الأحد، أغسطس 12

الكتاب - رؤية الشباب لمستقبل مصر

الكتاب - رؤية الشباب لمستقبل مصر



رؤية الشباب لمستقبل مصر
بقلم: رجب البنا
رجب البنا
244
 
عدد القراءات


الشباب هم الذين أشعلوا شرارة الثورة‏,‏ وجاءت بعدهم القوي الثورية الأخري‏,‏ ومن حق الشباب أن يكون لهم مكان في قيادة المرحلة المقبلة‏,‏ ومن واجب القيادة أن تستمع إلي الشباب وإلي أحلامهم ورؤيتهم لمستقبل بلدهم الذي سيكون خالصا لهم في المستقبل‏.‏
وقد تنبه المركز القومي للبحوث الاجتماعية فطلب من ممثلي الشباب أن يقدموا رؤيتهم إلي المؤتمر السنوي للمركز, فعرضوا أفكارهم للمستقبل السياسي, وللمستقبل الاقتصادي, في الجانب السياسي قالوا إنهم يتطلعون إلي أن يروا مصر دولة حديثة بالمعني المتعارف عليه في أدبيات العلوم السياسية, وفيها نظام إداري وتشريعي حديث يخضع له المواطنون, ويكون الدستور نتاج توافق أطياف الشعب, وتتحول البيروقراطية المصرية من التسلط إلي الخدمة العامة, ويكون مفهوم المواطنة حقيقة في الحياة اليومية, ويتساوي المواطنون بالفعل وليس بالقول, وتكون حرية الرأي مكفولة حقيقة بحيث تتمكن الفئات المختلفة من التعبير عن آرائها ومصالحها, ويكون لجميع المواطنين دون تمييز الحق في المشاركة السياسية دون تضييق أو توجيه اتهامات, ويكون لمؤسسات الدولة القضائية والتشريعية والتنفيذية استقلال يحمي كلا منها من تغول سلطة أخري عليها, أو واستحواذ فئة علي السلطات جميعها, فيتحول النظام السياسي مرة أخري إلي الدكتاتورية والاستبداد.
ورؤية الشباب لنظام الحكم المناسب لهذه المرحلة هو النظام المختلط الذي يجمع بين بعض سمات النظام البرلماني, وبعض سمات النظام الرئاسي, ويكون الرئيس ورئيس مجلس الوزراء مسئولين أمام البرلمان, وليس من المناسب الأخذ بالنظام البرلماني لأنه لا يعمل إلا في وجود أحزاب قوية, ومن الممكن أن يؤدي إلي عدم الاستقرار السياسي كما يحدث في بعض البلاد التي تأخذ بهذا النظام, وكذلك فإن النظام الرئاسي تزداد فيه سلطات الرئيس بما يسمح له بالانفراد بالسلطة, خصوصا في حالة وجود برلمان أغلبيته من حزب الرئيس, أو في وجود برلمان ضعيف لا يتمكن من محاسبة الرئيس.
وبالنسبة للنظام الانتخابي كانت رؤية الشباب الأخذ بنظام القائمة النسبية المفتوحة التي تسمح للناخب أن يختار من كل القائمة الأسماء التي يريدها, ولا تمثل القائمة في البرلمان إلا إذا حصلت علي نسبة معينة, وفي تصورهم أن النظام الفردي يكرس العصبية والقبلية وسيطرة المال, بينما القائمة النسبية تسمح بزيادة تمثيل أطياف وشرائح المجتمع, خصوصا الأقباط والمرأة والشباب, لأن الناخبين لن يكونوا ملزمين لاختيار قائمة بكاملها كما في نظام القائمة انسبية المغلقة, وبذلك يسهم نظام القائمة النسبية المفتوحة في انتخاب سلطة تشريعية تضم ممثلين عن الجماعات المختلفة, ويحفز الأحزاب لتقديم قوائم متوازنة من المرشحين, ويساعد علي تقوية الأحزاب, ويكون التصويت علي برامج بأكثر مما يكون علي أشخاص.
ويري الشباب إلغاء كل صور التمييز في الدستور الجديد, بما في ذلك تخصيص نسبة من مقاعد البرلمان للمرأة, أو للعمال والفلاحين بعد أن تغيرت ظروف المجتمع, وأصبح للعمال وللفلاحين أن يشكلوا أحزابا سوف تحصل قطعا علي مقاعد لعمال وفلاحين حقيقيين, بعد أن أدي التعريف القانوني للعامل والفلاح إلي فتح الباب أمام( الفئات) لانتحال أي من الصفتين, وهذا ما حدث فعلا وتكرر حدوثه, ولم تعد النسبة المخصصة للعمال والفلاحين مخصصة لهم بالفعل, وإنما صارت نوعا من الادعاء الكاذب بأنصاف الفلاحين والعمال.
وكان الشباب معبرين عن الرأي العام بمطالبتهم بأن تكون الحصانة البرلمانية للنائب مقصورة علي كل ما يتعلق بدوره الرقابي والتشريعي, ولا تمتد إلي تصرفاته خارج هذا النظام, أي تكون الحصانة لضمان حريته في أداء دوره وليست حصانة لشخصه, وكذلك النص في الدستور علي حظر الجمع بين منصب الوزير والموظف العام وعضوية البرلمان, لأن مهمة البرلمان الرقابة علي الحكومة, وهذه المهمة تتعارض مع كون النائب من الحكومة وزيرا أو موظفا.
وطالب الشباب بما يطالب به كل الأحرار في هذا البلد بإصدار قانون حرية المعلومات يلزم جميع الجهات بإعطاء المعلومات لكل من يطلبها, ولا يفرض الحظر إلا علي المعلومات التي تتعلق بالأمن القومي, وهذا القانون هو الذي يمكن من مراقبة وكشف أي انحرافات أو فساده علي أن يتضمن هذا القانون تحديدا دقيقا لمفهوم الأمن القومي حتي لا يكون ذلك حجة لحجب المعلومات.
ويطالب الشباب بما يطالب به كل الأحرار في هذا البلد بأن يطرح مشروع الدستور الجديد لحوار مجتمعي واسع تشارك فيه جميع القوي السياسية, وألا يكون في لجنة إعداد الدستور أعضاء من البرلمان, ويشارك فيها نخبة متميزة من المتخصصين ومن ممثلي الأطياف السياسية والثقافية, والنص في الدستور علي حرية العبادة, وإقامة الشعائر الدينية, وحق غير المسلمين في تطبيق شرائعهم في الأحوال الشخصية, والنص علي كيفية محاسبة رئيس الجمهورية, والوزراء, والمحافظين, والنص علي آلية تعديل الدستور, وتحديد المقصود بالعدالة الاجتماعية بالنص علي الحقوق الاقتصادية والاجتماعية لمختلف المواطنين, والتزام الدولة بها, والنص علي استقلال القضاء عن السلطة التنفيذية.
هذا بعض ما يراه ممثلو الشباب, ومن حقهم أن تكون رؤيتهم أمام الجميع, وأن تؤخذ في الاعتبار لأنها معبرة عن رأي ممثلين عن الذين أشعلوا شرارة الثورة, ونقلوا مصر إلي عهد جديد.

قضايا واراء - يا عقلاء الأمة اتحدوا

قضايا واراء - يا عقلاء الأمة اتحدوا


يا عقلاء الأمة اتحدوا
بقلم: رجب البنا
رجب البنا
902
 
عدد القراءات


ما يصدر من بعض قيادات تيار الإسلام السياسي لابد أن يثير القلق علي مستقبل البلد, فالشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل يرفض قبول حكم القانون وهو رجل قانون ويعلم الناس الآداب والقيم الإسلامية‏,‏ وهو يهدد ويتوعد إذا لم تمتثل اللجنة العليا للانتخابات وتعلن ترشيحه‏.
فهل يمكن أن يكون الترشح للرئاسة بالقوة وبالمخالفة للقانون؟ والدكتور محمد مرسي بدأ حملته الانتخابية برئاسة المرشد العام لجماعة الأخوان المسلمين الذي أعلن في أول مؤتمر انتخابي أن الدكتور محمد مرسي بايعه علي السمع والطاعة وأنه يحله من هذه البيعة ولم يعلن الدكتور محمد مرسي تحلله منها, فهل يمكن أن يكون مصرا ملتزما بالسمع والطاعة لشخص مهما تكن مكانته, وحتي لو تحلل من البيعة فكيف يتحلل من التزامه تجاه المرشد العام للجماعة التي ينتمي اليها ويعتمد علي أصوات أعضائها الذين بايعوا علي السمع والطاعة, وهو سيختار مستشاريه ومعاونيه, وربما سفراءه, ومحافظيه, من أعضاء هذه الجماعة..ملتزمون بالسمع والطاعة أيضا للمرشد العام بالإضافة الي رئيس وأعضاء مجلس الشعب ورئيس وأعضاء مجلس الشوري من الاخوان وهكذا يكون المرشد العام هو الحاكم الأوحد لمصر.
قد يفسر لنا اللغز ما أعلنه الدكتور محمد مرسي نفسه في نفس المؤتمر بقوله: ها نحن سنعيد الفتح الأسلامي من جديد, وهذا هو الفتح الأسلامي الثاني لمصر بعد فتح عمرو بن العاص لها. وقوله: إنه سيحكم مصر كما فعل الفاروق عمر بن الخطاب, ثم قول الدكتور صفوت حجازي إن د. محمد مرسي هو الأقدر علي إعادة الخلافة الأسلامية والولايات العربية التي ستكون عاصمتها القدس الشريف!
والشيخ حسن أبو الأشبال ـ أحد قيادات الدعوة السلفية ـ يحرض المواطنين ليلة الهجوم علي وزارة الدفاع عبر قناة فضائية ويدعوهم الي التوجه الي مقر الوزارة ومحاصرتها والقبض علي رئيس وأعضاء المجلس العسكري والحكم بأعدامهم في الميدان. والأستاذ أحمد أبو بركة محامي الأخوان يهدد: (لو لم يعدل المجلس العسكري قانون المحكمة الدستورية سننزل الي الشارع).
هذه أمثلة لأقوال ومواقف تثير القلق بعد ثورة أول أهدافها الحرية, حرية الفكر, وحرية الإنسان في الاختيار, ولا يمكن أن يكون لشخص أو لجماعة سلطة تفوق سلطة الرسول صلي الله عليه وسلم الذي قال له الله لتحديد اختصاصه: لست عليهم بمسيطر فكيف لبشر ـ ليس رسولا ـ أن يسيطر علي جماعة ويريد أن يسيطر علي جميع مؤسسات البلد ويخضع له الجميع بالسمع والطاعة؟.
ويثير القلق ما شاهده الناس في التليفزيون من أحاديث تستخدم آيات القرآن في غير مواضعها ويدعي المتحدثون أن المتظاهرين أمام وزارة الدفاع كانوا واقفين وليس في أيديهم شيء ولا في نيتهم الاعتداء علي وزارة الدفاع ولكن الجنود هم الذين اعتدوا عليهم دون سبب, يا سبحان الله, وكيف ذلك جميع قنوات التليفزيونات في العالم عرضت مشاهد لهؤلاء المتظاهرين وهم يلقون الحجارة علي جنودنا, ويشعلون الحرائق, ويوجهون لهم الاهانات لاستفزازهم بالقول وبالأشارة, وشاهدنا بعضهم فوق سطح مسجد النور وبعضهم يطلق الرصاص من فتحتي المئذنة, فكيف يسمح مسلم لنفسه بأن يدلي بشهادة زور ويدعي أن المتظاهرين كانوا مسالمين وواقفين فقط للتعبير عن رأيهم, وقد شاهدنا من يقطع الأسلاك الشائكة ليفتح طريق الهجوم وسمعنا هدير الغوغاء خلفه الله أكبر وكأن هذه غزوة ضد الأعداء!!
ويثير القلق أن نري من يبرر الجريمة التي حدثت ويقول إن التظاهر يحدث أمام وزارات الدفاع حتي في الدول المتقدمة, وهذا صحيح, ولكن لم يحدث أبدا أن تجمع الغوغاء لاقتحام وزارة دفاع, ولم يحدث أن كان المتظاهرون يحملون الحجارة وزجاجات المولوتوف والعصي والدروع.. ووزارة الدفاع ليست مقرا لممارسة عمل سياسي, وإنما هي مقر إدارة العمليات العسكرية وقيادة الجيوش, فهل كان المقصود التأثير سلبيا علي معنويات القوات المسلحة, أو كسر الأدارة العسكرية المسئولة عن حماية البلاد.
ويثير القلق أن يتباري أعضاء مجلس الشعب من أعضاء الأخوان في إدانة القوات المسلحة لأنها قامت بواجب الدفاع الشرعي عن شرف العسكرية المصرية.
يا عقلاء الأمة اتحدوا حتي لا يتحول القلق الي ما هو أسوأ.

قضايا واراء - مراجعات السلفيين

قضايا واراء - مراجعات السلفيين


مراجعات السلفيين
بقلم: رجب البنا
رجب البنا
973
 
عدد القراءات


لم يشارك السلفيون في ثورة‏52‏ يناير‏,‏ بل إنهم أعلنوا موقفهم في الأيام الأولي بتحريم الخروج علي الحاكم ولو كان ظالما‏,‏ وظلوا علي المبدأ الذي ساروا عليه عشرات السنين‏,‏ وهو أن يلتزموا بالحديث الشريف من رأي منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه وإن لم يستطع فبقلبه.
وكان قرارهم عدم اللجوء الي إنكار سياسات النظام السابق باليد أو باللسان, وإنما إنكاره بالقلب ليس غير, اتقاء لشروره والعكوف علي الصلاة والذكر وفعل الطاعات.
وكان منهجهم الابتعاد عن العمل السياسي تفاديا لبطش السلطة, والعمل علي إقامة الدولة الاسلامية وفقا لمفهومهم عن طريق التربية والعمل وفقا للأمر الإلهي: عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم ولذلك مارسوا حياتهم كما كان يمارسها السلف الصالح.. والتزموا حتي في ملابسهم وطعامهم وعلاقاتهم الاجتماعية بما كان عليه المسلمون الأوائل في القرنين السادس والسابع!
وبعد الثورة ظهروا في المليونيات, وخرجوا إلي المجتمع, وأسسوا أحزابا دون أن تكون لهم سابق خبرة في العمل السياسي, وخاضوا انتخابات مجلس الشعب وحصلوا علي عدد من المقاعد لأن أعدادهم ليست قليلة, وخطابهم الديني يجذب فئات من الشعب تعاني القهر منذ عشرات السنين وتبحث عن وعد بالعدل والحرية, ولكنهم فوجئوا بأن أحزابهم صار لها وجود في العلن, وأصواتهم يمكن أن ترتفع في مجلس الشعب والفضائيات والمؤتمرات بما كانوا يقولونه لأنفسهم سرا, فظهر منهم التشدد, والانفعال, ورفض التجديد, ومقاومة المفاهيم الحديثة مثل الليبرالية والديمقراطية فحكموا بأنها كفر ومروق عن الاسلام بدون دراسة هادئة لهذه المفاهيم, وهاجموا السياحة, وحرية الفكر والفن, وحقوق المرأة, والأقباط.. إلخ.. ورفضوا الاجتهاد والتجديد وفقه الأولويات, وركزوا علي قضايا فرعية, ورأينا من يهدم الأضرحة, ومن يقطع أذن إنسان ويعطي لنفسه هذا الحق, ومن يطالب بانشاء تنظيم للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لعقاب الناس في الشوارع إذا ساروا في أوقات الصلاة, أو اذا خرجت امرأة بملابس تخالف المواصفات المعتمدة لديهم.. وهكذا أثاروا مخاوف الناس في الداخل والخارج وظهرت مقالات في الصحف العالمية تحاول استشراف مستقبل الدول الاسلامية اذا سيطر عليها هذا التيار.
ويبدو أن السلفيين مقتنعون بأنهم الفرقة الناجية وفقا لما هو منسوب للرسول صلي الله عليه وسلم عن انقسام المسلمين ـ في زمن ما ـ إلي سبعين فرقة كلها في النار ماعدا فرقة واحدة هي الفرقة الناجية, والحقيقة أن كل جماعة من الجماعات الاسلامية تعتبر نفسها الفرقة الناجية وليس غيرها! ويبدو أنهم سوف يحتاجون الي وقت ـ قد يطول ـ لكي يصلوا الي مرحلة التطبيع مع مجتمعهم ومواطنيهم وقبولهم كما هم دون رفض أو إدانة, ولكي يدركوا أن الاختلاف في الفهم والتفسير للنصوص مسألة طبيعية لاختلاف العقول والظروف والثقافات واختلاف مناهج وأدوات التفسير, ولكي يدركوا أنه لا وصاية لأحد من العباد علي العباد, والحساب والعقاب علي المخالفين من سلطة الله وحده, والخطأ أن تعتبر جماعة من الناس أنها هي الاسلام وليست فقط واحدة بين جماعات أخري ولها مالهم وعليها ماعليهم, واذا كان فريق يري أنه علي صواب وعلي الطريق المستقيم فيجب الاعتراف للآخرين بأن يروا ذلك في أنفسهم, والخلاف مشروع في الفكر وفي الفقه الاسلامي وفي كل ماهو من اجتهاد البشر أيا كانت منزلتهم, وكان الإمام مالك يخالف أراء بعض كبار الصحابة ويقول هم رجال ونحن رجال ولا عصمة لأحد إلا صاحب القبر هذا, ويشير إلي قبر الرسول صلي الله عليه وسلم, ليس من الاسلام أن يحاول أحد فرض رأيه أو موقفه حتي مع الكافرين( لا إكراه في الدين) و الله يحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون وليس في الاسلام إضفاء القداسة علي شخص أو علي رأي أو علي فعل, فكل ماصدر ومايصدر عن البشر هو عمل إنساني قابل للآخذ والرد وللرفض أو التعديل.. والحكمة الذهبية أن اختلاف المسلمين رحمة, وهذه قمة الاحترام للتعددية التي تثري الحياة والفكر.
من أجل ذلك أقول إن السلفيين يحتاجون الي حوار فيما بينهم, ومع الجماعات والمجموعات الأخري, وليس هناك من يشك في صفاء قلوبهم وإخلاصهم وحبهم لله ورسوله.. ولكن من الحب مايدفع الي الشطط.. وهذه مجرد ملاحظات ليس لها من هدف إلا الإصلاح وبدافع الحب لمن يحب الله ورسوله.

قضايا واراء - السلفيون بين الدين والسياسة

قضايا واراء - السلفيون بين الدين والسياسة


السلفيون بين الدين والسياسة
بقلم: رجب البنا
رجب البنا
310
 
عدد القراءات


قبل ثورة‏25‏ يناير لم يكن السلفيون قد ظهروا في العلن كحركة سياسية‏,‏ بل إنهم لم يشاركوا في بداية الثورة‏.‏ وكانوا يعترضون عليها وأعلنوا أن الخروج علي الحاكم حرام شرعا‏.
 وبعد نجاحها ومشاركة الإخوان فيها, غيروا موقفهم, ودخلوا الحياة السياسية التي يرفضونها ويعتبرون أنفسهم حركة دينية اصلاحية سلمية وسيلتها الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة للعودة الي ما كان عليه السلف الصالح, لكنهم غيروا هذا الموقف وانشأوا ثلاثة أحزاب بعد أن كانوا يرفضون الأحزاب من الأساس, ويرون أن الأمة يجب أن تتوحد علي عقيدة واحدة ولاتتفرق في أحزاب. وشاركوا في انتخابات مجلسي الشعب والشوري بالقوائم الحزبية وبالمرشحين الفرديين وكان فوزهم بعدد من المقاعد مفاجأة للمراقبين والسياسيين بل وكان مفاجأة لهم أيضا.. وأصبح من الواجب أن يتعرف المصريون علي هذا الفصيل الجديد الذي يريد أن يشارك في حكم مصر اليوم ويأمل ـ طبعا ـ في أن ينفرد بحكمها غدا ان أمكن!!
والسلفيون ينسبون عقائدهم الي السلف الصالح من أوائل المسلمين, أي التابعين وتابعي التابعين.. يقولون أنهم يتبعون ما كان عليه أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم لاينقصون مما كانوا يفعلونه ولايزيدون, ويتبعون أيضا الجيل الذي تلا التابعين من الملتزمين بالسنة النبوية.. والبداية يشرحها الامام أبوحنيفة في كتاب مشهور باسم الفقة الأكبر في علم التوحيد يشرح فيه العقائد الاسلامية في صورتها الأولي.. أي: الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وبالبعث وبأن القدر خيره وشره من الله تعالي, وكذلك الايمان بالحساب والميزان في الآخرة, وبالجنة والنار, وبالصراط والحوض وغير ذلك من مواقف القيامة.. وأما مشكلة: هل الانسان مخير أو هو مسير بما قدره الله عليه؟ فيرون أن الله يعلم أفعال البشر, وقد خلق الإنسان خاليا من الكفر والإيمان, ثم أرسل اليهم من يهديهم ويأمرهم وينهاهم, فكفر من كفر بفعله وجحوده, وآمن من آمن بفعله وتصديقه.. الأول كفر بخذلان الله له, والثاني آمن بنصرة الله له.. لم يجبر الله الخلق علي فعل من الأفعال, ولكن خاطب الله العقل الانساني, وقد خاطب الله الانسان: ألست بربكم, قالوا بلي شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين.. وكان ذلك في العالم الذري بين الله وبين الأرواح.. وبعد ذلك نسي الإنسان هذا الميثاق, فالبعض صحت فطرته وتذكر ما عهد الله عليه والبعض الآخر فسدت فطرته وكفر.. الله لم يخلق الإنسان مؤمنا أو كافرا ولكن خلقه شخصا, وهداه النجدين.
هذه بداية الفلسفة السلفية, وبعد ذلك ظهرت الصورة الأخيرة لها علي يد ابن تيمية في دمشق في فترة ازدهار المذهب الحنبلي الذي ينادي بالعودة إلي عقيدة السلف ببراهين وحجج لم يسبقه أحد بقولها ولذلك حكم عليه بعض علماء مصر و الشام بأن ما يقوله بدعة, ووصل الخلاف الي حد المعارك بينه وبين هؤلاء العلماء.. وظل متمسكا بموقفه الذي يتلخص في أن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والتابعين هم أعلم بالله وآياته لأنهم هم: أهل القرآن وورثة الأنبياء والذين جاءوا بعد ذلك من اتباع الفلسفة والهند واليونان وورثة المجوس والمشركين... الخ.
وإن الاسلام ليس في حاجة الي أبناء الفرس والروم, وفروخ الهند والفلاسفة يأتون فيبينون له العقيدة الصحيحة. ويعيب ابن تيمية علي أصحاب المذاهب أنهم يتحدثون علي أساس العقل, ومذهبه قائم علي الاتباع للسلف وليس اتباع العقل, وهكذا فهم صفات الله كما جاءت في القرآن ومنها العلم, ولكن علم الله ليس كعلم البشر, وهكذا صفات القدرة والمشيئة, وأيضا يكون فهم قول الله: يد الله فوق أيديهم أو ثم استوي علي العرش وان الله سميع بصير.. الله له هذه الصفات ولكنها ليست كمثيلاتها في البشر..
وفي مصر كان السلفيون موجودين دائما ومنذ زمن طويل باسم جماعة أنصار السنة وكانت لهم دائما علاقة بالسلفيين في السعودية, وكانت لهم مساجد ودعاة ويحاربون التصوف والفرق الصوفية ويحاربون وجود أضرحة لأولياء الله الصالحين ويقررون بأن الصلاة في مسجد فيه ضريح حرام, ومن أهم مبادئهم وجوب طاعة الحاكم حتي ولو كان ظالما ولايجوز الخروج عليه إلا في حالة واحدة هي حين يكون كافرا, وكانوا ضد دخول البرلمان ويعتبرونه خطأ وخرابا لأن مجلس الشعب يتولي التشريع والتشريع لا يكون إلا الله, ومن آرائهم أن الديمقراطية كفر لايكتفون باعتبارها حراما.. ولهم مواقف وآراء دينية واجتماعية متشددة ومتطرفة أحيانا, ومن ستر ربنا أنهم بدأوا في تغيير بعض مواقفهم وآرائهم, ولاشك أن دخولهم البرلمان, واشتراكهم في تحمل المسئولية, ووجود عناصر متعلمة تعليما عاليا بين صفوفهم واحتكاكهم بالمجتمع بعد العزلة ـ وبالتيارات والأفكار والأحزاب وبجماهير الشعب وبشبابه بصفة خاصة.. سيكون له أثره في تحولهم من التشدد الي الوسطية والاعتدال.. ودعونا نأمل ذلك ونواصل فهم أفكارهم وعقائدهم لأنهم أصبحوا من الأطراف الفاعلة في معادلة السياسة والحكم وتقرير المصير, وهم شركاء في الوطن ومصيره.

الجمعة، يوليو 27

اليوم السابع | خطيب الاستقامة: فشل المشروع الإسلامى سيكون وصمة عار على الإسلاميين

الثروة السمكية فى مصر: الأعلى للجامعات يوافق على إنشاء كلية علوم الثروة ا...

الثروة السمكية فى مصر: الأعلى للجامعات يوافق على إنشاء كلية علوم الثروة ا...: قامت لجنة قطاع الدراسات الزراعية بالمجلس الاعلى للجامعات بزيارة جامعة كفر الشيخ لمتابعة آخر التطورات التى قامت بها الجامعة لإنشاء كلية علوم ...

السبت، 14 يوليو، 2012

الأعلى للجامعات يوافق على إنشاء كلية علوم الثروة السمكية بكفر الشيخ

قامت لجنة قطاع الدراسات الزراعية بالمجلس الاعلى للجامعات بزيارة جامعة كفر الشيخ لمتابعة آخر التطورات التى قامت بها الجامعة لإنشاء كلية علوم الثروة السمكية. ضمت اللجنة كلا من أ.د. جمال أبوالمكارم رئيس جامعة المنيا السابق مقرراً وأ.د. محمد على جلال عميد زراعة الفيوم السابق عضوا، وأ.د. أحمد حافظ مسعود عميد زراعة كفر الشيخ السابق عضوا، وأ.د. عبدالعزيز موسى أستاذ متفرغ بزراعة الإسكندرية عضوا.
و كذلك أ.د. أشرف يوسف الدكر عميد كلية الثروة السمكية جامعة قناة السويس عضوا، وأ.د. محمد السعيد أبو والى  نائب رئيس جامعة كفرالشيخ لشئون التعليم والطلاب والمشرف على الكلية. وقد استمعت اللجنة الى شرح تفصيلى عن الكلية المزمع انشاؤها من الدكتور نبيل عبد الحميد منصور الأستاذ المساعد بكلية الطب البيطرى، موضحا فيه ان محافظة كفر الشيخ من المحافظات التى تتفوق فى الإنتاج السمكى حيث أنها تنتج ما يقرب من 40% من الإنتاج السمكى فى جمهورية مصر العربية ويحد محافظة كفرالشيخ من الشمال البحر المتوسط بطول 100 كم ويحدها من الغرب نهر النيل فرع رشيد بطول 85 كم كما يوجد بها بحيرة البرلس والتى يبلغ مساحتها حاليا 113 ألف فدان .
و أضاف أنه بالرغم من تفوق المحافظة فى الإنتاج السمكى وانتشار المزارع السمكية بها فإن الطرق والوسائل المستخدمة للحصول على هذه الأسماك سواء من خلال الاستزراع السمكى أو الصيد من المصائد الطبيعية هى طرق بدائية تعتمد أساسا على انتقال المهنة بالوراثة دون تطوير ولا تعتمد بأى شكل من الأشكال على الطرق العلمية أو البحثية الحديثة، لذلك كان من الضرورى إنشاء كلية متخصصة بجامعة كفر الشيخ لخدمة أبناء المحافظة والمحافظات المجاورة.
و قام الأستاذ الدكتور ماجد عبدالتواب القمرى رئيس جامعة كفرالشيخ بتقديم تقرير عن الإمكانات البشرية والمادية لمشروع إنشاء الكلية ولقد أبدى تأكيده للاستجابة لكافة الاحتياجات المادية والبشرية. وقامت اللجنة بزيارة موقع الكلية وكذلك المعسكر الدائم بمدينة بلطيم وهو المكان المزمع فيه محطة تدريبية وتعليمية لطلبة الكلية .
و فى نهاية الأمر قد قررت اللجنة الموافقة على إنشاء الكلية ومتابعة الإجراءات التشريعية الخاصة باستصدار القرار الجمهورى بذلك . 

مشاركة مميزة

مدونة نهضة مصر