خلال زيارته لساحة ضريح الدكتور جون قرنق التي ستقام بها الإحتفالات, وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة لتأمين الإحتفالات.
وفي الخرطوم صرح الرئيس السوداني عمر البشير أمس بأنه سيتوجه إلي جنوب السودان عندما يعلن استقلاله غدا مشددا علي أنه يسعي لعلاقات ودية مع الجنوب.وقال البشير في كلمة إنه سيتوجه إلي جوبا عاصمة جنوب السودان للتهنئة بالوضع الجديد والإعراب عن تمنياته بأن يتمتع الجنوب بالأمن والاستقرار.
وفي غضون ذلك أكدت الحكومة السودانية تمسكها بالقرار القاضي بإنهاء تفويض عمل بعثة الامم المتحدة بالسودان يونميس في أراضيها اعتبارا من غد السبت ونفت وجود أي استثناءات للدول المشاركة فيها. جاء ذلك تعليقا علي قرار مجلس الوزراء الالماني أمس الأول بتمديد مشاركة القوات الألمانية في إحدي بعثات اليونميس حتي نهاية سبتمبر القادم وتحويل القرار للبرلمان لاعتماده.
وقد شهد مطار جوبا وصول الوفود العربية والأفريقية والدولية للمشاركة في هذا اليوم التاريخي, وإعلان اعترافهم وتضامنهم بالدولة الوليدة. وكان وفد جامعة الدول العربية برئاسة السفير محمد الخمليشي الأمين العام المساعد للجامعة والوفد الأريتري في مقدمة الوفود التي وصلت إلي جوبا, وقال السفير محمد منصف رئيس مكتب الجامعة العربية في جوبا: إن المناسبة ستشهد مشاركة عربية واسعة من جميع الدول العربية, تعبيرا عن إحترام الدول العربية لإرادة شعب الجنوب ودعمهم للاستقرار والسلام والتنمية بها. وقالت مصادر رسمية جنوبية أن برنامج الاحتفال بهذا الحدث التاريخي يتضمن عددا من الفقرات الموسيقية والفاعليات الرياضية والمراسم الدينية التي تجري في جوبا عاصمة الجنوب وفي بقية المدن بولايات الجنوب العشرة. وسيتوجه جميع المواطنين الجنوبيين اليوم الجمعة عشية الإحتفال بالإستقلال إلي الكنائس وسيتجمعون في الساحات العامة ليضيئوا الشموع ويتلوا الصلوات من أجل ميلاد الدولة الجديدة, كما ستجري احتفالات راقصة في مختلف أنحاء الجنوب, وإحتفالات مشتركة يتناول فيها أتباع الأديان المختلفة في الجنوب طعامهم معا بمن فيهم المسلمون, وعند منتصف الليلة الجمعة ستقرع الأجراس في جميع أنحاء الجنوب, وتدق الطبول إحتفالا بالانتقال التاريخي للجنوب إلي دولة جمهورية جنوب السودان.
وقد شهد الأهرام أجواء الحماسة الشديدة في أوساط المواطنين الجنوبيين في أثناء ترحيبهم بالضيوف, وقام كثير من المواطنين العاديين بتنظيف الشوارع والميادين, كما تدفق علي جوبا الآلاف من المغتربين الجنوبيين من أنحاء العالم لحضور هذه المناسبة, مما أدي إلي اكتظاظ الفنادق وارتفاع هائل في الأسعار.
ومن المقرر أن يبدأ البرنامج الرسمي للاحتفال بالاستقلال غدا السبت في تمام الساعة العاشرة صباحا أمام ضريح الدكتور جون قرنق ويستمر البرنامج حتي بعد الظهيرة, ويشتمل علي مواكب وعروض رسمية وسلسلة من الخطب, وسيحضر هذا البرنامج30 من رؤساء الدول الأفريقية وقادة المنظمات الاقليمية والدولية, فضلا عن وزراء خارجية ومسئولين كبار آخرين دوليين, وسيشاهد أكثر من مائة ألف مواطن الحدث امام الضريح, وأخرين سيشاهدونه من خلال شاشات كبيرة موزعة في أنحاء المدينة. كما سيتم بث الأحداث علي الهواء مباشرة عبر تلفزيون جنوب السودان, بمشاركة واسعة من وسائل الاعلام الدولية, وسط إستعدادات أمنية مكثفة.
ويشارك في الموكب الذي سيمر أمام الحضور حوالي150 شخصا, بما في ذلك المسيرة التي تضم مختلف الفروع العسكرية الجيش والشرطة ومصلحة السجون, وخدمة الحياة البرية والاطفاء, كما سيكون هناك ست مجموعات من راقصي الفولكلور من أنحاء الجنوب المختلفة, وخلال الحفل سيؤدي الكورال الوطني لجنوب السودان بالاشتراك مع مئات الشبان الجنوبيين غناء النشيد الوطني الجديد والذي تم اختياره من قبل الشعراء والموسيقيين والأكاديميين من بين49 نشيدا, ويعكس هذا النشيد وحدة وهوية وموارد الأرض والنضال من أجل التحرر, وكان قد درس علي مدي الأسابيع الماضية لموظفي الحكومة والأجهزة الأمنية والمدنية والمجتمع والجماعات الأخري في جميع أنحاء البلاد, ثم يتم إعلان استقلال جمهورية جنوب السودان من قبل رئيس المجلس التشريعي لجنوب السودان جيمس واني ايقا, ويجري بعدها إنزال علم السودان ورفع علم الجمهورية الجديدة في جنوب السودان, ومع أنغام الابواق الاحتفالية سيوقع سلفاكير ميارديت علي الدستور الانتقالي الجديد ليدخل حيز التنفيذ,ويؤدي بعد ذلك اليمين الدستورية بوصفه اول رئيس لجمهورية جنوب السودان
وسيكون المتحدثون الرئيسيون بجانب رئيس حكومة جنوب السودان كلا من الرئيس السوداني عمر البشير, والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون, ورئيس الجمعية العامة للامم المتحدة, وممثلين من الاتحاد الأفريقي, والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية, وجامعة الدول العربية والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة ممثلة للامريكتين, والصين ممثلة لاسيا. وقد ناشدت السلطات الجنوبية المواطنين إلتزام الوعي والحذر والإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق