وطن يحترق!!
بقلم: عبدالعظيم درويش
لا أدري إلي متي ستظل الحكومة صامتة ـ ولن أقول عاجزة ـ علي مواجهة محاولات البعض إحراق الوطن بزعم أنهم ينيرون لنا طريق الهداية.
ولا أدري إلى متى سيطول " سكون " الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الذي خرج من ميدان التحرير إلى مقعد رئيس الحكومة ليحمي ثورة الشعب من محاولات البعض ممن يسعون إلى القفز على الثورة وإختطافها وبينهم من يراهنون على إقناع البسطاء منا بأنهم يحملون " توكيلاً إلهياً " لحماية الدين وفرض" التقوى "على مواطنين يرونهم أنهم في حاجة إلى دليل يرشدهم إلى طريق "الإيمان"!! أو من يُنصّبون أنفسهم قضاة في محاكم للتفتيش في النوايا بأسلوب " مكارثي جديد "!!
الوطن بات كله " مصلوباً " ومواطنوه جميعاً "معتقلين " داخل جدران الخوف على مستقبل تضيع ملامحه التي تشكلت في وجداننا ليلة 11 فبراير الماضي .. أجراس الكنائس وآذان المساجد ما هي إلا كلمة السر – لبعض ممن أطلقوا لحاهم باعتبارها صك الإيمان - لتنطلق فرق الإغتيال لتصفى وطن .. تجهض حلم شعب .. تخنق بسمة طفل يُلُوح "بعلم " تمثل خطوطه الثلاثة ونسر صلاح الدين – المشتبك معها - قواعد تشكيل وجدانه الوطني .. !!
أمام ممارسات من أغلقوا على أنفسهم وحدهم دائرة الإيمان – فما عداهم من كفار قريش – وخرجوا في أكثر من مرة في إستعراض للقوة وقف شرف صامتاً كما ولو كان هو على يقين بأن أي مواجهة معهم ستجرح صورته التي حدد ملامحها من فوق منصة "ميدان التحرير في جمعة اختياره ليقود فريقاً من الوزراء لتحقيق حلم شعب ثار بحثاً عن حقه في تحديد مصيره .. !!
في أول تعليق له على أحداث "فتنة امبابة " حرص شرف على أن يظل كما هو .. هادئاً ولا أقول " وديعاً " .. خجولاً ولا أقول "منكسراً " .. شاخصاً ببصره ربما يرى في الأفق حلاً "إلهياً " ولا أقول ذائغ العينين مصدوماً مما جرى .. وبنبرة صوت خفيضة ولا أقول " مرتجفة " أعلن أنه " لن تكون هناك أية إجراءات إستثنائية .. ولن تسود أحكام الطوارئ لمواجهة هذه الأحداث ".. ولا أدري أي تصعيد آخر ينتظره شرف لتكون هناك إجراءات إستثنائية لمواجهته ..وأي خطر قادم يتوقعه ليعمل إجراءات الطوارئ لمحاصرته .. فالوطن بدأ في الإحتراق .. وهيبة الدولة بدأت في الإنهيار ؟!!
بالتأكيد لا أحد يريد عودة عصور الإعتقالات .. لا أحد يرغب في إستضافة "زوار الفجر " له .. لا أحد يتمنى أن تمتد يد بشريط لاصق يغلق به فمه .. أو بعصابه سوداء تتوحد مع جفونه كي لا يرى .. ولكن الأهم هو أنه يرفض أن يشم رائحة إحتراق وطنه بيد أي جماعة كبرت أو صغرت .. أن تتحول " مصر هي أمي " إلى رماد .. أن تصبح عمليات " تنظيف السلاح " من مفردات الحياة اليومية للمواطن ليحمي أسرته ويدافع عن حياته وحياة أفرادها .. أن يستبدل تلاميذ المدارس "المطواة " بالقلم مادام هناك من يحميه في ظل غياب الأمن وسكون الحكومة عما يجري ويحدث !!
الأمر ليس فيه أي تعقيد ..فترسانة القوانين كافية .. وقوة المواجهة بنصوصها رادعة وإلا لا أجد ما أقوله لهؤلاء الذين يسعون إلى فرض أنفسهم على الجميع بالقوة سوى : أشرخوا حناجركم بالنداء على الجهاد ضد شركائكم في الوطن بحثاً عن كاميليا أو عبير فالفرصة أمامكم متسعة .. أسكبوا مزيداً من البنزين على الرماد فربما يشتعل وينعكس ضوء لهيبه على وجوهكم فيروها مواطنوكم ويتأكدوا من أنكم وحدكم أصحاب الكلمة في هذا البلد الذي تسعون لإكسابه صفة "أنه كان آمناً "..!!