❁ اسم الله الجـــــــبار ❁
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.
قال الله تعالى: (الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ)
ـ وهو ذو الجبروت.
المعاني والدلالات لاسمه تعالى الجبار:
1ـ هو الذي يجبر كل كسير وفقير وذليل.
فمن لكل أرملة ويتيم إلا هو؟! ومن لكل نازلة وبلاء إلا هو سبحانه؟! لولا جبره لقلوب المنكسرين لما استطاعت تحمل البلاء ولما أصبحت من الصابرين.
2ـ وهو الذي قهر عباده وعلا عليهم وقصم ظهور المتكبرين.
3ـ وهو الذي جبرهم أن يفعلوا ما أراد بإرادتهم.
4ـ وهو الذي أجبرهم على قضائه وقدره.
5ـ وكل ذلك تبعًا لحكمته البالغة.
المخلوق لا يستطيع أن يجبر غيره على فعل ما يريد إلا والمجبور كاره لذلك، أما الله تعالى فإنه يجبر عباده على فعل ما يشاء بمشيئتهم.
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
عبادة الله باسمه تعالى الجبار:
1ـ المؤمن يحب ربه لجبره، ويخشاه لجبروته.
2ـ ومن رأى جبر ربه لكسره، سعى في جبر كسر إخوانه.
3ـ ومن رأى جبر الله في قدره ورأى ما أعانه عليه من صبره، رأى لطفه في عاقبته.
4ـ ومن رأى جبر الله له في فعله لم يرَ طاعته من كسبه، بل رآها من توفيق الله له، فأحب ربه لحسن صنيعه به، ورأى ذنوبه من كسبه فسعى لغفران ذنبه، فازداد فقرًا في الحالين لربه.
د. أشرف حجازي
للمزيد برجاء الرجوع لموقع www.Iam-Muslim.com
❁ اسم الله القهــــــــــــــار ❁
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.
وهو القهار * (أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ*) [يوسف: 39]
❁ وهو القاهر (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ) [الأنعام: 18]
ـ فهو الغالب والغالب على أمره، والبالغ أمره، وهو الفعال لما يريد، والفعال لما يشاء، والمنتقم من المجرمين، وهازم الأحزاب، وهو عدو الكافرين ومخزي الكافرين، وهو شديد البطش، وهو شديد العقاب وذو عقاب أليم، وهو سريع العقاب.
المعاني والدلالات لاسمه تعالى القهار:
1ـ الله تعالى قهر كل مخلوقاته، فلا يملك إنسان ميعاد ميلاده ولا وفاته، ولا يملك صحته ومرضه.
2ـ والله تعالى سخر قهراً سماواته وأرضه وشمسه وقمره وما يريد ليبلغ بهم ما يريد.
3ـ والله تعالى قهر الظالمين من خلقه في دنياه وآخرته وأهلكهم وقت ما يريد.
4- والله تعالى لا يحب الظالمين ولا المتكبرين، ولا يحب كل مختال فخور، وهو تعالى لا يحب الفساد، وهو تعالى يبغض المنافقين، ولا يرضى لعباده الكفر، ولا يرضى عن القوم الفاسقين.
ـ فتأمل كيف سيقهر القهار كل أولئك يوم لا مَلِكَ إلا هو، ولا حاكم إلا هو.
قال الله تعالى: (لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ۖ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) [غافر: 16]
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
عبادة الله باسمه تعالى القهار:
1ـ ينبغي للعبد أن يخاف ربه ويخاف قَدْرَه، ويخاف ووقوفه بين يديه لحسابه، ويخاف ذنبه.
اسم القهار يجعل العبد يخاف من ربه، وأنواع الخوف الواجب ثلاثة:
(1) هي أن يخاف العبد مقام ربه ـ سبحانه وتعالى ـ وعظيم قدره، فقد أحاط علمه بكل شيء، وجميع خلقه لا يخرجون عن قبضته ومشيئته.
(2) ويخاف مقامه بين يدي ربه للحساب، وهو عارٍ غير مختون، قد ألهبته الشمس.
(3) و يخاف ذنبه، ويخاف وعيد الله الذي يلحق أهل الإعراض عنه، فالمؤمن يرى ذنبه كالجبل يكاد أن يقع عليه، والمنافق يرى ذنبه كالذباب وقع على أنفه فأطاره.
2ـ وكلما ازداد العبد علمًا بربه، ازداد خشية لعظمته.
أخوف الناس العلماء، قال الله تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) [فاطر: 28]، فإن قوة الخوف ناتجة عن قوة العلم.
(1) العلم بالله تعالى وصفاته.
(2) والعلم بعيوب النفس وشهواتها.
(3) والعلم بعقاب المعرضين.
(4) والعلم بشدة عذاب النار وأهوالها.
وإنما أَمِنِ الناس لجهلهم بالله، وقسوة قلوبهم.
وإن الخوف قد منع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يضحك ملء فمه، وأَمْرَض المبشرين بالجنة، وجعل على وجه الصالحين خطين أسودين من البكاء.
3ـ فيدفعه الخوف أن يفر من سخطه إلى مرضاته، ومن معصيته إلى طاعته.
فتدفعهم الخشية أن يفروا من الله إليه.
قال الله تعالى: (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ) [الذاريات: 55]
ـ فيفروا من معصيته إلى طاعته، ومن عقابه إلى ثوابه، ومن سخطه إلى مرضاته.
ـ فخوف الله هو أفضل مركب للوصول إلي رضوانه يوم الفزع.
وخوف الله مرتبط بحبه ورجاء ما عنده، فيجب على العبد أن يخافه لينال وعده ويهرب من وعيده، فمن خاف من سوى الله هرب منه، ومن خاف الله هرب إليه واطمأن به وبجواره.
4- والمؤمن يخشى الله ألا يقبل طاعته.
ومن أنواع الخوف: الخشية، وهي ارتجاف قلوب الصالحين خوفًا ألا تُقبل حسناتهم وألا تغفر سيئاتهم، فهم السابقون، فكن مثلهم، فهل أمِنْتَ أنَّ عملك قد خلا من الرياء أو طلب الدنيا أو العجب به أو المنَّ به على الله أو على خلقه؟
وكلما ازداد علم العبد بربه ازداد خشيةً لعظمته وعلوه وقدرته وقهره ومراقبته. فتجد أكثر الناس خشية لله أعظمهم له حبًّا وأكثرهم له طاع…
❁ اسم الله العـــلي ❁
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.
هو العلي (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) [البقرة: 255]
وهو الأعلى (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) [الأعلى: 8]
وهو الرافع ورفيع الدرجات وذو الطول.
وهو ذو المعارج، وهي المصاعد التي تصعد بها الملائكة بأعمال العباد إلى الله.
والله تعالى أخبر عن نفسه فقال إنه (الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) (الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) (عَلِيٌّ حَكِيمٌ)
المعاني والدلالات لاسمه تعالى العلي:
1ـ هو الذي استوى على عرشه فوق خلقه وفوق سماواته وأرضه وهو بائنٌ من خلقه.
2- قد أحاط بهم بعلمه وسمعه وبصره وقدرته وقدره وتدبيره.
3- والسماء لا تقله ولا تظله ولا تحويه.
4- والعرش لا يحويه ولا يحيط به، بل الله تعالى يحيط بالعرش وبكل مخلوقاته.
5ـ والله تعالى له علو الذات والفوقية، وعلو القهر، وعلو الشأن والصفات.
6ـ وهو تعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل فيجيب الداعي، ويعطي السائل، ويغفر للمذنب، ويقبل التائب، ويشفي المريض، ويغني الفقير، وينصر المظلوم.
7ـ والله تعالى يمقت من يريدون العلو للإفساد، ويجعل الجنة للمتواضعين من العباد.
8ـ وكلمة الله هي العليا دائمًا، وإنما يجاهد المؤمنون لتكون كلمة الكفار هي السفلى.
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
عبادة الله باسمه تعالى العلى:
1ـ ينبغي للعبد أن يوقن بعلو الله فيرفع إليه يديه في الدعاء إلى عليائه، ويستحي أن يُرفع إليه إلا العمل الصالح.
2ـ والمؤمن يجب ألا يخوض في كيفية علو الله تعالى ويفوض علم الكيفية في سائر الصفات.
3ـ والتفويض هو الإقرار بالصفة على معناها من اللغة العربية.
ـ والإمرار هو عدم الخوض في كيفيتها.
4ـ وليعلم العبد أن إيمانه هو سبب رفعته في الدنيا والآخرة.
5ـ ولن يبلغ العبد القرب من الله إلا بالعمل الصالح الذي يجازيه عليه مولاه بأن يعليه، ويسكنه جنة عالية سقفها عرش الرحمن تبارك وتعالى.
6ـ والله تعالى ينزل في آخر الليل إلى الدنيا وقت السَحَر حين تختلف أفعال البشر، فريق في الجنة، وفريق في سقر، فهذا وقت اجتهاد الطائعين، ووقت فجور الفاجرين، فيتقرب الله منهم وينزل إلى السماء الدنيا قبل أن يصعد عملهم إليه.
فيحجز العاصي عن عصيانه.
ويهدي التائب لترك خسرانه.
ويوفق الطائع للفور برضوانه.
فقف ذليلاً بين يدي الملك العلي العظيم.
واستحِ أن يصعد إليه ما يخزيك من أقوال وأفعال.
وشاهد بقلبك نزول الأمر من فوق العرش بأنواع التدبير من الإماتة والإحياء، والمنع والعطاء، وكشف البلاء، وإنشاء دول وإبادة آخرين.
د. أشرف حجازي
للمزيد برجاء الرجوع لموقع www.Iam-Muslim.com
❁ اسم الله الكـــــبير ❁
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.
قال الله تعالى: (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) [سبأ: 23]
قال الله تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ) [الرعد: ٩]
وهو الأكبر.
المعاني والدلالات لاسمه تعالى الكبير:
1ـ الله تعالى أكبر من كل مخلوقاته؛ فالسماوات السبع والأرضين السبع كخاتم ألقى في الصحراء بالنسبة للكرسي، والكرسي في العرش كمثل ذلك، والله تعالى استوي على العرش وأحاط به لأنه بكل شيء محيط.
2ـ والله تعالى أمر عباده بتكبيره في الأذان والصلاة والجهاد والذبح وغير ذلك من العبادات.
فهو الذي كل شيء دونه، والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه، قال الله تعالى: (وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) [الزمر: 67]
وهو الذي السموات والأرض وما فيهما وما بينهما في كفه كخردلة في كف آحاد عباده.
🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻
عبادة الله باسمه تعالى الكبير:
1ـ اسم الله الكبير يجعل العبد يطمئن له، فهو أكبر من كل شيء، فهو أكبر من الأعداء، وأكبر من الظالمين، وأكبر من الكافرين، وأكبر من ظلمهم وسطوتهم.
2ـ ومن أمن بأن الله كبير، تضاءل في عينه كل ما سواه من الأنداد والكبراء فلم يعد يخشاهم أو يعاملهم بأكثر مما يستحقونه.
3ـ وكلما سمع المؤذن يقول الله أكبر الله أكبر تعلق قلبه به؛ لأنه الأكبر، وأعرض عن كل ما دونه، ولم يتعلق به.
د. أشرف حجازي
للمزيد برجاء الرجوع لموقع www.Iam-Muslim.com
❁ اسم الله المتكـــــبر ❁
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.
قال الله تعالى: (الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ) [الحشر: 23]
ـ وهو ذو الكبرياء.
المعاني والدلالات لاسمه تعالى المتكبر:
1ـ الله تعالى يتكبر بكمال ذاته، وبإنعامه على مخلوقاته.
2ـ ولا ينبغي الكبرياء إلا لله تعالى.
فهو الذي لا ينبغي الكبرياء والعظمة إلا له، ومن نازعه فيهما أذاقه عذابه وقصمه وغضب عليه، ومن يَحْلل عليه غضبه فقد هوى.
3ـ ومن رحمته أنه حَرَّّم التكبر، وأبغض المتكبرين، ووعدهم بالعذاب الأليم؛ لأنهم يتكبرون بما وهبه لهم، ولو شاء سلبهم ما يتكبرون به من النعم.
فالبشر يتكبرون بما وهبهم الله من قوة أو مال، وهذا من النقص؛ لأنهم يتكبرون بشيء لا يملكونه ولا يتحكمون فيه، ولا وهبوه لأنفسهم.
ـ أما الله تعالى، فإنه يتكبر بصفاته العليا، وصفاته لازمة لذاته، وصفاته تعالى أزلية بأزليته سبحانه، وأبدية بأبديته سبحانه، وصفاته لا نقص فيها بوجهٍ من الوجوه، وهذا عين الكمال.
والله ـ عز وجل ـ يبغض المتكبرين من البشر لسوء أخلاقهم؛ لأن الآدمي إذا ملك ما يتكبر به طغى على خلق الله وآذاهم وظلمهم، لكن الله رحيمٌ كريمٌ ودودٌ مع كونه متكبرًا، وهذا كمال بعد كمال.
فصفة المتكبر تستحق الحمد؛ لأنها صفة كمال، ولأنه مع تكبره رحيم، ولأنه منع أن يتصف بها أحد من عباده، فمنع أن يتكبر المخلوقين بعضهم على بعض.
🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻
عبادة الله باسمه تعالى المتكبر:
1ـ ينبغي للمؤمن أن يذل لله، ولا يتكبر على أوامره تعالى، فيتشبه بإبليس الذي تكبر عن طاعة أمر الله بالسجود لآدم ـ عليه السلام ـ.
2- والتكبر عن طاعة الله من نواقض الإيمان.
3ـ وينبغي للمؤمن أن يتواضع للمؤمنين ويذل لهم.
لذلك يجب على المسلم أن يتواضع.
ـ والتواضع يشمل عدم التكبر على أوامر الله، فالعبد لا ينبغي له أن يرد شيئًا من شرع الله فيكون ممن تشبه بإبليس في تكبره عن طاعة أمر الله.
والتواضع يشمل الذل على المؤمنين بأن يرى نفسه أقلهم، فيرفق بضعيفهم، ويرحم صغيرهم، ويشفق على شيخهم، ويشتد تواضعه لوالديه فيعاملهم معاملة الذليل، لا لذلةٍ في نفسه بل رحمة بهم.
وأشد من التواضع الزهد في النفس، فإن بلالاً قد هانت عليه نفسه في الله فلم يعد يقيم لها وزنًا، فلما عذبوه لم يشعر بعذابهم وإن أجهدهم تعذيبه؛ لأنه رأى نفسه رخيصة إذا اشترى بها الجنة.
والزهد في النفس هو أقرب شيء لقبول العمل، فهو أبعد شيء عن الرياء والمن.
والزاهد في نفسه هو أكثر الناس تواضعًا، فكيف تتكبر نفسه وهي أذل شيء لو أدخلها الله النار؟ وكيف تتكبر وهي أفقر شيء إلى الله لو أدخلها الجنة؟
والزاهد في نفسه دائم التوبة، لا تقع منه هفوة إلا بادر بالإنابة، ولا تبدو منه غفلة إلا سارع بالتوبة.
والزهد في النفس أعون شيء على الصبر؛ فهو لا يرى البلاء ينقص منه شيء، فاجتماع الدنيا عنده مثل فقدها، وحضورها مثل غيابها، فإن نقص شيء فبقدر الله، وإن زاد شيء فابتلاء من الله، أيشكر أم يكفر؟ فهو لا يعامل ربه بالصبر على البلاء بل بالرضا بالقضاء، والتسليم لمشيئة الله، ولو كان الأمر إليه لاختار ما قضاه مولاه.
4ـ والتكبر على المؤمنين من أنواع الشرك؛ لأنه يشبه نفسه بالله العظيم في اسمه المتكبر، فيعطي لنفسه صفة لا تنبغي إلا لله العظيم وهي صفة التكبر.
5ـ ومن التكبر العملي إنزال الإزار تحت كعب القدم.
د. أشرف حجازي
للمزيد برجاء الرجوع لموقع www.Iam-Muslim.com
❁ اسم الله الرحــــــمن ❁
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.
قال الله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ) [الفاتحة: 2-3]
قال الله تعالى: (وَرَبُّنَا الرَّحْمَٰنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ) [الأنبياء: ١١٢]
وهو خير الرحمين وأرحم الراحمين وذو الرحمة الواسعة.
المعاني والدلالات لاسمه تعالى الرحمن:
1ـ هو الذي يرحم عباده فينعم عليهم، ويحسن إليهم، ويغفر لهم.
2ـ وهو الذي رحمته وسعت كل مخلوقاته.
3ـ وهو تعالى جعل من رحمته جزءً من مائة جزء في الدنيا، بها يتراحم الإنسان والحيوان، وأمسك تسعة وتسعين جزءً لرحمة المؤمنين يوم القيامة.
ـ فرحمته تعالى أعظم من رحمة مخلوقاته الذين يشتركون جميعهم في الواحد من المائة.
4ـ وهو الذي كتب على نفسه الرحمة، وكتب على عرشه تعالى أن رحمتي غلبت غضبي وسبقت غضبي، فهو رحمن الدينا والآخرة ورحيمهما.
5ـ ومن رحمته سبحانه أن أرسل رسله إلى خلقه ليعلموهم كيف ينالون فضله.
6ـ ومن رحمته تعالى أنه يضحك ويرضى ويعجب للمؤمنين.
7ـ واسم الرحمن يدل على صفة ذاته، لذلك يرحم به كل خلقه.
ـ واسم الرحيم يدل على صفة فعله الذي يخص به المؤمنين من عباده.
8ـ ولا يدخل أحدٌ الجنة إلا برحمة الله تعالى؛ لأن طاعات العباد كلها لا تزن نعم الله الدنيوية عليهم، فلا يبقى لهم إلا رحمة الله ليدخلوا بها الجنة.
9ـ والله تعالى أرسل رسوله محمدًا – صلى الله عليه وسلم - وجعله رحمة للعالمين.
وهو تعالى يعجب من المؤمن يؤثر أخاه بما في يده ولا يملك غيره، فيرحم الآخذ بما أخذ، ويرحم المعطي بجزائه في الجنة.
وهو يضحك إلى رجلين، يقتل الكافر المسلم فيدخله الله درجة الشهداء في الجنة، ثم يسلم الكافر ويموت على حسن العمل، فيلتقيان في الجنة، ولولا الكافر ما بلغ المسلم ما بلغ، وعجبه وضحكه من آثار رحمته سبحانه.
10- الرحمن صفة ذاته، والرحيم صفة أفعاله.
🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻
عبادة الله باسمه تعالى الرحمن:
1ـ ينبغي للمؤمن أن يرحم إخوانه ويصل أرحامه
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : «إِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّـهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ.»[صحيح البخاري 1284 ومسلم 923]
2ـ ويرحم حتى العصاة فينظر إليهم بعين الرحمة، لما ينتظرهم من سوء العذاب إن لم يتوبوا أو يغفر لهم التواب.
3- وينبغي أن لا تُيأس المسرفين من رحمة الله، فإن ذلك يفتح لهم باب العودة عن الذنب.
فلو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع في جنته أحد.
ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من رحمته أحد.
د. أشرف حجازي
للمزيد برجاء الرجوع لموقع www.Iam-Muslim.com
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.
قال الله تعالى: (الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ)
ـ وهو ذو الجبروت.
المعاني والدلالات لاسمه تعالى الجبار:
1ـ هو الذي يجبر كل كسير وفقير وذليل.
فمن لكل أرملة ويتيم إلا هو؟! ومن لكل نازلة وبلاء إلا هو سبحانه؟! لولا جبره لقلوب المنكسرين لما استطاعت تحمل البلاء ولما أصبحت من الصابرين.
2ـ وهو الذي قهر عباده وعلا عليهم وقصم ظهور المتكبرين.
3ـ وهو الذي جبرهم أن يفعلوا ما أراد بإرادتهم.
4ـ وهو الذي أجبرهم على قضائه وقدره.
5ـ وكل ذلك تبعًا لحكمته البالغة.
المخلوق لا يستطيع أن يجبر غيره على فعل ما يريد إلا والمجبور كاره لذلك، أما الله تعالى فإنه يجبر عباده على فعل ما يشاء بمشيئتهم.
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
عبادة الله باسمه تعالى الجبار:
1ـ المؤمن يحب ربه لجبره، ويخشاه لجبروته.
2ـ ومن رأى جبر ربه لكسره، سعى في جبر كسر إخوانه.
3ـ ومن رأى جبر الله في قدره ورأى ما أعانه عليه من صبره، رأى لطفه في عاقبته.
4ـ ومن رأى جبر الله له في فعله لم يرَ طاعته من كسبه، بل رآها من توفيق الله له، فأحب ربه لحسن صنيعه به، ورأى ذنوبه من كسبه فسعى لغفران ذنبه، فازداد فقرًا في الحالين لربه.
د. أشرف حجازي
للمزيد برجاء الرجوع لموقع www.Iam-Muslim.com
❁ اسم الله القهــــــــــــــار ❁
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.
وهو القهار * (أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ*) [يوسف: 39]
❁ وهو القاهر (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ) [الأنعام: 18]
ـ فهو الغالب والغالب على أمره، والبالغ أمره، وهو الفعال لما يريد، والفعال لما يشاء، والمنتقم من المجرمين، وهازم الأحزاب، وهو عدو الكافرين ومخزي الكافرين، وهو شديد البطش، وهو شديد العقاب وذو عقاب أليم، وهو سريع العقاب.
المعاني والدلالات لاسمه تعالى القهار:
1ـ الله تعالى قهر كل مخلوقاته، فلا يملك إنسان ميعاد ميلاده ولا وفاته، ولا يملك صحته ومرضه.
2ـ والله تعالى سخر قهراً سماواته وأرضه وشمسه وقمره وما يريد ليبلغ بهم ما يريد.
3ـ والله تعالى قهر الظالمين من خلقه في دنياه وآخرته وأهلكهم وقت ما يريد.
4- والله تعالى لا يحب الظالمين ولا المتكبرين، ولا يحب كل مختال فخور، وهو تعالى لا يحب الفساد، وهو تعالى يبغض المنافقين، ولا يرضى لعباده الكفر، ولا يرضى عن القوم الفاسقين.
ـ فتأمل كيف سيقهر القهار كل أولئك يوم لا مَلِكَ إلا هو، ولا حاكم إلا هو.
قال الله تعالى: (لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ۖ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) [غافر: 16]
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
عبادة الله باسمه تعالى القهار:
1ـ ينبغي للعبد أن يخاف ربه ويخاف قَدْرَه، ويخاف ووقوفه بين يديه لحسابه، ويخاف ذنبه.
اسم القهار يجعل العبد يخاف من ربه، وأنواع الخوف الواجب ثلاثة:
(1) هي أن يخاف العبد مقام ربه ـ سبحانه وتعالى ـ وعظيم قدره، فقد أحاط علمه بكل شيء، وجميع خلقه لا يخرجون عن قبضته ومشيئته.
(2) ويخاف مقامه بين يدي ربه للحساب، وهو عارٍ غير مختون، قد ألهبته الشمس.
(3) و يخاف ذنبه، ويخاف وعيد الله الذي يلحق أهل الإعراض عنه، فالمؤمن يرى ذنبه كالجبل يكاد أن يقع عليه، والمنافق يرى ذنبه كالذباب وقع على أنفه فأطاره.
2ـ وكلما ازداد العبد علمًا بربه، ازداد خشية لعظمته.
أخوف الناس العلماء، قال الله تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) [فاطر: 28]، فإن قوة الخوف ناتجة عن قوة العلم.
(1) العلم بالله تعالى وصفاته.
(2) والعلم بعيوب النفس وشهواتها.
(3) والعلم بعقاب المعرضين.
(4) والعلم بشدة عذاب النار وأهوالها.
وإنما أَمِنِ الناس لجهلهم بالله، وقسوة قلوبهم.
وإن الخوف قد منع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يضحك ملء فمه، وأَمْرَض المبشرين بالجنة، وجعل على وجه الصالحين خطين أسودين من البكاء.
3ـ فيدفعه الخوف أن يفر من سخطه إلى مرضاته، ومن معصيته إلى طاعته.
فتدفعهم الخشية أن يفروا من الله إليه.
قال الله تعالى: (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ) [الذاريات: 55]
ـ فيفروا من معصيته إلى طاعته، ومن عقابه إلى ثوابه، ومن سخطه إلى مرضاته.
ـ فخوف الله هو أفضل مركب للوصول إلي رضوانه يوم الفزع.
وخوف الله مرتبط بحبه ورجاء ما عنده، فيجب على العبد أن يخافه لينال وعده ويهرب من وعيده، فمن خاف من سوى الله هرب منه، ومن خاف الله هرب إليه واطمأن به وبجواره.
4- والمؤمن يخشى الله ألا يقبل طاعته.
ومن أنواع الخوف: الخشية، وهي ارتجاف قلوب الصالحين خوفًا ألا تُقبل حسناتهم وألا تغفر سيئاتهم، فهم السابقون، فكن مثلهم، فهل أمِنْتَ أنَّ عملك قد خلا من الرياء أو طلب الدنيا أو العجب به أو المنَّ به على الله أو على خلقه؟
وكلما ازداد علم العبد بربه ازداد خشيةً لعظمته وعلوه وقدرته وقهره ومراقبته. فتجد أكثر الناس خشية لله أعظمهم له حبًّا وأكثرهم له طاع…
❁ اسم الله العـــلي ❁
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.
هو العلي (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) [البقرة: 255]
وهو الأعلى (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) [الأعلى: 8]
وهو الرافع ورفيع الدرجات وذو الطول.
وهو ذو المعارج، وهي المصاعد التي تصعد بها الملائكة بأعمال العباد إلى الله.
والله تعالى أخبر عن نفسه فقال إنه (الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) (الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) (عَلِيٌّ حَكِيمٌ)
المعاني والدلالات لاسمه تعالى العلي:
1ـ هو الذي استوى على عرشه فوق خلقه وفوق سماواته وأرضه وهو بائنٌ من خلقه.
2- قد أحاط بهم بعلمه وسمعه وبصره وقدرته وقدره وتدبيره.
3- والسماء لا تقله ولا تظله ولا تحويه.
4- والعرش لا يحويه ولا يحيط به، بل الله تعالى يحيط بالعرش وبكل مخلوقاته.
5ـ والله تعالى له علو الذات والفوقية، وعلو القهر، وعلو الشأن والصفات.
6ـ وهو تعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل فيجيب الداعي، ويعطي السائل، ويغفر للمذنب، ويقبل التائب، ويشفي المريض، ويغني الفقير، وينصر المظلوم.
7ـ والله تعالى يمقت من يريدون العلو للإفساد، ويجعل الجنة للمتواضعين من العباد.
8ـ وكلمة الله هي العليا دائمًا، وإنما يجاهد المؤمنون لتكون كلمة الكفار هي السفلى.
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
عبادة الله باسمه تعالى العلى:
1ـ ينبغي للعبد أن يوقن بعلو الله فيرفع إليه يديه في الدعاء إلى عليائه، ويستحي أن يُرفع إليه إلا العمل الصالح.
2ـ والمؤمن يجب ألا يخوض في كيفية علو الله تعالى ويفوض علم الكيفية في سائر الصفات.
3ـ والتفويض هو الإقرار بالصفة على معناها من اللغة العربية.
ـ والإمرار هو عدم الخوض في كيفيتها.
4ـ وليعلم العبد أن إيمانه هو سبب رفعته في الدنيا والآخرة.
5ـ ولن يبلغ العبد القرب من الله إلا بالعمل الصالح الذي يجازيه عليه مولاه بأن يعليه، ويسكنه جنة عالية سقفها عرش الرحمن تبارك وتعالى.
6ـ والله تعالى ينزل في آخر الليل إلى الدنيا وقت السَحَر حين تختلف أفعال البشر، فريق في الجنة، وفريق في سقر، فهذا وقت اجتهاد الطائعين، ووقت فجور الفاجرين، فيتقرب الله منهم وينزل إلى السماء الدنيا قبل أن يصعد عملهم إليه.
فيحجز العاصي عن عصيانه.
ويهدي التائب لترك خسرانه.
ويوفق الطائع للفور برضوانه.
فقف ذليلاً بين يدي الملك العلي العظيم.
واستحِ أن يصعد إليه ما يخزيك من أقوال وأفعال.
وشاهد بقلبك نزول الأمر من فوق العرش بأنواع التدبير من الإماتة والإحياء، والمنع والعطاء، وكشف البلاء، وإنشاء دول وإبادة آخرين.
د. أشرف حجازي
للمزيد برجاء الرجوع لموقع www.Iam-Muslim.com
❁ اسم الله الكـــــبير ❁
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.
قال الله تعالى: (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) [سبأ: 23]
قال الله تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ) [الرعد: ٩]
وهو الأكبر.
المعاني والدلالات لاسمه تعالى الكبير:
1ـ الله تعالى أكبر من كل مخلوقاته؛ فالسماوات السبع والأرضين السبع كخاتم ألقى في الصحراء بالنسبة للكرسي، والكرسي في العرش كمثل ذلك، والله تعالى استوي على العرش وأحاط به لأنه بكل شيء محيط.
2ـ والله تعالى أمر عباده بتكبيره في الأذان والصلاة والجهاد والذبح وغير ذلك من العبادات.
فهو الذي كل شيء دونه، والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه، قال الله تعالى: (وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) [الزمر: 67]
وهو الذي السموات والأرض وما فيهما وما بينهما في كفه كخردلة في كف آحاد عباده.
🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻
عبادة الله باسمه تعالى الكبير:
1ـ اسم الله الكبير يجعل العبد يطمئن له، فهو أكبر من كل شيء، فهو أكبر من الأعداء، وأكبر من الظالمين، وأكبر من الكافرين، وأكبر من ظلمهم وسطوتهم.
2ـ ومن أمن بأن الله كبير، تضاءل في عينه كل ما سواه من الأنداد والكبراء فلم يعد يخشاهم أو يعاملهم بأكثر مما يستحقونه.
3ـ وكلما سمع المؤذن يقول الله أكبر الله أكبر تعلق قلبه به؛ لأنه الأكبر، وأعرض عن كل ما دونه، ولم يتعلق به.
د. أشرف حجازي
للمزيد برجاء الرجوع لموقع www.Iam-Muslim.com
❁ اسم الله المتكـــــبر ❁
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.
قال الله تعالى: (الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ) [الحشر: 23]
ـ وهو ذو الكبرياء.
المعاني والدلالات لاسمه تعالى المتكبر:
1ـ الله تعالى يتكبر بكمال ذاته، وبإنعامه على مخلوقاته.
2ـ ولا ينبغي الكبرياء إلا لله تعالى.
فهو الذي لا ينبغي الكبرياء والعظمة إلا له، ومن نازعه فيهما أذاقه عذابه وقصمه وغضب عليه، ومن يَحْلل عليه غضبه فقد هوى.
3ـ ومن رحمته أنه حَرَّّم التكبر، وأبغض المتكبرين، ووعدهم بالعذاب الأليم؛ لأنهم يتكبرون بما وهبه لهم، ولو شاء سلبهم ما يتكبرون به من النعم.
فالبشر يتكبرون بما وهبهم الله من قوة أو مال، وهذا من النقص؛ لأنهم يتكبرون بشيء لا يملكونه ولا يتحكمون فيه، ولا وهبوه لأنفسهم.
ـ أما الله تعالى، فإنه يتكبر بصفاته العليا، وصفاته لازمة لذاته، وصفاته تعالى أزلية بأزليته سبحانه، وأبدية بأبديته سبحانه، وصفاته لا نقص فيها بوجهٍ من الوجوه، وهذا عين الكمال.
والله ـ عز وجل ـ يبغض المتكبرين من البشر لسوء أخلاقهم؛ لأن الآدمي إذا ملك ما يتكبر به طغى على خلق الله وآذاهم وظلمهم، لكن الله رحيمٌ كريمٌ ودودٌ مع كونه متكبرًا، وهذا كمال بعد كمال.
فصفة المتكبر تستحق الحمد؛ لأنها صفة كمال، ولأنه مع تكبره رحيم، ولأنه منع أن يتصف بها أحد من عباده، فمنع أن يتكبر المخلوقين بعضهم على بعض.
🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻
عبادة الله باسمه تعالى المتكبر:
1ـ ينبغي للمؤمن أن يذل لله، ولا يتكبر على أوامره تعالى، فيتشبه بإبليس الذي تكبر عن طاعة أمر الله بالسجود لآدم ـ عليه السلام ـ.
2- والتكبر عن طاعة الله من نواقض الإيمان.
3ـ وينبغي للمؤمن أن يتواضع للمؤمنين ويذل لهم.
لذلك يجب على المسلم أن يتواضع.
ـ والتواضع يشمل عدم التكبر على أوامر الله، فالعبد لا ينبغي له أن يرد شيئًا من شرع الله فيكون ممن تشبه بإبليس في تكبره عن طاعة أمر الله.
والتواضع يشمل الذل على المؤمنين بأن يرى نفسه أقلهم، فيرفق بضعيفهم، ويرحم صغيرهم، ويشفق على شيخهم، ويشتد تواضعه لوالديه فيعاملهم معاملة الذليل، لا لذلةٍ في نفسه بل رحمة بهم.
وأشد من التواضع الزهد في النفس، فإن بلالاً قد هانت عليه نفسه في الله فلم يعد يقيم لها وزنًا، فلما عذبوه لم يشعر بعذابهم وإن أجهدهم تعذيبه؛ لأنه رأى نفسه رخيصة إذا اشترى بها الجنة.
والزهد في النفس هو أقرب شيء لقبول العمل، فهو أبعد شيء عن الرياء والمن.
والزاهد في نفسه هو أكثر الناس تواضعًا، فكيف تتكبر نفسه وهي أذل شيء لو أدخلها الله النار؟ وكيف تتكبر وهي أفقر شيء إلى الله لو أدخلها الجنة؟
والزاهد في نفسه دائم التوبة، لا تقع منه هفوة إلا بادر بالإنابة، ولا تبدو منه غفلة إلا سارع بالتوبة.
والزهد في النفس أعون شيء على الصبر؛ فهو لا يرى البلاء ينقص منه شيء، فاجتماع الدنيا عنده مثل فقدها، وحضورها مثل غيابها، فإن نقص شيء فبقدر الله، وإن زاد شيء فابتلاء من الله، أيشكر أم يكفر؟ فهو لا يعامل ربه بالصبر على البلاء بل بالرضا بالقضاء، والتسليم لمشيئة الله، ولو كان الأمر إليه لاختار ما قضاه مولاه.
4ـ والتكبر على المؤمنين من أنواع الشرك؛ لأنه يشبه نفسه بالله العظيم في اسمه المتكبر، فيعطي لنفسه صفة لا تنبغي إلا لله العظيم وهي صفة التكبر.
5ـ ومن التكبر العملي إنزال الإزار تحت كعب القدم.
د. أشرف حجازي
للمزيد برجاء الرجوع لموقع www.Iam-Muslim.com
❁ اسم الله الرحــــــمن ❁
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.
قال الله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ) [الفاتحة: 2-3]
قال الله تعالى: (وَرَبُّنَا الرَّحْمَٰنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ) [الأنبياء: ١١٢]
وهو خير الرحمين وأرحم الراحمين وذو الرحمة الواسعة.
المعاني والدلالات لاسمه تعالى الرحمن:
1ـ هو الذي يرحم عباده فينعم عليهم، ويحسن إليهم، ويغفر لهم.
2ـ وهو الذي رحمته وسعت كل مخلوقاته.
3ـ وهو تعالى جعل من رحمته جزءً من مائة جزء في الدنيا، بها يتراحم الإنسان والحيوان، وأمسك تسعة وتسعين جزءً لرحمة المؤمنين يوم القيامة.
ـ فرحمته تعالى أعظم من رحمة مخلوقاته الذين يشتركون جميعهم في الواحد من المائة.
4ـ وهو الذي كتب على نفسه الرحمة، وكتب على عرشه تعالى أن رحمتي غلبت غضبي وسبقت غضبي، فهو رحمن الدينا والآخرة ورحيمهما.
5ـ ومن رحمته سبحانه أن أرسل رسله إلى خلقه ليعلموهم كيف ينالون فضله.
6ـ ومن رحمته تعالى أنه يضحك ويرضى ويعجب للمؤمنين.
7ـ واسم الرحمن يدل على صفة ذاته، لذلك يرحم به كل خلقه.
ـ واسم الرحيم يدل على صفة فعله الذي يخص به المؤمنين من عباده.
8ـ ولا يدخل أحدٌ الجنة إلا برحمة الله تعالى؛ لأن طاعات العباد كلها لا تزن نعم الله الدنيوية عليهم، فلا يبقى لهم إلا رحمة الله ليدخلوا بها الجنة.
9ـ والله تعالى أرسل رسوله محمدًا – صلى الله عليه وسلم - وجعله رحمة للعالمين.
وهو تعالى يعجب من المؤمن يؤثر أخاه بما في يده ولا يملك غيره، فيرحم الآخذ بما أخذ، ويرحم المعطي بجزائه في الجنة.
وهو يضحك إلى رجلين، يقتل الكافر المسلم فيدخله الله درجة الشهداء في الجنة، ثم يسلم الكافر ويموت على حسن العمل، فيلتقيان في الجنة، ولولا الكافر ما بلغ المسلم ما بلغ، وعجبه وضحكه من آثار رحمته سبحانه.
10- الرحمن صفة ذاته، والرحيم صفة أفعاله.
🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻
عبادة الله باسمه تعالى الرحمن:
1ـ ينبغي للمؤمن أن يرحم إخوانه ويصل أرحامه
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : «إِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّـهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ.»[صحيح البخاري 1284 ومسلم 923]
2ـ ويرحم حتى العصاة فينظر إليهم بعين الرحمة، لما ينتظرهم من سوء العذاب إن لم يتوبوا أو يغفر لهم التواب.
3- وينبغي أن لا تُيأس المسرفين من رحمة الله، فإن ذلك يفتح لهم باب العودة عن الذنب.
فلو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع في جنته أحد.
ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من رحمته أحد.
د. أشرف حجازي
للمزيد برجاء الرجوع لموقع www.Iam-Muslim.com