الجمعة، يونيو 3

الحفيظ جل جلاله (2)

أسمـاء الله الحسنى » الحفيظ جل جلاله (2)


* بقلم/ خالد بن محمد السليم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أكرم خلقه أجمعين وبعد :
فما زال الحديث موصولا عن فضل الذكر وأثره في حفظ العبد :
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة قال أما لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك) [رواه ومسلم]
وعند ابن حبان (من قال حين يمسي ثلاث مرات أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضره حمة تلك الليلة , قال سهيل فكان أهلنا تعلموها فكانوا يقولونها كل ليلة فلدغت جارية منهم فلم تجد لها وجعا) رواه ابن حبان في صحيحه[1]
وقال النبي صلى الله عليه وسلم (من قال إذا خرج من بيته : بسم الله توكلت على الله لا حول و لا قوة إلا بالله يقال له : كفيت و وقيت و تنحى عنه الشيطان)[2]
ومن ذلك أن تدعو بالحفظ لك ولأهلك ولمن تحب فعند أبي داود وصححه الألباني من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال : (لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ يَدَعُ هَؤُلاَءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ : اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ العَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ العَفْوَ وَالعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَاي وَأَهْلِي وَمَالِي ، اللهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَتِي ، أو عَوْرَاتِي ، وَآمِنْ رَوْعَاتِي ، اللهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَي وَمِنْ خَلفِي ، وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي)[3] .
وعند البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال : ( إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ فَلْيَنْفُضْ فِرَاشَهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ ، فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ ثُمَّ يَقُولُ : بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِي ، وَبِكَ أَرْفَعُهُ ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا ، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ الصَّالِحِينَ)[4].
وروى الحاكم وصححه الشيخ الألباني من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله كان يدعو : ( اللهم احفظني بالإسلام قائما ، واحفظني بالإسلام قاعدا ، واحفظني بالإسلام راقدا ولا تشمت بي عدوا حاسدا ، اللهم إني أسألك من كل خير خزائنه بيدك وأعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك)[5]
عن مجاهد قال : خرجت إلى العراق ،و شيعنا عبد الله بن عمر ، فلما فارقنا قال : إني ليس عندي شيء أعطيكم ، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الله إذا استودع شيئا حفظه ، و إني أستودع الله دينكم وأمانتكم و خواتيم أعمالكم [6]
اعتقاد العبد بحفظ الله لا يعني تفريطه بأخذ الأسباب فهذا يعقوب عليه السلام لم يدفع بابنه مع أخوته إلا لما أخذ عليهم الميثاق ومنعهم أن يدخلوا إلا متفرقين فأثنى الله عليه بقوله {وإنه لذو علم لما علمناه }[يوسف:68].
ومن أيقن بحفظ الله لم يطلب الحفظ من السحرة أو الشياطين أو الكهنة والعرافين أو يضع تمائم أو ودعات يظن بها حرزاً من الجان فليس هذا سبيل المؤمنين الموقنين بحفظ الله ومن أراد الحفظ من العين فليطلبه من الحفيظ بما شرع

*/ عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم . قسم السنة
29/7/1429

--------------------------------------------------------------------------------

[1]صحيح الترغيب والترهيب - (ج 1 / ص 158)
[2]( صحيح ) انظر حديث رقم : 6419 في صحيح الجامع
[3] أبو داود في كتاب الأدب ، باب ما يقول إذا أصبح 4/318 (5074) ، صحيح الجامع (1274) .
[4] البخاري في الدعوات ، باب السؤال بأسماء الله تعالى والاستعاذة بها 6/2691 (6958) .
[5] مستدرك الحاكم 1/706 (1924) ، السلسلة الصحيحة (1540) .
[6]السلسلة الصحيحة (ج 6 / ص 46)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

مدونة نهضة مصر