حلم تعمير مصر
مصرأهم بلد فى العالم !!! قالها نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية على مصر بعد هزيمته فى سنة 1815 .. ولم يكن الرجل يبالغ أو ينافق حينما وصف مصر بذلك , فمصر تاريخيا من أقدم الحضارات الانسانية ..وجغرافيا تحتل مكانة استراتيجية مميزة على خريطة الكرة الأرضية. والمصرى دائما وأبدا فخورا بمصريته وعروبته واسلامه. ومكانة مصر الفريدة والمتميزة هى التى جعلتنا نتساءل : أين مصر من الولايات المتحدة والمانيا وفرنسا واليابان والصين وكندا ... ودول الاتحاد الأوروبى فى عصرنا الحديث ؟
تبلغ مساحة مصر حوالي مليون كيلو مترمربع وتعادل مساحتها تقريبا كل من مساحة فرنسا وألمانيا مجتمعتين . ومصر تقع في أقصي الشمال الشرقي لقارة أفريقيا، و تطل على كل من الساحل الجنوبي الشرقي للبحر المتوسط و الساحل الشمالي الغربي للبحر الأحمر.ومصر هى دولة أفريقية غير أن جزءا من أراضيها، وهي شبه جزيرة سيناء، يقع في قارة آسيا.
بلغ عدد سكان مصر حسب تقدير سنة 2007 حوالى 79 مليون نسمة وحسب تقرير البنك الدولى من المتوقع أن يصل تعداد السكان الى 160 مليون نسمة سنة 2050 ومصرهي ثاني أكثرالدول سكانا في أفريقيا بعد نيجيريا يتركز أغلب السكان في وادي النيل، بالذات في المدينتين الكبرتين، القاهرة التي بها تقريبا ربع السكان والإسكندرية، كما يعيش أغلب السكان الباقين في الدلتا وعلى ساحلي البحر المتوسط والأحمر ومدن قناة السويس.. ويبلغ متوسط الكثافة السكانية فى مصر 630 نسمة فى كل كيلو مترمربع فى منطقة وادى النيل أما فى دلتا النيل فهى 900 نسمة فى كل كيلو متر مربع وهى من أعلى معدلات الكثافة السكانية فى العالم!! أو بمعنى آخر يعيش المصريون على 4% من مساحة مصر .
تشترك مصر بحدود من الغرب مع ليبيا و من الجنوب مع السودان ومن الشمال الشرقي مع فلسطين، و يفصلها البحرالأحمرعن كل من الأردن و السعودية، و تمرعبرأرضها قناة السويس التي تفصل الجزء الآسيوي منها عن الجزء الافريقي . ومصر أكبر الدول العربية سكاناً، وذات الترتيب الخامس عشر عالمياً من حيث عدد السكان الذين يعيش أغلبهم على ضفتي النيل و إلى جانب المنطقة الساحلية. تشكل الصحراء غالبية مساحتها و هي غير معمورة. معظم السكان في مصر حاليا من الحضر.
ويمكن تقسيم مصر جغرافيا الى أربعة أقسام :
وادى النيل والدلتا : ومساحته حوالى (33 ألف كم2 ) تقريبا
الصحراء الغربية : تشغل حوالى (680 ألف كم2 ) تقريبا
الصحراء الشرقية : ومساحتها حوالى (225 ألف كم2) تقريبا
شبه جزيرة سيناء : مساحتها حوالى (61 ألف كم2) تقريبا
وعندما يراودنا حلم تعمير مصر بطريقة حديثة تتماشى مع أحدث صيحات التعميرعلى مستوى العالم لابد أن نحدد المشاكل التى تواجه مصر والتى هى عقبة كؤد فى وجه التقدم والتعمير,وأن نتصور حلولا عملية واقعية يمكن تحقيقها .. هناك لن ينقصنا الا العزيمة والايمان بالله ..
ولكى نضع الصورة كاملة بين يديك عزيزى القارىء لابد أن نناقش النقاط التالية والتى هى سوف تقودنا الى أن عملية التعميرسهلة عما قد نتصور وأن الأمل فى تعمير مصرمازال قائما وهناك أمل كبير فى غد أفضل لأولادنا وأحفادنا من بعدنا.. وهنا لابد أن نتناول :
أولا : تجربة أوروبا فى التعمير بعد الحرب العالمية الثانية من خلال القاء الضوء على مشروع مارشال.
ثانيا : البدء فى ازالة الألغام فى الصحراء الغربية وهى من مخلفات الحرب العالمية الثانية.. وبداية تعمير الساحل الشمالى ومد خطوط سكك حديدية حديثة وسريعة ومريحة من الأسكندرية الى طرابلس بليبيا وأم درمان بالسودان ..وبناء موانى ومطارات عالمية تليق بمصر وتربط أطرافها بالعالم الخارجى . هذه المشاريع مكلفة وقد لاتكون مجدية اقتصاديا فى البداية الا أنها على المدى الطويل هامة جدا وتحقق الفائدة الاقتصادية المنشودة.
ثالثا : تعميرسيناء والاهتمام ببدو سيناء فهم مصريون مهملون ومشكوك فى هويتهم من قبل الحكومات المتعاقبة وسيناء هى مصدر مهم فى أمن مصر القومى.
رابعا : مشكلة التصحر .. وكيف أن السعودية بدون نهر كنهر النيل عالجت مشكلة التصحر.
خامسا : الاهتمام بالسياحة والاستثمارات العربية كمصدر أساسى للدخل القومى.
سادسا : الاعتماد على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح كمصدر رئيسى للطاقة وتحلية مياه البحر وتصدير الطاقة الزائدة للخارج.
سابعا : ترشيد الانفاق العام ومراجعة أسعاربيع القطاع العام مثل أوكرانيا.
ثامنا : الأعتماد على نجوم الهندسة المعمارية العالميين فى تصميم مدن جديدة واسعة ورحبة لاستقبال الملايين من الناس النازحين من ضيق الدلتا لبدء حياة نموذجية فى مصر القرن الواحد والعشرين وبناء جامعات حديثة حتى يعود مستوى التعليم فى مصرالى عهده السابق.
المصدر: غريب المنسي http://www.ouregypt.us/culture/culture2.html
* Currently 15/5 Stars.
* 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 36 قراءة
Square_1238125057
نشرت فى 17 مايو 2011
بواسطة HaresAmmar
د/حارص عمار ـ دكتوراة في المناهج وتكنولوجيا التعليم
الأربعاء، يونيو 8
التلوث يهدد الثروة السمكية في مصر
التلوث يهدد الثروة السمكية في مصر
في وقت يشهد فيه العالم أزمة في الغذاء، وينتشر فيه مرض أنفلونزا الطيور، ووسط مخاوف من تسرب لحوم الخنازير إلى الأسواق وبيعها على أنها لحوم ماشية، تتجه الأنظار إلى الأسماك كبديل للدواجن واللحوم...
الثروة السمكية
يقدر عدد العاملين بقطاع صيد الأسماك حوالي 165 ألف عامل، ويرتفع هذا العدد لحوالي 200 ألف عامل بجميع القطاعات الاقتصادية للصيد والتوزيع والتصنيع.
وحسب مصادر الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية يُقدر نصيب الثروة السمكية بنحو 4% من إجمالي قيمة الإنتاج الزراعي، وحوالي 15% من قيمة الإنتاج الحيواني، كما أن الإنتاج السمكي حالياً يدر عائداً يُقدر بنحو 6 مليارات جنيه. (الدولار يعادل 557.75 جنيها مصريا)
وتتعدد مصادر الإنتاج المحلي للأسماك فمنها:
- الأسماك البحرية: مثل القاروص والدنيس والوقار والسردين والمرجان والمكرونة وسمك موسى علاوة على الجمبري والكابوريا والسبيط.
- أسماك المياه العذبة: ومنها البلطي والبياض والقرموط وقشر البياض.
- أسماك المزارع: ومنها البلطي والمبروك والبوري والقرموط.
وبمُقارنة متوسط استهلاك الفرد السنوى للأسماك في مصر بمثيله في دول العالم الأخرى نجد أنه منخفض جداً، فيصل من 2.5 إلى 6 كيلو جرام بينما نجده 35.9 كيلو جرام و26.1 كيلو جرام سنويا في اليابان وإسبانيا على الترتيب.
ومعدل استهلاك الفرد من الأسماك سنوياً في مصر يُعتبر مُتدني أيضاً مُقارنة بنصيب الفرد المُحدد بواسطة هيئة الصحة العالمية، والذي يُقدر بأكثر من 11 كيلو جرام سنويا، ويرجع سبب قلة نصيب الفرد من الأسماك في مصر إلى قلة الإنتاج السمكي، حيث يمثل الإنتاج المصري من الأسماك 2.5% من الإنتاج الإفريقي الذي يمثل 6.3% من الإنتاج العالمي.
أنواع مختلفة من الأسماكتعد إنتاجية الثروة السمكية مُنخفضة التكاليف بالمُقارنة إلى تكلفة الإنتاج الحيواني في فروعه الأخرى كاللحوم الحمراء والدواجن، وعلى مدى 20 عاماً تم التوسع في الاستزراع السمكي الذي أصبح ضرورة لسد الفجوة الغذائية ومواكبة الزيادة المستمرة في عدد السُكان، كما تم التوسع في مشروعات الاستزراع السمكي بنظمه المختلفة "انتشاري- شبه مكثف - مكثف"، وتبلغ مساحة مزارع الأحواض الحكومية بحوالي 105 ألف فدان، تقدر إنتاجية الفدان بحوالي 1.2-3.5 طن من الأسماك، أي حوالي من 10 : 15 ضعف إنتاجية الفدان من المصادر الطبيعية "مصايد بحرية ومصايد البحيرات المالحة والعذبة" بالإضافة إلى مزارع القطاع الخاص، والتي تقدر بنحو 28 ألف فدان علاوة على 440 ألف فدان من الأراضي المزروعة بالأرز التي يتم استخدامها في تربية أسماك المبروك.
المصايد والبحيرات
الصيد فى بحيرة المنزلةتشغل المصايد السمكية في مصر مساحات شاسعة تزيد على 13 مليون فدان، وبما يُعادل نحو 150% من الأرض الزراعية بها، وتتنوع هذه المصادر بحسب طبيعتها، فمنها البحار كالبحرين الأحمر والمتوسط، ومنها البُحيرات وتشتمل على بحيرات المنزلة والبرلس والبردويل وإدكو وقارون ومريوط والبحيرات المرة، وملاحة بور فؤاد، ومنها أيضاً مصادر المياه العذبة وتشتمل على نهر النيل بفرعيه والترع والمصارف، بالإضافة إلى البحيرات الصناعية مثل بحيرة ناصر والريان وكذلك المزارع السمكية.
تبلغ المساحة الصالحة للصيد في البحر الأحمر نحو 4.4 مليون فدان، وتبلغ المساحة الصالحة للصيد في البحر المتوسط نحو 6.8 مليون فدان، وتحتل المصايد البحرية المرتبة الثانية من مصادر الإنتاج السمكي في مصر، إلا أن الإنتاج السمكي فيها مازال مُتدنياً بالمُقارنة بمساحتها.
وتعود أسباب انخفاض إنتاجية الأسماك في المصايد البحرية إلى عدة أسباب هي:
- ضعف الخصوبة في البحر المتوسط، واستقباله للعديد من الملوثات من الدول المُطلة عليه.
- ارتفاع معدلات التلوث بالمبيدات والكيماويات التي تصب في بحيرة قارون.
- ارتفاع معدل البخر لاتساع رقعتها بحيرة قارون، مما أدى إلى ازدياد نسب الملوحة فيها فاقتربت بيئتها من البيئة البحرية.
- البناء المستمر بالبحيرات الطبيعية وعمليات الصيد الجائرة في هذه البحيرات من قبل هواة الصيد.
- الاستغلال السيئ للاستثمارات السياحية في البحر الأحمر وإقامة قرى سياحية، بدلاً من استخدامها كمزارع تربية طبيعية لإنتاج الأسماك.
- استمرار عمليات الصرف الصناعي والزراعي في مياه البحيرات الطبيعية.
- وأيضاً استخدام الصيادين "الحطاطات" في نفس البحيرة، وهي من أدوات الصيد التي تتسبب في قتل الآلاف من أسماك الجمبري التي تتجمع في أماكن مُعينة بالبحيرة.
الاستزراع السمكي
نظراً للتزايد السُكاني المستمر اتجهت مصر نحو مجال الاستزراع السمكي لسد الفجوة الغذائية، وذلك من خلال التوسع في إنتاج سُلالات جديدة من الأسماك سريعة النمو وعالية الجودة لضمان توفير احتياجات السوق المحلية، وبالتالي تخفيض معدل الاستيراد.
ويُقصد بالاستزراع السمكي تربية الأسماك بأنواعها المختلفة سواء أسماك المياه المالحة أو العذبة، والتي تستخدم كغذاء للإنسان تحت ظروف مُعينة وتحت سيطرة الإنسان، وفي مساحات مُعينة سواء أحواض تربية أو أقفاص، بقصد تطوير الإنتاج وتثبيت ملكية المزارع للمنتجات.
وعلى الرغم من نجاح مصر في الاستزراع السمكي في المياه العذبة، إلا أنها مازالت تستورد نحو 193 ألف طن من الأسماك، وتصدر نحو700 طن، وتعتبر أسماك القاروص والدنيس - وهي من الأسماك البحرية - تعد أكثر الأسماك في مصر قابلية للتصدير، إذ تمثل 90% من صادرات مصر من الأسماك وتنجح تماما في المزارع السمكية العادية.
وهناك أنواع من الأسماك لا تنتج في مصر مثل الرنجة والماكريل والسلامون، لذلك لابد من استيراد هذه الأنواع لسد احتياجات المجتمع لها، بالإضافة إلى انخفاض أسعار هذه النوعية المستوردة من الأسماك، فهي أقل سعراً من الأسماك التي تنتج محلياً، وبالتالي ستكون مُتاحة لجميع فئات المجتمع خاصة محدودي الدخل وهذا أيضا يُحقق نوعاً من التوازن في سوق الأسماك المصرية.
وكان إنتاج مصر من المزارع السمكية قد ارتفع من 1000 طن عام 1970 إلى 400 ألف طن حتى نهاية عام 2003، ويُشكل إنتاج المزارع 50% من حجم الإنتاج الكلي للأسماك في مصر، وأصبح الاستيراد مقتصراً على بعض النوعيات الفاخرة من الإنتاج البحري كالفيليه والجمبري الجامبو..
الاستزراع البحري
يُشير رئيس الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية إلى العديد من الخطط، من بينها مشروع الاستزراع البحري والذى يتم لأول مرة بإنشاء مزارع سمكية داخل البحر الأبيض المتوسط باستخدام الأقفاص السمكية، بالإضافة إلى أحواض أرضية تستزرع بها الأسماك البحرية، مثل الدنيس والقاروص وموسى وأسماك الثعابين، وكذلك فى منطقة المُثلث بمحافظة دمياط، حيث تم تربية أسماك "اللوت" في المياه المخلوطة وكان الإنتاج يتراوح بين 8 - 10 أطنان للفدان خلال 16شهراً.
تحديات الاستزراع
يُعتبر المعمل المركزي لبحوث الثروة السمكية أن مشكلة التلوث من القضايا الرئيسية التي تواجه تنمية استزراع الأسماك في مصر، فهي تؤثر على الإنتاج السمكي كماً ونوعاً، حيث تشير الأبحاث إلى تأثير مياه الصرف الزراعي نتيجة إلقاء 5.3 مليون طن من الأسمدة و20 ألف طن من المبيدات، إضافة إلى المُخلفات الصناعية وخلافه، وما يحدث من تسريب للمواد البترولية والتي تؤدي إلى نفوق أطنان من الأسماك.
وتعد مسألة نقص الأعلاف بسبب ارتفاع أسعارها، من العوامل المؤثرة في عملية استزراع الأسماك، بسبب الاضطرار إلى استخدام أعلاف تقليدية من علف الماشية أو خلطات اجتهادية من قبل المزارع مما يؤدي إلى إنخفاض جودة الأسماك.
إحدى صور تهديد التماسيح للأسماك
وعلى جانب آخر يوجد بالسواحل الشمالية أسماك متوحشة تسمى "أرانب البحر" تهدد الثروة السمكية في مصر، لقيامها بالتهام كميات كبيرة من الأسماك التي تعيش وتتكاثر فى هذه المناطق مما يضر بالثروة السمكية، وكذلك التماسيح الموجودة في بحيرة ناصر والتي تستهلك أكثر من 135 طناً من الأسماك يومياً، بل تهدد حياة الصيادين.
تنمية الثروة السمكية
شهدت عملية استزراع الأسماك في مصر العديد من طرق النهوض بالثروة السمكية، وذلك إلى جانب التكنولوجيا المتطورة المُستخدمة في عمليات الصيد والزيادة الكبيرة في عدد قوارب الصيد، فقد تم إنشاء المعمل المركزي لبحوث الثروة السمكية، بهدف إجراء البحوث التطبيقية والإرشاد والتدريب على أساس زيادة الإنتاج السمكي، ودراسة الاحتياجات الغذائية للأنواع المختلفة من الأسماك الاقتصادية في المزارع السمكية.
ولمعمل بحوث الثروة السمكية هدف آخر وهو إنتاج علائق مُتخصصة للأسماك باستخدام مكونات محلية غير تقليدية رخيصة الثمن، وتحديد كمية ونوعية الأغذية الإضافية المُكملة للغذاء الطبيعي بالأحواض بهدف تحسين معدل التحول الغذائي للأسماك، والاستفادة من المخلفات النباتية والحيوانية كغذاء وكتسميد للمزارع السمكية، وانتاج سلالات مهجنة لأسماك ذات معدلات نمو أعلى وأكثر مقاومة للأمراض وتتلائم مع الظروف البيئية المصرية ونظم الاستزراع السمكي.
وفي عام 1978 تم توقيع اتفاقية بين الوكالة الأمريكية ووزارة الزراعة لإنشاء مشروع تنمية المزارع السمكية في مصر، وبدأت أولى الاستزراع التجريبي أوائل عام 1986، وتم الانضمام إلى مركز البحوث الزراعية في نهاية 1991.
في عام 1995 بلغ الانتاج الإجمالي 407 ألف طن، يمثل الناتج من المزارع السمكية 18% حيث بلغت الكمية 72 ألف طن، وتم استيراد 141 ألف طن لسد الفجوة، وتوالت الزيادة في المُستخرج من المزارع السمكية خلال الأعوام التالية لتصل في 2001 النسبة إلى 44% من جملة الإنتاج، حيث بلغ الانتاج الإجمالي 772 ألف طن، كان إجمالي ما أنتجته المزارع السمكية 343 ألف طن وتم سد الفجوة والبالغة 261 ألف طن من خلال الاستيراد.
شهد عام 2000 طفرة في إنتاج المزارع السمكية والذي يُعتبر أفضل الأعوام، حيث كان الإجمالي 724 ألف طن نصيب المزارع السمكية 340 ألف طن بنسبة زيادة تقدر بـ47%.
ومن بين وسائل تنمية الثروة السمكية تنفيذ "مشروع الحدود الجغرافية للبحيرات المصرية والمسطحات المائية"، والتي تقع تحت إشراف الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، وذلك باستخدام تقنيات الاستشعار عن بُعد، والذي جاء في إطار اتفاقية التعاون الموقعة بين الهيئة القومية للاستشعار عن بُعد وعلوم الفضاء والهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، والتي تنص على التعاون بين الجانبين لتحديد مجالات وآليات تنمية وإدارة ومراقبة الموارد السمكية في مصر، بالإضافة إلى تنفيذ عدد من المشروعات البحثية التي تهدف إلى تنمية الثروة السمكية في مصر، ووقف التعديات على المسطحات المائية، بالإضافة إلى مشروع وضع خريطة للمصايد السمكية يهدف إلى عمل مسح لشواطئ البحرين المتوسط والأحمر لرسم خريطة للمصايد السمكية لاستكشاف مناطق صيد جديدة على أعماق مختلفة، وتقدير المخزون السمكي الحالي، ورفع إمكانيات الصيد المُتاحة لزيادة عرض الأسماك في الأسواق.
المصدر: مدونة الثروة السمكية في مص
في وقت يشهد فيه العالم أزمة في الغذاء، وينتشر فيه مرض أنفلونزا الطيور، ووسط مخاوف من تسرب لحوم الخنازير إلى الأسواق وبيعها على أنها لحوم ماشية، تتجه الأنظار إلى الأسماك كبديل للدواجن واللحوم...
الثروة السمكية
يقدر عدد العاملين بقطاع صيد الأسماك حوالي 165 ألف عامل، ويرتفع هذا العدد لحوالي 200 ألف عامل بجميع القطاعات الاقتصادية للصيد والتوزيع والتصنيع.
وحسب مصادر الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية يُقدر نصيب الثروة السمكية بنحو 4% من إجمالي قيمة الإنتاج الزراعي، وحوالي 15% من قيمة الإنتاج الحيواني، كما أن الإنتاج السمكي حالياً يدر عائداً يُقدر بنحو 6 مليارات جنيه. (الدولار يعادل 557.75 جنيها مصريا)
وتتعدد مصادر الإنتاج المحلي للأسماك فمنها:
- الأسماك البحرية: مثل القاروص والدنيس والوقار والسردين والمرجان والمكرونة وسمك موسى علاوة على الجمبري والكابوريا والسبيط.
- أسماك المياه العذبة: ومنها البلطي والبياض والقرموط وقشر البياض.
- أسماك المزارع: ومنها البلطي والمبروك والبوري والقرموط.
وبمُقارنة متوسط استهلاك الفرد السنوى للأسماك في مصر بمثيله في دول العالم الأخرى نجد أنه منخفض جداً، فيصل من 2.5 إلى 6 كيلو جرام بينما نجده 35.9 كيلو جرام و26.1 كيلو جرام سنويا في اليابان وإسبانيا على الترتيب.
ومعدل استهلاك الفرد من الأسماك سنوياً في مصر يُعتبر مُتدني أيضاً مُقارنة بنصيب الفرد المُحدد بواسطة هيئة الصحة العالمية، والذي يُقدر بأكثر من 11 كيلو جرام سنويا، ويرجع سبب قلة نصيب الفرد من الأسماك في مصر إلى قلة الإنتاج السمكي، حيث يمثل الإنتاج المصري من الأسماك 2.5% من الإنتاج الإفريقي الذي يمثل 6.3% من الإنتاج العالمي.
أنواع مختلفة من الأسماكتعد إنتاجية الثروة السمكية مُنخفضة التكاليف بالمُقارنة إلى تكلفة الإنتاج الحيواني في فروعه الأخرى كاللحوم الحمراء والدواجن، وعلى مدى 20 عاماً تم التوسع في الاستزراع السمكي الذي أصبح ضرورة لسد الفجوة الغذائية ومواكبة الزيادة المستمرة في عدد السُكان، كما تم التوسع في مشروعات الاستزراع السمكي بنظمه المختلفة "انتشاري- شبه مكثف - مكثف"، وتبلغ مساحة مزارع الأحواض الحكومية بحوالي 105 ألف فدان، تقدر إنتاجية الفدان بحوالي 1.2-3.5 طن من الأسماك، أي حوالي من 10 : 15 ضعف إنتاجية الفدان من المصادر الطبيعية "مصايد بحرية ومصايد البحيرات المالحة والعذبة" بالإضافة إلى مزارع القطاع الخاص، والتي تقدر بنحو 28 ألف فدان علاوة على 440 ألف فدان من الأراضي المزروعة بالأرز التي يتم استخدامها في تربية أسماك المبروك.
المصايد والبحيرات
الصيد فى بحيرة المنزلةتشغل المصايد السمكية في مصر مساحات شاسعة تزيد على 13 مليون فدان، وبما يُعادل نحو 150% من الأرض الزراعية بها، وتتنوع هذه المصادر بحسب طبيعتها، فمنها البحار كالبحرين الأحمر والمتوسط، ومنها البُحيرات وتشتمل على بحيرات المنزلة والبرلس والبردويل وإدكو وقارون ومريوط والبحيرات المرة، وملاحة بور فؤاد، ومنها أيضاً مصادر المياه العذبة وتشتمل على نهر النيل بفرعيه والترع والمصارف، بالإضافة إلى البحيرات الصناعية مثل بحيرة ناصر والريان وكذلك المزارع السمكية.
تبلغ المساحة الصالحة للصيد في البحر الأحمر نحو 4.4 مليون فدان، وتبلغ المساحة الصالحة للصيد في البحر المتوسط نحو 6.8 مليون فدان، وتحتل المصايد البحرية المرتبة الثانية من مصادر الإنتاج السمكي في مصر، إلا أن الإنتاج السمكي فيها مازال مُتدنياً بالمُقارنة بمساحتها.
وتعود أسباب انخفاض إنتاجية الأسماك في المصايد البحرية إلى عدة أسباب هي:
- ضعف الخصوبة في البحر المتوسط، واستقباله للعديد من الملوثات من الدول المُطلة عليه.
- ارتفاع معدلات التلوث بالمبيدات والكيماويات التي تصب في بحيرة قارون.
- ارتفاع معدل البخر لاتساع رقعتها بحيرة قارون، مما أدى إلى ازدياد نسب الملوحة فيها فاقتربت بيئتها من البيئة البحرية.
- البناء المستمر بالبحيرات الطبيعية وعمليات الصيد الجائرة في هذه البحيرات من قبل هواة الصيد.
- الاستغلال السيئ للاستثمارات السياحية في البحر الأحمر وإقامة قرى سياحية، بدلاً من استخدامها كمزارع تربية طبيعية لإنتاج الأسماك.
- استمرار عمليات الصرف الصناعي والزراعي في مياه البحيرات الطبيعية.
- وأيضاً استخدام الصيادين "الحطاطات" في نفس البحيرة، وهي من أدوات الصيد التي تتسبب في قتل الآلاف من أسماك الجمبري التي تتجمع في أماكن مُعينة بالبحيرة.
الاستزراع السمكي
نظراً للتزايد السُكاني المستمر اتجهت مصر نحو مجال الاستزراع السمكي لسد الفجوة الغذائية، وذلك من خلال التوسع في إنتاج سُلالات جديدة من الأسماك سريعة النمو وعالية الجودة لضمان توفير احتياجات السوق المحلية، وبالتالي تخفيض معدل الاستيراد.
ويُقصد بالاستزراع السمكي تربية الأسماك بأنواعها المختلفة سواء أسماك المياه المالحة أو العذبة، والتي تستخدم كغذاء للإنسان تحت ظروف مُعينة وتحت سيطرة الإنسان، وفي مساحات مُعينة سواء أحواض تربية أو أقفاص، بقصد تطوير الإنتاج وتثبيت ملكية المزارع للمنتجات.
وعلى الرغم من نجاح مصر في الاستزراع السمكي في المياه العذبة، إلا أنها مازالت تستورد نحو 193 ألف طن من الأسماك، وتصدر نحو700 طن، وتعتبر أسماك القاروص والدنيس - وهي من الأسماك البحرية - تعد أكثر الأسماك في مصر قابلية للتصدير، إذ تمثل 90% من صادرات مصر من الأسماك وتنجح تماما في المزارع السمكية العادية.
وهناك أنواع من الأسماك لا تنتج في مصر مثل الرنجة والماكريل والسلامون، لذلك لابد من استيراد هذه الأنواع لسد احتياجات المجتمع لها، بالإضافة إلى انخفاض أسعار هذه النوعية المستوردة من الأسماك، فهي أقل سعراً من الأسماك التي تنتج محلياً، وبالتالي ستكون مُتاحة لجميع فئات المجتمع خاصة محدودي الدخل وهذا أيضا يُحقق نوعاً من التوازن في سوق الأسماك المصرية.
وكان إنتاج مصر من المزارع السمكية قد ارتفع من 1000 طن عام 1970 إلى 400 ألف طن حتى نهاية عام 2003، ويُشكل إنتاج المزارع 50% من حجم الإنتاج الكلي للأسماك في مصر، وأصبح الاستيراد مقتصراً على بعض النوعيات الفاخرة من الإنتاج البحري كالفيليه والجمبري الجامبو..
الاستزراع البحري
يُشير رئيس الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية إلى العديد من الخطط، من بينها مشروع الاستزراع البحري والذى يتم لأول مرة بإنشاء مزارع سمكية داخل البحر الأبيض المتوسط باستخدام الأقفاص السمكية، بالإضافة إلى أحواض أرضية تستزرع بها الأسماك البحرية، مثل الدنيس والقاروص وموسى وأسماك الثعابين، وكذلك فى منطقة المُثلث بمحافظة دمياط، حيث تم تربية أسماك "اللوت" في المياه المخلوطة وكان الإنتاج يتراوح بين 8 - 10 أطنان للفدان خلال 16شهراً.
تحديات الاستزراع
يُعتبر المعمل المركزي لبحوث الثروة السمكية أن مشكلة التلوث من القضايا الرئيسية التي تواجه تنمية استزراع الأسماك في مصر، فهي تؤثر على الإنتاج السمكي كماً ونوعاً، حيث تشير الأبحاث إلى تأثير مياه الصرف الزراعي نتيجة إلقاء 5.3 مليون طن من الأسمدة و20 ألف طن من المبيدات، إضافة إلى المُخلفات الصناعية وخلافه، وما يحدث من تسريب للمواد البترولية والتي تؤدي إلى نفوق أطنان من الأسماك.
وتعد مسألة نقص الأعلاف بسبب ارتفاع أسعارها، من العوامل المؤثرة في عملية استزراع الأسماك، بسبب الاضطرار إلى استخدام أعلاف تقليدية من علف الماشية أو خلطات اجتهادية من قبل المزارع مما يؤدي إلى إنخفاض جودة الأسماك.
إحدى صور تهديد التماسيح للأسماك
وعلى جانب آخر يوجد بالسواحل الشمالية أسماك متوحشة تسمى "أرانب البحر" تهدد الثروة السمكية في مصر، لقيامها بالتهام كميات كبيرة من الأسماك التي تعيش وتتكاثر فى هذه المناطق مما يضر بالثروة السمكية، وكذلك التماسيح الموجودة في بحيرة ناصر والتي تستهلك أكثر من 135 طناً من الأسماك يومياً، بل تهدد حياة الصيادين.
تنمية الثروة السمكية
شهدت عملية استزراع الأسماك في مصر العديد من طرق النهوض بالثروة السمكية، وذلك إلى جانب التكنولوجيا المتطورة المُستخدمة في عمليات الصيد والزيادة الكبيرة في عدد قوارب الصيد، فقد تم إنشاء المعمل المركزي لبحوث الثروة السمكية، بهدف إجراء البحوث التطبيقية والإرشاد والتدريب على أساس زيادة الإنتاج السمكي، ودراسة الاحتياجات الغذائية للأنواع المختلفة من الأسماك الاقتصادية في المزارع السمكية.
ولمعمل بحوث الثروة السمكية هدف آخر وهو إنتاج علائق مُتخصصة للأسماك باستخدام مكونات محلية غير تقليدية رخيصة الثمن، وتحديد كمية ونوعية الأغذية الإضافية المُكملة للغذاء الطبيعي بالأحواض بهدف تحسين معدل التحول الغذائي للأسماك، والاستفادة من المخلفات النباتية والحيوانية كغذاء وكتسميد للمزارع السمكية، وانتاج سلالات مهجنة لأسماك ذات معدلات نمو أعلى وأكثر مقاومة للأمراض وتتلائم مع الظروف البيئية المصرية ونظم الاستزراع السمكي.
وفي عام 1978 تم توقيع اتفاقية بين الوكالة الأمريكية ووزارة الزراعة لإنشاء مشروع تنمية المزارع السمكية في مصر، وبدأت أولى الاستزراع التجريبي أوائل عام 1986، وتم الانضمام إلى مركز البحوث الزراعية في نهاية 1991.
في عام 1995 بلغ الانتاج الإجمالي 407 ألف طن، يمثل الناتج من المزارع السمكية 18% حيث بلغت الكمية 72 ألف طن، وتم استيراد 141 ألف طن لسد الفجوة، وتوالت الزيادة في المُستخرج من المزارع السمكية خلال الأعوام التالية لتصل في 2001 النسبة إلى 44% من جملة الإنتاج، حيث بلغ الانتاج الإجمالي 772 ألف طن، كان إجمالي ما أنتجته المزارع السمكية 343 ألف طن وتم سد الفجوة والبالغة 261 ألف طن من خلال الاستيراد.
شهد عام 2000 طفرة في إنتاج المزارع السمكية والذي يُعتبر أفضل الأعوام، حيث كان الإجمالي 724 ألف طن نصيب المزارع السمكية 340 ألف طن بنسبة زيادة تقدر بـ47%.
ومن بين وسائل تنمية الثروة السمكية تنفيذ "مشروع الحدود الجغرافية للبحيرات المصرية والمسطحات المائية"، والتي تقع تحت إشراف الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، وذلك باستخدام تقنيات الاستشعار عن بُعد، والذي جاء في إطار اتفاقية التعاون الموقعة بين الهيئة القومية للاستشعار عن بُعد وعلوم الفضاء والهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، والتي تنص على التعاون بين الجانبين لتحديد مجالات وآليات تنمية وإدارة ومراقبة الموارد السمكية في مصر، بالإضافة إلى تنفيذ عدد من المشروعات البحثية التي تهدف إلى تنمية الثروة السمكية في مصر، ووقف التعديات على المسطحات المائية، بالإضافة إلى مشروع وضع خريطة للمصايد السمكية يهدف إلى عمل مسح لشواطئ البحرين المتوسط والأحمر لرسم خريطة للمصايد السمكية لاستكشاف مناطق صيد جديدة على أعماق مختلفة، وتقدير المخزون السمكي الحالي، ورفع إمكانيات الصيد المُتاحة لزيادة عرض الأسماك في الأسواق.
المصدر: مدونة الثروة السمكية في مص
قراءة في ثورات المجتمع المصري
قراءة في ثورات المجتمع المصري
سعيد عكاشة
باحث متخصص فى الشئون المصرية
إذا ما نظرنا إلي قضية علاقة الشعوب بالسلطات الحاكمة والظواهر التي تنتجها هذه العلاقة فإن كافة المعطيات المستخدمة لوصف هذه العلاقة أو الظواهر المرتبطة بها لاتبدو محايدة خاصة عندما يتم دراسة ظاهرة الصراع بين الجانبين، فهناك علي سبيل المثال تعبيرات عديدة تصف هذه الحالات مثل ''الثورة''، ''الهوجة''، ''العصيان''، ''التمرد''، الانتفاضة.، فالتعبير ''الأول'' ــ الثورة ــ هو من حظي باهتمام أكبر من قبل المنظرين في العلوم الاجتماعية، وبالأخص في الدراسات التاريخية والسياسية. وهذه التعبيرات استخدمت بطبيعة الحال في وصف العديد من التحركات الجماهيرية الواسعة عبر التاريخ المصري الحديث، سواء من جانب من نشطوا أو شاركوا في هذه الأحداث أو من جانب الباحثين والمؤرخين أو من خلال الخطاب الرسمي للسلطة الحاكمة، وهو ما قد ينسحب في الوقت الحاضر ومستقبلاً علي ماحدث في الخامس والعشرين من يناير 2011.
لن نعود إلي التاريخ البعيد، رغم أن هناك أحداث كثيرة منذ العصر الفرعوني وصفت بأنها ثورات للشعب المصري، فسوف نركز فقط علي ماتم تلقينه للأجيال المصرية منذ عام 1952عن التاريخ المصري الحديث والذي يبدأ بحملة نابليون علي مصر عام 1798.
فقد تغير وصف هذه الأحداث بعد ثورة الضباط الأحرار في عام 1952عندما أخذ ينظر إلي التاريخ من منظور دور العسكريين المصريين فيه، ومن ثم فقد تم إسقاط تعبير هوجة عرابي الذي كان سائداً قبل 25 ليحل محله ثورة عرابي أو ثورة الجيش المصري في مطلع ثمانينات القرن التاسع عشر، واحتوي التناول علي مبالغة شديدة في وصف المضمون والوطني لهذه الثورة والبطولات التي حققها الجيش المصري في مواجهة الإنجليز والخديوي، في المقابل كانت هناك دراسات أخري ــ غير ذائعة ــ قد تناولت الحدث ذاته بمنظور نقدي، وأكدت علي الطابع الفئوي لحراك بدأ بمطالب محددة للجيش المصري وانتهي بانضمام جماهيري إليه أملاً في توسيع نطاق المطالب الاجتماعية للأغلبية من المصرين، كما أعادت هذه الدراسات تقييم الأداء السياسي والعسكري لقادة هذا الحدث، بل تناولت السيرة الذاتية لبعض رموزه البارزة مثل عرابي ومحمد عبده وعبدالله النديم ومحمود سامي البارودي وغيرهم، وشاب هذا العرض النقدي أحياناً نوع من التعريض بنوايا وكفاءة عرابي ورفاقه، ولكن مابقي في النهاية نتيجة حكم ''العسكر'' لمصر منذ عام 1952، أن مصطلح الثورة طغي علي مصطلح الهوجة لأسباب واضحة تتعلق برغبة العسكريين منذ عبدالناصر في إيجاد عمق تاريخي لدور المؤسسة العسكرية في صناعة التاريخ المصري، وساعد علي ذلك أن الذاكرة الوطنية المصرية ــ وربما الذاكرة القومية والوطنية لأي شعب ــ تتأثر ببعد المسافة الزمنية بين الحدث المؤرخ له وبين الاهتمام الجماهيري به.
واجمالا كانت هوجة أو ثورة عرابي ذات مردود سلبي علي مصر التي فقد إستقلالها النسبي عن الدولة العثمانية لصالح الاحتلال البريطاني المباشر، كما تعمقت الروح الانهزامية في أوساط النخب التي شاركت في هذا الحدث لتؤثر علي الحركة الوطنية إجمالاً لسنوات طويلة امتدت حتي منتصف العقد الثاني من القرن العشرين.
الحدث الثاني الأكبر في التاريخ المصري كان اندلاع ثورة 1919والتي وضعت لنفسها هدفاً هو إنهاء الاحتلال البريطاني، ووفقاً للرؤيةالتي سادت بعد عام 1952في ظل حكم العسكريين لم تكن هذه الثورة مكتملة الأركان وغلب عليها التناقض ما بين حراك جماهيري واسع وبين قيادة تمثلت في حزب ''الوفد'' استخدمت هذا الحراك لتحقيق أهداف أقل من تلك التي حددتها الكتلة الجماهيرية لنفسها، وهكذا انتهت هذه الثورة بمصر إلي وضع استقلال منقوص (تصريح 28فبراير 1922) وبمشاركة محدودة للطبقة المتوسطة ''الجنينية'' في التمتع بمكاسب هذه الثورة التي ذهبت إنجازاتها بشكل كامل للطبقة الاقطاعية ''أصحاب المصالح الحقيقية كما كانوا يسمون أنفسهم''.
لم يكن هناك ثمة خلاف كبير في كتب التاريخ المصرية الرسمية علي وصف أحداث مارس عام 1919علي أنها ثورة ولكن كان هناك نوع من تقليل المساحة التي تشغلها في صنع التاريخ الوطني للمصريين، بسبب عدم مشاركة العسكريين فيها من جانب، ومن جانب آخر ظل حكم الرئيس عبد الناصر ومن بعده السادات علي حذر من وضع تاريخ ''1919'' في صورته الكاملة خوفا من إحياء مشاعر التعاطف مع ''حزب الوفد'' والذي كانت جنازة زعيمه مصطفي النحاس عام 1965مؤشراً علي أن ذاكرة المصريين ووجدانهم ماتزال تحمل تقييماً إيجابياً لزعماء هذا الحزب، حيث شارك في هذه الجنازة عشرات الآلاف رغم الحكم البوليسي القاسي الذي كان سائدا آنذاك ورغم تسلط مناهج التعليم ووسائل الإعلام علي عقول الناس وإصرارها علي وصف كل ما كان قبل عام 1952 بالعهد البائد والحقبة المظلمة في التاريخ المصري.
الحراك الجماهيري الثالث في مصر أتي في أعقاب حركة الضباط الأحرار في 23يوليو عام 1952 وخلال فترة لم تزد علي عامين تم تداول قضية الحريات الحزبية والديمقراطية وعلاقة السلطة بالقوي الاجتماعية، وانتصر الجناح المؤيد لفكرة التركيز علي القضايا الاجتماعية وفرضت مقايضة غير معلنة بين الشعب المصري والنظام الجديد بقيادة جمال عبد الناصر بمقتضاها، اتجهت الحركة نحو توسيع الاصلاحات الاجتماعية وصولا للقضاء علي طبقة كبار ملاك الأرض ( أو ما كانوا يسمون في الماضي بأصحاب المصالح الحقيقية) مقابل تقزيم مساحة الحريات العامة عبر نظام سلطوي تضخمت فيه دور الأجهزة الأمنية. وعلي مدار سنوات طويلة خاصة بعد رحيل جمال عبد الناصر دارت نقاشات كثيرة بين أفراد النخبة المثقفة حول التوصيف الدقيق لما حدث في 23يوليو والتي بدأت كإنقلاب عسكري صرف ثم تحولت بعد التأييد الجماهيري الواسع لها لوصف نفسها بالثورة المكتملة الأركان والتي تخضع لمعايير النظرية الثورية وفقا للمقولة الماركسية التي تحدد الثورة، بأنها تحول في نوع القاعدة الاجتماعية التي يستند إليها الحكم، وهو ماكان قد حدث بالفعل بعد أن قضت حركة الجيش علي النظام الملكي وحولت البلاد إلي جمهورية وبعد أن أطاحت أيضا بطبقة كبار ملاك الأرض والبرجوازية الصناعية الناشئة لتتحالف مع العمال والفلاحين أو تعتبرهم قاعدتها الإجتماعية الجديدة، وجاء التنظيم السياسي الأوحد الذي ابتكرته عبر تطوراته (الاتحاد القومي، الاتحاد الاشتراكي) ليضع صيغة تحالف قوي الشعب العامل محل الديمقراطية بمعناها الأصيل. ولكن تجربة عبد الناصر سرعان ما تبددت بعد هزيمة يونيو عام 1967 ثم وفاته عام 1970 وتحول خليفته أنور السادات نحو إجراءات أولية في اتجاه تخفيض دور الدولة في الاقتصاد والبحث عن حل سلمي للصراع العربي، الإسرائيلي. كما يمكن الإشارة أيضا إلي الفترة القصيرة التي ظل الإعلام المصري يصف فيها صراع السلطة الذي دار بين السادات وخصومه من اتباع عبد الناصر في مايو 1971 والذي انتهي لصالح السادات، باسم ''ثورة التصحيح'' إشارة إلي أن ماحدث كان تصحيحا للإنحراف الذي عانته ثورة 1952 علي يد حواري عبد الناصر بعد وفاته، غير أن التعبير تلاشي هو الآخر بعد موت السادات ليصبح جزء من مشكلة الصراع علي السلطة ليس إلا، وفي كل الأحوال لم تكن أحداث يوليو 25 لتتطابق مع فكرة الثورة، كما نظر لها الماركسيون ــ باعتبارهم أصحاب أكثر مدارس علم الإجتماع بحثا في ظاهرة الانقلابات العنيفة في المجتمعات الانسانية، وحددت معني للثورة بأنه تغيير في الطبقة الحاكمة وعلاقات الانتاج، ولكنها للإنصاف أحدثت ''أي ثورة يوليو'' ما يشبة نتائج ثورة حقيقية وهو ما يفسر ما حظت به من تأييد جماهيري بشكل واسع حتي رحيل عبد الناصر علي الأقل.
الحراك الجماهيري الرابع في تاريخ المصريين الحديث كانت أحداث فترة امتدت علي مدة أربع سنوات 1968ــ 1972 شهدت فيها وصول المواجهة بين بعض طوائف الشعب ونظام الحكم إلي مستوي مرتفع تمثلت في مطالب رفعها الطلاب الجامعيين بإعادة محاكمة المتسببين في هزيمة يونيو عام 1967، وانتهت هذه المواجهات في دفعتها الأولي في خريف 1968 دون تحقيق نتائج ملموسة في إطار أهدافها، ثم جاءت المواجهة الثانية الكبري عام 1972. وتميزت برفع الطلاب لشعارات الديمقراطية والحريات العامة جنبا إلي جنب مع شعار تحرير الأرض المحتلة، وقد وصفت هذه الأحداث بمصطلح ''الانتفاضة الطلابية'' وكان وصفاً دقيقاً سواء علي مستوي نوعية المشاركين أو علي مستوي كونها لا تطرح تغييرا في النظام ذاته بل في توجهاته خاصة فيما يتعلق بقضية الديمقراطية، وانتهت هذه الانتفاضات بدورها دون أن تحقق نتائج واضحة، واتت حرب أكتوبر عام 1973. وما حققته من نتائج علي مستوي التحرير الجزئي للأرض المحتلة لتذهب الأمة المصرية في اتجاه مطالب إجتماعية رفعتها انتفاضة 18، 19يناير 1977 وبدورها لم تطرح هذه الانتفاضة شعارات المطالبة بتغيير النظام وتمركزت حول الاحتجاج علي الأوضاع الاقتصادية ــ الاجتماعية القائمة وشابتها شعارات أخري أكثر علواً في الصوت طالبت باستئناف القتال من أجل إسترداد بقية ''سيناء''، وبدلا من أن تحقق هذه الانتفاضة أهدافها اتجه نظام حكم الرئيس السادات بقوة صوب تحرير الاقتصاد وزيادة القبضة الأمنية (إدخال الشرطة إلي الجامعة في صورة حرس الجامعة) ونحو مزيد من التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية وصولا إلي إقامة السلام مع إسرائيل وإدارة مصر ظهرها إلي العرب والقوي المسماة بالثورية في المنطقة بالكامل، وهو ما يعني أن هذه الانتفاضة كانت مثل ثورة أو هوجة عرابي التي أتت بنتائج عكس التي كانت تطالب بها بل دعمت اتجاهاً كان السادات يسير فيه علي استحياء بالقطع مع روابط المرحلة الناصرية بكل تجلياتها، ثم مضي فيه بخطوات أوسع عقب هذه الانتفاضة مباشرة بالقيام بزيارة القدس في نوفمبر 1977.
من الاستعراض السابق لتاريخ أحداث وُصفت بالثورة أو الهوجة أو الانتفاضة نجد أن كل هذه التوصيفات اعتمدت علي التوجه الأيديولوجي للنظم التي كانت تحكم مصر في ذلك الوقت. يبدو أن شيئنا من هذا يجري الآن في وصف أحداث 25 يناير والتي نراها أنها تفتقر لمعني الثورة بالمفاهيم العلمية حيث اقتصرت علي الاطاحة بوجوه النظام القديم (مبارك وعائلته وبعض أقطاب الحزب الوطني الحاكم) ومن السابق لأوانه معرفة التطورات التي ستحدث وفقا لتصورات المجلس العسكري الحاكم حاليا فكل السيناريوهات مطروحة وفقا للائحة:
أولها: أن تمضي الاصلاحات الديمقراطية في مسارها التدريجي ولا يتم تحجيم القوي الاجتماعية التي ساندت النظام وتحكمت في مقاليد الأمور لسنوات طويلة في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، وبذلك يكون ما حدث في الخامس والعشرين من يناير مجرد إصلاح من داخل النظام، خاصة إذا ما عكست المجالس النيابية والتمثيلية (مجلس شعب ومجلس شوري، محليات) نسبا مختلة لتمثيل القوي السياسية والاجتماعية.
ثانيها: أن تحدث ردة علي ماتحقق من نتائج في 25 يناير نتيجة تزايد عناصر الفوضي في المجتمع المصري مما يدفع المجلس العسكري للبقاء لفترة أطول.
ثالثها: أن تنقض القوي الدينية (الاخوان، السلفية) وتتحكم في مصير البلاد عبر عملية ديمقراطية اجرائية لايوجد ضمان حقيقي لمنع الارتداد علي مكاسبها لاحقاً وبالوسائل الديمقراطية نفسها.
رابعها: أن تدخل البلاد في أزمة أنظمة حاكمة قصيرة الأجل نظرا لإرتفاع حدة التوتر الاجتماعي، وحدة التربص بين القوي السياسية القائمة.
والسيناريوهات الثلاث الأخيرة ستكون مثلها مثل السيناريو الأول لا تحقق للثورة معناها المتعارف عليه إلا من زاوية يمكن إعتبارها نقطة البدء لمسارات تصحح نفسها، أو يتم تصحيحها بصدامات عنيفة علي مدي زمني طويل، بشرط أن تعكس نقطة النهاية غير المحددة زمنيا التوافق حول أسس دولة حديثة تعلي من شأن المؤسسات الدستورية وحكم القانون وتحترم الحريات العامة وفقا للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
لقد ظل الشعب المصري خارج معادلة السلطة طيلة تاريخه الطويل وقد برهنت أحداث 25 يناير علي أن الشعب المصري أو جزء معتبر منه قد نفض هذه المعادلة عن كاهله وتمكن لأول مرة في تاريخه من إسقاط حاكمه والمطالبة بحقوق المواطنة الكاملة.
وسواء اكتملت لهذه الثورة أركانها بتحول الثقافي إلي تعبير سياسي معاصر في مدي زمني قليل أم تأخرت هذه العملية، فإن الخامس والعشرين من يناير سيظل يؤرخ له بأنه أول محاولة ناجحة لإدخال الشعب المصري في معادلة الحكم التي ارتكزت لقرون طويلة إلي تجاهله، كما يقول سعد زهران في كتابه ''في أصول السياسة المصرية'' علي مثلث (الملك، الأعيان، الامبراطورية العالمية السائدة) ثم كانت هناك محاولة في الثلاثينيات لتربيع المثلث بإدخال الطبقة المتوسطة، أما الشعب المصري كجماعة بشرية ليس إلا، فلم يكن سوي كتلة إنفجارية يستخدمها أي من الأطراف الثلاثة أو الأربعة السابقة لتعديل موازين القوي داخل معادلة الحكم، وربما يعبر الشعار البسيط للجمهور الواسع الذي شارك بالملايين في ميدان التحرير أكثر من مرة في المظاهرات الاحتجاجية ''الآن عرفنا الطريق''، بمعني: اذا لم نؤخذ في الاعتبار منذ اليوم وحتي الأمد المنظور سنعود لميدان التحرير لنقول ''لا لمن'' يحاولون اخراجنا مرة ثانية من المعادلة. بهذا المعني ثارت مصر في الخامس والعشرين من يناير وعليها أن تمضي في طريق شاق وطويل لتثبيت وجود الشعب في معادلة الحكم.
سعيد عكاشة
باحث متخصص فى الشئون المصرية
إذا ما نظرنا إلي قضية علاقة الشعوب بالسلطات الحاكمة والظواهر التي تنتجها هذه العلاقة فإن كافة المعطيات المستخدمة لوصف هذه العلاقة أو الظواهر المرتبطة بها لاتبدو محايدة خاصة عندما يتم دراسة ظاهرة الصراع بين الجانبين، فهناك علي سبيل المثال تعبيرات عديدة تصف هذه الحالات مثل ''الثورة''، ''الهوجة''، ''العصيان''، ''التمرد''، الانتفاضة.، فالتعبير ''الأول'' ــ الثورة ــ هو من حظي باهتمام أكبر من قبل المنظرين في العلوم الاجتماعية، وبالأخص في الدراسات التاريخية والسياسية. وهذه التعبيرات استخدمت بطبيعة الحال في وصف العديد من التحركات الجماهيرية الواسعة عبر التاريخ المصري الحديث، سواء من جانب من نشطوا أو شاركوا في هذه الأحداث أو من جانب الباحثين والمؤرخين أو من خلال الخطاب الرسمي للسلطة الحاكمة، وهو ما قد ينسحب في الوقت الحاضر ومستقبلاً علي ماحدث في الخامس والعشرين من يناير 2011.
لن نعود إلي التاريخ البعيد، رغم أن هناك أحداث كثيرة منذ العصر الفرعوني وصفت بأنها ثورات للشعب المصري، فسوف نركز فقط علي ماتم تلقينه للأجيال المصرية منذ عام 1952عن التاريخ المصري الحديث والذي يبدأ بحملة نابليون علي مصر عام 1798.
فقد تغير وصف هذه الأحداث بعد ثورة الضباط الأحرار في عام 1952عندما أخذ ينظر إلي التاريخ من منظور دور العسكريين المصريين فيه، ومن ثم فقد تم إسقاط تعبير هوجة عرابي الذي كان سائداً قبل 25 ليحل محله ثورة عرابي أو ثورة الجيش المصري في مطلع ثمانينات القرن التاسع عشر، واحتوي التناول علي مبالغة شديدة في وصف المضمون والوطني لهذه الثورة والبطولات التي حققها الجيش المصري في مواجهة الإنجليز والخديوي، في المقابل كانت هناك دراسات أخري ــ غير ذائعة ــ قد تناولت الحدث ذاته بمنظور نقدي، وأكدت علي الطابع الفئوي لحراك بدأ بمطالب محددة للجيش المصري وانتهي بانضمام جماهيري إليه أملاً في توسيع نطاق المطالب الاجتماعية للأغلبية من المصرين، كما أعادت هذه الدراسات تقييم الأداء السياسي والعسكري لقادة هذا الحدث، بل تناولت السيرة الذاتية لبعض رموزه البارزة مثل عرابي ومحمد عبده وعبدالله النديم ومحمود سامي البارودي وغيرهم، وشاب هذا العرض النقدي أحياناً نوع من التعريض بنوايا وكفاءة عرابي ورفاقه، ولكن مابقي في النهاية نتيجة حكم ''العسكر'' لمصر منذ عام 1952، أن مصطلح الثورة طغي علي مصطلح الهوجة لأسباب واضحة تتعلق برغبة العسكريين منذ عبدالناصر في إيجاد عمق تاريخي لدور المؤسسة العسكرية في صناعة التاريخ المصري، وساعد علي ذلك أن الذاكرة الوطنية المصرية ــ وربما الذاكرة القومية والوطنية لأي شعب ــ تتأثر ببعد المسافة الزمنية بين الحدث المؤرخ له وبين الاهتمام الجماهيري به.
واجمالا كانت هوجة أو ثورة عرابي ذات مردود سلبي علي مصر التي فقد إستقلالها النسبي عن الدولة العثمانية لصالح الاحتلال البريطاني المباشر، كما تعمقت الروح الانهزامية في أوساط النخب التي شاركت في هذا الحدث لتؤثر علي الحركة الوطنية إجمالاً لسنوات طويلة امتدت حتي منتصف العقد الثاني من القرن العشرين.
الحدث الثاني الأكبر في التاريخ المصري كان اندلاع ثورة 1919والتي وضعت لنفسها هدفاً هو إنهاء الاحتلال البريطاني، ووفقاً للرؤيةالتي سادت بعد عام 1952في ظل حكم العسكريين لم تكن هذه الثورة مكتملة الأركان وغلب عليها التناقض ما بين حراك جماهيري واسع وبين قيادة تمثلت في حزب ''الوفد'' استخدمت هذا الحراك لتحقيق أهداف أقل من تلك التي حددتها الكتلة الجماهيرية لنفسها، وهكذا انتهت هذه الثورة بمصر إلي وضع استقلال منقوص (تصريح 28فبراير 1922) وبمشاركة محدودة للطبقة المتوسطة ''الجنينية'' في التمتع بمكاسب هذه الثورة التي ذهبت إنجازاتها بشكل كامل للطبقة الاقطاعية ''أصحاب المصالح الحقيقية كما كانوا يسمون أنفسهم''.
لم يكن هناك ثمة خلاف كبير في كتب التاريخ المصرية الرسمية علي وصف أحداث مارس عام 1919علي أنها ثورة ولكن كان هناك نوع من تقليل المساحة التي تشغلها في صنع التاريخ الوطني للمصريين، بسبب عدم مشاركة العسكريين فيها من جانب، ومن جانب آخر ظل حكم الرئيس عبد الناصر ومن بعده السادات علي حذر من وضع تاريخ ''1919'' في صورته الكاملة خوفا من إحياء مشاعر التعاطف مع ''حزب الوفد'' والذي كانت جنازة زعيمه مصطفي النحاس عام 1965مؤشراً علي أن ذاكرة المصريين ووجدانهم ماتزال تحمل تقييماً إيجابياً لزعماء هذا الحزب، حيث شارك في هذه الجنازة عشرات الآلاف رغم الحكم البوليسي القاسي الذي كان سائدا آنذاك ورغم تسلط مناهج التعليم ووسائل الإعلام علي عقول الناس وإصرارها علي وصف كل ما كان قبل عام 1952 بالعهد البائد والحقبة المظلمة في التاريخ المصري.
الحراك الجماهيري الثالث في مصر أتي في أعقاب حركة الضباط الأحرار في 23يوليو عام 1952 وخلال فترة لم تزد علي عامين تم تداول قضية الحريات الحزبية والديمقراطية وعلاقة السلطة بالقوي الاجتماعية، وانتصر الجناح المؤيد لفكرة التركيز علي القضايا الاجتماعية وفرضت مقايضة غير معلنة بين الشعب المصري والنظام الجديد بقيادة جمال عبد الناصر بمقتضاها، اتجهت الحركة نحو توسيع الاصلاحات الاجتماعية وصولا للقضاء علي طبقة كبار ملاك الأرض ( أو ما كانوا يسمون في الماضي بأصحاب المصالح الحقيقية) مقابل تقزيم مساحة الحريات العامة عبر نظام سلطوي تضخمت فيه دور الأجهزة الأمنية. وعلي مدار سنوات طويلة خاصة بعد رحيل جمال عبد الناصر دارت نقاشات كثيرة بين أفراد النخبة المثقفة حول التوصيف الدقيق لما حدث في 23يوليو والتي بدأت كإنقلاب عسكري صرف ثم تحولت بعد التأييد الجماهيري الواسع لها لوصف نفسها بالثورة المكتملة الأركان والتي تخضع لمعايير النظرية الثورية وفقا للمقولة الماركسية التي تحدد الثورة، بأنها تحول في نوع القاعدة الاجتماعية التي يستند إليها الحكم، وهو ماكان قد حدث بالفعل بعد أن قضت حركة الجيش علي النظام الملكي وحولت البلاد إلي جمهورية وبعد أن أطاحت أيضا بطبقة كبار ملاك الأرض والبرجوازية الصناعية الناشئة لتتحالف مع العمال والفلاحين أو تعتبرهم قاعدتها الإجتماعية الجديدة، وجاء التنظيم السياسي الأوحد الذي ابتكرته عبر تطوراته (الاتحاد القومي، الاتحاد الاشتراكي) ليضع صيغة تحالف قوي الشعب العامل محل الديمقراطية بمعناها الأصيل. ولكن تجربة عبد الناصر سرعان ما تبددت بعد هزيمة يونيو عام 1967 ثم وفاته عام 1970 وتحول خليفته أنور السادات نحو إجراءات أولية في اتجاه تخفيض دور الدولة في الاقتصاد والبحث عن حل سلمي للصراع العربي، الإسرائيلي. كما يمكن الإشارة أيضا إلي الفترة القصيرة التي ظل الإعلام المصري يصف فيها صراع السلطة الذي دار بين السادات وخصومه من اتباع عبد الناصر في مايو 1971 والذي انتهي لصالح السادات، باسم ''ثورة التصحيح'' إشارة إلي أن ماحدث كان تصحيحا للإنحراف الذي عانته ثورة 1952 علي يد حواري عبد الناصر بعد وفاته، غير أن التعبير تلاشي هو الآخر بعد موت السادات ليصبح جزء من مشكلة الصراع علي السلطة ليس إلا، وفي كل الأحوال لم تكن أحداث يوليو 25 لتتطابق مع فكرة الثورة، كما نظر لها الماركسيون ــ باعتبارهم أصحاب أكثر مدارس علم الإجتماع بحثا في ظاهرة الانقلابات العنيفة في المجتمعات الانسانية، وحددت معني للثورة بأنه تغيير في الطبقة الحاكمة وعلاقات الانتاج، ولكنها للإنصاف أحدثت ''أي ثورة يوليو'' ما يشبة نتائج ثورة حقيقية وهو ما يفسر ما حظت به من تأييد جماهيري بشكل واسع حتي رحيل عبد الناصر علي الأقل.
الحراك الجماهيري الرابع في تاريخ المصريين الحديث كانت أحداث فترة امتدت علي مدة أربع سنوات 1968ــ 1972 شهدت فيها وصول المواجهة بين بعض طوائف الشعب ونظام الحكم إلي مستوي مرتفع تمثلت في مطالب رفعها الطلاب الجامعيين بإعادة محاكمة المتسببين في هزيمة يونيو عام 1967، وانتهت هذه المواجهات في دفعتها الأولي في خريف 1968 دون تحقيق نتائج ملموسة في إطار أهدافها، ثم جاءت المواجهة الثانية الكبري عام 1972. وتميزت برفع الطلاب لشعارات الديمقراطية والحريات العامة جنبا إلي جنب مع شعار تحرير الأرض المحتلة، وقد وصفت هذه الأحداث بمصطلح ''الانتفاضة الطلابية'' وكان وصفاً دقيقاً سواء علي مستوي نوعية المشاركين أو علي مستوي كونها لا تطرح تغييرا في النظام ذاته بل في توجهاته خاصة فيما يتعلق بقضية الديمقراطية، وانتهت هذه الانتفاضات بدورها دون أن تحقق نتائج واضحة، واتت حرب أكتوبر عام 1973. وما حققته من نتائج علي مستوي التحرير الجزئي للأرض المحتلة لتذهب الأمة المصرية في اتجاه مطالب إجتماعية رفعتها انتفاضة 18، 19يناير 1977 وبدورها لم تطرح هذه الانتفاضة شعارات المطالبة بتغيير النظام وتمركزت حول الاحتجاج علي الأوضاع الاقتصادية ــ الاجتماعية القائمة وشابتها شعارات أخري أكثر علواً في الصوت طالبت باستئناف القتال من أجل إسترداد بقية ''سيناء''، وبدلا من أن تحقق هذه الانتفاضة أهدافها اتجه نظام حكم الرئيس السادات بقوة صوب تحرير الاقتصاد وزيادة القبضة الأمنية (إدخال الشرطة إلي الجامعة في صورة حرس الجامعة) ونحو مزيد من التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية وصولا إلي إقامة السلام مع إسرائيل وإدارة مصر ظهرها إلي العرب والقوي المسماة بالثورية في المنطقة بالكامل، وهو ما يعني أن هذه الانتفاضة كانت مثل ثورة أو هوجة عرابي التي أتت بنتائج عكس التي كانت تطالب بها بل دعمت اتجاهاً كان السادات يسير فيه علي استحياء بالقطع مع روابط المرحلة الناصرية بكل تجلياتها، ثم مضي فيه بخطوات أوسع عقب هذه الانتفاضة مباشرة بالقيام بزيارة القدس في نوفمبر 1977.
من الاستعراض السابق لتاريخ أحداث وُصفت بالثورة أو الهوجة أو الانتفاضة نجد أن كل هذه التوصيفات اعتمدت علي التوجه الأيديولوجي للنظم التي كانت تحكم مصر في ذلك الوقت. يبدو أن شيئنا من هذا يجري الآن في وصف أحداث 25 يناير والتي نراها أنها تفتقر لمعني الثورة بالمفاهيم العلمية حيث اقتصرت علي الاطاحة بوجوه النظام القديم (مبارك وعائلته وبعض أقطاب الحزب الوطني الحاكم) ومن السابق لأوانه معرفة التطورات التي ستحدث وفقا لتصورات المجلس العسكري الحاكم حاليا فكل السيناريوهات مطروحة وفقا للائحة:
أولها: أن تمضي الاصلاحات الديمقراطية في مسارها التدريجي ولا يتم تحجيم القوي الاجتماعية التي ساندت النظام وتحكمت في مقاليد الأمور لسنوات طويلة في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، وبذلك يكون ما حدث في الخامس والعشرين من يناير مجرد إصلاح من داخل النظام، خاصة إذا ما عكست المجالس النيابية والتمثيلية (مجلس شعب ومجلس شوري، محليات) نسبا مختلة لتمثيل القوي السياسية والاجتماعية.
ثانيها: أن تحدث ردة علي ماتحقق من نتائج في 25 يناير نتيجة تزايد عناصر الفوضي في المجتمع المصري مما يدفع المجلس العسكري للبقاء لفترة أطول.
ثالثها: أن تنقض القوي الدينية (الاخوان، السلفية) وتتحكم في مصير البلاد عبر عملية ديمقراطية اجرائية لايوجد ضمان حقيقي لمنع الارتداد علي مكاسبها لاحقاً وبالوسائل الديمقراطية نفسها.
رابعها: أن تدخل البلاد في أزمة أنظمة حاكمة قصيرة الأجل نظرا لإرتفاع حدة التوتر الاجتماعي، وحدة التربص بين القوي السياسية القائمة.
والسيناريوهات الثلاث الأخيرة ستكون مثلها مثل السيناريو الأول لا تحقق للثورة معناها المتعارف عليه إلا من زاوية يمكن إعتبارها نقطة البدء لمسارات تصحح نفسها، أو يتم تصحيحها بصدامات عنيفة علي مدي زمني طويل، بشرط أن تعكس نقطة النهاية غير المحددة زمنيا التوافق حول أسس دولة حديثة تعلي من شأن المؤسسات الدستورية وحكم القانون وتحترم الحريات العامة وفقا للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
لقد ظل الشعب المصري خارج معادلة السلطة طيلة تاريخه الطويل وقد برهنت أحداث 25 يناير علي أن الشعب المصري أو جزء معتبر منه قد نفض هذه المعادلة عن كاهله وتمكن لأول مرة في تاريخه من إسقاط حاكمه والمطالبة بحقوق المواطنة الكاملة.
وسواء اكتملت لهذه الثورة أركانها بتحول الثقافي إلي تعبير سياسي معاصر في مدي زمني قليل أم تأخرت هذه العملية، فإن الخامس والعشرين من يناير سيظل يؤرخ له بأنه أول محاولة ناجحة لإدخال الشعب المصري في معادلة الحكم التي ارتكزت لقرون طويلة إلي تجاهله، كما يقول سعد زهران في كتابه ''في أصول السياسة المصرية'' علي مثلث (الملك، الأعيان، الامبراطورية العالمية السائدة) ثم كانت هناك محاولة في الثلاثينيات لتربيع المثلث بإدخال الطبقة المتوسطة، أما الشعب المصري كجماعة بشرية ليس إلا، فلم يكن سوي كتلة إنفجارية يستخدمها أي من الأطراف الثلاثة أو الأربعة السابقة لتعديل موازين القوي داخل معادلة الحكم، وربما يعبر الشعار البسيط للجمهور الواسع الذي شارك بالملايين في ميدان التحرير أكثر من مرة في المظاهرات الاحتجاجية ''الآن عرفنا الطريق''، بمعني: اذا لم نؤخذ في الاعتبار منذ اليوم وحتي الأمد المنظور سنعود لميدان التحرير لنقول ''لا لمن'' يحاولون اخراجنا مرة ثانية من المعادلة. بهذا المعني ثارت مصر في الخامس والعشرين من يناير وعليها أن تمضي في طريق شاق وطويل لتثبيت وجود الشعب في معادلة الحكم.
تنمية المعلم مهنياً في ظل استراتيجيات التعلم الالكتروني
تنمية المعلم مهنياً في ظل استراتيجيات التعلم الالكتروني
د/ حارص عمار
يعد المعلم الركن الأساسي في العملية التعليمية ولا يمكن إحداث أي تغيير أو تطوير في العملية التعليمية إلا بتطوير المعلم, ومن هنا يعد تطوير المعلم من جميع الجوانب الخطوة الأساسية إذا أردنا استخدام التعلم الالكتروني بنجاح, وهو ما يسمي بالتنمية المهنية للمعلم .
اعتبرت منظمة اليونسكو إعداد المعلم إستراتيجية لمواجهة أزمة التعليم في عالمنا المعاصر؛ لذلك فإن تعميق مهنة التعليم وتطويرها لصالحه تتوجب إعداده إعداداً متكاملاً، أكاديمياً وتمهينياً وثقافياً كما تستلزم تنميته تربوياً لتمكينه من التفاعل المبدع مع متطلبات تخصصه ومستجدات العصر التقنية.
وتبعاً لذلك فقد احتلت مسألة إعداد المعلمين ومساندتهم في نموهم المهني والمادي مكانة مميزة في عمليات التخطيط التربوي لوزارة التربية والتعليم في كل دول العالم، حتى تحولت عمليات تدريب المعلمين والإداريين إلى تنمية مهنية مستدامة.
وتعرف التنمية المهنية علي إنها " عملية تنموية بنائية تشاركيه مستمرة تستهدف المعلمين وسائر العاملين في الحقل التربوي لتغيير وتطوير أدائهم، وممارساتهم، ومهاراتهم، وكفاياتهم المعرفية والتربوية والتقنية والإدارية والأخلاقية ". وقد تمت ترجمة هذا المفهوم في المنظومة إلى أهداف على النحو التالي:
1. تنمية ثقافة التمهن في المؤسسة التربوية.
2. الارتقاء بمستوى أداء المعلمين وسائر العاملين في الحقل التربوي.
3. تحسين فرص التميز العلمي والإنجاز الدراسي للمتعلمين.
4. رفع الكفاءة الإنتاجية للمؤسسة التربوية.
5. إحداث تغييرات إيجابية في سلوك واتجاهات المعلمين وسائر العاملين في العملية التعليمية التعلمية في الحقل التربوي.
6. إتاحة الفرص أمام المتميزين والمبدعين للتدرج والترقي الوظيفي.
7. تجويد العملية التعليمية التعلمية.
8. ترسيخ مبدأ التعلم الذاتي والمستمر لضمان ديمومة التطوير والنماء التربوي.
9. تحقيق الرضا الوظيفي للمعلمين وسائر العاملين في الحقل التربوي.
10. تعميق الإحساس بالانتماء المهني للعاملين في الحقل التربوي.
11. بناء القدرات الوطنية القادرة على تلبية التنمية الشاملة في الدولة.
12. تنمية الزمالة المهنية .
قد فرضت التحولات والتحديات المعاصرة على المعلمين أن يواصلوا عملية تطوير أنفسهم ويتم ذلك من خلال :
أ- القراءات الحرة :-
حيث إن القراءات الحرة هي الوسيلة التي تمكن المعلم من متابعة التدفق المعرفي ومواكبة الثورة المعلوماتية الهائلة .
ب- التدريب أثناء الخدمة :-
مفهوم التدريب أثناء الخدمة يرتبط بمفهوم التربية المستمرة أو التعليم مدى الحياة , ومن الأهداف العامة للتدريب أثناء الخدمة :-
1- الاهتمام بالمجتمع وثقافته ومشكلاته ودراستها دراسة واعية وتحليل أهدافه تحليلاً عميقاً .
2- الاهتمام بالعلوم والتفكير العلمي والبحث التجريبي .
3- الاهتمام بالنواحي العلمية وتفهم قيمة التعليم المهنية .
4- الاهتمام بمشكلات الوطن العربي الأساسية والاقتصادية والاجتماعية .
5- التأكيد على كل ما من شأنه إعداد مواطنين منتجين .
6- حفز المعلمين على النمو المهني المستمر .
7- التفهم العميق للعملية التربوية وطبيعة عملية التعلم .
8- الأخذ بعمليات النقد البناء وإتقان عمليات التقييم .
9- تقدير العلاقات الاجتماعية والعمل مع الجماعات .
المبادئ والأسس التي تقوم عليها سياسة تدريب المعلم :-
من المبادئ والأسس التي تقوم عليها سياسة تدريب المعلم :-
1- أن يكون تدريب المعلم بعد تخرجه تدريباً مستمراً .
2- أن يتناول التدريب الكفاية للجوانب العلمية التطبيقية .
3- أن يخطط محتوى البرنامج التدريبي ، وتحدد طريقته على ضوء تحديد مستويات الكفاية المطلوبة .
ج_ الحلقات البحثية واجتماعية هيئة التدريس .
تفيد الحلقات البحثية المعلمين في تبادل المعلومات ووجهات النظر وتثري الجوانب المعرفية لدى المعلمين بشكل مستمر وعلى أساس ايجابي ويمكن لمعلمي أي مادة تخصيص ميعاد دوري لعقد تلك الحلقات البحثية لتدارك ما قد يواجهونه من مشكلات .
د- الدراسات التكميلية التجديدية .
تسعى الدراسات التكميلية وللتجدية إلى استكمال دراسات المعلم أو الحصول على المزيد منها بعد تخرجه من مؤسسات إعداده .
هـ - المؤتمرات والندوات .
الاشتراك في المؤتمرات والندوات يساعد المعلم على النمو المستمر وذلك من خلال ما تعرض له من موضوعات تتناول قضايا تعليمية مختلفة .
ز- التعليم بالمراسلة :-
يعتمد على المكاتبات البريدية ويتضمن عديداً من العناصر من أهمها المواد التعليمية والخبرات التربوية التي يراد إكسابها إلى الأفراد الذين يستفيدون من هذا الأسلوب ويتم إعداد تلك المواد إعداداًُ خاصاً .
ح- وسائل الاتصال الجماهيرية :-
تقوم وسائل الاتصال الجماهيرية بدور مهم في النمو المهني للمعلم حيث تسهم في نشر المعارف والأفكار بين أفراد المجتمع وكذلك توضيح كثير من الأمور كما أنها تبصر قطاعات عريضة من جماهير المجتمع في مختلف أعمارهم ومنها بأهداف مجتمعهم ويدخل المعلمون بين هؤلاء بالطبع هذا بالإضافة إلى ما تقدمه وسائل الاتصال .
الجوانب الجديدة لدور المعلم في ظل التعلم الالكتروني :
كذلك تغيير دور المعلم بسبب التغييرات التربوية الجديدة التي تفرضها الكوكبية والتطورات السريعة وثورة الاتصالات والمعلوماتية والتقدم العلمي والتطور التقني وظهور عدد من النظريات التربوية الجديدة التي تجعل من المتعلم محوراً للعملية التعليمية والمعلم مرشد وموجه ذو أهمية فائقة, أي أن دوره تتعدد جوانبه بحسب ما تضيفه المستحدثات التربوية التي تعد مرآة عاكسة للتغيرات العلمية والتكنولوجية والاقتصادية التي يفرزها النظام العالمي الجديد باعتبار أن النظام المحلي جزء من النظام العالمي . ولهذا ليس من السهل تحديد جوانب أدوار المعلم التي يجب أن يؤديها لأنها متجددة ومتغيرة باستمرار ، بالإضافة إلى أنها متشابكة مع بعضها البعض ويكمل بعضها البعض وقد يقوم المعلم بأداء أكثر من جانب في وقت واحد .
وفيما يلي شرح لهذه الجوانب الجديدة من دور المعلم:
1- جانب تنسيق المعرفة وتطويرها :
يتمثل هذا الجانب في قيام المعلم بالتنسيق بين مصادر المعرفة المختلفة المتاحة في شبكة الانترنت والمقررات الدراسية للصفوف الدراسية التي يقوم بتدريسها بحيث يصل إلى مواقع المعرفة المرتبطة بتخصصه , ثم يحدد ما يتناسب منها لموضوعات دروسه التي يلتزم بها مع طلابه , أو يقوم بمشاركة طلابه في التخطيط لمحتواها وأنشطتها التعليمية الصفية وغير الصفية بحيث يجمع بين موضوع الدرس المقرر في الكتاب المدرسي وبين ما أضافه مواقع المعرفة حول هذا الموضوع, ثم يعمل على إعداد درسه بطريقة تحقق ذلك التناسق في المعرفة التي يرغب أن يكسبها لطلابه .
2- جانب تنمية مهارات التفكير :
من أهم جوانب الدور التي يقوم المعلم بأدائه في ظل التقدم العلمي هو العناية بتعليم الطلاب كيف يفكرون وأن يدربهم على أساليب التفكير واكتساب مهاراته حتى يستطيعوا أن يشقوا طريقهم بنجاح فيعلمهم أنماط التفكير السليم من خلال إعادة النظر في طرق التدريس التي يتبعها والاهتمام باستخدام أدوات التفكير الأساسي وتعلم نماذج حل المشكلات ومواجهة التحديات التي يفرزها الواقع والتعامل مع المشكلات الحقيقة.
3- جانب توفير بيئة صفية معززة للتعلم :
لقد تقلص دور المعلم في نقل المعرفة بفضل التكنولوجيا وانصبت مسئوليته على تهيئة الطلاب للتعلم من خلال تنظيم البيئة الصفية الداعمة للتعليم ، وتحقيق صيغة للتفاعل بين المتعلم من ناحية ومصادر تعلمه من ناحية أخرى, فالمعلم يستخدم أفضل الأساليب لتحقيق بيئة تعليمية في الصف تعمل على تنمية الفهم والمرونة العقلية , وتساعد على استخدام المعلومات بفاعلية في حل المشكلات وتشجع على إدراك المفاهيم التي تساعد على تكامل معرفتهم وخبراتهم الإنسانية.
4- جانب توظيف تقنية المعلومات في التعليم :
إن تكنولوجيا المعلومات لا تعنى التقليل من أهمية المعلم ، أو الاستغناء عنه كما يتصور البعض بل تعنى في الحقيقة إضافة جانباً جديداً في دوره، ولابد لهذا الجانب أن يختلف باختلاف مهمة التربية، من تحصيل المعرفة إلى تنمية المهارات الأساسية, وإكساب الطالب القدرة على أن يتعلم ذاتياً .
و قيام المعلم بدوره في توظيف تقنية المعلومات في التعليم تتيح له التغلب على مشكلة جمود المحتوى الدراسي و عرض مادته التعليمية بصورة أكثر فاعلية كما أن توظيف تقنيات المعلومات من جانب المعلم يوفر خدمات تعليمية أفضل, ويتيح له وقتاً أطول لتوجيه طلابه واكتشاف مواهبهم ، والتعرف على نقاط ضعفهم.كما سيعمل على تنمية المهارات الذهنية لدى الطلاب، ويزيد من قدرتهم على التفكير المنهجي ويحثهم على التفكير المجرد ويجعلهم أكثر إدراكاً للكيفية التي يفكرون بها ويتعلمون من خلالها.
5- جانب تفريد التعليم :
نتيجة للدراسات التربوية والسيكولوجية التي أوضحت تباين القدرات والاهتمامات, اتضح أن لكل طالب سرعة خاصة في التعلم ، وأن كل طالب يختلف عن غيره في قدراته الجسمية والعقلية والانفعالية، وأن كل طالب يحتاج إلى تعلم يناسب طبيعة نموه ووضعه مما دعا إلى ضرورة تفريد التعليم ليناسب كل تلميذ ، وكان تفريد التعليم عملية صعبة في مدارسنا فيما مضى ، ولكن في الوقت الحاضر أصبح باستطاعة المعلم أن يمارس تفريد التعليم بمساعدة التكنولوجيا التعليمية وتقنية المعلومات ، حيث يجلس الطلاب على أجهزة الحاسوب في مجموعات أو أفراد للتعلم من خلال الأقراص المدمجة (CDS) المتعددة الوسائط ، ودوائر المعارف التفاعلية داخل حجرات الدراسة ، وبهذه الصورة يكتسب التعلم الطابع الفردي .
6- المعلم باحث:
يجب على المعلم أن يعمل كباحث وأن يكون ذا صلة مستمرة ومتجددة مع كل جديد في مجال تخصصه ، وفي طرق تدريسه ، وما يطرأ على مجتمعه من مستجدات ، وأن يظل طالباً للعلم ما استطاع، مطلعاً على كل ما يدور في مجتمعه المحلي والإقليمي والعالمي من مستحدثات، حتى يستطيع أن يلبي حاجات طلابه من استفساراتهم المختلفة ، ويمد لهم يد العون فيما يغمض عليهم ويأخذ بيدهم إلى نور العلم والمعرفة، وأن يصبح المعلم نموذجاً في غزارة علمه. فقبل أن يحقق لطلابه التعلم الذاتي عليه أن يحقق هذا التعلم الذاتي في ذاته، وأن يطور نفسه باستمرار.
7- جانب ربط المدرسة بالمجتمع :
يعد المجتمع أساساً من الأسس المهمة التي تبني عليها المناهج الدراسية، فأساس وجود المدرسة هو رغبة المجتمع في إعداد أفراد صالحين له، فالمدرسة مؤسسة اجتماعية أوجدها المجتمع لإعداد الفرد الصالح لهذا المجتمع، وحيث أن أهداف التربية تشتق من فلسفة المجتمع، فإن على المناهج المدرسية، وعلى المعلمين وعلى كل من يعمل بالمدرسة العمل على تحقيق هذه الأهداف التربوية .
ولذا فإن دور المعلم ربط ما يدرسه لطلابه بما يوجد في مجتمعهم، أي توظيف ما يتعلمه هؤلاء التلاميذ من معلومات ومهارات وخبرات في حياتهم الاجتماعية.
8- جانب المحافظة على الثقافة الإسلامية مع الانتفاع بالمعرفة العالمية :
لكي يقوم المعلم بهذا الدور ، " يجب أن يميز بين أسلوبين في التعليم ، التعليم من أجل الحفاظ على ما هو قائم (Maintenance Instruction) ، والتعليم من أجل التجديد (Innovative Instruction) ، فالتعليم المحافظ مهم ولا غنى عنه ، إلا أنه لم يعد كافياً ، وأصبح التعليم من أجل التجديد واستشراف المستقبل مطلباً حيوياً إذا ما أراد إنسان هذا العصر مواجهة ما سوف يحمله له المستقبل من تحديات وأعباء وما تحمله المتغيرات السريعة من مفاجآت .
والصمود أمام تلك التحديات يتطلب التمسك بالثقافة الإسلامية عقيدة ولغة وقيما وأخلاقا وإنجازا ، ودعوة الأمة الإسلامية إلى قراءة الإسلام قراءة صحيحة من خلال مبادئه الأصيلة وقيمه الخالدة ، وتحديث الثقافة الإسلامية والربط بينها وبين قضايا العصر والمحافظة على خصوصية الهوية مع الانتفاع بالمعرفة العالمية المفيدة والتعايش مع التعددية الثقافية داخل هذه القرية الكونية واجب على التعليم القيام به من خلال المعلم الذي لابد وأن يغرس في تلاميذه التمسك بالثقافة الإسلامية والاعتزاز بالتراث الثقافي والاجتماعي للأمة الإسلامية ،واحترام ثقافات الشعوب الأخرى، وأن يعودهم الثقة بالنفس وتقبل الرأي الآخر, والموازنة في التعامل والمعاملة بين عناصر التأثير الداخلي وعناصر التأثير الخارجي والأخذ بالأفضل والنافع.
9 – جانب العناية في أساليب التقويم :
التقويم عملية لا غنى عنها في التدريس، لأنها تهدف إلى إصدار حكم على التحصيل الدراسي للطالب فتمكن من تشخيص نقاط القوة والضعف في عملية التعلم، وبالتالي تساعد على اتخاذ القرارات المناسبة بشأن تعديل الخطة الدراسية أو طرائق التدريس وما إلى ذلك من قرارات. وقد اعتمدت وزارة التربية والتعليم هذا العام التقويم المستمر في الصفوف العليا من المرحلة الابتدائية ليستمر مع الطالب ويعتمد على عدة أساليب في التقويم تحتاج إلى معلم ماهر في طرقه وأدواته ووسائله ومراعياً للفروق الفردية بين تلاميذه والأوضاع التعليمية ويستطيع تحليل النتائج ومن ثم توظيف نتائج التحليل في بناء أنشطة علاجية.
10- جانب النشاط غير الصفي :
يعد النشاط غير الصفي جزءاً رئيساً في العملية التربوية، إذ يساعد في بناء شخصية الطالب وتنميتها نفسياً، واجتماعياً وعلمياً وفنياً وحركياً، كما يعد دعامة أساسية في التربية الحديثة فهو وسيلة لإثراء المنهج من خلال إدارة الطلاب لمكونات بيئتهم بهدف إكساب الخبرات المعرفية والمهارية والقيم بطريقة مباشرة ، كذلك تعزيز الجوانب التربوية والتعليمية التي يدرسها الطالب نظرياً في المقررات الدراسية وترجمتها إلى أفعال وسلوك, مما يتطلب إعطاء النشاط غير الصفي الاهتمام المناسب من التخطيط والتنفيذ والتقويم من جميع القائمين على التعليم، ومن بينهم المعلم الذي يشغل الدور الرئيسي في هذا المجال.
11- جانب ترسيخ حب الوطن والانتماء إليه لدى الطلاب:
حب الوطن والشعور بالانتماء إليه والولاء لـه والوفاء بحقوقه من أهم القيم التي تبث في الطلاب وترسخ في نفوسهم منذ الصغر.وللمعلم دور كبير في ترسيخ حب الوطن والانتماء إليه لدى الطلاب، حيث تنمى فيهم مشاعر الحب والولاء لهذا الوطن، وتحثهم على الحرص عليه والدفاع عنه ضد كل معتد أثيم.
12-المعلم داع إلى الإيمان بالله عز وجل :
يعني الإيمان بالله الاعتقاد الجازم بأن الله عز وجل خالق كل شيء ، وأنه سبحانه وتعالى الذي يستحق وحده أن يُعبد كمال العبادة , وعلى المعلم أن ينمي في طلابه الإيمان بالله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له وأن ينمي أيضاً فيهم حب رسول سيدنا محمد الله صلى الله عليه وسلم فقد أمرنا الله بذلك وأن تكون محبة بإتباع ما جاء به من الله والابتعاد عما نهى عنه.
وإذا استقر في قلب التلميذ هذا الإيمان ، كان سلاحه الذي يتسلح به في مواجهة صراعات الحياة : ) قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ( (سورة التوبة,أية51) كما يتحرر التلميذ من نزعات النفس وهمزات الشياطين وفتن الدنيا . وينمو بداخله الضمير الحي الذي يجعله يعتقد تماماً بأن الله معه في كل زمان وفي أي مكان , وهذا يؤكد ضرورة الاهتمام بالجانب الروحي والإيماني لدى المتعلمين وغرس القيم الايجابية لديهم ,فإذا ما كونا شاباً مؤمنا بربه, متمسكاً بدينه ومتبنياً للدور المطلوب منه لبناء وطنه وأمته, سهل تجنبنا كثير من الإمراض الاجتماعية, وبالتالي فإن تنمية هذا الإيمان وغرس القيم يعد جانبا من أهم جوانب أداء المعلم, لأن مجتمعا بلا قيم كزرع بلا ثمر.
13-المعلم داع إلى التسامح:
إن من أهداف التربية في المملكة تهدف إلى تكوين أفراد مؤمنين ليعيشوا في مجتمع مؤمن لا تقوم المعاملة بين أفراده على المؤاخذة والمحاسبة والانتصار للذات والإنصاف لها في كل كبيرة وصغيرة، وإنما تقوم فيه المعاملة بين الأفراد على التسامح والتغاضي والصفح والصبر . وهذا ما دعت إليه عقيدة الإسلام ، وحض عليه القرآن الكريم في قوله تعالى : ) وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {34} وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ( (سورة فصلت,الآيتان 34-35) .
ولغة التسامح لا بد أن يتعلمها الطالب منذ نعومة أظفاره حتى يشب على التسامح واحترام الأخر. وإذا كان للأسرة دور كبير في هذا المجال، فإن للمدرسة دوراً لا يقل أهمية عن دور الأسرة، وهنا يأتي دور المعلم في تنمية قيمة التسامح لدى طلابه.
14-المعلم داع إلى السلام:
للسلام مكانة مهمة في الإسلام، وفي التربية رصيد لا غنى عنه في محاولتها لتحقيق قيم السلام والحرية والعدالة الاجتماعية وفيها أمل لتنمية بشرية أكثر انسجاماً وعمقاً لاستبعاد شبح الحروب والتوترات وإحلال السلام بدلاً منها.
وعلى المعلم كقدوة وكداعي للسلام أن يشعر طلابه بالأمان والحب والتقدير لذاتهم وللآخرين,و يذكرهم بأن السلام في حاجة إلى قوة تحميه ، وبدون هذه القوة قد ينقلب إلى استسلام فلقد أمرنا ديننا الحنيف أن نكون أهل سلام فقد قال الله تبارك وتعالى : ) وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ ( (سورة الأنفال,من الاية61) كما أمرنا عز وجل أن نستعد للحرب بكل ما نستطيع من قوة ، فقال سبحانه : ) وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ ( (سورة الأنفال,من الاية60) .
وهذا جزء من القوة التي ينبغي الاستعداد لها,بالإضافة إلى
قوة الشخصية وقوة الإيمان وقوة الترابط الاجتماعي : ) وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ ( (سورة أل عمران, من الآية 103) .
15- المعلم داع إلى العمل:
العمل هو حياة الإنسان فالإنسان بلا عمل لا حياة له, ولقد أمرنا الله تبارك وتعالى بالعمل في قوله تعالى ) وَقُلِ اْعْمَلُواْ فَسَيَرَى اْللّهُِ عَمَلَكُمْ وَرَسُوُلُهُ وَالمؤْمِنونَ ( (سورة التوبة,من الآية 105)
وقرن الله عز وجل بين الإيمان والعمل في الكثير من آيات القرآن الكريم , حيث يقول سبحانه ) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ ((سورة الكهف, من الآية 30)
ورُوي أن سعد بن معاذ – رضي الله عنه – كان يواري كفيه في ثوبه كلما تقابل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الرسول له: يا سعد ألا تريد أن تسلّم علي ؟ فقال سعد:والله يا رسول الله , ما هناك شيء أحب إلي من ذلك, ولكني أخاف أن تؤذي يداي يديك فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرني يديك يا سعد, فأخرج سعد كفين خشنين كخفي بعير من كثرة العمل. فرفعهما رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فمه وقبلهما وقال: "هذه يد يحبها الله ورسوله لن تمسهما النار أبداً".وهنا يأتي دور المعلم في تحقيق الدعوة إلى العمل, وترسيخ قيمته وأهميته في نفوس طلابه.
16- جانب تعليم الطلاب لغة الحوار:
يعد تعليم الطلاب كيفية الحوار مع الآخرين من الجوانب المهمة في دور المعلم حيث يدرب طلابه على استخدام الكلمات التي تسمح بالتواصل مع أفكار الآخرين, من خلال استخدام طرق التدريس المختلفة كالتعلم التعاوني وغيرها ، ونقصد بهذه الكلمات من المحتمل ، من الممكن ، يبدو أن ، ربما, هل عندك رأي أخر ... الخ, ويعلم طلابه أيضاً ألا يكونوا أحاديي الرؤية وهكذا يتعلم الطلاب جانباً سلوكياً مهما في حياتهم.
تنمية الكفايات المهنية اللازمة لأداء المعلم لجوانب دوره :
لكي يقوم المعلم بجوانب أدواره السابقة بكل كفاءة واقتدار لا بد أن يتمتع بقدر كاف من القدرات والكفايات التعليمية أو المهنية التي تمثل أهمية قصوى لفاعلية التدريس ورفع كفاءة المعلم لأداء دوره المنوط به على الوجه الأكمل .
الخصائص العامة لتطوير كفايات أداء المعلم:
لقد تميزت برامج تطوير أداء المعلم المبنية على أساس الكفايات بالخصائص الأساسية الآتية :
-الأهداف التعليمية محددة سلفاً ومعروفة لجميع المشاركين في البرنامج .
-تنظيم ما يراد تعلمه على أساس عناصر متتالية ومرتبطة بعضها ببعض.
-التحديد الدقيق لما يراد تعلمه فيما يتعلق بكل عنصر .
-تحويل مسئولية التعلم من المعلم إلى المتعلم ، فيتم التعلم على أساس سرعة المتعلم نفسه واحتياجاته ، واهتماماته .
-مشاركة المعلمين في تحديد الكفايات المراد التدرب عليها .
-استخدام تكنولوجيا التعليم بتكامل الفكرة والممارسة في مجال التعليم.
-تزويد المتعلم بالتغذية الراجعة أثناء عملية التعلّم.
-معايير تقويم الكفايات واضحة ، وتحدد مستويات الإتقان المقررة ومعلومة لدى المدرب والمتدرب سلفاً.
-يعتمد تقويم كفايات المعلم على تقويم أدائه لها كمعيار لإتقانه للكفاية مع الأخذ بعين الاعتبار المعرفة النظرية لديه .
-يعتمد تقويم المعلم في البرنامج التدريبي على إتقان الكفاية بشكل سلوكي ظاهر، لا على جدول زمني مقيد.
-أن تشتق الكفايات التعليمية المطلوب تدريب المعلمين عليها من الجوانب المختلفة لدور المعلم.
-توظيف التقويم الذاتي بما يتيح للمعلم الاستفادة من هذا الأسلوب في تحديد احتياجاته التعليمية.
-تمثل الكفايات التعليمية غير المتوفرة لدى المعلم الاحتياجات التي يراد تزويد المعلم بها من خلال برامج التنمية المهنية.
تصنيف الكفايات:
تتعدد أنواع الكفايات بتعدد النظرة إليها (فلسفات التعليم, نظريات التدريس, حاجات المجتمع ) .
كما أشار يس قنديل إلى أن هناك أربعة مجالات لكفاية المعلم وجميعها ضرورية لكي يمكننا أن نطلق عليه صفة المعلم الكفء أو الفعال في تحقيق النتائج التعليمية وهذه المجالات هي:
-التمكن من المعلومات النظرية حول التعلم والسلوك الإنساني .
-التمكن من المعلومات في مجال التخصص الذي سيقوم بتدريسه .
-امتلاك الاتجاهات التي تسهم في إسراع التعلم ، وإقامة العلاقات الإنسانية في المدرسة وتحسينها .
-التمكن من المهارات الخاصة بالتدريس ، والتي تسهم بشكل أساسي في تعلم التلاميذ.
و أشارت يسرى السيد إلى أن هناك أربعة أنواع من الكفايات المهنية هي:
– الكفايات المعرفية: وتشير إلى المعلومات والمهارات العقلية الضرورية لأداء الفرد (المعلم) في شتى
مجالات عمله (التعليمي ـ التعلُّمي) .
– الكفايات الوجدانية: وتشير إلى استعدادات الفرد (المعلم) وميوله واتجاهاته وقيمه ومعتقداته، وهذه الكفايات تُغطي جوانب متعددة مثل: حساسية الفرد (المعلم) وثقته بنفسه واتجاهه نحو المهنة (التعليم) .
– الكفايات الأدائية: وتشير إلى كفاءات الأداء التي يُظهرها الفرد (المعلم) وتتضمن المهارات النفس حركية (كتوظيف وسائل وتكنولوجيا التعليم وإجراء العروض العملية … الخ) وأداء هذه المهارات يعتمد على ما حصّله الفرد (المعلم) سابقاً من كفايات معرفية .
– الكفايات الإنتاجية: تشير إلى أثر أداء الفرد (المعلم) للكفاءات السابقة في الميدان (التعليم)، أي أثر كفايات المعلم في المتعلمين، ومدى تكيفهم في تعلمهم المستقبلي أو في مهنهم .
وفيما يلي نتناول بإيجاز بعض الكفايات اللازمة للمعلم للقيام بجوانب أدواره المطلوبة منه ومنها:
1- الكفايات اللازمة للمعلم للقيام بدوره في جانب تنسيق المعرفة:
- أن يتقن تحديد مصادر المعرفة المختلفة التي تتيحها شبكة الانترنت للبحث والتحري عن المعلومات المستهدفة .
- أن يمتلك مرونة في التفكير تسمح له بتقبل كل جديد مهم ومفيد لإثراء العملية التعليمية
– أن يتمكن من ربط أهداف التعليم في المرحلة بأهداف التعليم في المملكة.
- أن يتمكن من تحديد الأهداف السلوكية الإجرائية الخاصة بكل درس بحيث تغطي المجال المعرفي والوجداني والمهاري.
- أن يتقن تحليل محتوى الدرس إلى مكوناته الأساسية من حقائق ومفاهيم وقوانين وتعميمات.
- أن يتمكن من اختيار أساليب التدريس والمواقف التعليمية التي تتحقق من خلالها الأهداف السلوكية.
- أن يتقن تنظيم المادة الدراسية ومراعاة تسلسلها منطقياً.
- أن يتقن ربط المادة التي يدرسها بغيرها من المواد الأخرى لتحقيق التكامل بين المناهج
- أن يتقن المعلم التعامل مع المتغيرات والمستجدات بما يتوافق مع عقيدته ومع فلسفة التعليم وأهدافه.
- أن يتمكن من تدريب طلابه على التعلم الذاتي والتعلم المستمر مدى الحياة لتلك الجوانب المعرفية حتى يغرس ذلك في نفوسهم منذ الصغر في هذا العصر المتجدد .
- أن يتمكن من تدريب الطلاب على ربط المعرفة الجديدة بالمعرفة السابقة لاستخلاص نتائج الدرس.
- أن يتمكن من معرفة العلاقة بين الحقائق والمفاهيم والقوانين والتعميمات والمبادئ والنظريات ذات العلاقة بمادة التخصص.
- أن يتمكن من التعرف على فلسفة العلم الذي يمثل خلفية تخصصه.
- أن يتمكن من إتقان مادة التخصص وإدراك بنيتها المنطقية.
- أن يتمكن من تنفيذ الطريقة المناسبة لكل درس بفاعلية وتعديل أساليب التدريس وفقاً لنتائج التقويم.
- أن يتمكن من تعليم الطلاب كيفية التعلم بدلاً من تلقينهم العلم.
2-الكفايات اللازمة للمعلم للقيام بدوره في جانب تنمية مهارات التفكير:
- أن يتمكن من صياغة أسئلة تنمي مهارات التفكير الإبداعي والناقد لدى الطلاب.
- أن يتقن إعداد وسائل تنمية حب الاستطلاع في نفوس الطلاب.
- أن يتمكن من إعداد تطبيقات عملية لتنمية القدرة على إنتاج أكبر عدد من الأفكار والتصورات في وحدة زمنية محددة (الطلاقة).
- أن يتمكن من تهيئة المناخ التعليمي الملائم والمشجع للإبداع.
- أن يتقن كيفية الإصغاء باهتمام إلى أفكار وآراء ومقترحات الطلاب .
- أن يتقن تقديم عدد كبير من الأنشطة التي تشجع على التفكير ويحد من الأنشطة المعتمدة على الذاكرة.
- أن يتمكن من تنمية قدرة طلابه على طرح الأفكار وإثارة الأسئلة بدلاً من تنمية قدرتهم على الإجابة عليها .
- أن يتمكن من إعطاء الطالب الاستقلالية وإتاحة الفرصة أمامه لتحمل المسؤولية .
- أن يتمكن من تشجع الطلاب على حل الأسئلة بأكثر من طريقة .
- أن يتمكن من دمج مهارات التفكير في موضوعات المنهج الدراسي بحيث يتعلم الطلاب المادة العلمية ومهارة التفكير معاً.
- أن يتقن تصميم مواقف تعليمية لتنمية مهارات التفكير مشتقة من موضوعات المنهج المقرر.
- أن يتمكن من تنمية مهارة حل المشكلات واتخاذ القرارات لدى الطلاب.
3-الكفايات اللازمة للمعلم للقيام بدوره في جانب توفير بيئة صفية معززة للتعلم :
- أن يتمكن من استخدام الوقت بفاعلية لتحقيق أهداف الدرس.
- أن يتمكن من التخطيط لإدارة المناقشات بفاعلية.
- أن يتمكن من تهيئة بيئة مناسبة لتحفيز الطلاب على تعلم الدرس الجديد بنشاط طوال الحصة.
- أن يتقن استخدام الأساليب التي تتيح التفاعل الصفي بين الطلاب أنفسهم وبينهم وبين المعلم.
- أن يتمكن من تهيئة بيئة تعليمية داخل حجرة الدراسة تحقق تعلماً فعالاً.
- أن يتمكن من غرس الاتجاهات الإيجابية في نفوس الطلاب نحو الانضباط الذاتي.
- أن يتقن أساليب تصحيح السلوك غير السوي لدى الطلاب.
4-الكفايات اللازمة للمعلم للقيام بدوره في جانب توظيف تقنية المعلومات في التعليم:
- أن يتقن استخدام تقنيات التعليم المتطورة .
- أن يتقن التطبيقات العملية لاستخدام الكمبيوتر وشبكات المعلومات وقواعد البيانات في تدريس مادة التخصص.
- أن يتقن التطبيقات العملية على استخدام الوسائط المتعددة في تدريس مادة التخصص.
- أن يتمكن من توفير التدريبات المصورة واللفظية في حل المشكلات التعليمية
5- الكفايات اللازمة للمعلم للقيام بدوره في جانب تفريدالتعليم:
- أن يتمكن من تعزيز تعلم الطلاب الفردي والتعاوني من خلال تقنية المعلومات .
-أن يتمكن من استخدام التكنولوجيا التعليمية وتقنية المعلومات المتجددة في طرق التدريس.
- أن يتمكن من استخدام استراتيجيات التدريس مثل التعلم التعاوني، والتعلم المصغر، والتعلم الفردي
6- الكفايات اللازمة للمعلم للقيام بدوره باحثـاً :
- أن يتعاون مع المعلمين الآخرين، للعمل كفريق واحد متجانس متعاون يتبادلون الخبرة فيما بينهم
- أن يملك روح المبادرة والنزعة إلى التجريب والتجديد .
-أن يكون عضوا بأحد الجمعيات التربوية والعلمية.
- أن يمتلك عددا من الكتب والمراجع العربية والأجنبية حسب تخصصه.
- أن يتقن التعامل مع الكمبيوتر والإنترنت ووسائل التكنولوجيا الحديثة وصولا لمصادر المعرفة.
- أن يحضر الدورات التدريبية ، والندوات وجلسات مناقشات الرسائل العلمية
- أن يلتحق بالدراسات العليا متى ما توفر له إمكانية ذلك .
- أن يتمكن من متابعة الدوريات والمجلات والنشرات التربوية والعلمية.
7- الكفايات اللازمة للمعلم للقيام بدوره في جانب ربط المدرسة بالمجتمع:
- أن يتمكن من تعريف الطلاب بأهم المشكلات الاجتماعية وبأبعادها الحقيقية وأسبابها والآثار السيئة التي تعود على المجتمع وعلى الأفراد من هذه المشكلات ويتم ذلك في أثناء تدريس المقررات الدراسية.
- أن يتمكن من إيجاد المواقف التي يواجه فيها الطلاب بمجموعة من المشكلات المرتبطة بحياتهم وبمجتمعهم، ثم يدرب الطلاب على حل هذه المشكلات بأسلوب علمي.
- أن يتمكن من خدمة المجتمع المحلي والبيئة المحلية من خلال مادة التخصص.
- أن يتمكن من إعداد دورات وندوات حول تداعيات المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية العالمية على المنطقة المحلية.
-أن يتمكن من بناء علاقة بين المدرسة والمجتمع المحلي من خلال مشاركة الطلاب في القيام بزيارات ميدانية لأماكن ومواقع في المجتمع تتواجد فيها المشكلات ومشاهدة أبعادها وآثارها على الطبيعة، وذلك للإحساس العميق بوجود هذه المشكلات.
- أن يتفهم بعمق مهامه تجاه مجتمعه وأمته عن طريق المواقف التعليمية وما ينشأ عن علاقات متبادلة بين المعلم والمتعلم وهى علاقات يجب أن تتميز بالحوار والتفاعل وتبادل الخبرة .
* Currently 0/5 Stars.
* 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 205 قراءة
Square_1238125057
نشرت فى 9 إبريل 2011
بواسطة HaresAmmar
د/حارص عمار ـ دكتوراة في المناهج وتكنولوجيا التعليم
د/ حارص عمار
يعد المعلم الركن الأساسي في العملية التعليمية ولا يمكن إحداث أي تغيير أو تطوير في العملية التعليمية إلا بتطوير المعلم, ومن هنا يعد تطوير المعلم من جميع الجوانب الخطوة الأساسية إذا أردنا استخدام التعلم الالكتروني بنجاح, وهو ما يسمي بالتنمية المهنية للمعلم .
اعتبرت منظمة اليونسكو إعداد المعلم إستراتيجية لمواجهة أزمة التعليم في عالمنا المعاصر؛ لذلك فإن تعميق مهنة التعليم وتطويرها لصالحه تتوجب إعداده إعداداً متكاملاً، أكاديمياً وتمهينياً وثقافياً كما تستلزم تنميته تربوياً لتمكينه من التفاعل المبدع مع متطلبات تخصصه ومستجدات العصر التقنية.
وتبعاً لذلك فقد احتلت مسألة إعداد المعلمين ومساندتهم في نموهم المهني والمادي مكانة مميزة في عمليات التخطيط التربوي لوزارة التربية والتعليم في كل دول العالم، حتى تحولت عمليات تدريب المعلمين والإداريين إلى تنمية مهنية مستدامة.
وتعرف التنمية المهنية علي إنها " عملية تنموية بنائية تشاركيه مستمرة تستهدف المعلمين وسائر العاملين في الحقل التربوي لتغيير وتطوير أدائهم، وممارساتهم، ومهاراتهم، وكفاياتهم المعرفية والتربوية والتقنية والإدارية والأخلاقية ". وقد تمت ترجمة هذا المفهوم في المنظومة إلى أهداف على النحو التالي:
1. تنمية ثقافة التمهن في المؤسسة التربوية.
2. الارتقاء بمستوى أداء المعلمين وسائر العاملين في الحقل التربوي.
3. تحسين فرص التميز العلمي والإنجاز الدراسي للمتعلمين.
4. رفع الكفاءة الإنتاجية للمؤسسة التربوية.
5. إحداث تغييرات إيجابية في سلوك واتجاهات المعلمين وسائر العاملين في العملية التعليمية التعلمية في الحقل التربوي.
6. إتاحة الفرص أمام المتميزين والمبدعين للتدرج والترقي الوظيفي.
7. تجويد العملية التعليمية التعلمية.
8. ترسيخ مبدأ التعلم الذاتي والمستمر لضمان ديمومة التطوير والنماء التربوي.
9. تحقيق الرضا الوظيفي للمعلمين وسائر العاملين في الحقل التربوي.
10. تعميق الإحساس بالانتماء المهني للعاملين في الحقل التربوي.
11. بناء القدرات الوطنية القادرة على تلبية التنمية الشاملة في الدولة.
12. تنمية الزمالة المهنية .
قد فرضت التحولات والتحديات المعاصرة على المعلمين أن يواصلوا عملية تطوير أنفسهم ويتم ذلك من خلال :
أ- القراءات الحرة :-
حيث إن القراءات الحرة هي الوسيلة التي تمكن المعلم من متابعة التدفق المعرفي ومواكبة الثورة المعلوماتية الهائلة .
ب- التدريب أثناء الخدمة :-
مفهوم التدريب أثناء الخدمة يرتبط بمفهوم التربية المستمرة أو التعليم مدى الحياة , ومن الأهداف العامة للتدريب أثناء الخدمة :-
1- الاهتمام بالمجتمع وثقافته ومشكلاته ودراستها دراسة واعية وتحليل أهدافه تحليلاً عميقاً .
2- الاهتمام بالعلوم والتفكير العلمي والبحث التجريبي .
3- الاهتمام بالنواحي العلمية وتفهم قيمة التعليم المهنية .
4- الاهتمام بمشكلات الوطن العربي الأساسية والاقتصادية والاجتماعية .
5- التأكيد على كل ما من شأنه إعداد مواطنين منتجين .
6- حفز المعلمين على النمو المهني المستمر .
7- التفهم العميق للعملية التربوية وطبيعة عملية التعلم .
8- الأخذ بعمليات النقد البناء وإتقان عمليات التقييم .
9- تقدير العلاقات الاجتماعية والعمل مع الجماعات .
المبادئ والأسس التي تقوم عليها سياسة تدريب المعلم :-
من المبادئ والأسس التي تقوم عليها سياسة تدريب المعلم :-
1- أن يكون تدريب المعلم بعد تخرجه تدريباً مستمراً .
2- أن يتناول التدريب الكفاية للجوانب العلمية التطبيقية .
3- أن يخطط محتوى البرنامج التدريبي ، وتحدد طريقته على ضوء تحديد مستويات الكفاية المطلوبة .
ج_ الحلقات البحثية واجتماعية هيئة التدريس .
تفيد الحلقات البحثية المعلمين في تبادل المعلومات ووجهات النظر وتثري الجوانب المعرفية لدى المعلمين بشكل مستمر وعلى أساس ايجابي ويمكن لمعلمي أي مادة تخصيص ميعاد دوري لعقد تلك الحلقات البحثية لتدارك ما قد يواجهونه من مشكلات .
د- الدراسات التكميلية التجديدية .
تسعى الدراسات التكميلية وللتجدية إلى استكمال دراسات المعلم أو الحصول على المزيد منها بعد تخرجه من مؤسسات إعداده .
هـ - المؤتمرات والندوات .
الاشتراك في المؤتمرات والندوات يساعد المعلم على النمو المستمر وذلك من خلال ما تعرض له من موضوعات تتناول قضايا تعليمية مختلفة .
ز- التعليم بالمراسلة :-
يعتمد على المكاتبات البريدية ويتضمن عديداً من العناصر من أهمها المواد التعليمية والخبرات التربوية التي يراد إكسابها إلى الأفراد الذين يستفيدون من هذا الأسلوب ويتم إعداد تلك المواد إعداداًُ خاصاً .
ح- وسائل الاتصال الجماهيرية :-
تقوم وسائل الاتصال الجماهيرية بدور مهم في النمو المهني للمعلم حيث تسهم في نشر المعارف والأفكار بين أفراد المجتمع وكذلك توضيح كثير من الأمور كما أنها تبصر قطاعات عريضة من جماهير المجتمع في مختلف أعمارهم ومنها بأهداف مجتمعهم ويدخل المعلمون بين هؤلاء بالطبع هذا بالإضافة إلى ما تقدمه وسائل الاتصال .
الجوانب الجديدة لدور المعلم في ظل التعلم الالكتروني :
كذلك تغيير دور المعلم بسبب التغييرات التربوية الجديدة التي تفرضها الكوكبية والتطورات السريعة وثورة الاتصالات والمعلوماتية والتقدم العلمي والتطور التقني وظهور عدد من النظريات التربوية الجديدة التي تجعل من المتعلم محوراً للعملية التعليمية والمعلم مرشد وموجه ذو أهمية فائقة, أي أن دوره تتعدد جوانبه بحسب ما تضيفه المستحدثات التربوية التي تعد مرآة عاكسة للتغيرات العلمية والتكنولوجية والاقتصادية التي يفرزها النظام العالمي الجديد باعتبار أن النظام المحلي جزء من النظام العالمي . ولهذا ليس من السهل تحديد جوانب أدوار المعلم التي يجب أن يؤديها لأنها متجددة ومتغيرة باستمرار ، بالإضافة إلى أنها متشابكة مع بعضها البعض ويكمل بعضها البعض وقد يقوم المعلم بأداء أكثر من جانب في وقت واحد .
وفيما يلي شرح لهذه الجوانب الجديدة من دور المعلم:
1- جانب تنسيق المعرفة وتطويرها :
يتمثل هذا الجانب في قيام المعلم بالتنسيق بين مصادر المعرفة المختلفة المتاحة في شبكة الانترنت والمقررات الدراسية للصفوف الدراسية التي يقوم بتدريسها بحيث يصل إلى مواقع المعرفة المرتبطة بتخصصه , ثم يحدد ما يتناسب منها لموضوعات دروسه التي يلتزم بها مع طلابه , أو يقوم بمشاركة طلابه في التخطيط لمحتواها وأنشطتها التعليمية الصفية وغير الصفية بحيث يجمع بين موضوع الدرس المقرر في الكتاب المدرسي وبين ما أضافه مواقع المعرفة حول هذا الموضوع, ثم يعمل على إعداد درسه بطريقة تحقق ذلك التناسق في المعرفة التي يرغب أن يكسبها لطلابه .
2- جانب تنمية مهارات التفكير :
من أهم جوانب الدور التي يقوم المعلم بأدائه في ظل التقدم العلمي هو العناية بتعليم الطلاب كيف يفكرون وأن يدربهم على أساليب التفكير واكتساب مهاراته حتى يستطيعوا أن يشقوا طريقهم بنجاح فيعلمهم أنماط التفكير السليم من خلال إعادة النظر في طرق التدريس التي يتبعها والاهتمام باستخدام أدوات التفكير الأساسي وتعلم نماذج حل المشكلات ومواجهة التحديات التي يفرزها الواقع والتعامل مع المشكلات الحقيقة.
3- جانب توفير بيئة صفية معززة للتعلم :
لقد تقلص دور المعلم في نقل المعرفة بفضل التكنولوجيا وانصبت مسئوليته على تهيئة الطلاب للتعلم من خلال تنظيم البيئة الصفية الداعمة للتعليم ، وتحقيق صيغة للتفاعل بين المتعلم من ناحية ومصادر تعلمه من ناحية أخرى, فالمعلم يستخدم أفضل الأساليب لتحقيق بيئة تعليمية في الصف تعمل على تنمية الفهم والمرونة العقلية , وتساعد على استخدام المعلومات بفاعلية في حل المشكلات وتشجع على إدراك المفاهيم التي تساعد على تكامل معرفتهم وخبراتهم الإنسانية.
4- جانب توظيف تقنية المعلومات في التعليم :
إن تكنولوجيا المعلومات لا تعنى التقليل من أهمية المعلم ، أو الاستغناء عنه كما يتصور البعض بل تعنى في الحقيقة إضافة جانباً جديداً في دوره، ولابد لهذا الجانب أن يختلف باختلاف مهمة التربية، من تحصيل المعرفة إلى تنمية المهارات الأساسية, وإكساب الطالب القدرة على أن يتعلم ذاتياً .
و قيام المعلم بدوره في توظيف تقنية المعلومات في التعليم تتيح له التغلب على مشكلة جمود المحتوى الدراسي و عرض مادته التعليمية بصورة أكثر فاعلية كما أن توظيف تقنيات المعلومات من جانب المعلم يوفر خدمات تعليمية أفضل, ويتيح له وقتاً أطول لتوجيه طلابه واكتشاف مواهبهم ، والتعرف على نقاط ضعفهم.كما سيعمل على تنمية المهارات الذهنية لدى الطلاب، ويزيد من قدرتهم على التفكير المنهجي ويحثهم على التفكير المجرد ويجعلهم أكثر إدراكاً للكيفية التي يفكرون بها ويتعلمون من خلالها.
5- جانب تفريد التعليم :
نتيجة للدراسات التربوية والسيكولوجية التي أوضحت تباين القدرات والاهتمامات, اتضح أن لكل طالب سرعة خاصة في التعلم ، وأن كل طالب يختلف عن غيره في قدراته الجسمية والعقلية والانفعالية، وأن كل طالب يحتاج إلى تعلم يناسب طبيعة نموه ووضعه مما دعا إلى ضرورة تفريد التعليم ليناسب كل تلميذ ، وكان تفريد التعليم عملية صعبة في مدارسنا فيما مضى ، ولكن في الوقت الحاضر أصبح باستطاعة المعلم أن يمارس تفريد التعليم بمساعدة التكنولوجيا التعليمية وتقنية المعلومات ، حيث يجلس الطلاب على أجهزة الحاسوب في مجموعات أو أفراد للتعلم من خلال الأقراص المدمجة (CDS) المتعددة الوسائط ، ودوائر المعارف التفاعلية داخل حجرات الدراسة ، وبهذه الصورة يكتسب التعلم الطابع الفردي .
6- المعلم باحث:
يجب على المعلم أن يعمل كباحث وأن يكون ذا صلة مستمرة ومتجددة مع كل جديد في مجال تخصصه ، وفي طرق تدريسه ، وما يطرأ على مجتمعه من مستجدات ، وأن يظل طالباً للعلم ما استطاع، مطلعاً على كل ما يدور في مجتمعه المحلي والإقليمي والعالمي من مستحدثات، حتى يستطيع أن يلبي حاجات طلابه من استفساراتهم المختلفة ، ويمد لهم يد العون فيما يغمض عليهم ويأخذ بيدهم إلى نور العلم والمعرفة، وأن يصبح المعلم نموذجاً في غزارة علمه. فقبل أن يحقق لطلابه التعلم الذاتي عليه أن يحقق هذا التعلم الذاتي في ذاته، وأن يطور نفسه باستمرار.
7- جانب ربط المدرسة بالمجتمع :
يعد المجتمع أساساً من الأسس المهمة التي تبني عليها المناهج الدراسية، فأساس وجود المدرسة هو رغبة المجتمع في إعداد أفراد صالحين له، فالمدرسة مؤسسة اجتماعية أوجدها المجتمع لإعداد الفرد الصالح لهذا المجتمع، وحيث أن أهداف التربية تشتق من فلسفة المجتمع، فإن على المناهج المدرسية، وعلى المعلمين وعلى كل من يعمل بالمدرسة العمل على تحقيق هذه الأهداف التربوية .
ولذا فإن دور المعلم ربط ما يدرسه لطلابه بما يوجد في مجتمعهم، أي توظيف ما يتعلمه هؤلاء التلاميذ من معلومات ومهارات وخبرات في حياتهم الاجتماعية.
8- جانب المحافظة على الثقافة الإسلامية مع الانتفاع بالمعرفة العالمية :
لكي يقوم المعلم بهذا الدور ، " يجب أن يميز بين أسلوبين في التعليم ، التعليم من أجل الحفاظ على ما هو قائم (Maintenance Instruction) ، والتعليم من أجل التجديد (Innovative Instruction) ، فالتعليم المحافظ مهم ولا غنى عنه ، إلا أنه لم يعد كافياً ، وأصبح التعليم من أجل التجديد واستشراف المستقبل مطلباً حيوياً إذا ما أراد إنسان هذا العصر مواجهة ما سوف يحمله له المستقبل من تحديات وأعباء وما تحمله المتغيرات السريعة من مفاجآت .
والصمود أمام تلك التحديات يتطلب التمسك بالثقافة الإسلامية عقيدة ولغة وقيما وأخلاقا وإنجازا ، ودعوة الأمة الإسلامية إلى قراءة الإسلام قراءة صحيحة من خلال مبادئه الأصيلة وقيمه الخالدة ، وتحديث الثقافة الإسلامية والربط بينها وبين قضايا العصر والمحافظة على خصوصية الهوية مع الانتفاع بالمعرفة العالمية المفيدة والتعايش مع التعددية الثقافية داخل هذه القرية الكونية واجب على التعليم القيام به من خلال المعلم الذي لابد وأن يغرس في تلاميذه التمسك بالثقافة الإسلامية والاعتزاز بالتراث الثقافي والاجتماعي للأمة الإسلامية ،واحترام ثقافات الشعوب الأخرى، وأن يعودهم الثقة بالنفس وتقبل الرأي الآخر, والموازنة في التعامل والمعاملة بين عناصر التأثير الداخلي وعناصر التأثير الخارجي والأخذ بالأفضل والنافع.
9 – جانب العناية في أساليب التقويم :
التقويم عملية لا غنى عنها في التدريس، لأنها تهدف إلى إصدار حكم على التحصيل الدراسي للطالب فتمكن من تشخيص نقاط القوة والضعف في عملية التعلم، وبالتالي تساعد على اتخاذ القرارات المناسبة بشأن تعديل الخطة الدراسية أو طرائق التدريس وما إلى ذلك من قرارات. وقد اعتمدت وزارة التربية والتعليم هذا العام التقويم المستمر في الصفوف العليا من المرحلة الابتدائية ليستمر مع الطالب ويعتمد على عدة أساليب في التقويم تحتاج إلى معلم ماهر في طرقه وأدواته ووسائله ومراعياً للفروق الفردية بين تلاميذه والأوضاع التعليمية ويستطيع تحليل النتائج ومن ثم توظيف نتائج التحليل في بناء أنشطة علاجية.
10- جانب النشاط غير الصفي :
يعد النشاط غير الصفي جزءاً رئيساً في العملية التربوية، إذ يساعد في بناء شخصية الطالب وتنميتها نفسياً، واجتماعياً وعلمياً وفنياً وحركياً، كما يعد دعامة أساسية في التربية الحديثة فهو وسيلة لإثراء المنهج من خلال إدارة الطلاب لمكونات بيئتهم بهدف إكساب الخبرات المعرفية والمهارية والقيم بطريقة مباشرة ، كذلك تعزيز الجوانب التربوية والتعليمية التي يدرسها الطالب نظرياً في المقررات الدراسية وترجمتها إلى أفعال وسلوك, مما يتطلب إعطاء النشاط غير الصفي الاهتمام المناسب من التخطيط والتنفيذ والتقويم من جميع القائمين على التعليم، ومن بينهم المعلم الذي يشغل الدور الرئيسي في هذا المجال.
11- جانب ترسيخ حب الوطن والانتماء إليه لدى الطلاب:
حب الوطن والشعور بالانتماء إليه والولاء لـه والوفاء بحقوقه من أهم القيم التي تبث في الطلاب وترسخ في نفوسهم منذ الصغر.وللمعلم دور كبير في ترسيخ حب الوطن والانتماء إليه لدى الطلاب، حيث تنمى فيهم مشاعر الحب والولاء لهذا الوطن، وتحثهم على الحرص عليه والدفاع عنه ضد كل معتد أثيم.
12-المعلم داع إلى الإيمان بالله عز وجل :
يعني الإيمان بالله الاعتقاد الجازم بأن الله عز وجل خالق كل شيء ، وأنه سبحانه وتعالى الذي يستحق وحده أن يُعبد كمال العبادة , وعلى المعلم أن ينمي في طلابه الإيمان بالله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له وأن ينمي أيضاً فيهم حب رسول سيدنا محمد الله صلى الله عليه وسلم فقد أمرنا الله بذلك وأن تكون محبة بإتباع ما جاء به من الله والابتعاد عما نهى عنه.
وإذا استقر في قلب التلميذ هذا الإيمان ، كان سلاحه الذي يتسلح به في مواجهة صراعات الحياة : ) قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ( (سورة التوبة,أية51) كما يتحرر التلميذ من نزعات النفس وهمزات الشياطين وفتن الدنيا . وينمو بداخله الضمير الحي الذي يجعله يعتقد تماماً بأن الله معه في كل زمان وفي أي مكان , وهذا يؤكد ضرورة الاهتمام بالجانب الروحي والإيماني لدى المتعلمين وغرس القيم الايجابية لديهم ,فإذا ما كونا شاباً مؤمنا بربه, متمسكاً بدينه ومتبنياً للدور المطلوب منه لبناء وطنه وأمته, سهل تجنبنا كثير من الإمراض الاجتماعية, وبالتالي فإن تنمية هذا الإيمان وغرس القيم يعد جانبا من أهم جوانب أداء المعلم, لأن مجتمعا بلا قيم كزرع بلا ثمر.
13-المعلم داع إلى التسامح:
إن من أهداف التربية في المملكة تهدف إلى تكوين أفراد مؤمنين ليعيشوا في مجتمع مؤمن لا تقوم المعاملة بين أفراده على المؤاخذة والمحاسبة والانتصار للذات والإنصاف لها في كل كبيرة وصغيرة، وإنما تقوم فيه المعاملة بين الأفراد على التسامح والتغاضي والصفح والصبر . وهذا ما دعت إليه عقيدة الإسلام ، وحض عليه القرآن الكريم في قوله تعالى : ) وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {34} وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ( (سورة فصلت,الآيتان 34-35) .
ولغة التسامح لا بد أن يتعلمها الطالب منذ نعومة أظفاره حتى يشب على التسامح واحترام الأخر. وإذا كان للأسرة دور كبير في هذا المجال، فإن للمدرسة دوراً لا يقل أهمية عن دور الأسرة، وهنا يأتي دور المعلم في تنمية قيمة التسامح لدى طلابه.
14-المعلم داع إلى السلام:
للسلام مكانة مهمة في الإسلام، وفي التربية رصيد لا غنى عنه في محاولتها لتحقيق قيم السلام والحرية والعدالة الاجتماعية وفيها أمل لتنمية بشرية أكثر انسجاماً وعمقاً لاستبعاد شبح الحروب والتوترات وإحلال السلام بدلاً منها.
وعلى المعلم كقدوة وكداعي للسلام أن يشعر طلابه بالأمان والحب والتقدير لذاتهم وللآخرين,و يذكرهم بأن السلام في حاجة إلى قوة تحميه ، وبدون هذه القوة قد ينقلب إلى استسلام فلقد أمرنا ديننا الحنيف أن نكون أهل سلام فقد قال الله تبارك وتعالى : ) وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ ( (سورة الأنفال,من الاية61) كما أمرنا عز وجل أن نستعد للحرب بكل ما نستطيع من قوة ، فقال سبحانه : ) وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ ( (سورة الأنفال,من الاية60) .
وهذا جزء من القوة التي ينبغي الاستعداد لها,بالإضافة إلى
قوة الشخصية وقوة الإيمان وقوة الترابط الاجتماعي : ) وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ ( (سورة أل عمران, من الآية 103) .
15- المعلم داع إلى العمل:
العمل هو حياة الإنسان فالإنسان بلا عمل لا حياة له, ولقد أمرنا الله تبارك وتعالى بالعمل في قوله تعالى ) وَقُلِ اْعْمَلُواْ فَسَيَرَى اْللّهُِ عَمَلَكُمْ وَرَسُوُلُهُ وَالمؤْمِنونَ ( (سورة التوبة,من الآية 105)
وقرن الله عز وجل بين الإيمان والعمل في الكثير من آيات القرآن الكريم , حيث يقول سبحانه ) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ ((سورة الكهف, من الآية 30)
ورُوي أن سعد بن معاذ – رضي الله عنه – كان يواري كفيه في ثوبه كلما تقابل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الرسول له: يا سعد ألا تريد أن تسلّم علي ؟ فقال سعد:والله يا رسول الله , ما هناك شيء أحب إلي من ذلك, ولكني أخاف أن تؤذي يداي يديك فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرني يديك يا سعد, فأخرج سعد كفين خشنين كخفي بعير من كثرة العمل. فرفعهما رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فمه وقبلهما وقال: "هذه يد يحبها الله ورسوله لن تمسهما النار أبداً".وهنا يأتي دور المعلم في تحقيق الدعوة إلى العمل, وترسيخ قيمته وأهميته في نفوس طلابه.
16- جانب تعليم الطلاب لغة الحوار:
يعد تعليم الطلاب كيفية الحوار مع الآخرين من الجوانب المهمة في دور المعلم حيث يدرب طلابه على استخدام الكلمات التي تسمح بالتواصل مع أفكار الآخرين, من خلال استخدام طرق التدريس المختلفة كالتعلم التعاوني وغيرها ، ونقصد بهذه الكلمات من المحتمل ، من الممكن ، يبدو أن ، ربما, هل عندك رأي أخر ... الخ, ويعلم طلابه أيضاً ألا يكونوا أحاديي الرؤية وهكذا يتعلم الطلاب جانباً سلوكياً مهما في حياتهم.
تنمية الكفايات المهنية اللازمة لأداء المعلم لجوانب دوره :
لكي يقوم المعلم بجوانب أدواره السابقة بكل كفاءة واقتدار لا بد أن يتمتع بقدر كاف من القدرات والكفايات التعليمية أو المهنية التي تمثل أهمية قصوى لفاعلية التدريس ورفع كفاءة المعلم لأداء دوره المنوط به على الوجه الأكمل .
الخصائص العامة لتطوير كفايات أداء المعلم:
لقد تميزت برامج تطوير أداء المعلم المبنية على أساس الكفايات بالخصائص الأساسية الآتية :
-الأهداف التعليمية محددة سلفاً ومعروفة لجميع المشاركين في البرنامج .
-تنظيم ما يراد تعلمه على أساس عناصر متتالية ومرتبطة بعضها ببعض.
-التحديد الدقيق لما يراد تعلمه فيما يتعلق بكل عنصر .
-تحويل مسئولية التعلم من المعلم إلى المتعلم ، فيتم التعلم على أساس سرعة المتعلم نفسه واحتياجاته ، واهتماماته .
-مشاركة المعلمين في تحديد الكفايات المراد التدرب عليها .
-استخدام تكنولوجيا التعليم بتكامل الفكرة والممارسة في مجال التعليم.
-تزويد المتعلم بالتغذية الراجعة أثناء عملية التعلّم.
-معايير تقويم الكفايات واضحة ، وتحدد مستويات الإتقان المقررة ومعلومة لدى المدرب والمتدرب سلفاً.
-يعتمد تقويم كفايات المعلم على تقويم أدائه لها كمعيار لإتقانه للكفاية مع الأخذ بعين الاعتبار المعرفة النظرية لديه .
-يعتمد تقويم المعلم في البرنامج التدريبي على إتقان الكفاية بشكل سلوكي ظاهر، لا على جدول زمني مقيد.
-أن تشتق الكفايات التعليمية المطلوب تدريب المعلمين عليها من الجوانب المختلفة لدور المعلم.
-توظيف التقويم الذاتي بما يتيح للمعلم الاستفادة من هذا الأسلوب في تحديد احتياجاته التعليمية.
-تمثل الكفايات التعليمية غير المتوفرة لدى المعلم الاحتياجات التي يراد تزويد المعلم بها من خلال برامج التنمية المهنية.
تصنيف الكفايات:
تتعدد أنواع الكفايات بتعدد النظرة إليها (فلسفات التعليم, نظريات التدريس, حاجات المجتمع ) .
كما أشار يس قنديل إلى أن هناك أربعة مجالات لكفاية المعلم وجميعها ضرورية لكي يمكننا أن نطلق عليه صفة المعلم الكفء أو الفعال في تحقيق النتائج التعليمية وهذه المجالات هي:
-التمكن من المعلومات النظرية حول التعلم والسلوك الإنساني .
-التمكن من المعلومات في مجال التخصص الذي سيقوم بتدريسه .
-امتلاك الاتجاهات التي تسهم في إسراع التعلم ، وإقامة العلاقات الإنسانية في المدرسة وتحسينها .
-التمكن من المهارات الخاصة بالتدريس ، والتي تسهم بشكل أساسي في تعلم التلاميذ.
و أشارت يسرى السيد إلى أن هناك أربعة أنواع من الكفايات المهنية هي:
– الكفايات المعرفية: وتشير إلى المعلومات والمهارات العقلية الضرورية لأداء الفرد (المعلم) في شتى
مجالات عمله (التعليمي ـ التعلُّمي) .
– الكفايات الوجدانية: وتشير إلى استعدادات الفرد (المعلم) وميوله واتجاهاته وقيمه ومعتقداته، وهذه الكفايات تُغطي جوانب متعددة مثل: حساسية الفرد (المعلم) وثقته بنفسه واتجاهه نحو المهنة (التعليم) .
– الكفايات الأدائية: وتشير إلى كفاءات الأداء التي يُظهرها الفرد (المعلم) وتتضمن المهارات النفس حركية (كتوظيف وسائل وتكنولوجيا التعليم وإجراء العروض العملية … الخ) وأداء هذه المهارات يعتمد على ما حصّله الفرد (المعلم) سابقاً من كفايات معرفية .
– الكفايات الإنتاجية: تشير إلى أثر أداء الفرد (المعلم) للكفاءات السابقة في الميدان (التعليم)، أي أثر كفايات المعلم في المتعلمين، ومدى تكيفهم في تعلمهم المستقبلي أو في مهنهم .
وفيما يلي نتناول بإيجاز بعض الكفايات اللازمة للمعلم للقيام بجوانب أدواره المطلوبة منه ومنها:
1- الكفايات اللازمة للمعلم للقيام بدوره في جانب تنسيق المعرفة:
- أن يتقن تحديد مصادر المعرفة المختلفة التي تتيحها شبكة الانترنت للبحث والتحري عن المعلومات المستهدفة .
- أن يمتلك مرونة في التفكير تسمح له بتقبل كل جديد مهم ومفيد لإثراء العملية التعليمية
– أن يتمكن من ربط أهداف التعليم في المرحلة بأهداف التعليم في المملكة.
- أن يتمكن من تحديد الأهداف السلوكية الإجرائية الخاصة بكل درس بحيث تغطي المجال المعرفي والوجداني والمهاري.
- أن يتقن تحليل محتوى الدرس إلى مكوناته الأساسية من حقائق ومفاهيم وقوانين وتعميمات.
- أن يتمكن من اختيار أساليب التدريس والمواقف التعليمية التي تتحقق من خلالها الأهداف السلوكية.
- أن يتقن تنظيم المادة الدراسية ومراعاة تسلسلها منطقياً.
- أن يتقن ربط المادة التي يدرسها بغيرها من المواد الأخرى لتحقيق التكامل بين المناهج
- أن يتقن المعلم التعامل مع المتغيرات والمستجدات بما يتوافق مع عقيدته ومع فلسفة التعليم وأهدافه.
- أن يتمكن من تدريب طلابه على التعلم الذاتي والتعلم المستمر مدى الحياة لتلك الجوانب المعرفية حتى يغرس ذلك في نفوسهم منذ الصغر في هذا العصر المتجدد .
- أن يتمكن من تدريب الطلاب على ربط المعرفة الجديدة بالمعرفة السابقة لاستخلاص نتائج الدرس.
- أن يتمكن من معرفة العلاقة بين الحقائق والمفاهيم والقوانين والتعميمات والمبادئ والنظريات ذات العلاقة بمادة التخصص.
- أن يتمكن من التعرف على فلسفة العلم الذي يمثل خلفية تخصصه.
- أن يتمكن من إتقان مادة التخصص وإدراك بنيتها المنطقية.
- أن يتمكن من تنفيذ الطريقة المناسبة لكل درس بفاعلية وتعديل أساليب التدريس وفقاً لنتائج التقويم.
- أن يتمكن من تعليم الطلاب كيفية التعلم بدلاً من تلقينهم العلم.
2-الكفايات اللازمة للمعلم للقيام بدوره في جانب تنمية مهارات التفكير:
- أن يتمكن من صياغة أسئلة تنمي مهارات التفكير الإبداعي والناقد لدى الطلاب.
- أن يتقن إعداد وسائل تنمية حب الاستطلاع في نفوس الطلاب.
- أن يتمكن من إعداد تطبيقات عملية لتنمية القدرة على إنتاج أكبر عدد من الأفكار والتصورات في وحدة زمنية محددة (الطلاقة).
- أن يتمكن من تهيئة المناخ التعليمي الملائم والمشجع للإبداع.
- أن يتقن كيفية الإصغاء باهتمام إلى أفكار وآراء ومقترحات الطلاب .
- أن يتقن تقديم عدد كبير من الأنشطة التي تشجع على التفكير ويحد من الأنشطة المعتمدة على الذاكرة.
- أن يتمكن من تنمية قدرة طلابه على طرح الأفكار وإثارة الأسئلة بدلاً من تنمية قدرتهم على الإجابة عليها .
- أن يتمكن من إعطاء الطالب الاستقلالية وإتاحة الفرصة أمامه لتحمل المسؤولية .
- أن يتمكن من تشجع الطلاب على حل الأسئلة بأكثر من طريقة .
- أن يتمكن من دمج مهارات التفكير في موضوعات المنهج الدراسي بحيث يتعلم الطلاب المادة العلمية ومهارة التفكير معاً.
- أن يتقن تصميم مواقف تعليمية لتنمية مهارات التفكير مشتقة من موضوعات المنهج المقرر.
- أن يتمكن من تنمية مهارة حل المشكلات واتخاذ القرارات لدى الطلاب.
3-الكفايات اللازمة للمعلم للقيام بدوره في جانب توفير بيئة صفية معززة للتعلم :
- أن يتمكن من استخدام الوقت بفاعلية لتحقيق أهداف الدرس.
- أن يتمكن من التخطيط لإدارة المناقشات بفاعلية.
- أن يتمكن من تهيئة بيئة مناسبة لتحفيز الطلاب على تعلم الدرس الجديد بنشاط طوال الحصة.
- أن يتقن استخدام الأساليب التي تتيح التفاعل الصفي بين الطلاب أنفسهم وبينهم وبين المعلم.
- أن يتمكن من تهيئة بيئة تعليمية داخل حجرة الدراسة تحقق تعلماً فعالاً.
- أن يتمكن من غرس الاتجاهات الإيجابية في نفوس الطلاب نحو الانضباط الذاتي.
- أن يتقن أساليب تصحيح السلوك غير السوي لدى الطلاب.
4-الكفايات اللازمة للمعلم للقيام بدوره في جانب توظيف تقنية المعلومات في التعليم:
- أن يتقن استخدام تقنيات التعليم المتطورة .
- أن يتقن التطبيقات العملية لاستخدام الكمبيوتر وشبكات المعلومات وقواعد البيانات في تدريس مادة التخصص.
- أن يتقن التطبيقات العملية على استخدام الوسائط المتعددة في تدريس مادة التخصص.
- أن يتمكن من توفير التدريبات المصورة واللفظية في حل المشكلات التعليمية
5- الكفايات اللازمة للمعلم للقيام بدوره في جانب تفريدالتعليم:
- أن يتمكن من تعزيز تعلم الطلاب الفردي والتعاوني من خلال تقنية المعلومات .
-أن يتمكن من استخدام التكنولوجيا التعليمية وتقنية المعلومات المتجددة في طرق التدريس.
- أن يتمكن من استخدام استراتيجيات التدريس مثل التعلم التعاوني، والتعلم المصغر، والتعلم الفردي
6- الكفايات اللازمة للمعلم للقيام بدوره باحثـاً :
- أن يتعاون مع المعلمين الآخرين، للعمل كفريق واحد متجانس متعاون يتبادلون الخبرة فيما بينهم
- أن يملك روح المبادرة والنزعة إلى التجريب والتجديد .
-أن يكون عضوا بأحد الجمعيات التربوية والعلمية.
- أن يمتلك عددا من الكتب والمراجع العربية والأجنبية حسب تخصصه.
- أن يتقن التعامل مع الكمبيوتر والإنترنت ووسائل التكنولوجيا الحديثة وصولا لمصادر المعرفة.
- أن يحضر الدورات التدريبية ، والندوات وجلسات مناقشات الرسائل العلمية
- أن يلتحق بالدراسات العليا متى ما توفر له إمكانية ذلك .
- أن يتمكن من متابعة الدوريات والمجلات والنشرات التربوية والعلمية.
7- الكفايات اللازمة للمعلم للقيام بدوره في جانب ربط المدرسة بالمجتمع:
- أن يتمكن من تعريف الطلاب بأهم المشكلات الاجتماعية وبأبعادها الحقيقية وأسبابها والآثار السيئة التي تعود على المجتمع وعلى الأفراد من هذه المشكلات ويتم ذلك في أثناء تدريس المقررات الدراسية.
- أن يتمكن من إيجاد المواقف التي يواجه فيها الطلاب بمجموعة من المشكلات المرتبطة بحياتهم وبمجتمعهم، ثم يدرب الطلاب على حل هذه المشكلات بأسلوب علمي.
- أن يتمكن من خدمة المجتمع المحلي والبيئة المحلية من خلال مادة التخصص.
- أن يتمكن من إعداد دورات وندوات حول تداعيات المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية العالمية على المنطقة المحلية.
-أن يتمكن من بناء علاقة بين المدرسة والمجتمع المحلي من خلال مشاركة الطلاب في القيام بزيارات ميدانية لأماكن ومواقع في المجتمع تتواجد فيها المشكلات ومشاهدة أبعادها وآثارها على الطبيعة، وذلك للإحساس العميق بوجود هذه المشكلات.
- أن يتفهم بعمق مهامه تجاه مجتمعه وأمته عن طريق المواقف التعليمية وما ينشأ عن علاقات متبادلة بين المعلم والمتعلم وهى علاقات يجب أن تتميز بالحوار والتفاعل وتبادل الخبرة .
* Currently 0/5 Stars.
* 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 205 قراءة
Square_1238125057
نشرت فى 9 إبريل 2011
بواسطة HaresAmmar
د/حارص عمار ـ دكتوراة في المناهج وتكنولوجيا التعليم
دور المعلم في ظل التعلم الالكتروني
دور المعلم في ظل التعلم الالكتروني
د/ حارص عمار
وفي الواقع فإن التعليم الإلكتروني لا يحتاج إلى شيء بقدر حاجته إلى المعلم الماهر المتقن لأساليب واستراتيجيات التعليم الإلكتروني، المتمكن من مادته العلمية، الراغب في التزود بكل حديث في مجال تخصصه، المؤمن برسالته أولا ثم بأهمية التعلّم المستمر.
التعليم الإلكتروني يحتاج إلى المعلم الذي يعي بأنه في كل يوم لا تزداد فيه خبرته ومعرفته ومعلوماته فإنه يتأخر سنوات وسنوات، لذا فإن من المهم جدا إعداد المعلم بشكل جيد حتى يصل إلى هذا المستوى الذي يتطلبه التعليم الإلكتروني، وهذا لا يمكن أن يتأتي في ظرف أيام أو أشهر معدودة بل يحتاج الأمر إلى عمل دؤوب وجهد متواصل وتوعية دائمة.
كما أن الأمر ليس كما يفهمه البعض من أن عدة دورات في الحاسب الآلي على بعض التطبيقات يمكن أن تخرج لنا معلما إلكترونيا، فهناك العديد من المعلمين الذين يجيدون استخدام الحاسب الآلي إلى درجة الاحتراف ولكنهم غير قادرين على توظيف هذه المعرفة في العملية التعليمية والتربوية والممارسات الفصلية، بسبب غياب فلسفة التعليم الإلكتروني واستراتيجياته.
ومنهم من يوظفها توظيفا تقليديا، يسيء إلى التعليم الإلكتروني أكثر مما يفيده، وذلك عندما تستخدم التقنية مع نفس ممارسات التعليم التقليدي، فيكون بذلك كمن يلطخ وجه عجوز بمساحيق جميلة.
إن المعلم لكي يصبح معلما إلكترونيا يحتاج إلى إعادة صياغة فكرية أولا يقتنع من خلالها بأن طرق التدريس التقليدية يجب أن تتغير لتكون متناسبة مع الكم المعرفي الهائل التي تعج به كافة مجالات الحياة، ولا بد أن يقتنع بأنه لن يصنع وحيدا رجال المستقبل الذين يعول عليهم المجتمع والأمة في صنع الأمجاد وتحقيق الريادة.
إذا لابد له من تعلم الأساليب الحديثة في التدريس والاستراتيجيات الفعالة والتعمق في فهم فلسفتها وإتقان تطبيقها، حتى يتمكن من نقل هذا الفكر إلى طلابه فيمارسونه من خلال أدوات التعليم الإلكتروني.
إن الإدارة الواعية المتفتحة والمدرس المخلص لرسالته هم الذين يعون هذه المعاني، فيعلمون أن التعليم الإلكتروني ليس مجرد برمجيات وعتاد وأجهزة مبهرة للزائرين، بل هو بالدرجة الأولى معلم يمتلك كل المواصفات التي ذكرت أعلاه
ولكن كيف يمكن للمعلم أن يلعب دورا في الانتقال من أساليب التعليم التقليدي إلى التعلم الإلكتروني؟
اولا- يتوجب على المعلم ان يفهم تماما ما هو المقصود بالتعلم الالكتروني؟ وان لا يفترض أن مجرد استخدام الحاسوب او التلفاز والفيديو كوسائل تعليمية معينة هو تطبيق للتعلم الالكتروني الحديث. فمثل هذا التعلم يمكن اعتباره بأنه استخدام برامج إدارة نظم التعلم والمحتوى باستخدام تقنية الانترنت، وفق معايير محددة ويمكن إعداد التعليم الالكتروني عبر شبكة ما او عبر الانترنت أو عبر الأقراص المدمجة، ويمكن أن يتضمن نصوصاً مكتوبة, أفلام فيديو, تسجيلات صوتية وبيئات حية أو افتراضية، كما يمكن لخبرة التعليم الالكتروني أن تكون غنية جداً بحيث تتفوق على مستوى التدريب الذي يمكن أن يختبره الطالب في الصفوف المزدحمة ,اذ يمكن ان نعتبره كشكل من تعليم ذو صفة ذاتية.
ويأخذ التعليم الالكتروني عدة أشكال منها التعليم المتزامن والذي يتطلب وجود المعلم والمتعلم اثناء استخدام التعلم والتعلم غير المتزامن والذي يعني أن يقوم المعلم بوضع مصادر مع خطة تدريس وتقويم على الموقع التعليمي، ثم يدخل الطالب للموقع أي وقت ويتبع إرشادات المعلم في إتمام التعلم دون أن يكون هناك اتصال متزامن مع المعلم. ويمكن دمج النمطين السابقين معا في حصة دراسية واحدة. وما يهمنا هنا كمعلمين هو التعلم الالكتروني المباشر وليس التعلم عن بعد الذي يعتبر كأحد أنماط مثل هذا النوع من التعلم.
ثانيا- أن يدرك المعلم أهمية هذا النوع من التعلم كوسيلة تستجيب لمقتضيات التقدم التقني من ناحية وتستجيب لحاجات المتعلم والتعليم من ناحية أخرى. وان نؤمن أن للتعليم الالكتروني فوائد كثيرة تتفوق على ما يحققه التعليم التقليدي، و لعل أكبر فوائد هذا النوع من التعليم هي التعلم الذاتي والسرعة والتجدد و المرونة التي يقدمها، وزيادة الدافعية لدى المتعلم من خلال العناصر المتعددة الداخلة في التعليم الالكتروني والتي تعمل على تعزيز الرسالة المراد إيصالها إلى الطلاب وذلك من خلال وسائل مثل أفلام الفيديو، المؤثرات الصوتية، الأحاجي وغيرها . كما أن هذا التعلم يعزز التفاعل بين المتعلم والمحتوى التعليمي ومحتوى المعرفة، كما أنه يساعد المعلم على تحسين أدائه وتيسيره عبر عرض مادته الرئيسية بسهولة ويسر، ومتابعة طلبته بسهولة وبالطريقة التي تمكنه من تقييم أدائهم بصورة دقيقة مما يسمح له باستنباط أفضل الطرق لتحسين الأداء لدى المتعلم.
وإذا ما أدرك المعلم كل الأمور السابقة فان العمل على الأخذ بالاتجاهات الحديثة في التعليم وتضيق الفجوة بين المعلم والتطور المعلوماتي التي ينادي بها الكثير كما هو الحال في عالمنا العربي,فان هذا يتطلب جهدا من جانب المعلم يتساوق مع الأهداف المرجوة من التعلم الالكتروني.
ثالثا- أن يعمل المعلم على تحديد أهدافه التي يتوخاها من استخدام برنامج في التعلم الالكتروني. ويكون ذلك عبر ما أوردته جنيفر فاريس في تحليلها لإستراتيجية التعلم الإلكتروني عبر تحديد حاجات المتعلم ذلك من اجل التحقق من حاجات المتعلم التعلمية وعوامل الدافعية لديه لتعلم اللغة أصلا والحاجات الفنية من قدرته ورغبته في استخدام الحاسوب والشبكات في التعلم وإمكانية وكلفة الاتصال عبر شبكة الانترنت وقبل كل ذلك إمكانية توفر ذلك في المؤسسة التعليمية.
ويمكن تحديد الحاجات من خلال استبانه توزع على المتعلمين تورد أسئلة تتناول الجانب التعليمي البحت وأخرى تتعلق بالأمور الفنية من حيث الثقافة المعرفية بالحاسوب والشبكات.
رابعا- تحديد عناصر التعلم الإلكتروني والتي تشمل الجانب الفني من حيث أجهزة الحاسوب ووفرة الاتصال بالشبكات وتوفر مسئول الدعم الفني والصيانة الفنية لمثل هذه الأجهزة. ومثل هذا العنصر تقع مهمته على الجانب الإداري في المؤسسة التعليمية، إذ أن وضع ميزانيات البرامج التعلمية واستخدام الكوادر المتخصصة هي ليست من مهام المعلم. أما العنصر الثاني في التعلم الالكتروني هو تحديد المحتوى والذي يقع على عاتق المعلم بشكل أساسي.
والمحتوى التعليمي يمكن أن يأخذ عدة أشكال ويكون متعدد المصادر. وعليه فان المعلم مطالب عند تحديده لمحتوى برنامج التعلم الالكتروني في مادته أن يقرر فيما إذا كان يريد برامج جاهزة أو يريد بناء وإعداد مادته بنفسه، وهل يعرف المصادر التي ينهل منها في إعداد المحتوى؟ كما يطلب إلى المعلم أن يحدد دوره كمصمم للمادة أم كمنّفذ لمادة تعلميه متوفرة وجاهزة؟
* Currently 16/5 Stars.
* 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 153 قراءة
Square_1238125057
نشرت فى 9 إبريل 2011
بواسطة HaresAmmar
د/حارص عمار ـ دكتوراة في المناهج وتكنولوجيا التعليم
د/ حارص عمار
وفي الواقع فإن التعليم الإلكتروني لا يحتاج إلى شيء بقدر حاجته إلى المعلم الماهر المتقن لأساليب واستراتيجيات التعليم الإلكتروني، المتمكن من مادته العلمية، الراغب في التزود بكل حديث في مجال تخصصه، المؤمن برسالته أولا ثم بأهمية التعلّم المستمر.
التعليم الإلكتروني يحتاج إلى المعلم الذي يعي بأنه في كل يوم لا تزداد فيه خبرته ومعرفته ومعلوماته فإنه يتأخر سنوات وسنوات، لذا فإن من المهم جدا إعداد المعلم بشكل جيد حتى يصل إلى هذا المستوى الذي يتطلبه التعليم الإلكتروني، وهذا لا يمكن أن يتأتي في ظرف أيام أو أشهر معدودة بل يحتاج الأمر إلى عمل دؤوب وجهد متواصل وتوعية دائمة.
كما أن الأمر ليس كما يفهمه البعض من أن عدة دورات في الحاسب الآلي على بعض التطبيقات يمكن أن تخرج لنا معلما إلكترونيا، فهناك العديد من المعلمين الذين يجيدون استخدام الحاسب الآلي إلى درجة الاحتراف ولكنهم غير قادرين على توظيف هذه المعرفة في العملية التعليمية والتربوية والممارسات الفصلية، بسبب غياب فلسفة التعليم الإلكتروني واستراتيجياته.
ومنهم من يوظفها توظيفا تقليديا، يسيء إلى التعليم الإلكتروني أكثر مما يفيده، وذلك عندما تستخدم التقنية مع نفس ممارسات التعليم التقليدي، فيكون بذلك كمن يلطخ وجه عجوز بمساحيق جميلة.
إن المعلم لكي يصبح معلما إلكترونيا يحتاج إلى إعادة صياغة فكرية أولا يقتنع من خلالها بأن طرق التدريس التقليدية يجب أن تتغير لتكون متناسبة مع الكم المعرفي الهائل التي تعج به كافة مجالات الحياة، ولا بد أن يقتنع بأنه لن يصنع وحيدا رجال المستقبل الذين يعول عليهم المجتمع والأمة في صنع الأمجاد وتحقيق الريادة.
إذا لابد له من تعلم الأساليب الحديثة في التدريس والاستراتيجيات الفعالة والتعمق في فهم فلسفتها وإتقان تطبيقها، حتى يتمكن من نقل هذا الفكر إلى طلابه فيمارسونه من خلال أدوات التعليم الإلكتروني.
إن الإدارة الواعية المتفتحة والمدرس المخلص لرسالته هم الذين يعون هذه المعاني، فيعلمون أن التعليم الإلكتروني ليس مجرد برمجيات وعتاد وأجهزة مبهرة للزائرين، بل هو بالدرجة الأولى معلم يمتلك كل المواصفات التي ذكرت أعلاه
ولكن كيف يمكن للمعلم أن يلعب دورا في الانتقال من أساليب التعليم التقليدي إلى التعلم الإلكتروني؟
اولا- يتوجب على المعلم ان يفهم تماما ما هو المقصود بالتعلم الالكتروني؟ وان لا يفترض أن مجرد استخدام الحاسوب او التلفاز والفيديو كوسائل تعليمية معينة هو تطبيق للتعلم الالكتروني الحديث. فمثل هذا التعلم يمكن اعتباره بأنه استخدام برامج إدارة نظم التعلم والمحتوى باستخدام تقنية الانترنت، وفق معايير محددة ويمكن إعداد التعليم الالكتروني عبر شبكة ما او عبر الانترنت أو عبر الأقراص المدمجة، ويمكن أن يتضمن نصوصاً مكتوبة, أفلام فيديو, تسجيلات صوتية وبيئات حية أو افتراضية، كما يمكن لخبرة التعليم الالكتروني أن تكون غنية جداً بحيث تتفوق على مستوى التدريب الذي يمكن أن يختبره الطالب في الصفوف المزدحمة ,اذ يمكن ان نعتبره كشكل من تعليم ذو صفة ذاتية.
ويأخذ التعليم الالكتروني عدة أشكال منها التعليم المتزامن والذي يتطلب وجود المعلم والمتعلم اثناء استخدام التعلم والتعلم غير المتزامن والذي يعني أن يقوم المعلم بوضع مصادر مع خطة تدريس وتقويم على الموقع التعليمي، ثم يدخل الطالب للموقع أي وقت ويتبع إرشادات المعلم في إتمام التعلم دون أن يكون هناك اتصال متزامن مع المعلم. ويمكن دمج النمطين السابقين معا في حصة دراسية واحدة. وما يهمنا هنا كمعلمين هو التعلم الالكتروني المباشر وليس التعلم عن بعد الذي يعتبر كأحد أنماط مثل هذا النوع من التعلم.
ثانيا- أن يدرك المعلم أهمية هذا النوع من التعلم كوسيلة تستجيب لمقتضيات التقدم التقني من ناحية وتستجيب لحاجات المتعلم والتعليم من ناحية أخرى. وان نؤمن أن للتعليم الالكتروني فوائد كثيرة تتفوق على ما يحققه التعليم التقليدي، و لعل أكبر فوائد هذا النوع من التعليم هي التعلم الذاتي والسرعة والتجدد و المرونة التي يقدمها، وزيادة الدافعية لدى المتعلم من خلال العناصر المتعددة الداخلة في التعليم الالكتروني والتي تعمل على تعزيز الرسالة المراد إيصالها إلى الطلاب وذلك من خلال وسائل مثل أفلام الفيديو، المؤثرات الصوتية، الأحاجي وغيرها . كما أن هذا التعلم يعزز التفاعل بين المتعلم والمحتوى التعليمي ومحتوى المعرفة، كما أنه يساعد المعلم على تحسين أدائه وتيسيره عبر عرض مادته الرئيسية بسهولة ويسر، ومتابعة طلبته بسهولة وبالطريقة التي تمكنه من تقييم أدائهم بصورة دقيقة مما يسمح له باستنباط أفضل الطرق لتحسين الأداء لدى المتعلم.
وإذا ما أدرك المعلم كل الأمور السابقة فان العمل على الأخذ بالاتجاهات الحديثة في التعليم وتضيق الفجوة بين المعلم والتطور المعلوماتي التي ينادي بها الكثير كما هو الحال في عالمنا العربي,فان هذا يتطلب جهدا من جانب المعلم يتساوق مع الأهداف المرجوة من التعلم الالكتروني.
ثالثا- أن يعمل المعلم على تحديد أهدافه التي يتوخاها من استخدام برنامج في التعلم الالكتروني. ويكون ذلك عبر ما أوردته جنيفر فاريس في تحليلها لإستراتيجية التعلم الإلكتروني عبر تحديد حاجات المتعلم ذلك من اجل التحقق من حاجات المتعلم التعلمية وعوامل الدافعية لديه لتعلم اللغة أصلا والحاجات الفنية من قدرته ورغبته في استخدام الحاسوب والشبكات في التعلم وإمكانية وكلفة الاتصال عبر شبكة الانترنت وقبل كل ذلك إمكانية توفر ذلك في المؤسسة التعليمية.
ويمكن تحديد الحاجات من خلال استبانه توزع على المتعلمين تورد أسئلة تتناول الجانب التعليمي البحت وأخرى تتعلق بالأمور الفنية من حيث الثقافة المعرفية بالحاسوب والشبكات.
رابعا- تحديد عناصر التعلم الإلكتروني والتي تشمل الجانب الفني من حيث أجهزة الحاسوب ووفرة الاتصال بالشبكات وتوفر مسئول الدعم الفني والصيانة الفنية لمثل هذه الأجهزة. ومثل هذا العنصر تقع مهمته على الجانب الإداري في المؤسسة التعليمية، إذ أن وضع ميزانيات البرامج التعلمية واستخدام الكوادر المتخصصة هي ليست من مهام المعلم. أما العنصر الثاني في التعلم الالكتروني هو تحديد المحتوى والذي يقع على عاتق المعلم بشكل أساسي.
والمحتوى التعليمي يمكن أن يأخذ عدة أشكال ويكون متعدد المصادر. وعليه فان المعلم مطالب عند تحديده لمحتوى برنامج التعلم الالكتروني في مادته أن يقرر فيما إذا كان يريد برامج جاهزة أو يريد بناء وإعداد مادته بنفسه، وهل يعرف المصادر التي ينهل منها في إعداد المحتوى؟ كما يطلب إلى المعلم أن يحدد دوره كمصمم للمادة أم كمنّفذ لمادة تعلميه متوفرة وجاهزة؟
* Currently 16/5 Stars.
* 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 153 قراءة
Square_1238125057
نشرت فى 9 إبريل 2011
بواسطة HaresAmmar
د/حارص عمار ـ دكتوراة في المناهج وتكنولوجيا التعليم
خطوات التعلم الالكتروني
خطوات التعلم الالكتروني
د/ حارص عمار
1- الخطوة الأولى :التعليم الإلكتروني كما هو معلوم نظام تطوره وتديره وتشرف عليه جهتين رئيستين هما الجهة التربوية التعليمية والجهة التقنية, وبالتالي فلا غنى لأحدهما عن الأخر لتطبيق هذا النظام في أي مؤسسة تعليمية، لذا فإن الخطوة الأولى تتمثل في البحث عن استشاري يجمع ما بين الخبرتين التربوية التعليمية والتقنية.
2- الخطوة الثانية: بالتعاون مع مستشارك ضع خطة واضحة المعالم تحتوي على تعريف المشروع وأهدافه ووسائل تطبيقه ومراحل التطبيق مراعيا فيه كل المؤثرات الداخلية والخارجية,
3- الخطوة الثالثة: ابدأ بنشر الوعي لدى منسوبي مؤسستك بماهية التعليم الإلكتروني وأهمية بالنسبة للمرحلة القادمة من تطور النظام التعليمي، وكيف أنه سيسهم في تسهيل أعمالهم وتحسين أدائهم.
4- الخطوة الرابعة: ابدأ وفق الخطة بتجهيز البنية التحتية ولا بأس بأن يتجزأ التجهيز إلى مراحل أيضا وفق مقتضيات كل مرحلة من مراحل تطبيق الخطة.
5- الخطوة الخامسة: قم بتوفير الأجهزة والبرمجيات والأدوات اللازمة لتنفيذ كل مرحلة من المراحل.
6- الخطوة السادسة: ابدأ بتدريب منسوبي مؤسستك على استخدامات الحاسب الآلي وإجادة استخدام التطبيقات التي سيحتاجونها في نظامهم التعليمي الجديد، وركز على الدورات التي تعني بإتقان استخدام مهارات الحاسب في عرض الحصص في الفصول الإلكترونية وإدارتها.
7- الخطوة السابعة: بالتعاون مع مستشارك ضع برنامجا واضحا يحتوي على إجراءات إلزامية تضمن تطبيق المنسوبين لما تعلموه في تنفيذ أعمالهم، ولا تنس إشراك كافة المعنيين بالعملية التعليمية في مؤسستك، حتى لا تقع في أخطاء التعليم الإلكتروني الفادحة.
8- الخطوة الثامنة: ابدأ بتطبيق النظام بشكل محدود ( في فصل واحد في أحد الصفوف، أو في فصل واحد في كل صف على الأكثر) حسب نجاحاتك في تنفيذ الخطوات السابقة، وهذه الطريقة تضمن لك التأكد من سلامة مراحل التنفيذ بالإضافة إلى التأكد من استعداد منسوبي المدرسة للمضي قدما في دعم وتنفيذ المشروع (ملاحظة: هناك إجراءات يمكن تعميمها ولا تؤثر سلبا على المشروع، ومستشارك يمكن أن يفيدك في ذلك.
9- الخطوة التاسعة: أعد تنفيذ الخطوة الخامسة وتدرج في تنفيذها كلما أعطتك التقارير والإحصاءات التي سيعدها مستشارك نتائج إيجابية تفيد بمستويات عالية من الاستفادة من الأدوات السابقة.
10- الخطوة العاشرة: اطلب من مستشارك أن يقدم لك دراسات تقويمية وفق فترات زمنية محددة، فهذه الدراسات تساعد كثيرا في ثبات نمو المشروع دون إخفاقات.
11- الخطوة الحادية عشرة: تأكد باستمرار من أنك على معرفة تامة بكل جديد في مجال التعليم، واطلع عليه منسوبيك أولا بأول، فالتعليم الإلكتروني ليس له حدود طالما ارتبط مصيره بالتطور التقني.
* Currently 0/5 Stars.
* 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 36 قراءة
Square_1238125057
نشرت فى 9 إبريل 2011
بواسطة HaresAmmar
د/حارص عمار ـ دكتوراة في المناهج وتكنولوجيا التعليم
د/ حارص عمار
1- الخطوة الأولى :التعليم الإلكتروني كما هو معلوم نظام تطوره وتديره وتشرف عليه جهتين رئيستين هما الجهة التربوية التعليمية والجهة التقنية, وبالتالي فلا غنى لأحدهما عن الأخر لتطبيق هذا النظام في أي مؤسسة تعليمية، لذا فإن الخطوة الأولى تتمثل في البحث عن استشاري يجمع ما بين الخبرتين التربوية التعليمية والتقنية.
2- الخطوة الثانية: بالتعاون مع مستشارك ضع خطة واضحة المعالم تحتوي على تعريف المشروع وأهدافه ووسائل تطبيقه ومراحل التطبيق مراعيا فيه كل المؤثرات الداخلية والخارجية,
3- الخطوة الثالثة: ابدأ بنشر الوعي لدى منسوبي مؤسستك بماهية التعليم الإلكتروني وأهمية بالنسبة للمرحلة القادمة من تطور النظام التعليمي، وكيف أنه سيسهم في تسهيل أعمالهم وتحسين أدائهم.
4- الخطوة الرابعة: ابدأ وفق الخطة بتجهيز البنية التحتية ولا بأس بأن يتجزأ التجهيز إلى مراحل أيضا وفق مقتضيات كل مرحلة من مراحل تطبيق الخطة.
5- الخطوة الخامسة: قم بتوفير الأجهزة والبرمجيات والأدوات اللازمة لتنفيذ كل مرحلة من المراحل.
6- الخطوة السادسة: ابدأ بتدريب منسوبي مؤسستك على استخدامات الحاسب الآلي وإجادة استخدام التطبيقات التي سيحتاجونها في نظامهم التعليمي الجديد، وركز على الدورات التي تعني بإتقان استخدام مهارات الحاسب في عرض الحصص في الفصول الإلكترونية وإدارتها.
7- الخطوة السابعة: بالتعاون مع مستشارك ضع برنامجا واضحا يحتوي على إجراءات إلزامية تضمن تطبيق المنسوبين لما تعلموه في تنفيذ أعمالهم، ولا تنس إشراك كافة المعنيين بالعملية التعليمية في مؤسستك، حتى لا تقع في أخطاء التعليم الإلكتروني الفادحة.
8- الخطوة الثامنة: ابدأ بتطبيق النظام بشكل محدود ( في فصل واحد في أحد الصفوف، أو في فصل واحد في كل صف على الأكثر) حسب نجاحاتك في تنفيذ الخطوات السابقة، وهذه الطريقة تضمن لك التأكد من سلامة مراحل التنفيذ بالإضافة إلى التأكد من استعداد منسوبي المدرسة للمضي قدما في دعم وتنفيذ المشروع (ملاحظة: هناك إجراءات يمكن تعميمها ولا تؤثر سلبا على المشروع، ومستشارك يمكن أن يفيدك في ذلك.
9- الخطوة التاسعة: أعد تنفيذ الخطوة الخامسة وتدرج في تنفيذها كلما أعطتك التقارير والإحصاءات التي سيعدها مستشارك نتائج إيجابية تفيد بمستويات عالية من الاستفادة من الأدوات السابقة.
10- الخطوة العاشرة: اطلب من مستشارك أن يقدم لك دراسات تقويمية وفق فترات زمنية محددة، فهذه الدراسات تساعد كثيرا في ثبات نمو المشروع دون إخفاقات.
11- الخطوة الحادية عشرة: تأكد باستمرار من أنك على معرفة تامة بكل جديد في مجال التعليم، واطلع عليه منسوبيك أولا بأول، فالتعليم الإلكتروني ليس له حدود طالما ارتبط مصيره بالتطور التقني.
* Currently 0/5 Stars.
* 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 36 قراءة
Square_1238125057
نشرت فى 9 إبريل 2011
بواسطة HaresAmmar
د/حارص عمار ـ دكتوراة في المناهج وتكنولوجيا التعليم
أنواع التعليم الالكتروني
أنواع التعليم الالكتروني
د/ حارص عمار
ينقسم التعلم الالكتروني إلي :
1- التعلم الإلكتروني المتزامن (Synchronous E-Learning): وهو التعلم ا ذي يحتاج إلى ضرورة وجود المتعلمين والمعلم في نفس الوقت حتى تتوافر عملية التفاعل المباشر بينهم ,كأن يتبادلان الاثنان الحوار من خلال المحادثة Chatting أو تلقي الدروس من خلال الفصول الافتراضية. ومن إيجابيات هذا النوع من التعلم أن الطالب يستطيع الحصول من المعلم على التغذية الراجعة المباشرة في الوقت نفسه.
2- التعلم الإلكتروني الغير متزامن (Asynchronous E-Learning):ويتمثل هذا النوع في عدم ضرورة وجود المعلم و المتعلم في نفس وقت التعلم , فالمتعلم يستطيع التفاعل مع المحتوى التعليمي ,والتفاعل من خلال البريد الالكتروني ك ن يرسل رسالة إلى المعلم يستفسر فيها عن شئ ما ثم يجيب عليه المعلم في وقت لاحق , ومن إيجابياته أن المتعلم يتعلم حسب الوقت والمكان المناسب له ويستطيع إعادة دراسة المادة والرجوع إليها عند الحاجة.
3- التعلم المدمج(Blended Learning):هو التعلم ا ذي يستخدم فيه وسائل اتصال متصلة معاً لتعلم مادة معينه وقد تتضمن هذه الوسائل مزيجاً من الإلقاء المباشر في قاعة المحاضرات والتواصل عبر الانترنت والتعلم الذاتي .
4- التعلم عن بعد : تم توظيف التقنية الاتصال في التعليم عن بعد منذ ظهور الإذاعة فخصصت الإذاعات العالمية برامج تعليمية، مثل هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) ، كذلك استغلت منظمة الصحة العالمية الإذاعات الإقليمية في الدول الفقيرة لنشر التوعية الصحية والبيئية عبر موجات الأثير، وتطور الأمر بعد ذلك إلى ظهور إذاعات تعليمية، ثم ظهر التلفزيون في الخمسينات من القرن التاسع عشر ووظف في نفس السياق، ثم وظفت التقنيات الأخرى مثل السينما، والفيديو ، والتسجيلات الصوتية، وأصبح ما يطلق عليه التعليم عن بعد باستخدام حقائب التدريب والتعليم، وظهرت الجامعة المفتوحة والتي تقدم التعليم عن بعد، وأول جامعه في هذه المجال الجامعة البريطانية المفتوحة في بريطانيا في نهاية الستينات من القرن التاسع عشر.
5- التعليم المعتمد على الحاسب: ظهرت عدة استخدامات للحاسب في التعليم ومنها التعلم المعزّز بالحاسب (Computer - assisted learning) ، التعليم المدار بالحاسب (Computer Managed) Instruction، استخدام الحاسب كمادة تعليميّة. واستخدام الحاسب كأداة Technology) – (as –a – tool.
6- - التعليم المعتمد على تقنية الانترنت, من أبرز ما تقدمه الإنترنت في العمل التربوي خدمة البريد الإلكتروني (Electronic Mail)، والقوائم البريدية (Mailing List)، ونظام المجموعات الإخبارية (News Groups, Usenet, Net new)، وبرامج المحادثة (Internet Relay Chat)، والتحاور بالصوت والصورة (Video Conferencing)، والأبحاث المعزّزة بالحاسب (Computer –Assisted Research)، والشبكة العنكبوتية(www) . وجميع هذه الخدمات يمكن توظيفها في سياق التعليم والتعلم.
7- التعليم المدمج (Blended Learning) : التعليم المدمج يشتمل على مجموعه من الوسائط والتي تم تصميمها لتتمم بعضها البعض والتي تعزز التعلم وتطبيقاته. وبرنامج التعلم المدمج يمكن أن يشتمل على العديد من أدوات التعلم ، مثل برمجيات التعلم التعاوني الافتراضي الفوري، المقررات المعتمدة على الانترنت، ومقررات التعلم الذاتي، وأنظمة دعم الأداء الالكترونية، وإدارة نظم التعلم. التعلم المدمج كذلك يمزج أحداث متعددة معتمدة على النشاط تتضمن التعلم في الفصول التقليدية التي يلتقي فيها المعلم مع الطلاب وجها لوجه، والتعلم الذاتي، وفيه مزج بين التعلم المتزامن وغير المتزامن .
8- التعليم الالكتروني الموجه بالمتعلم (Learner-led e-learning) : وهو تعليم الكتروني يهدف إلى إيصال تعليم عالي الكفاءة للمتعلم المستقل، ويطلق عليه التعليم الالكتروني الموجه بالمتعلم، ويشمل المحتوى على صفحات ويب، ووسائط متعددة، وتطبيقات تفاعليه عبر الويب، وهي امتداد للتعلم المعزز بالحاسب في برمجيات (CD-ROM).
9- التعليم الالكتروني الميسر (Facilitated E-learning) : وهو تعلم يوظف تقنية الانترنت ويستخدم فيه المتعلم البريد الالكتروني والمنتديات للتعلم ، ويوجد فيه ميسر للتعلم عبارة عن مساعده (help)، ولكن لا يوجد فيه مدرس. (كما هو الحال في حال رغبتك في تعلم برنامج معين فانك تذهب للمنتديات وتستخدم البريد الالكتروني وتستخدم قوائم المساعدة في برنامج، ولكنك لا تنظم إلى تدريس كامل، بل توظف تقنية الانترنت في تيسير التعلم للبرنامج) .
10- التعليم الالكتروني الموجه بالمعلم (Instructor-led e-learning) : وهو تعليم الكتروني يوظف تقنية الانترنت لإجراء تدريس بالمفهوم التقليدي بحيث يجمع المعلم والطالب في فصل افتراضي يقدم فيه المعلم العديد من تقنيات الاتصال المباشر مثل مؤتمرات الفيديو والصوت، والمحادثة النصية والصوتية (Audio and Text Chat)، والمشاركة في الشاشة، والاستفتاء، ويقدم المعلم عروض تعليمية، وشرح للدروس.
11- التعليم الالكتروني المضمن Embedded) (E-learning : هو التعليم الالكتروني الذي يقدم في الوقت على الطلب ويكون مضمن في البرنامج، مثال ذلك التعليم المقدم في نظام التشغيل ويندوز، فتجد في معالج يقدم أجوبة أو روابط على أسئلة محدد من قبلك، وقد يكون فيه معالج للكشف عن الأخطاء وإصلاحها داخل النظام. وهو تعلم من اجل حل مشكلة محددة، ويقدم منه نسختين إحداهما مع البرنامج الذي تم تحميله على حاسب المستخدم، والنسخة الثانية هي دعم عبر الويب، حيث يتصل المستخدم بالويب على رابط محدد ويقدم له حل المشكلة من خلال معالج يتبعه على الموقع.
* Currently 15/5 Stars.
* 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 59 قراءة
Square_1238125057
نشرت فى 9 إبريل 2011
بواسطة HaresAmmar
د/حارص عمار ـ دكتوراة في المناهج وتكنولوجيا التعليم
د/ حارص عمار
ينقسم التعلم الالكتروني إلي :
1- التعلم الإلكتروني المتزامن (Synchronous E-Learning): وهو التعلم ا ذي يحتاج إلى ضرورة وجود المتعلمين والمعلم في نفس الوقت حتى تتوافر عملية التفاعل المباشر بينهم ,كأن يتبادلان الاثنان الحوار من خلال المحادثة Chatting أو تلقي الدروس من خلال الفصول الافتراضية. ومن إيجابيات هذا النوع من التعلم أن الطالب يستطيع الحصول من المعلم على التغذية الراجعة المباشرة في الوقت نفسه.
2- التعلم الإلكتروني الغير متزامن (Asynchronous E-Learning):ويتمثل هذا النوع في عدم ضرورة وجود المعلم و المتعلم في نفس وقت التعلم , فالمتعلم يستطيع التفاعل مع المحتوى التعليمي ,والتفاعل من خلال البريد الالكتروني ك ن يرسل رسالة إلى المعلم يستفسر فيها عن شئ ما ثم يجيب عليه المعلم في وقت لاحق , ومن إيجابياته أن المتعلم يتعلم حسب الوقت والمكان المناسب له ويستطيع إعادة دراسة المادة والرجوع إليها عند الحاجة.
3- التعلم المدمج(Blended Learning):هو التعلم ا ذي يستخدم فيه وسائل اتصال متصلة معاً لتعلم مادة معينه وقد تتضمن هذه الوسائل مزيجاً من الإلقاء المباشر في قاعة المحاضرات والتواصل عبر الانترنت والتعلم الذاتي .
4- التعلم عن بعد : تم توظيف التقنية الاتصال في التعليم عن بعد منذ ظهور الإذاعة فخصصت الإذاعات العالمية برامج تعليمية، مثل هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) ، كذلك استغلت منظمة الصحة العالمية الإذاعات الإقليمية في الدول الفقيرة لنشر التوعية الصحية والبيئية عبر موجات الأثير، وتطور الأمر بعد ذلك إلى ظهور إذاعات تعليمية، ثم ظهر التلفزيون في الخمسينات من القرن التاسع عشر ووظف في نفس السياق، ثم وظفت التقنيات الأخرى مثل السينما، والفيديو ، والتسجيلات الصوتية، وأصبح ما يطلق عليه التعليم عن بعد باستخدام حقائب التدريب والتعليم، وظهرت الجامعة المفتوحة والتي تقدم التعليم عن بعد، وأول جامعه في هذه المجال الجامعة البريطانية المفتوحة في بريطانيا في نهاية الستينات من القرن التاسع عشر.
5- التعليم المعتمد على الحاسب: ظهرت عدة استخدامات للحاسب في التعليم ومنها التعلم المعزّز بالحاسب (Computer - assisted learning) ، التعليم المدار بالحاسب (Computer Managed) Instruction، استخدام الحاسب كمادة تعليميّة. واستخدام الحاسب كأداة Technology) – (as –a – tool.
6- - التعليم المعتمد على تقنية الانترنت, من أبرز ما تقدمه الإنترنت في العمل التربوي خدمة البريد الإلكتروني (Electronic Mail)، والقوائم البريدية (Mailing List)، ونظام المجموعات الإخبارية (News Groups, Usenet, Net new)، وبرامج المحادثة (Internet Relay Chat)، والتحاور بالصوت والصورة (Video Conferencing)، والأبحاث المعزّزة بالحاسب (Computer –Assisted Research)، والشبكة العنكبوتية(www) . وجميع هذه الخدمات يمكن توظيفها في سياق التعليم والتعلم.
7- التعليم المدمج (Blended Learning) : التعليم المدمج يشتمل على مجموعه من الوسائط والتي تم تصميمها لتتمم بعضها البعض والتي تعزز التعلم وتطبيقاته. وبرنامج التعلم المدمج يمكن أن يشتمل على العديد من أدوات التعلم ، مثل برمجيات التعلم التعاوني الافتراضي الفوري، المقررات المعتمدة على الانترنت، ومقررات التعلم الذاتي، وأنظمة دعم الأداء الالكترونية، وإدارة نظم التعلم. التعلم المدمج كذلك يمزج أحداث متعددة معتمدة على النشاط تتضمن التعلم في الفصول التقليدية التي يلتقي فيها المعلم مع الطلاب وجها لوجه، والتعلم الذاتي، وفيه مزج بين التعلم المتزامن وغير المتزامن .
8- التعليم الالكتروني الموجه بالمتعلم (Learner-led e-learning) : وهو تعليم الكتروني يهدف إلى إيصال تعليم عالي الكفاءة للمتعلم المستقل، ويطلق عليه التعليم الالكتروني الموجه بالمتعلم، ويشمل المحتوى على صفحات ويب، ووسائط متعددة، وتطبيقات تفاعليه عبر الويب، وهي امتداد للتعلم المعزز بالحاسب في برمجيات (CD-ROM).
9- التعليم الالكتروني الميسر (Facilitated E-learning) : وهو تعلم يوظف تقنية الانترنت ويستخدم فيه المتعلم البريد الالكتروني والمنتديات للتعلم ، ويوجد فيه ميسر للتعلم عبارة عن مساعده (help)، ولكن لا يوجد فيه مدرس. (كما هو الحال في حال رغبتك في تعلم برنامج معين فانك تذهب للمنتديات وتستخدم البريد الالكتروني وتستخدم قوائم المساعدة في برنامج، ولكنك لا تنظم إلى تدريس كامل، بل توظف تقنية الانترنت في تيسير التعلم للبرنامج) .
10- التعليم الالكتروني الموجه بالمعلم (Instructor-led e-learning) : وهو تعليم الكتروني يوظف تقنية الانترنت لإجراء تدريس بالمفهوم التقليدي بحيث يجمع المعلم والطالب في فصل افتراضي يقدم فيه المعلم العديد من تقنيات الاتصال المباشر مثل مؤتمرات الفيديو والصوت، والمحادثة النصية والصوتية (Audio and Text Chat)، والمشاركة في الشاشة، والاستفتاء، ويقدم المعلم عروض تعليمية، وشرح للدروس.
11- التعليم الالكتروني المضمن Embedded) (E-learning : هو التعليم الالكتروني الذي يقدم في الوقت على الطلب ويكون مضمن في البرنامج، مثال ذلك التعليم المقدم في نظام التشغيل ويندوز، فتجد في معالج يقدم أجوبة أو روابط على أسئلة محدد من قبلك، وقد يكون فيه معالج للكشف عن الأخطاء وإصلاحها داخل النظام. وهو تعلم من اجل حل مشكلة محددة، ويقدم منه نسختين إحداهما مع البرنامج الذي تم تحميله على حاسب المستخدم، والنسخة الثانية هي دعم عبر الويب، حيث يتصل المستخدم بالويب على رابط محدد ويقدم له حل المشكلة من خلال معالج يتبعه على الموقع.
* Currently 15/5 Stars.
* 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 59 قراءة
Square_1238125057
نشرت فى 9 إبريل 2011
بواسطة HaresAmmar
د/حارص عمار ـ دكتوراة في المناهج وتكنولوجيا التعليم
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)
مشاركة مميزة
-
Can I sign u AHMED MOHAMED EL-WAZIRY" , "sami _rn2000" , "FAIRS animal" , "DR Abd-El-Rahman" , &quo...
-
http://www.ahram.org.eg/Egypt/News/123073.aspx اللهم لاتجعل هلاك مصر على يد الجنزورى اد-عبدالعزيزنور nouraziz2000@yahoo.com (رسالة مو...
-
Inter-Agency Network for Education in Emergencies Terminology of ... Inter-Agency Network for Education in Emergencies Terminology of Fragil...