الخميس، أغسطس 18

التخريب خطوة خطوة‏!

 
التخريب خطوة خطوة‏!‏
بقلم: عصام رفعت
عصام رفعت
1258
 
عدد القراءات


هل تلاحظون ما يحدث في مصر الآن؟ انه باختصار التخريب خطوة خطوة لتدمير هذا الوطن والا كيف نفسر كل ما يحدث علي الساحة وفي إطار غياب أمني واضح شاعت فيه الفوضي وارهاب البلطجية والتناحر الطائفي والفئوي وانطلقت فيه كل المطالب والملفات والمشاعر المكبوتة في عدوي متزايدة لم يسبق لها مثيل‏.‏
إن مصر فيما تواجهه الآن ليس مجرد أزمة أو فترة انتقالية ولكنها فترة تشهد عمليات تخريب خطوة خطوة خطيرة قد تعصف بواقع هذا الوطن ومستقبله وتفقده مكانته وامكانياته في دولة ليست صغيرة ولكنها تضم58 مليونا من السكان نصفهم يعاني الفقر الشديد, فضلا عن عشرة ملايين عاطل يبحثون عن العمل. ان الصورة بجد قاسية وشديدة وبغير أمن واستقرار, ونحن هنا نتحدث عن احوال اقتصادية سوف تضع البلد في اقتصاد بلا حكومة او اقتصاد في ظروف غياب الدولة وهي حالة ــ لا قدر الله ــ تعني فقد موارد الدولة وامكانياتها وقدراتها وتردي الخدمات ومزيدا من الانهيار الاقتصادي وهروب الاموال إلي الخارج وتوقف التنمية والمشروعات والاستثمار.
ما هي ملامح الوضع الاقتصادي؟
حتي هذه اللحظة لم يجب أحد في المجموعة الاقتصادية الوزارية عن هذا السؤال وكل ما نسمعه ونقرأ عنه هو أن هناك عجزا كبيرا ومتزايدا في ميزانية الدولة وان المطالب الفئوية تزيد الميزانية ارهاقا وأن التصدير انخفض بشكل مثير وان السياحة تكاد تكون منعدمة وان البنك المركزي خسر اكثر من7 مليارات دولار من احتياطيه النقدي وأن العمل متوقف في كثير من المصانع وان الفجوة التمويلية21 مليار دولار نطلبها قرضا من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
إذا كانت هي تلك المؤشرات أو ملامح الوضع الاقتصادي كما ينشر عنه فإنه في الوقت نفسه لا نعتقد أن هناك دراسة جادة تحدد بوضوح حجم هذه الخسائر وما هي خطط مواجهتها. وانشغل الجميع بحوادث فردية هنا أو هناك تتعلق بمصير كاميليا شحاتة أو ما فجرته اعبير طلعتب من مآساة في امبابة والزحف نحو السفارة الاسرائيلية والسفارة الامريكية ومليونية الذهاب الي غزة ونقص السولار وانفض الجميع عن حقيقة الوضع الاقتصادي وأهمية أن تدور عجلة العمل أو ببساطة ان يبدأ الجميع العمل من أجل إعادة بناء مصر مرة أخري وانتزاعها من حالة الشلل التي أصابت الاقتصاد.
انشغل الرأي العام بتلك التيارات والانتماءات وانشغل ايضا بملفات الفساد ومن تجري محاكمتهم, ومن هم في السجن دون أن نتطرق الي إنقاذ اقتصاد هذا البلد سواء مما جري أو مما يجري علي الارض الآن.
باختصار ما جري علي أرض اقتصاد مصر خاصة وبتركيز شديد خلال السنوات العشر الأخيرة التي جاءت في إطار ما يسمي بالعولمة وحكومة رجال الأعمال وزواج السلطة ورأس المال أن الشركات الاجنبية الكبري عقدت صفقات مربحة ومعها سعت النخبة الحاكمة إلي تكديس الثروات الضخمة التي تعود بالربح علي صناعات الكماليات في أوروبا أو غيرها كما انتعشت سوق العقارات ليستفيد منها قلة من المضاربين وأصحاب النفوذ وتحصن بعض رجال الاعمال في جلباب السلطة في وقت تتزايد فيه معدلات البطالة بين الشباب وتوجد بؤر واسعة للأمية والمرض وتنتشر العشوائيات وتنخفض القوة الشرائية والدخل لدي40% علي الاقل من السكان وينتشر الفساد بكل صوره وأشكاله وأنواعه ويزداد الاحباط وتختنق الطبقة الوسطي بين خيارين كلهما أكثر مرارة, إما التعلق بأهداب الطبقة العليا بممر للفساد أو الهبوط الي الطبقة الفقيرة والمعدمة كما يدار القطاع الخاص بإداراة فوضوية تمارس الفساد علي أعلي مستوي كفريسة للنظام وثمن للاقتراب منه ثم يعلن عن معدل نمو مرتفع تحصل عليها مؤسسات النخبة الحاكمة دون أن يتساقط النمو الي ابناء الوطن.
لم يكن هناك اهتمام بتطوير حقيقي في الاقتصاد, فقد أصبح الاقتصاد المصري يدار لصالح مجموعة مستفيدة في قطاعات المال والاتجار بالمال والمضاربة في البورصة وحققت المليارات من وراء ذلك في قطاع العقارات الفاخرة والتوزيع التجاري واحتكارات الاستيراد للسلع الغذائية وغيرها وفي مقدمتها القمح وارتفعت اسعار العقارات لتضاعف ثراء أتباع النظام وتخطت ثرواتهم المتزايدة كل الحدود, وبقي الاستثمار في قطاعات الاقتصاد الحقيقي محدودا للغاية في مجالات الزراعة والصناعة والابحاث والصناعات الطبية والطاقة الشمسية وتدوير النفايات وادارة المياه وغيرها, واتجه القطاع الخاص الي الاستثمار في نشاطات ذات ربح عال لا تتضمن اية مخاطر وانعدمت لديه اي اتجاهات للاستثمار في الابحاث والتنمية والتطوير.
والآن ونحن أمام مخاطر جسيمة رغم أننا مازلنا أمام اقتصاد متماسك ولكن بطبيعة الحال فإن المتاعب والازمات تظهر حدتها بعد فترة قصيرة بمعني اننا الآن قد لا نواجه ازمات حادة ولكنها تنتظرنا بعد شهور قليلة, حيث تظهر نتائج العبث الجاري الآن وعلينا أن نلحق أنفسنا وهذا يدخل في نطاق الممكن لان الطاقة الكامنة والقدرات داخل الاقتصاد المصري لا تزال قائمة ومن ثم فإنه من السهل استعادتها إلي أوضاعها الطبيعية ولكن بشروط.
عودة الي المخاطر الجسيمة التي نتعرض لها ونشير اليها باختصار وأولها أهمية سرعة تحديد البوصلة واتجاهاتها ومصير الوطن.
أما الخطر الثاني فهو معالجة ضعف النظام الاقتصادي والحيلولة دون سقوطه وأهمية تأمين امدادات المواد الغذائية والخامات وقطع الغيار وتحويل الاقتصاد الي اقتصاد انتاجي يعتمد علي الموارد المتاحة ووضع سياسة جديدة للنمو مستوحاة من تجربة مصر وتجارب الدول الاخري دون ربط ذلك بانتظار قروض مشروطة من مؤسسات دولية أو غيرها. ويكمن الخطر الثالث الذي ينبغي سرعة مواجهته وتسويته فهو التناقضات الاجتماعية التي ظهرت وتوحدت في مطالب فئوية دفعت بها الي الساحة السياسية, ومن المؤكد أهمية تلبية المطالب العادلة لاصلاح الاجور غير أن استمرارها مرتهن بسرعة انقاذ الاقتصاد وتحويله الي اقتصاد انتاجي وتنويع انشطته بعيدا عن السمسرة والوساطات المالية وتجارة التوزيع والعقارات وتحقيق العدالة الضريبية.
وأخيرا فإن مستقبل مصر مرتهن بمدي قدرتنا علي تجاوز مخاطر المرحلة الحالية ومدي الوعي بها والعمل الحقيقي لوحدة الامة لا الاكتفاء بأننا يد واحدة.. يجب أن تكون يدا واحدة تعمل.. فمن يبدأ هذا الحوار ويفتح الملف الشائك لنصل الي خارطة طريق لاصلاح ما أفسده النظام وتجنب الوطن مخاطر جسيمة لا قدر الله

الإفلات من سيطرة الأربعة الكبار‏!‏

الإفلات من سيطرة الأربعة الكبار‏!‏
بقلم: عصام رفعت
عصام رفعت
492
 
عدد القراءات


لايزال المشهد من التاريخ الاقتصادي لمصر عائدا الي الذاكرة عن أواخر سبعينيات القرن الماضي حين تدفق علي مصر نهر من الأموال الخارجية‏
وهو مادعا الرئيس الراحل أنور السادات إلي القول بأن عام الرخاء قادم وأيضا تحت هذا السحر من الأموال مادعا د. عبدالرازق عبدالمجيد نائب رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية إلي القول انذاك بأنها: فلوس السادات.
ماعلاقة هذا المشهد بما يحدث الآن علي أرض مصر؟
عندما تتعرض دولة ما إلي أزمة اقتصادية فهي تبحث وتفتش أولا في ملفاتها للبحث عن وسائل للخروج من هذه الأزمة ثم هي أيضا تبحث عن علاقات خارجية تمدها بدعم وعون عاجل.
وفي هذا الشأن هناك دول اعتمدت نظام التصحيح الذاتي أو مواجهة الأزمة بأساليب من الداخل ونجحت في ذلك, ونذكر هنا تجربة ماليزيا وتجربة كوريا الجنوبية حيث ابتعدتا تماما عن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ونجحتا في اقتناص فرص النجاة من الأزمة الاقتصادية بحلول داخلية دون أن تتحملا أعباء خارجية تحملها علي كاهلهما في المستقبل.
وفي مصر ليست هذه هي المرة الأولي التي تواجه فيها شبح أزمة اقتصادية أو الاقتراب منها, ولكننا يجب ان نخضع الأمر للتحليل العلمي الدقيق الذي يقول لنا ان اقتصاد مصر خلال السنوات الثلاثين الماضية بل ومن اواخر السبعينيات وهو يعتمد علي الأربعة الكبار وهم: الدخل من قناة السويس والسياحة وتحويلات المصريين وصادرات البترول, بصفة اساسية, ثم المعونات والقروض الخارجية والتي تأتي عادة مصحوبة بشروط إما أن يصعب تنفيذها أو أن تطبيقها له آثارسلبية وخيمة علي الاقتصاد ككل والأوضاع الاجتماعية.
وواقع الأمر أن هذه المصادر الأربعة كلها هشة وتخضع لاعتبارات وظروف خارجية لا تتحكم فيها, ومن ثم فإن أي اصابة تحدث لأي منها تؤذي الاقتصاد بمرارة. والمعني هنا أن البنيان الاقتصادي ذاته كزراعة وصناعة ليس لديه القدرة علي امتصاص تلك الصدمات ومواجهتها. ولهذا فإن السؤال يدور حول كيفية الافلات من هذه الموارد أو الأربعة الكبار مع التسليم بأهميتها كمصادر النقد الأجنبي. ولكن كيف يمكن وضعها في موقف حيادي يقلل من آثارها السلبية علي اقتصاد مصر.
ان هذا الوضع يفتح امامنا ملفات عدة, اولها ملف الموازنة العامة الجديدة التي يبدو أن أسس وضعها قد تمت علي اعتبار أن الظروف الراهنة والقادمة عادية وأنها اذ تعتمد في تمويلها علي النشاط الاقتصادي سوف تحقق عائدات من الضرائب مثلا تزيد20% عن العام الماضي مع عدم فرض ضرائب جديدة أو اخضاع انشطة جديدة للضرائب توسع من دائرة المجتمع الضريبي, فهي موازنة لم تأخذ في اعتبارها الموقف الاقتصادي الراهن والهبوط الحادث في الانشطة والقطاعات المختلفة والمطالب الفئوية وزيادات الأجور والعلاوات وأزمة تفاقم الدين العام والعجز المتزايد بها.
ولنأخذ مثلا ملف الزراعة والذي لايزال يسير في جلباب النظام السابق دون أن يتطرق الي مواجهة مع الموقف الاقتصادي الحالي.
وأحد الملفات المهمة هو ملف الصناعة, حيث لم يتضح حتي هذه اللحظة اية سياسة للتصنيع أو الحفاظ علي الصناعات القائمة ووضع حلول لمشكلاتها.
ولذلك فإن أحد الملفات العامة يدور حول سؤال مهم: أين اختفي القطاع الخاص المصري؟ وأين رجال الأعمال وأين منظماتهم? وهذا القطاع اختفي ولم يظهر له أثر علي شاشة الأحداث الاقتصادية اللهم عندما قررت وزارة المالية فرض ضريبة علي الأرباح الرأسمالية التي تزيد عن10 ملايين جنيه خرجت علينا بالرفض اصوات عالية بينما غير ذلك لم نجد صوتا للقطاع الخاص.
واخيرا اننا نطالب بعملية جرد كاملة لقوائم الواردات من السلع المستوردة ووقف استيراد السلع فوق الكمالية. وقد يطرح البعض سؤالا عما اذا كان هذا يتعارض مع منظمة التجارة العالمية وتحرير التجارة وفقا لاتفاقية الجات. غير أن هذا يتناسي ان هذه الاتفاقية التي يبلغ عدد صفحاتها5500 صفحة قد شملت خطوط الدفاع عن الاقتصاد عندما يتعرض لأزمة ما, وفي حالتنا عندما يكون الاستيراد الآن علي نحو ماكان عليه سداحا مداحا فإنه يهدد بمزيد من العجز في الميزان التجاري وميزان المدفوعات كما يضغط علي العملة الاجنبية واحتياطي النقد الاجنبي لدي البنك المركزي وهو ماظهر أخيرا حيث فقد نحو7 مليارات دولار ومن ثم فإنه في هذه الحالة يتعين القيام بعملية جرد كاملة لقوائم الواردات لتحديد مايمكن الاستغناء عنه في هذه المرحلة. وهذه اجراءات ضرورية حاسمة في ظروف استثنائية تمر بها البلاد يجب اتخاذها مهما كان صوت البعض عاليا مدافعا عن مصالحهم مثلما حدث في الضريبة الرأسمالية والتي يعد فرضها نوعا من تحقيق العدالة الاجتماعية وهو مالم يمس غالبية الشعب محدودي الدخل والفقراء وليس في هذا عودة إلي الوراء أو الانغلاق, انه مجرد استخدام آلية متاحة لمساعدة الاقتصاد.
اننا لا يمكن ان نترك اقتصاد مصر تحت رحمة الأربعة الكبار وهم قناة السويس, والسياحة وتحويلات المصريين, وصادرات البترول والغاز, ويضاف اليهم القروض والدعم الخارجي. إن علينا مسئولية كبيرة في اعادة ترتيب اقتصاد مصر علي نحو يدعم قدراته ولا يجعله تحت رحمة تيارات خارجية قد تأتي أو لا تأتي وتحدث فيه هزات مؤثرة بين فترة وأخري, وأغلب الظن ان مصر الآن في فترة مهمة تسمح لها بإعادة البناء وبقوة.
erefat@ahram.org.eg

قضايا واراء - الإفلات من سيطرة الأربعة الكبار‏!‏

من المسئول عن المذبحة الاقتصادية؟

من المسئول عن المذبحة الاقتصادية؟
بقلم: عصام رفعت
عصام رفعت


التهمة هي تخريب مستقبل مصر إذ في اعتقادي أن الاتهام الشامل الذي يمكن أن يوجه الي النظام السابق وأركانه وأعوانه هو تخريب مصر ومستقبلها وهو أكبر وأشمل ليضم معه ملف القتل والتعذيب واحباط شعب بأكمله
وضياع فرص وأحلام أجيال واغتيال مواهب الشعب وقدراته وامكانياته وموارده.
ملف تخريب مصر هو ملف تخريب الانسان المصري تعليما وصحة وثقافة وغذاء وهو ما حال دون تحقيق تقدم ملموس سواء للدولة في حد ذاتها أو في حياة المواطن ذاته.
تقارير ما قبل25 يناير محليا ودوليا وبحوث ومقالات ودراسات صرحت وصرخت بالأوضاع وترديها ولم يلتفت أحد الي كل ما تضمنته تلك التقارير والملفات التي راحت تتحدث بحدة عن هموم المواطن والوطن فقد سيطرت عليهم النظره الفوقية والاستهانة بالشعب واحتقار المواطن ومن ثم فإن مشاعر اليأس والبؤس ولدت الشماتة والانتقام لدي الرأي العام عقب ثورة يناير وهو أمر غريب علي المصريين لولا ما تعرضوا له. وأمامنا سؤالان: أولهما البحث ومحاسبة المسئول عن المذبحة الاقتصادية التي أصابت معظم المصريين بالفقر والمرض والجهل وثانيهما البحث عن مخرج من الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تراكمت خلال سنوات طويلة فالقضية أكبر من أن يتم حصرها في حد أدني أو حد أقصي للأجور.
قبل ثورة يناير تجمع الكثير من المؤشرات التي تنذر بمخاطر الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وهذا هو تقرير التنمية البشرية عن مصر والذي قام باعداده عام2010 معهد التخطيط القومي وبرنامج الأمم المتحدة الانمائي وقد حدد كثيرا من المحاذير منها تردي حالة التعليم وتدني جودة التعليم وعدم توافق مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل والعجز في المعلمين المؤهلين وأن المناهج تقليدية لاتنمي القدرة علي حل المشكلات بالاضافة الي سوء الوضع الاقتصادي والاجتماعي حيث ان41% من السكان تحت خط الفقر فضلا عن ارتفاع معدلات البطالة وأن90% من المتعطلين يقل عمرهم عن30 سنة أما الاسكان فانه يمثل تحديا خطيرا امام المواطنين بسبب زيادة تكاليف البناء.
قبل هذا التقرير أصدرت الأمم المتحدة تقريرا عن التنمية البشرية بمصر عام2007 أشارت فيه الي اختلال التنمية بين المحافظات المختلفة وان هناك خللا في العدالة التوزيعية بين المناطق الجغرافية المختلفة.
وانطلقت اجراس الانذار غير أن عنجهية النظام وتعاليه لم تلتفت اليها اذ بدأت عام2003 بنحو86 احتجاجا وصلت الي222 عام2006 ثم بلغت718 في2007 أما خلال الأربعة شهور يناير ـ ابريل2008 فقد وصلت الي900 احتجاج واعتصام ويشير هذا المتصاعد الي اختلال موازين العدالة الاجتماعية ولقد شملت جميع انحاء مصر.
لقد أسهمت جملة السياسات التي تم تطبيقها خلال25 عاما من81 ــــ2005 في تدهور العدالة الاجتماعية بين فئات المجتمع وتآكل الطبقة الوسطي وزيادة التوترات السياسية والاجتماعية بسبب المعاناة التي تحملها الكثير من المواطنين وانتشار الفقر والفساد وتخفيض الدعم وارتفاع الأسعار والاحتكارات سواء في مواد البناء او المواد الغذائية وفي مقدمتها القمح واستيراده والذي احتكرته مجموعة محددة من المستوردين, مستوردين بقيادات من السلطة.
وجاءت حكومة رجال الأعمال لتدير الاقتصاد ادارة شركة يبحثون عن الربح واصبحت الحكومة عائلة واحدة يتناولون إهدارالمال العام وتحقيق المصالح ويشغلون الشعب والرأي العام بقضايا وهمية ومسلسلات تليفزيونية وبرامج شاذة وافتعال لقضايا تثير الفتن بين طوائف الشعب والهاء الرأي العام بقضية الدعم ومن يستحقه ومن لايستحقه وضرورة ان يكون هناك حوار مجتمعي حوله يستمر سنوات بينما هناك صمت تام حول دعم الصناعة سواء الدعم المادي المباشر من برنامج تحديث الصناعة او صندوق دعم الصادرات او وهذا هو الأخطر دعم الطاقة الذي يذهب الي صناعات كثيفة استخدام الطاقة والغاز في مقدمتها مثل صناعات الحديد باحتكارها والأسمنت بالأجانب الذين يسيطرون عليها ثم بيعه في السوق بأسعار عالمية تحقق ارباحا هائلة بالمليارات لأصحابها ولانعرف اذا كان يتم تسديد ضرائب حقيقية علي تلك الأرباح أم لا؟
واستمرأت حكومة رجال الأعمال الأوضاع واستخفت بالقوم ولم تأت بسياسات عامة تكفل تحقيق العدالة الاجتماعية باستخدام دور الدولة وآلياته مثل سياسة الضرائب التصاعدية- التي هاجمها وزير المالية الاسبق يوسف بطرس غالي ـ وذلك ليحافظ علي مصالح دائرة المنتفعين ويضرب عرض الحائط بمصالح وحقوق الأقل دخلا كما اختفت من حكومة رجال الأعمال أية سياسات اصلاحية اجتماعية لتوفير الخدمات الصحية الاساسية كالتعليم والصحة سواء مجانا أو بأسعار رمزية مع جودة في تقديم الخدمة وليس هذا الانهيار والانحدار في مستويات التعليم والخدمات الصحية الذي خرب بنيان الانسان المصري ولم تتخذ أية خطوات لمواجهة تسرب الدعم الي الأغنياء أو سياسية زراعية تكفل تحقيق الاكتفاء الذاتي من بعض السلع الزراعية فأصبحنا نستورد معظم غذائنا حتي الفاكهة والأرز ومنتجات الألبان وغيرها كثير واعتمدت بعض الزراعات علي مياه الصرف الصحي فانتشرت الأمراض بشكل غير مسبوق, كما لم تحدد سياسة لمحاربة الفساد رغم أنه العدو الأول للتنمية والعدالة الاجتماعية وشاركت في نهب الأراضي الصحراوية وتحويلها الي منتجعات وحمامات سباحة وملاعب جولف تستهلك المياه الجوفية في الترفية وليس في الاستثمار والاستصلاح الزراعي وتركت الصناعة ومصانعها للمحظوظين اصحاب السطوة. تلك هي بعض جوانب المذبحة الاقتصادية لبلادنا وهي تمثل ملفات عاجلة لاتحتاج إلي انتظار او دراسة تحليل فالعدالة الاجتماعية والتنمية هي واحدة من أهداف الثورة وقد حان الوقت بعد ستة أشهر أن تفتح هذه الملفات ويبدأ العمل.

هل ننتظر وقوع الكارثة؟

Secret 'cyber militias' create fraudulent votes for Suleiman

Secret 'cyber militias' create fraudulent votes for Suleiman
Tue, 16/08/2011 - 22:37
No votes yet
53
Embed:
Problems viewing videos?
youTube.com
Editor: 
The widely-publicized Facebook poll ranking the popularity of Egyptian presidential hopefuls was marred by fraud, resulting in Omar Suleiman's current position of first place, an investigation by Al-Masry Al-Youm has concluded. The poll, which was conducted by the ruling military council, officially ended on July 19, but Facebook users may still vote on the military council’s official Facebook page. Suleiman, former head of Egypt’s general intelligence, is in the lead.
Suleiman occupied 7th place with 3 percent of votes 12 days after the voting first began, while Mohamed ElBaradei was the frontrunner with 30 percent of the votes. However, as voting neared the official deadline on 19 July, the proportion of votes cast for Ayman Nour and Suleiman increased dramatically, and Suleiman ended at 4th place when the poll officially ended.
Since the time the poll officially ended, however, the proportion of votes for Suleiman has continued to increase. He is now ranked in first place, at 21 percent of total votes cast.
Al-Masry Al-Youm observed an incredible jump in Suleiman votes from Sunday to Tuesday, the result of a scheme to employ youths to vote for Suleiman. In a coffee shop near Ahly football team headquarters in Nasr City, an Egyptian named “Rafat” (not his real name) occupied a room of a coffee shop and managed a group of 10-15 youths between the ages of 15 and 18. Using temporary email accounts, they were instructed to sign up for Facebook and vote for Suleiman.
Journalists from Al-Masry Al-Youm, posing as co-conspirators looking to profit from the scheme, got the group’s administrators to agree to grant them LE1 for each fraudulent vote the former obtained for Suleiman, and LE100 per 200 fraudulent email accounts. The accounts were to be obtained by way of sites specializing in temporary accounts that don’t exist longer than 10 minutes each.
 
 

قضايا واراء - هل ننتظر وقوع الكارثة؟

مشاركة مميزة

مدونة نهضة مصر