلتن للحاق بركب التقدم والحضارةالعالمية - ان تطبيق النظام سيساعد مصر على سرعة تخطى كافة حواجز السلبيات و مظاهر التخلف والمعوقات التى صاحبت ظاهرة البخل فى الانفاق على تطوير منظومة التعليم فى عصور الفساد –
التعليم الالكترونى سيوحد المناهج التعليمية التى ستقدم على شرئح متاحة لجميع الطلاب فى آن واحد وتقارب بين طرق التدريس وستساهم فى توسيع مدارك التلميذ واطلاعة على كافة التحديثات التى تتم فى البلاد المتقدمة اولا باول بل لحظة بلحظة دون الحاجة الى مزيد من المعامل والامكانيات التى تعوزها البلاد حاليا ولكنها لم تعد سببا فى تجهيل التعليم وتضمن دقة التقييم الذى سيعكس الكفاءة دون غيرها - ان تطبيق التعليم الالكترونى سيحول الامتحان النهائى الى اختبار دورى لايشعر بة احد ونترك الجيش والشرطة لمهامها فى خدمة الامن وضبط السلوك العام فى الشارع المصرى –
بالطبع سيتعلل البعض بضعف الامكانيات وان ميزانيات التعليم فى الدولة لاتكفى لمجرد التفكير فى البدء والاجابة على ذلك ان ما يتم صرفة على الدروس الخصوصية فى عام واحد او عدة اعوام يمكن ان يغطى تكلفة التحول من التعليم العتيق الى نظيرة الالكترونى ليرتاح الجميع من صداع التعليم وهمومة ويلغى تماما من قاموس المصريين ظاهرة الدروس الخصوصية عن تحقيق طفرة فى تطوير التعليم المصرى ليلحق بالركب العالمى الذى اعتمد الجودة كشرط لاى منتج تعليمى قادر على المنافسة العالمية ونهضة مصر – مع تحيات مدونة نهة مصر
الأولى - الجوهري لرئيس تحرير الاهرام: ما نشرعن ثروات رجال مبارك استنتاج من حوار مع مندوب الصحيفة دون مراجعتي قبل النشر
الأولى - الجوهري لرئيس تحرير الاهرام: ما نشرعن ثروات رجال مبارك استنتاج من حوار مع مندوب الصحيفة دون مراجعتي قبل النشر
موضوعات من نفس الباب
غرفة عمليات مركزية لتأمين امتحانات الثانوية
البلطجية يواصلون أعمال العنف
ويعتدون علي شرطى بالتحرير
جويدة: تلقيت وعدا من وزير العدل والنائب العام
باستكمال التحقيق في سرقة القصور الملكية
الربيع العربي يزداد دموية
بعد رفض المستشفي تسلمه: الاسعاف
تلقي بالمريض في الشارع قبل وفاته
الموضوعات الاكثر قراءة
بريد السبت يكتبه:أحمد البري
الانفتاح الخطير! [19728]
قاتل الشيخ وزوجته بالهرم يفجر مفاجآت
زوجتي.. والشيطان دفعاني لارتكاب الجريمة [11314]
التلميذة.. والذئب [6288]
البلطجية يواصلون أعمال العنف
ويعتدون علي شرطى بالتحرير [6159]
بعد رفض المستشفي تسلمه: الاسعاف
تلقي بالمريض في الشارع قبل وفاته [5331]
الأهرام Ahram
eahram
eahram صيام: اعتراضات الأندية جعلتنا نلجأ للحكام الأجانب http://gate.ahram.org.eg... #egypt #news #ahram 7 hours ago · reply · retweet · favorite
eahram من كواليس لقاء الأهلي وبتروجت: لوحة الاستاد تعطلت ولافتة الجماهير عبّرت http://gate.ahram.org.eg... #egypt #news #ahram 8 hours ago · reply · retweet · favorite
eahram حزب النور يطلق موقعه علي الإنترنت.. غدًا http://gate.ahram.org.eg... #egypt #news #ahram 8 hours ago · reply · retweet · favorite
eahram حزب النور يطلق موقعه علي الإنترنت.. غدًا http://gate.ahram.org.eg... #egypt #news #ahram 8 hours ago · reply · retweet · favorite
Join the conversation
الصفحة الأولى | الأولى
الجوهري لرئيس تحرير الاهرام: ما نشرعن ثروات رجال مبارك
استنتاج من حوار مع مندوب الصحيفة دون مراجعتي قبل النشر
3808
نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن المستشار عاصم الجوهري مساعد وزير العدل لشئون جهاز الكسب غير المشروع, نفيه ما نشرته إحدي الصحف القومية في عناوينها الرئيسية علي لسانه أمس.
بشأن الكشف عن ثروات رجال الرئيس السابق حسني مبارك في الخارج, وبأن الجهاز توصل إلي الحسابات, وأن معظمها في أمريكا, وبريطانيا, وخمس دول أخري, وقال الجوهري, في بيان: إنه لم يدل بتلك التصريحات للصحيفة, وإنها من نسج خيال محرريها الذين سيتعرضون للمساءلة القانونية لنشرهم معلومات غير صحيحة عن تحقيقات مازالت متداولة, ولم يتم الانتهاء منها بعد.
وأوضح الجوهري أن الجهاز لا يدخر وسعا من أجل استرداد تلك الأموال المهربة في الخارج, وفقا لأحكام القانون, وفي ضوء الاتفاقيات الدولية والثنائية المعمول بها في هذا الشأن, مشيرا إلي أنه سيصدر بيانا رسميا كلما يتم التوصل إلي معلومات دقيقة وجديدة بشأنها.
من الواضح أن الأهرام هو المقصود ببيان المستشار عاصم الجوهري, لأنه هو الذي انفرد أمس بنشر هذه التصريحات, وقد اتصل رئيس تحرير الأهرام بالمستشار الجوهري فور ورود هذا البيان علي وكالة أنباء الشرق الأوسط, مبديا انزعاجه من حدته واحتوائه علي تهديد بالمساءلة القانونية للزميلين محمد شومان, وبهاء مباشر, اللذين نقلا تصريحاته لـالأهرام, وتأثير ذلك علي مصداقية الصحيفة لدي قارئها, وهي أهم ما نحرص عليه, وقد رد المستشار الجوهري علي رئيس التحرير بما يلي بالحرف الواحد: إن بيانه للوكالة جاء بهذه الحدة مراعاة للظروف العصيبة التي تمر بها البلاد
وقال إنه كان قد استقبل بالفعل الزميل بهاء مباشر في مكتبه يوم الأربعاء الماضي, وتحدث معه في الموضوع, غير أن بهاء تعجل في نقل المعلومات التي استنتجها من الحوار دون مراجعتي قبل النشر.
وأضاف المستشار الجوهري: أنه كان قد اتصل بالكاتب الكبير صلاح منتصر, ليعقب علي ملاحظات وردت في عمود مجرد رأي بـالأهرام, وقال له أيضا بالحرف الواحد: يا أستاذ صلاح لاتأخذ معلومات من صحيفة أخري, ويمكنك أن تسأل عن أي شيء في عمل جهاز الكسب غير المشروع مندوبي الأهرام في الجهاز وهما محمد شومان وبهاء مباشر
والأهرام يعتز بانتساب الزميلين إليه نظرا لمصداقيتهما.
المحرر:
اضبط حرامى- الجريدة الرسمية الاولىمازالت تكذب على الشعب -اين التطهير واين الثوار ؟
الجمعة، يونيو 10
Improvisations: Arab Woman Progressive Voice: "Arna's Children" Screening
Improvisations: Arab Woman Progressive Voice: "Arna's Children" Screening: "If you are in the DC area, please come to a free screening of Juliano Mer Khamis's award-winning film 'Arna's Children' at 1:00 pm on Sunday..."
History of River Nile
The River Nile Facts
The Nile is famous as the longest river in the world. The river got its name from the Greek word Neilos, which means valley. The Nile floods the lands in Egypt, leaving behind black sediment. That's why the ancient Egyptians named the river Ar, meaning black.
» Ancient Egypt Home» Egyptian Pharaohs» Queens of Egypt» Egyptian Gods» Egyptian Pyramids» Hieroglyphics» Life in Ancient Egypt» Ancient Egypt Maps» Site Map» Contact
Satellite photo of the Nile
Here are some more river Nile facts:
How long is the Nile River? - The Nile River is actually 6695 kilometers (4184 miles) long. With such a long length, the Nile River is speculated to be the longest river in the world. The Amazon River runs a very close second, although it has been difficult to determine which is actually longer. River Nile facts state it winds from Uganda to Ethiopia, flowing through a total of nine countries. While the Nile River is often associated with Egypt, it actually touches Ethiopia, Zaire, Kenya, Uganda, Tanzania, Rwanda, Burundi and Sudan, as well as Egypt. It's only recent that the first known navigation team successfully followed the river from beginning to its end.
The banks of the Nile
How did the ancient Egyptians use the Nile River? - The Nile River has played an extremely important role in the civilization, life and history of the Egyptian nation. One of the most well known river Nile facts is the river's ability to produce extremely fertile soil, which made it easy for cities and civilizations to spring up alongside the banks of the Nile. The fertile soil is contributed by the annual spring floods, when the Nile River overflows onto the banks. Much of the Egyptian nation consists of dry desert land. Throughout most of the year, very little rain falls on Egyptian deserts. This has remained true for thousands of years. The abundant Nile River provided much needed irrigation, even in ancient times. This waterway also provided a source of drinking water, and source of irrigation for farming as well as papyrus reeds that could be used for a variety of purposes such as paper and building materials.
Nile Crocodile Facts - The Nile Crocodile has been a major component of the Egyptian culture and way of life since the first Egyptians settled along the fertile banks of the Nile. Most Nile Crocodiles are approximately 4 meters in length, although some have been reported as longer. The animals make their nests along the banks of the Nile River, where the female may lay up to 60 eggs at one time. Some three months later the babies are born and are taken to the water by their mother. They will remain with her for at least two years before reaching maturity.
Not only is the Nile River one of the main rivers of Egypt, but many would in fact; say it is the primary river of Egypt. The Nile River has certainly played a critical role in the history of this mysterious nation.
Today, exotic and sophisticated cities like Cairo grace the banks of the Nile River, as they have for thousands of years. Individuals interested in experiencing the Nile up close and personal can journey along the famous river aboard riverboat cruises that depart from numerous cities along the bank
The Nile is famous as the longest river in the world. The river got its name from the Greek word Neilos, which means valley. The Nile floods the lands in Egypt, leaving behind black sediment. That's why the ancient Egyptians named the river Ar, meaning black.
» Ancient Egypt Home» Egyptian Pharaohs» Queens of Egypt» Egyptian Gods» Egyptian Pyramids» Hieroglyphics» Life in Ancient Egypt» Ancient Egypt Maps» Site Map» Contact
Satellite photo of the Nile
Here are some more river Nile facts:
How long is the Nile River? - The Nile River is actually 6695 kilometers (4184 miles) long. With such a long length, the Nile River is speculated to be the longest river in the world. The Amazon River runs a very close second, although it has been difficult to determine which is actually longer. River Nile facts state it winds from Uganda to Ethiopia, flowing through a total of nine countries. While the Nile River is often associated with Egypt, it actually touches Ethiopia, Zaire, Kenya, Uganda, Tanzania, Rwanda, Burundi and Sudan, as well as Egypt. It's only recent that the first known navigation team successfully followed the river from beginning to its end.
The banks of the Nile
How did the ancient Egyptians use the Nile River? - The Nile River has played an extremely important role in the civilization, life and history of the Egyptian nation. One of the most well known river Nile facts is the river's ability to produce extremely fertile soil, which made it easy for cities and civilizations to spring up alongside the banks of the Nile. The fertile soil is contributed by the annual spring floods, when the Nile River overflows onto the banks. Much of the Egyptian nation consists of dry desert land. Throughout most of the year, very little rain falls on Egyptian deserts. This has remained true for thousands of years. The abundant Nile River provided much needed irrigation, even in ancient times. This waterway also provided a source of drinking water, and source of irrigation for farming as well as papyrus reeds that could be used for a variety of purposes such as paper and building materials.
Nile Crocodile Facts - The Nile Crocodile has been a major component of the Egyptian culture and way of life since the first Egyptians settled along the fertile banks of the Nile. Most Nile Crocodiles are approximately 4 meters in length, although some have been reported as longer. The animals make their nests along the banks of the Nile River, where the female may lay up to 60 eggs at one time. Some three months later the babies are born and are taken to the water by their mother. They will remain with her for at least two years before reaching maturity.
Not only is the Nile River one of the main rivers of Egypt, but many would in fact; say it is the primary river of Egypt. The Nile River has certainly played a critical role in the history of this mysterious nation.
Today, exotic and sophisticated cities like Cairo grace the banks of the Nile River, as they have for thousands of years. Individuals interested in experiencing the Nile up close and personal can journey along the famous river aboard riverboat cruises that depart from numerous cities along the bank
البيئة النيلية وخصائص النوبة
البيئة النيلية وخصائص النوبة
هل النوبية سلالة عرقية
أ. د. عبدالوهاب إبراهيم الزين
شهدت البيئة النيلية قيام حضارات متعاقبة في مناطقها الشمالية وعند وفود العرب المسلمين ، كانت هناك بيئة بشرية تمثلت في المجموعات التي عرفت بالنوبيين ، وبيئة حضارية تمثلت في الإرث الحضاري الموروث عن الحضارات الكوشية القديمة ، بجانب ما استجد عليها من الحضارة المسيحية التي أخذت طريقها إلى المنطقة وتجلت في قيام الممالك المسيحية الثلاث ؛ نوباطيا ومقرة وعلوه . وللنظر في طبيعة البيئة البشرية ، نرى ضرورة العودة إلى أصول أولئك الذين أسسوا هذه الممالك وعرفوا بالنوبيين ، وما إذا كانت لهم علاقة سلالية بالعناصر التي سادت في الدولة المروية وقبلها في نبته وكرمه، وهل هم نفس النوبيين الذين ورد ذكرهم في النصوص القديمة ؟ بالعودة إلى نهاية الدولة المروية التي نجد في كثير من مفرداتها علاقة باللغة النوبية الحالية ، نجد ذكراً للنوبيين ضمن العناصر التي أخضعها الملك الاكسومي عيزانا وذلك في المحفورة التي عثر عليها لتمان على صخرة في اكسوم . يقول عيزانا في هذه المحفورة أنه سليل هالين ، وصاحب اكسوم وحمير وريدان وسبأ وسلحين وصيامو والبجا ، ملك الملوك حاكم كاسو، من صارع النوبة ويد الله في يده(60) (http://www.nubian-forum.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn1). إن هذه الكلمات التي يمجد بها عيزانا انتصاراته تستدعي الوقوف عندها للنظر في اسم النوبة الذي ورد بشكل مستقل عن اسم كوش (كاسو) . ولعل في ذلك ما يعني أن العناصر النوبية التي صارعها عيزانا هي غير العناصر التي تنتمي لكوش التي يدعى أنه حاكمها. في توضيح ذلك ، يقول محمد إبراهيم أبوبكر ، أن منطقة الحضارة المروية في أواخر عهدها لم تعد وقفاً علي الشعب المروي . وإنما ظهر عنصر بشري جديد في المنطقة تمثل في قبائل النوبة التي بدأت تستغل ضعف المملكة المروية وتتجمع في بعض مناطقها بعد أن هجرت مواطنها الأصلية في كردفان . ويقول أن لهؤلاء النوبة الذين ورد ذكرهم في المحفورة فرعان هما : النوبة السود التي استوطنت إلي الجنوب في مناطق النيل الأزرق ، والنوبة الحمر الذين تمركزوا إلي الشمال من نهر عطبرة حتى الشلال الرابع(61) (http://www.nubian-forum.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn2). وهو بحديثه هذا ينفي وجود صلة بين المرويين والنوبة ، ويعتبرهم عناصر جديدة وفدت إلى النيل من كردفان قبيل انهيار مروي بقليل . إلا أن المرجح عندنا في هذا الشأن هو أن العناصر النوبية عناصر محلية تكونت منذ العصور الكوشية في المنطقة . تكونت هذه العناصر وتشكلت كنتاج طبيعي لاختلاطات كثير من العناصر السلالية المحلية والوافدة دون أن يعبر هذا الخليط عن انتماء إلى سلالة عرقية معينة. وربما يكون أولئك النوبة السود الذين استوطنوا حول النيل الأزرق في نهاية العهد المروي من الزنوج القادمين من كردفان . ولا يستبعد استنوابهم بحكم وجودهم مع النوبة الحمر. وربما رجعت هذه العناصر إلى كردفان مرة أخرى ، مزودة بكثير من الثقافة النوبية وببعض من لغتها لتحتمي بالجبال إثر اشتداد غارات عيزانا عليهم ، بينما تجمعت فلول النوبة الحمر لتشكل فيما بعد الممالك النوبية الثلاث.
هذه الجماعات التي شكلت الممالك السودانية الثلاث من داخل الحدود المصرية عند الفنتين إلى حدود سنار كانت تشكل أقوى بيئة بشرية على النيل عند قدوم العرب المسلمين . ورغم إطلاق صفة النوبية على هذه الممالك ، إلا أنها في الواقع ما كانت ممالك عشائرية أو قبلية ، لأن العناصر التي شكلتها كانت كما ذكرنا هجيناً من أجناس كثيرة اختلف الباحثون في تحديد هوياتها العرقية . ومنذ دخول التاريخ في فترة غامضة ومجهولة استجدت شكوك في أصول من عرفوا بالنوبيين بين ردهم إلى الأصول الكوشية القديمة والتي بدورها لا تشكل عناصر عرقية صافية ، وردهم إلى عناصر إفريقية جديدة وفدت إلى المنطقة من غرب السودان . بل ظهرت مؤشرات في كتابات الباحثين العرب إلى أن هذه العناصر هي عناصر عربية جاءت إلى المنطقة من أصول حميرية كانت متواجدة في جنوب الجزيرة العربية . يشير إلى ذلك عبدالله بن أحمد الأسواني في كتابه " أخبار النوبة والمقرة وعلوة والبجا والنيل" ويقول أن "سلها" جد النوبة و "مقرى " جد المقـرة من حمير وأنهم جمعياً من ولد حام بن نوح(62) (http://www.nubian-forum.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn3). ويصفهم المسعودي في مروج الذهب ويقول بأن "أرضهم كأنها جزء من أرض اليمن، وملوكهم يزعمون أنهم من حمير ويستولون على مقره ونوبة وعلوه ووراء علوه من السودان.. ومن النوبة لقمان الحكيم"(63 (http://www.nubian-forum.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn4)). ويذهب القزويني وهو يصف بلاد النوبة بأنها أرض واسعة في جنوبي مصر وشرقي النيل وغربيه ، وأهلها أمة عظيمة نصارى يعاقبة ، ولهم ملك اسمه كابيل يزعمون أنه من نسل حمير(64) (http://www.nubian-forum.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn5).
على كل ، كانت هناك في البيئة النيلية مجموعات بشرية عرفت بالمجموعات النوبية عند دخول العرب المسلمين . وكانت تسود بيئتهم الطبيعية بيئة حضارية مميزة. ونظم سياسية قائمة تمثلت في ممالكهم الثلاث . وفد توحدت المملكتان الشماليان في مملكة واحدة ؛ نوباطيا والتي عرفت كذلك بمملكة المريس والتي كانت عاصمتها في فرس ، والمقرة والتي كان مركزها دنقلا العجوز. وعند دخول العرب كانت المملكة الشمالية الموحدة ، أكثر ارتباطاً بالشمال المتوسطي وبالحضارة الشرقية بوجه عام . بينما بقيت المملكة الثانية علوه تمثل رمز التواصل بالعمق الأفريقي . وكأن المملكة الشمالية كانت امتداداً لدور المملكة النبتية في علاقات التواصل مع المحيط الشمالي . وكأن المملكة الجنوبية كانت تتقمص الدور المرويٌ في تواصل السودان مع العمق الأفريقي . إنها العلاقة القدرية والمحتومة على السودان بحكم موقعه الطبيعي ، أن يمثل في كل دورة حضارية جسر التواصل بين الشمال والجنوب ، ويكون رمز الارتباط بين حضارة الشرق والحضارات الأفريقية . إنها الهوية المقدرة على السودانيين أن يرتدوها في كل زمان شاء البعض ذلك أو لم يشأ . لقد استمر الحال في تمثل هذه الأدوار حتى بعد سقوط هذه الممالك ، لتقوم الدويلات العشائرية التي ظهرت مع القبلية الجديدة بعد مجيء العرب المسلمين بالتعبير عن هذه العلاقات التواصلية مع الشمال المتوسطي والعمق الأفريقي كل حسب موقعه . وعلى ذلك كانت هناك بيئة نيلية سودانية مميزة عند دخول العرب المسلمين . إلا أنها لم تكن متماثلة إلى حد التطابق في عنصريها البشري والحضاري وفي بيئاتها الطبيعية . لذلك رأينا تقسيمها إلى بيئات فرعية ثلاث وذلك على الوجه التالي :
1- بيئة حضرية في الشمال ذات طبيعة تجارية وزراعية . تحدد جغرافيا بالمناطق التي قامت عليها مملكتي نوباطيا والمقرة . المرتبطة حضارياً بالشمال والشرق . المنتمية بشرياً حسب اختلاف الآراء ، إلى تلك العناصر الكوشية القديمة التي وفدت عليها واختلطت بها أثناء الحقبة الغامضة بعد انهيار مروي ، عناصر جديدة قد تكون عناصر أفريقية من الغرب السوداني أو عناصر حميرية جاءت من اليمن .
2- بيئة حضارية في الوسط ذات طبيعة رعوية ، قد تمت عناصرها البشرية بصلة عرقية بالعناصر التي تواجدت إلى الشمال ، بدلالة المفردات اللغوية المشتركة- بما فيها معاني عواصمهم ؛ "سوبا" التي على الأرجح تعني في اللغة النوبية " المدينة المشيدة" بجانب العواصم اللاحقة ،"سنار" والتي تعني المدينة القائمة على ضفة النهر ، "وقري" والتي تعني البلدة القاحلة الفقيرة أو حظيرة الماشية (كري) أو "الراكوبة "** (http://www.nubian-forum.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn6)- على أن المرجح أن هذه العناصر قد دخلتها مجموعات أفريقية من الجنوب والغرب أكثر من المجموعات التي تسربت إلى الشمال ، فكان ارتباطها أكثر مع العمق الأفريقي.
3-البيئة النيلية الثالثة هي البيئة الأفريقية الصرف التي تواجدت في جنوب السودان . وهي بيئة خارجة عن إطار هذا المبحث لعدم وجود صلة مباشرة بهم بالبيئات التي تأثرت بدخول العرب المسلمين السودان وأثرت فيهم وبما ترتب عن هذا التأثير من انبعاث القبلية الجديدة في السودان الشمالي في ذلك الوقت .
البيئتان النيليتان في الشمال والوسط دخلت عليهما لأول مرة حضارة مقدسية جديدة ، تمثلت في الحضارة المسيحية التي دخلت من البوابة الشمالية في أواخر القرن السادس الميلادي . ولأول مرة في تاريخ السودان يعرف السودانيون علاقة جديدة بينهم وبين المقدس وسلطته غير تلك العلاقات التي سادت لفترات طويلة سابقة . العلاقة الجديدة كانت تعبيرًا عن الارتباط بديانة سماوية راقية تمثل المقدسي فيها مؤسسة الكنيسة ورهبانها وقسسها . وإن كانت سلطة المقدس في الحضارة الكوشية مكوناً أساسياً في علاقات الحكام بالمقدسات وعلاقات الشعب بالحكام من منطلق التزام الجميع بسلطة المقدسات ، فماذا كان دور المقدس المسيحي ورهبانه وقسسه في تجسيد تلك العلاقة ؟ هل التزم الجميع في البيئتين النيليتين ، حكاماً ومحكومين بهذه السلطة الروحية الجديدة كما كان الحال في العهود السابقة ؟ ولعل من أهم ما يجب ملاحظته في هذا الشأن ، وبخصوص سلطة المقدس ، التمييز ما بين المقدس المحلي والمقدس الخارجي . ألم يأت المقدس إلي السودان في العهود القديمة من الخارج ليظهر من خلالها المقدس المحلي القادر على إلزام الكل بسلطانه ؟ فهل تمكن المقدس المسيحي الوافد من الخارج من خلق رموزه المحلية لإلزام الجميع . بمعنى أخر هل ظهر المسيح المحلي الممثل في الكنيسة المحلية والراهب المحلى الذي يلتزم بسلطانه القدسي الحاكم والمحكوم . إنها نفس الجدلية التي بدت مع ظهور المقدس الإسلامي وضرورة خلق الفقيه النوبي كشرط لقبول سلطانه على مستوى الحاكمين والمحكومين .
دخلت المسيحية البيئة النيلية الشمالية مدفوعة من الشمال المهيمن رومانياً ، وبلغة غريبة عليهم وبمؤسسة كنسية وافدة . ظلت هذه العناصر التي تمثل المقدس المسيحي أجنبية في أرض النوبة ولم تكن تعمل لنمو الثقافة المسيحية المستقلة في البلاد(65) (http://www.nubian-forum.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn7). وبجانب اغتراب المؤسسة الكنسية فأنها كانت ممزقة من جراء الاختلافات المذهبية بين الكنيستين البيزنطية والمصرية وبين طائفتي اليعاقبة والارثودكس . كما أدى الفساد الذي دب في أوساط القسس والرهبان إلى عدم الثقة فيهم وبالتالي عجزهم عن تغيير حياة الناس نحو الأفضل(66) (http://www.nubian-forum.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn8).
ورغم أن ملوك تلك الممالك حاولوا إمساك السلطتين الدنيوية والروحية وأن يصبحوا قساوسة وسياسيين في نفس الوقت(67) (http://www.nubian-forum.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn9)، إلا أن مزاولتهم لسلطة المقدس من منطلق نظام ديني قائم علي تعاليم وطقوس مستوردة من الكنيسة القبطية بمصر وباللغة الإغريقية ، لم يؤد إلى بلورة "الديني" والتحامه "بالسياسي" و "الاجتماعي"على الوجه الذي كان سائداً في الحضارات الكوشية. وقد يضاف إلى أسباب ذلك ، بجانب اغتراب "الديني" مؤسسة ولغة ، عامل الزمن الذي لم يتجاوز القرن الواحد حتى داهمت المنطقة ملامح حضارة جديدة كانت أكثر حظاً في الانتشار محلياً وعبر رموز محلية . وربما لو تأخر الزمن قليلاً ، لتم خلق الراهب النوبي الذي كان عليه أن يواصل دوره في نقل حضارة الشمال إلي الجنوب مثلما فعل الكوشيون من نفس الموقع من قبل وبما يماثل دور الفقيه النوبي المسلم من بعد ، حين حمل راية الإسلام إلي الوسط السوداني.** (http://www.nubian-forum.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn10)
إذاً يمكن القول بأن الممالك النوبية لم تكن على الهوية المسيحية مثلما كان الحال في دول أوربا في القرون الوسطى . كما وأن "مقدسه "كان عاجزاً عن أن يتقمص "السياسي" ويوجب الإلزام من منطلق نظرية المقدس العادل حين ظل مغترباً عن العامة ومنفصماً كرمز طبقي في مجتمع تعددت طبقاته ما بين أرستقراطية سياسية حاكمة ، ونبلاء إقطاعيين ، وعمارة عسكرية انتظمت على حساب العمارة الدينية وطبقة رجال الدين من القسس والرهبان. فقد كانت مملكة علوه كما يصفها أحد الباحثين ، تتمتع بنظام ذي أيديولوجية إقطاعية عسكرية علمانية ، تقوم على بنية من القوانين والتعهدات والالتزامات(68) (http://www.nubian-forum.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn11).
(60) (http://www.nubian-forum.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref1) أوردها جمال محمد أحمد ، في مقدمة تعريب كتاب بازل ديفستون ، أفريقيا تحت أضواء جديدة ، بيروت ، دار الثقافة ، 1961 .
(61) (http://www.nubian-forum.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref2) محمد إبراهيم ابوبكر ، مرجع سابق ، ص ص 213 ،214 .
(62) (http://www.nubian-forum.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref3) نقلاً عن : نعوم شقير ، مرجع سابق ، ص 22 .
(63) (http://www.nubian-forum.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref4) المسعودي ، مروج الذهب ، ومعادن الجوهر ، مرجع سابق ، ص ص 33 –36 .
(64) (http://www.nubian-forum.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref5) القزويني ، آثار البلاد في أخبار العباد ،بيروت، دار صادر ، 1979 ، ص ص 24 ، 25 .
** (http://www.nubian-forum.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref6) اجتهادات من الباحث حسب معرفته باللغات النوبية الحالية
(65) (http://www.nubian-forum.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref7) محمد عمر بشير ، التطور التعليمي في السودان ، مرجع سابق ، ص 23 .
( (http://www.nubian-forum.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref8)66) المرجع السابق نفسه .
(67) (http://www.nubian-forum.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref9) محمد عمر بشير ، تاريخ الحركة الوطنية في السودان ، مرجع سابق ، ص 9 .
** (http://www.nubian-forum.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref10) من الفقهاء النوبيين الذين حملوا راية الإسلام في الوسط السوداني ، الشيخ خوجلي والشيخ حمد والشيخ إدريس ود الأرباب وغيرهم ممن يرد ذكرهم في طبقات ود ضيف الله .
(68) (http://www.nubian-forum.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref11) جعفر طه حمزة ، مرجع سابق ، ص 46 .
هل النوبية سلالة عرقية
أ. د. عبدالوهاب إبراهيم الزين
شهدت البيئة النيلية قيام حضارات متعاقبة في مناطقها الشمالية وعند وفود العرب المسلمين ، كانت هناك بيئة بشرية تمثلت في المجموعات التي عرفت بالنوبيين ، وبيئة حضارية تمثلت في الإرث الحضاري الموروث عن الحضارات الكوشية القديمة ، بجانب ما استجد عليها من الحضارة المسيحية التي أخذت طريقها إلى المنطقة وتجلت في قيام الممالك المسيحية الثلاث ؛ نوباطيا ومقرة وعلوه . وللنظر في طبيعة البيئة البشرية ، نرى ضرورة العودة إلى أصول أولئك الذين أسسوا هذه الممالك وعرفوا بالنوبيين ، وما إذا كانت لهم علاقة سلالية بالعناصر التي سادت في الدولة المروية وقبلها في نبته وكرمه، وهل هم نفس النوبيين الذين ورد ذكرهم في النصوص القديمة ؟ بالعودة إلى نهاية الدولة المروية التي نجد في كثير من مفرداتها علاقة باللغة النوبية الحالية ، نجد ذكراً للنوبيين ضمن العناصر التي أخضعها الملك الاكسومي عيزانا وذلك في المحفورة التي عثر عليها لتمان على صخرة في اكسوم . يقول عيزانا في هذه المحفورة أنه سليل هالين ، وصاحب اكسوم وحمير وريدان وسبأ وسلحين وصيامو والبجا ، ملك الملوك حاكم كاسو، من صارع النوبة ويد الله في يده(60) (http://www.nubian-forum.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn1). إن هذه الكلمات التي يمجد بها عيزانا انتصاراته تستدعي الوقوف عندها للنظر في اسم النوبة الذي ورد بشكل مستقل عن اسم كوش (كاسو) . ولعل في ذلك ما يعني أن العناصر النوبية التي صارعها عيزانا هي غير العناصر التي تنتمي لكوش التي يدعى أنه حاكمها. في توضيح ذلك ، يقول محمد إبراهيم أبوبكر ، أن منطقة الحضارة المروية في أواخر عهدها لم تعد وقفاً علي الشعب المروي . وإنما ظهر عنصر بشري جديد في المنطقة تمثل في قبائل النوبة التي بدأت تستغل ضعف المملكة المروية وتتجمع في بعض مناطقها بعد أن هجرت مواطنها الأصلية في كردفان . ويقول أن لهؤلاء النوبة الذين ورد ذكرهم في المحفورة فرعان هما : النوبة السود التي استوطنت إلي الجنوب في مناطق النيل الأزرق ، والنوبة الحمر الذين تمركزوا إلي الشمال من نهر عطبرة حتى الشلال الرابع(61) (http://www.nubian-forum.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn2). وهو بحديثه هذا ينفي وجود صلة بين المرويين والنوبة ، ويعتبرهم عناصر جديدة وفدت إلى النيل من كردفان قبيل انهيار مروي بقليل . إلا أن المرجح عندنا في هذا الشأن هو أن العناصر النوبية عناصر محلية تكونت منذ العصور الكوشية في المنطقة . تكونت هذه العناصر وتشكلت كنتاج طبيعي لاختلاطات كثير من العناصر السلالية المحلية والوافدة دون أن يعبر هذا الخليط عن انتماء إلى سلالة عرقية معينة. وربما يكون أولئك النوبة السود الذين استوطنوا حول النيل الأزرق في نهاية العهد المروي من الزنوج القادمين من كردفان . ولا يستبعد استنوابهم بحكم وجودهم مع النوبة الحمر. وربما رجعت هذه العناصر إلى كردفان مرة أخرى ، مزودة بكثير من الثقافة النوبية وببعض من لغتها لتحتمي بالجبال إثر اشتداد غارات عيزانا عليهم ، بينما تجمعت فلول النوبة الحمر لتشكل فيما بعد الممالك النوبية الثلاث.
هذه الجماعات التي شكلت الممالك السودانية الثلاث من داخل الحدود المصرية عند الفنتين إلى حدود سنار كانت تشكل أقوى بيئة بشرية على النيل عند قدوم العرب المسلمين . ورغم إطلاق صفة النوبية على هذه الممالك ، إلا أنها في الواقع ما كانت ممالك عشائرية أو قبلية ، لأن العناصر التي شكلتها كانت كما ذكرنا هجيناً من أجناس كثيرة اختلف الباحثون في تحديد هوياتها العرقية . ومنذ دخول التاريخ في فترة غامضة ومجهولة استجدت شكوك في أصول من عرفوا بالنوبيين بين ردهم إلى الأصول الكوشية القديمة والتي بدورها لا تشكل عناصر عرقية صافية ، وردهم إلى عناصر إفريقية جديدة وفدت إلى المنطقة من غرب السودان . بل ظهرت مؤشرات في كتابات الباحثين العرب إلى أن هذه العناصر هي عناصر عربية جاءت إلى المنطقة من أصول حميرية كانت متواجدة في جنوب الجزيرة العربية . يشير إلى ذلك عبدالله بن أحمد الأسواني في كتابه " أخبار النوبة والمقرة وعلوة والبجا والنيل" ويقول أن "سلها" جد النوبة و "مقرى " جد المقـرة من حمير وأنهم جمعياً من ولد حام بن نوح(62) (http://www.nubian-forum.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn3). ويصفهم المسعودي في مروج الذهب ويقول بأن "أرضهم كأنها جزء من أرض اليمن، وملوكهم يزعمون أنهم من حمير ويستولون على مقره ونوبة وعلوه ووراء علوه من السودان.. ومن النوبة لقمان الحكيم"(63 (http://www.nubian-forum.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn4)). ويذهب القزويني وهو يصف بلاد النوبة بأنها أرض واسعة في جنوبي مصر وشرقي النيل وغربيه ، وأهلها أمة عظيمة نصارى يعاقبة ، ولهم ملك اسمه كابيل يزعمون أنه من نسل حمير(64) (http://www.nubian-forum.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn5).
على كل ، كانت هناك في البيئة النيلية مجموعات بشرية عرفت بالمجموعات النوبية عند دخول العرب المسلمين . وكانت تسود بيئتهم الطبيعية بيئة حضارية مميزة. ونظم سياسية قائمة تمثلت في ممالكهم الثلاث . وفد توحدت المملكتان الشماليان في مملكة واحدة ؛ نوباطيا والتي عرفت كذلك بمملكة المريس والتي كانت عاصمتها في فرس ، والمقرة والتي كان مركزها دنقلا العجوز. وعند دخول العرب كانت المملكة الشمالية الموحدة ، أكثر ارتباطاً بالشمال المتوسطي وبالحضارة الشرقية بوجه عام . بينما بقيت المملكة الثانية علوه تمثل رمز التواصل بالعمق الأفريقي . وكأن المملكة الشمالية كانت امتداداً لدور المملكة النبتية في علاقات التواصل مع المحيط الشمالي . وكأن المملكة الجنوبية كانت تتقمص الدور المرويٌ في تواصل السودان مع العمق الأفريقي . إنها العلاقة القدرية والمحتومة على السودان بحكم موقعه الطبيعي ، أن يمثل في كل دورة حضارية جسر التواصل بين الشمال والجنوب ، ويكون رمز الارتباط بين حضارة الشرق والحضارات الأفريقية . إنها الهوية المقدرة على السودانيين أن يرتدوها في كل زمان شاء البعض ذلك أو لم يشأ . لقد استمر الحال في تمثل هذه الأدوار حتى بعد سقوط هذه الممالك ، لتقوم الدويلات العشائرية التي ظهرت مع القبلية الجديدة بعد مجيء العرب المسلمين بالتعبير عن هذه العلاقات التواصلية مع الشمال المتوسطي والعمق الأفريقي كل حسب موقعه . وعلى ذلك كانت هناك بيئة نيلية سودانية مميزة عند دخول العرب المسلمين . إلا أنها لم تكن متماثلة إلى حد التطابق في عنصريها البشري والحضاري وفي بيئاتها الطبيعية . لذلك رأينا تقسيمها إلى بيئات فرعية ثلاث وذلك على الوجه التالي :
1- بيئة حضرية في الشمال ذات طبيعة تجارية وزراعية . تحدد جغرافيا بالمناطق التي قامت عليها مملكتي نوباطيا والمقرة . المرتبطة حضارياً بالشمال والشرق . المنتمية بشرياً حسب اختلاف الآراء ، إلى تلك العناصر الكوشية القديمة التي وفدت عليها واختلطت بها أثناء الحقبة الغامضة بعد انهيار مروي ، عناصر جديدة قد تكون عناصر أفريقية من الغرب السوداني أو عناصر حميرية جاءت من اليمن .
2- بيئة حضارية في الوسط ذات طبيعة رعوية ، قد تمت عناصرها البشرية بصلة عرقية بالعناصر التي تواجدت إلى الشمال ، بدلالة المفردات اللغوية المشتركة- بما فيها معاني عواصمهم ؛ "سوبا" التي على الأرجح تعني في اللغة النوبية " المدينة المشيدة" بجانب العواصم اللاحقة ،"سنار" والتي تعني المدينة القائمة على ضفة النهر ، "وقري" والتي تعني البلدة القاحلة الفقيرة أو حظيرة الماشية (كري) أو "الراكوبة "** (http://www.nubian-forum.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn6)- على أن المرجح أن هذه العناصر قد دخلتها مجموعات أفريقية من الجنوب والغرب أكثر من المجموعات التي تسربت إلى الشمال ، فكان ارتباطها أكثر مع العمق الأفريقي.
3-البيئة النيلية الثالثة هي البيئة الأفريقية الصرف التي تواجدت في جنوب السودان . وهي بيئة خارجة عن إطار هذا المبحث لعدم وجود صلة مباشرة بهم بالبيئات التي تأثرت بدخول العرب المسلمين السودان وأثرت فيهم وبما ترتب عن هذا التأثير من انبعاث القبلية الجديدة في السودان الشمالي في ذلك الوقت .
البيئتان النيليتان في الشمال والوسط دخلت عليهما لأول مرة حضارة مقدسية جديدة ، تمثلت في الحضارة المسيحية التي دخلت من البوابة الشمالية في أواخر القرن السادس الميلادي . ولأول مرة في تاريخ السودان يعرف السودانيون علاقة جديدة بينهم وبين المقدس وسلطته غير تلك العلاقات التي سادت لفترات طويلة سابقة . العلاقة الجديدة كانت تعبيرًا عن الارتباط بديانة سماوية راقية تمثل المقدسي فيها مؤسسة الكنيسة ورهبانها وقسسها . وإن كانت سلطة المقدس في الحضارة الكوشية مكوناً أساسياً في علاقات الحكام بالمقدسات وعلاقات الشعب بالحكام من منطلق التزام الجميع بسلطة المقدسات ، فماذا كان دور المقدس المسيحي ورهبانه وقسسه في تجسيد تلك العلاقة ؟ هل التزم الجميع في البيئتين النيليتين ، حكاماً ومحكومين بهذه السلطة الروحية الجديدة كما كان الحال في العهود السابقة ؟ ولعل من أهم ما يجب ملاحظته في هذا الشأن ، وبخصوص سلطة المقدس ، التمييز ما بين المقدس المحلي والمقدس الخارجي . ألم يأت المقدس إلي السودان في العهود القديمة من الخارج ليظهر من خلالها المقدس المحلي القادر على إلزام الكل بسلطانه ؟ فهل تمكن المقدس المسيحي الوافد من الخارج من خلق رموزه المحلية لإلزام الجميع . بمعنى أخر هل ظهر المسيح المحلي الممثل في الكنيسة المحلية والراهب المحلى الذي يلتزم بسلطانه القدسي الحاكم والمحكوم . إنها نفس الجدلية التي بدت مع ظهور المقدس الإسلامي وضرورة خلق الفقيه النوبي كشرط لقبول سلطانه على مستوى الحاكمين والمحكومين .
دخلت المسيحية البيئة النيلية الشمالية مدفوعة من الشمال المهيمن رومانياً ، وبلغة غريبة عليهم وبمؤسسة كنسية وافدة . ظلت هذه العناصر التي تمثل المقدس المسيحي أجنبية في أرض النوبة ولم تكن تعمل لنمو الثقافة المسيحية المستقلة في البلاد(65) (http://www.nubian-forum.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn7). وبجانب اغتراب المؤسسة الكنسية فأنها كانت ممزقة من جراء الاختلافات المذهبية بين الكنيستين البيزنطية والمصرية وبين طائفتي اليعاقبة والارثودكس . كما أدى الفساد الذي دب في أوساط القسس والرهبان إلى عدم الثقة فيهم وبالتالي عجزهم عن تغيير حياة الناس نحو الأفضل(66) (http://www.nubian-forum.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn8).
ورغم أن ملوك تلك الممالك حاولوا إمساك السلطتين الدنيوية والروحية وأن يصبحوا قساوسة وسياسيين في نفس الوقت(67) (http://www.nubian-forum.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn9)، إلا أن مزاولتهم لسلطة المقدس من منطلق نظام ديني قائم علي تعاليم وطقوس مستوردة من الكنيسة القبطية بمصر وباللغة الإغريقية ، لم يؤد إلى بلورة "الديني" والتحامه "بالسياسي" و "الاجتماعي"على الوجه الذي كان سائداً في الحضارات الكوشية. وقد يضاف إلى أسباب ذلك ، بجانب اغتراب "الديني" مؤسسة ولغة ، عامل الزمن الذي لم يتجاوز القرن الواحد حتى داهمت المنطقة ملامح حضارة جديدة كانت أكثر حظاً في الانتشار محلياً وعبر رموز محلية . وربما لو تأخر الزمن قليلاً ، لتم خلق الراهب النوبي الذي كان عليه أن يواصل دوره في نقل حضارة الشمال إلي الجنوب مثلما فعل الكوشيون من نفس الموقع من قبل وبما يماثل دور الفقيه النوبي المسلم من بعد ، حين حمل راية الإسلام إلي الوسط السوداني.** (http://www.nubian-forum.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn10)
إذاً يمكن القول بأن الممالك النوبية لم تكن على الهوية المسيحية مثلما كان الحال في دول أوربا في القرون الوسطى . كما وأن "مقدسه "كان عاجزاً عن أن يتقمص "السياسي" ويوجب الإلزام من منطلق نظرية المقدس العادل حين ظل مغترباً عن العامة ومنفصماً كرمز طبقي في مجتمع تعددت طبقاته ما بين أرستقراطية سياسية حاكمة ، ونبلاء إقطاعيين ، وعمارة عسكرية انتظمت على حساب العمارة الدينية وطبقة رجال الدين من القسس والرهبان. فقد كانت مملكة علوه كما يصفها أحد الباحثين ، تتمتع بنظام ذي أيديولوجية إقطاعية عسكرية علمانية ، تقوم على بنية من القوانين والتعهدات والالتزامات(68) (http://www.nubian-forum.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn11).
(60) (http://www.nubian-forum.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref1) أوردها جمال محمد أحمد ، في مقدمة تعريب كتاب بازل ديفستون ، أفريقيا تحت أضواء جديدة ، بيروت ، دار الثقافة ، 1961 .
(61) (http://www.nubian-forum.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref2) محمد إبراهيم ابوبكر ، مرجع سابق ، ص ص 213 ،214 .
(62) (http://www.nubian-forum.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref3) نقلاً عن : نعوم شقير ، مرجع سابق ، ص 22 .
(63) (http://www.nubian-forum.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref4) المسعودي ، مروج الذهب ، ومعادن الجوهر ، مرجع سابق ، ص ص 33 –36 .
(64) (http://www.nubian-forum.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref5) القزويني ، آثار البلاد في أخبار العباد ،بيروت، دار صادر ، 1979 ، ص ص 24 ، 25 .
** (http://www.nubian-forum.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref6) اجتهادات من الباحث حسب معرفته باللغات النوبية الحالية
(65) (http://www.nubian-forum.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref7) محمد عمر بشير ، التطور التعليمي في السودان ، مرجع سابق ، ص 23 .
( (http://www.nubian-forum.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref8)66) المرجع السابق نفسه .
(67) (http://www.nubian-forum.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref9) محمد عمر بشير ، تاريخ الحركة الوطنية في السودان ، مرجع سابق ، ص 9 .
** (http://www.nubian-forum.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref10) من الفقهاء النوبيين الذين حملوا راية الإسلام في الوسط السوداني ، الشيخ خوجلي والشيخ حمد والشيخ إدريس ود الأرباب وغيرهم ممن يرد ذكرهم في طبقات ود ضيف الله .
(68) (http://www.nubian-forum.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref11) جعفر طه حمزة ، مرجع سابق ، ص 46 .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)
مشاركة مميزة
-
Can I sign u AHMED MOHAMED EL-WAZIRY" , "sami _rn2000" , "FAIRS animal" , "DR Abd-El-Rahman" , &quo...
-
http://www.ahram.org.eg/Egypt/News/123073.aspx اللهم لاتجعل هلاك مصر على يد الجنزورى اد-عبدالعزيزنور nouraziz2000@yahoo.com (رسالة مو...
-
Inter-Agency Network for Education in Emergencies Terminology of ... Inter-Agency Network for Education in Emergencies Terminology of Fragil...