الأربعاء، يوليو 6

رؤساء الجامعات يهددون بتعطيل الكنترولات وبيانات للمجلس العسكري تطالب بالالتزام بالقانون


رؤساء الجامعات يهددون بتعطيل الكنترولات وبيانات للمجلس العسكري تطالب بالالتزام بالقانون
حالة من التمرد سيطرت على مسئولى الجامعات منذ صدرو قرار مجلس الوزراء بتغيير جميع القيادات الجامعية اعتبارا من أول أغسطس المقبل،حيث قام البعض من رؤساء الجامعات بالتهديد بعدم إعلان النتائج وتعطيل الامتحانات وأعمال الكنترولات بينما قام الجانب الأكبر بعقد اجتماعات طارئة لمجالس الجامعات وإرسال خطاب عاجل للمجلس الأعلى للقوات المسلحة اليوم-الثلاثاء - عبروا فيه عن صدمتهم لصدور القرار دون إخطارهم بها .
بيان رئيس جامعة طنطا الدكتورة هالة فؤاد  حمل تلويحا صريحا برفض تقديم الإدارات الجامعية استقالتها تمسكا بتطبيق القانون الحالى لتنظيم شئون الجامعات موضحا " أن بيان مجلس الوزراء يهدر مبدأ سيادة القانون  وحظر رجعيته للماضى بالمخالفة لكافة دساتير العالم ".
ويتابع البيان على لسان رئيس الجامعة  " حيث أننا كقيادات جامعية  تم تعيينا بموجب قانون تنظيم الجامعات مستوفين الشكل والمضمون لشغل مناصبنا فإننا فوجئنا بتوقيع مايشبه العقوبات التأديبية الجماعية ضدنا رغم نجاحنا فى الحفاظ على استقرار الجامعات وحمايتها فى الفترة التى أعقبت الثورة والانفلات الأمنى ".
غضب رؤساء الجامعات الذى عبر عنه بشكل مباشر كل من رؤساء جامعات عين شمس وطنطا والإسكندرية وأسيوط وسوهاج ، امتد لمطالبة المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالحفاظ على ماأسموه  "بكرامة قيادات وعلماء مصر وتأكيد وترسيخ مبدأ سيادة القانون، ووصف المطالبين بتغييرالقيادات بأنها فئةقليلة غير مسئولة  لاهم لها إلا الظهور الإعلامى ".
الدكتور ماجد الديب رئيس جامعة عين شمس كان أكثر وضوحا حين قال فى تصريحات لـ " الدستور الأصلي" " أن تنفيذ قرار مجلس الوزراء  دون مشاورة مع القيادات الجامعية قديؤدى إلى  تفريغ  منظومة الجامعة من مضمونها وتهديد استقرار الجامعات وتحويلها إلى مسرح للانتخابات والصراعات إرضاء لمجموعة صغيرة من أعضاء التدريس لم يكونوا ليؤثروا على سير الدراسة ولايعبرون عن جموع أعضاء التدريسط .
حديث الديب كشف أيضا العديد من الكواليس التى دارت بين الوزير ورؤساء الجامعات فى الغرف المغلقة من بينها إشارته إلى "أن وزير التعليم العالي كان قد تعهد أكثر من مرة فى اجتماعات مجلس الجامعات  بتطبيق أى أسلوب جديد لاختيار القيادات الجامعية على من تنتهى مددهم فقط من رؤساء الجامعات وعمداء الكليات مشيرا إلى كان من الأولى على الوزير عقد اجتماع برؤساء الجامعات وإخبارهم بخطط الحكومة قبل إعلانها فى الصحف ووسائل الإعلام" .
كل ذلك جاء برغم تأكيد الدكتور عمرو عزت سلامة  وزير التعليم العالي - فى تصريحات للدستور الأصلي-  ثقته التامة فى التزام القيادات الجامعية بقرار مجلس الوزراء وحرص الدولة على تطبيقه نافيا تفكير أى قيادة جامعية حالية فى الإضرار بمستقبل الطلاب ، إلا أن مصادر مطلعة أكدت "قيام الوزير بدعوة رؤساء الجامعات إلى اجتماع طارىء يحضره شخصية عسكرية كبيرة يوم الخميس أوالجمعة المقبل ، بخلاف قيامها بجولات مكوكية للقاء بعض رؤساء الجامعات المعترضين ووقف حالة التمرد غير المسبوق التى تشهدها جامعات مص

المشهد السياسي - البرادعي يبحث مع شركات عالمية بزيورخ فرص الاستثمار في مصر

المشهد السياسي - البرادعي يبحث مع شركات عالمية بزيورخ فرص الاستثمار في مصرالصفحة الأولى | المشهد السياسي
البرادعي يبحث مع شركات عالمية بزيورخ فرص الاستثمار في مصر
2119
عدد القراءات
بدأ الدكتور محمد البرادعي الحائز علي جائزة نوبل للسلام والمرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة‏,‏ بالعاصمة السويسرية زيورخ مناقشات مع مجموعة من كبار شركات الاستثمار العالمية في سويسرا‏,‏ حول مستقبل الشرق الأوسط‏,‏ وفرص الاستثمار في مصر‏.‏ وقال الرئيس السابق للوكالة.

الدولية للطاقة الذرية ـ قبيل مغادرته القاهرة متوجها الي زيورخ أمس الأول في زيارة عمل تستغرق يومين ـ سأحرص خلال هذه اللقاءات علي تأكيد أن مصر بلد جاذب للاستثمارات بما تملكه من مقومات, لافتا الي أهمية هذه الاستثمارات لدفع عجلة الاقتصاد الي الأمام, وتوفير فرص عمل غير محدودة في المستقبل. وأبدي أمله في أن تثمر هذه اللقاءات ـ التي يديرها السيرجون ميجور رئيس وزراء بريطانيا الأسبق ـ عن الخير الوفير لمصر, مشيرا الي أن أنظار العالم كله تتجه صوب مصر بعد ثورة يناير, وعلينا أن نستثمر هذه الفرصة ونحقق نموا اقتصاديا يشعر به المواطن البسيط الذي عاني كثيرا في الماضي.

محاربة الكفار أم محاربة الفقر؟ - فهمي هويدي - مقالات وأعمدة - جريدة الشروق

محاربة الكفار أم محاربة الفقر؟ - فهمي هويدي - مقالات وأعمدة - جريدة الشروق!

محاربة الكفار أم محاربة الفقر؟

هل يمكن تطبيق الشريعة فى دولة مدنية ديمقراطية؟ لست صاحب السؤال الذى أدهشنى استدعاؤه كما صدمتنى الإجابة التى قدمت له.
(1)
إليك عيَّنة من الإجابة مقتبسة من النص المنشور: لا بالتأكيد. لا يمكن تطبيق الشريعة فى دولة ديمقراطية، وألاَّ سوف تفقد طبيعتها الديمقراطية. فالشريعة الإسلامية لا تتعامل بشكل متساو فى الحقوق والواجبات بين الذكر والانثى (للذكر فى الميراث حظ الانثيين). وكذلك تفرق بين المواطنين على أساس الدين (تطالب غير المسلم بدفع جزية).. والأمثلة كثيرة للغاية لا مجال لحصرها. أما المواءمات التى يقوم بها البعض لإيجاد تماس بين العوالم الراهنة من ناحية وبين الشريعة من ناحية ثانية، فهى محاولات تدعو للغثيان من قلة حيلتها. إن محاولات تطبيق الشريعة فى زماننا تعانى من اشكاليات عدة، أولاها: الانتقائية. فعلى سبيل المثال الرجم أداة عقابية تعود لعصور مضت فلا داعى للحديث عنه. قطع يد السارق يعد تشويها لجسد الإنسان مما يتعارض مع حقوق الإنسان فلا داعى لتطبيقه. تنادى الشريعة بقتال المشركين. بالطبع مستحيل قتال المشركين فى عالم اليوم، فلا داعى لأن نتطرق إليه.. (إلى جانب ذلك) فثمة فجوة هائلة بين الواقع السياسى والاجتماعى الراهن وبين المرجعيات الحكومية لأولئك المطالبين بتطبيق الشريعة. فما رأى الشرع فى إقامة علاقات ومشروعات مع كفار الصين أو كفار الهند على سبيل المثال؟. الخلاصة: إن كل التطبيقات الاجتماعية الحاكمة فى ظل الشريعة هى قواعد تاريخية تنتمى لعصور سحيقة لا مجال لتطبيقها اليوم، وتتناقض مع مبادئ المواطنة والعدالة فى الحرية بمفاهيم زماننا.
(2)
لا أجد جديدا فى هذا الكلام، فكتب غلاة المستشرقين تحفل بمثله. لكن حز فى نفسى أمران أولهما أن الذى نقله مثقف متميز وأديب واعد هو الأستاذ خالد الخميسى (صحيفة «الشروق» عدد 26/6) والثانى أن الكاتب ذكر فى حديثه عن الدولة المدنية أنه درس العلوم السياسية واطلع على مختلف الموسوعات السياسية ولم يجد لهذا المصطلح أثرا، وهو ما دفعنى إلى التساؤل: لماذا يا ترى لم يفكر صاحبنا فى أن يقرأ ولو كتابا واحدا فى الإسلام بدلا من أن يقرأ عنه. ذلك أنه لو فعلها لما ورط نفسه فى ترديد تلك المعلومات المنقوصة والشائهة. ربما عرف مثلا أن الأصل هو المساواة بين الرجل والمرأة حيث بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، بنص القرآن وربما عرف ان مضاعفة نصيب الرجل فى الإرث مقارنا بنصيب المرأة ليس قاعدة مطلقة. ولكن النصيب يختلف باختلاف المركز القانونى لكل منهما. فحالات مضاعفة النصيب لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، فى حين أن ثمة حالات تتساوى فيها أنصبة الرجل والمرأة. وحالات أخرى تحصل المرأة على نصيب يزيد على ما يستحقه الرجل. ربما عرف أيضا أن مسألة الجزية تقليد قديم سابق على الإسلام، وإنها فرضت على غير المسلمين، لأنهم حينذاك لم يكونوا يشتركون فى الدفاع عن ديارهم، وكان المسلمون هم الذين كانوا يتولون هذه المهمة ويموتون نيابة عنهم. والاتفاق قائم على أنهم إذا انخرطوا فى سلك الجندية واشتركوا فى الدفاع عن وطنهم فإن الجزية تسقط. وللعلم فإن قيمة الجزية التى تعد أقرب إلى ما نسميه فى مصطلحات زماننا بأنها «بدل جهادية». أقل من قيمة الزكاة التى يتعين أن يدفعها المسلم إلى بيت المال. ربما عرف كذلك أن تطبيق الحدود له شروط تكاد تكون مستحيلة وتعجيزية (كما فى الزنى مثلا). وفى حالة السرقة، فإن تمام الوفرة لكل شخص شرط لتطبيق الحد، علما بأن بعض فقهائنا يذهبون إلى أن الحدود التى كانت ضمن آخر مانزل فى الإسلام. هى للردع والزجر بأكثر منها للتطبيق. أما حكاية الأمر بقتال المشركين هكذا دون أى مبرر. فهى من قبيل الانطباعات الكاريكاتورية الرائجة فى بعض الكتابات الاستشراقية، ذلك أن ثمة أمرا صريحا فى القرآن يمنع العدوان على الآخرين وتجنب القتال إلا فى حالة الدفاع عن النفس. وفى غير ذلك. فالأصل فى العلاقة مع الآخرين بمن فيهم الكفار والمشركون هو «البر والقسط» بنص القرآن. ولو أن صاحبنا قرأ شيئا فى التاريخ الإسلامى لعرف أن النبى عليه الصلاة والسلام امتدح «حلف الفضول» الذى عقده كفار قريش للدفاع عن الضعفاء، وقال إنه لو أدركه للحق به وانضم إليه. وليته قبل أن يخوض فى تفاصيل الأحكام فتح كتابا فى الفقه ليدرك القاعدة التى تقول بأن الأصل فى العبادات هو الاتباع وان الأصل فى المعاملة هو الابتداع. ولربما قرأ شيئا عن تغير الأحكام بتغير الأمكنة والأزمنة والأحوال، وغير ذلك من آيات عبقرية وحيوية الفقه الأصولى. لست فى مقام الرد على ما ذكره الكاتب، لكننى فقط أردت أن انبه إلى الأخطاء المعرفية التى وقع فيها، حين أطلق أحكاما فى موضوع لم يعتن بدراسته فوقع فيما أساء إليه.
(3)
مثل هذه الكتابات من تداعيات حالة الاستقطاب الخطر الحاصل فى مصر الآن، الذى جعل الانتماء إلى الإسلام موضوعا للخلاف. ذلك أنك ربما لاحظت أن النص الذى نحن بصدده لا يتحدث عن شيطنة المسلمين كما هو الشائع. وإنما هو ينطلق من تقبيح شريعة الإسلام، التى اعتبرها مناقضة لمبادئ المواطنة والحرية والعدالة. خطورة الكلام تكمن فى أنه يوجه إلى مجتمع يشكل المسلمون 94٪ من أهله. بمعنى أنه يتحدى ويحرج مشاعر الأغلبية الساحقة من المؤمنين، ويشترط لإقامة الدولة الديمقراطية تنازلهم عن جزء من ديانتهم بحجة أن الشريعة باتت منتهية الصلاحية وضارة بصحة المجتمع. كأن عليهم أن يختاروا بين الشريعة وبين الديمقراطية. حين يصبح الأمر كذلك فينبغى ألا نستغرب إذا تعمقت الفجوة بين المتدينين وغيرهم من العلمانيين خاصة، كما لا ينبغى ألا يفاجئنا شعور البعض وترويجهم لمقولة أن هؤلاء مناهضون للإسلام ورافضون لتعاليمه. وحين يشيع ذلك الانطباع فلابد أن يكون له تأثيره السلبى على الوفاق الوطنى والسلام الاجتماعى. وإذا اضفنا إلى ذلك أن مصر مقبلة على انتخابات نيابية وبلدية ورئاسية، فإن ضرره الفادح سيكون من نصيب كل الواقفين فى المربع العلمانى بغير تمييز. إن السؤال الأهم الذى يطرحه استدعاء موضوع الشريعة والطعن فيها ينصب على مدى الملاءمة والجدوى فى فتح هذا الملف فى الوقت الراهن. إذ إنه يفترض أن الإسلاميين فازوا بالأغلبية فى الانتخابات، وانهم تسلموا السلطة فى مصر وشرعوا فى الإعداد لتطبيق الشريعة. إن شئت فقل اننا بصدد إعادة إنتاج لفكرة الفزاعة، التى يراد بها التخويف من شبح مزعوم، الأمر الذى يستنفر المجتمع ويصرفه عن مشاكله الحالية لينشغل عنها بمحاذير المستقبل وظنونه. بالتالى لا يصبح السؤال عندنا هو كيف نستنهض قوى المجتمع بمختلف مكوناته واتجاهاته للدفاع عن الحرية والديمقراطية والعدل الاجتماعى، وانما تطرح علينا اسئلة أخرى مغايرة من قبيل هل نطبق الحدود أم لا، ما وضع الجزية، وهل تعلن الحرب على الكفار فى الكرة الأرضية بدلا من أن نضيع وقتنا فى محاربة الفقر؟
(4)
أدرى أن الجماعات التى تنتسب إلى الإسلام وترفع رايته أصبح لها حضورها بصوتها المرتفع فى الساحة المصرية، وإن ما كان محظورا منها أو محبوسا فى ظل النظام السابق استرد حريته وصار طليقا بعد الثورة. وهو ما يطرح عدة أسئلة منها مثلا: لماذا لا يتم «تطبيع» العلاقات مع تلك الجماعات، الأمر الذى يبقى على الخلاف معها كما هو، ولكن يقيم تلك العلاقات على أساس من الاحترام الذى يستبعد التسفيه والازدراء، بما يسمح بالتوافق حول قضايا الساعة وأولويات المرحلة ولماذا لا نتعامل مع تلك الجماعات كما يتعامل المجتمع الأمريكى مع اليمين المسيحى فى الولايات المتحدة، وهو القطاع الذى يعج بالأطياف والتنويعات التى تتجاوز فى عددها ما نشهده فى الساحة المصرية. ذلك أنهم هناك يتعاملون مع اليمين الدينى بثقة ورصانة واحترام، فى حين أن البعض عندنا لا يكف عن لطم الخدود وشق الجيوب كلما صادفوا شيئا لا يعجبهم فى ممارسات الجماعات الإسلامية. بين يدى كتاب صدر بالفرنسية حول المنظمات الإنجيلية، فى الولايات المتحدة ألفه البروفيسور مختار بن بركة الباحث الفرنسى من أصل تونسى، وترجمه إلى العربية الأستاذ أحمد الشيخ الذى اختار لها عنوانا هو: المسيحية هى الحل. ليس فقط لأنه يأتى مقابلا لشعار الإسلام هو الحل، ولكن أيضا لأن تلك قناعة الجماعات الدينية فى الولايات المتحدة، وقد ذكر المؤلف أن الرئيس الأسبق رونالد ريجان رفع فى حملته الانتخابية (عام 1980) شعار الإنجيل هو الحل. كما ذكر أنه قبل الثورة الإسلامية فى إيران عام 1979 كانت الجماعات الأصولية المسيحية أعلنت عام 1976 عام الإنجيلية فى أمريكا. ومما قاله بيلى جراهام الداعية الإنجيلى الأشهر فى هذا الصدد: «الإنجيل يقرر بأن علينا أن نقود البلاد وإذا لم تحكم أنت أو أحكم أنا (من الإنجيليين) فإن الملحدين والعلمانيين سوف يحكموننا. ولذلك ينبغى علينا أن نسيطر على كل جوانب الحياة». من النقاط المهمة التى أبرزها الكتاب ما يلى: إن فى الولايات المتحدة 66 مجموعة منظمة تنتمى إلى اليمين المسيحى هدفها الأساسى هو العمل على الوصول إلى السلطة وإعادة تنصير أو تمسيح أمريكا. وقد أصبحت تلك الجماعات خلال العشرين سنة الأخيرة أهم وأقوى حركة شعبية وقوى سياسية فى الولايات المتحدة، ولها تمثيلها المشهود فى الحزب الجمهورى وفى مجلسى النواب والشيوخ. إن هذه المجموعات لا تعترف بالفصل بين الدين والسياسية، فهى تدافع حقا عن الأخلاق الدينية وتعارض الاجهاض والشذوذ الجنسى، لكن لها دورها فى اشعال الثورات فى دول الاتحاد السوفيتى السابق. وفى ملاحقة النفوذ الفرنسى فى غرب أفريقيا، وتمثل سندا كبيرا لإسرائيل كما تعد ورقة ضغط قوية لصالحها فى الولايات المتحدة. إنها تقسم العالم إلى معسكرين، أحدهما يمثل قوى الخير التى تتربع الولايات المتحدة على قمتها، والثانية قوى الشر التى كانت الشيوعية رمزا لها فى الماضى، وقد احتل ما سمى بالإرهاب الإسلامى مكانتها الآن. (لاحظ أنها نفس فكرة «الفسطاطين» التى طالما تحدثت عنها بيانات تنظيم القاعدة). إنها احتفت بأحداث 11 سبتمبر التى اعتبرها اثنان من زعمائهم جيرى فالويل وبات ربورتسون عقابا الهيا لبلد مذنب بابتعاده عن دينه وتفلته الأخلاقى، ووصله بين السياسة والقوانين وبين القيم المسيحية التقليدية. وعلى شاشة التليفزيون قال بات ربورتسون يوم 13 سبتمبر «إن الله سمح لاعداء أمريكا أن يلحقوا بنا ما قد نستحقه». إذا كانت جماعات اليمين الدينى فى الولايات المتحدة تضع السياسات وترجح كفة المتنافسين على الرئاسة، فإنها فى إسرائيل تحكم وتهيمن على الكنيست وتتمدد داخل الجيش، وتنفذ خطط الاستيطان واقتلاع الفلسطينيين. ومن ثم فلا وجه للمقارنة بينها وبين دور وممارسات اليمين الدينى فى مصر والعالم العربى. إننا نستأسد على بعضنا البعض، ونتسابق على الإقصاء والتشويه واصطياد النقائص والزلات، لكن حصيلتنا صفر على صعيد التوافق والتلاقى والتنافس على خدمة الناس ومحبة الوطن.



هل أخطأت الثورة المصرية؟!
Tue, 05/07/2011 - 08:05
24,949
اشتهر الممثل الكوميدى الأمريكى جورج كارلين (1938- 2007) بتعليقاته العميقة الساخرة، وفى أحد عروضه سئل ماذا يفعل إذا كان مسافرا فى طائرة وفوجئ بأنها ستسقط فى البحر.. أجاب جورج كارلين بما معناه:
ـــ «سوف أنقذ نفسى طبعا.. سوف أزيح السيدات من طريقى وأركل الأطفال بكل قوتى وأدهس الركاب المعاقين حتى أصل إلى باب الطوارئ وأنجو بنفسى.. بعد ذلك سأحاول إنقاذ الركاب».
هذه الصورة الساخرة تبين كيف يفعل بعض الناس كل شىء من أجل الاحتفاظ بحياتهم أو مكاسبهم.. كلما رأيت وزير الخارجية الجديد محمد العرابى تذكرت كلمات جورج كارلين. لقد كان محمد العرابى من أقرب الناس إلى مبارك وأسرته وله فى مديح مبارك مجموعة كاملة من الأناشيد والأهازيج- طبقا لما نشرته جريدة الوفد. عندما كان العرابى سفيراً لمصر فى ألمانيا صرح قائلاً:
ــ إننى مؤمن بأن حسنى مبارك زعيم لم ولن يتكرر فى تاريخ مصر.
وقال أيضا:
ــ إن الله يحب مصر لأنه حباها بموهبة فذة اسمها جمال مبارك.
السيد العرابى الآن وزير خارجية فى حكومة ثورة أطاحت بزعيمه الذى لم ولن يتكرر وألقت بالموهبة الفذة جمال مبارك فى السجن تمهيدا لمحاكمته. العرابى ليس حالة نادرة فى السلطة المصرية. وزراء كثيرون كانوا من أكبر المؤيدين لمبارك وهم الآن يتخذون القرارات فى حكومة الثورة. الدكتور سمير رضوان، وزير المالية الحالى، كان عضوا فى لجنة السياسات ومقربا من جمال مبارك الذى رشحه للوزير يوسف بطرس غالى فعينه مستشارا له عام 2005 ثم عينه حسنى مبارك عضوا فى مجلس الشعب. الوزير رضوان شريك فى السياسات الاقتصادية لنظام مبارك، وهو يريد الآن إقناع الرأى العام بأنه يتبنى أفكار الثورة، فلا أملك ألا أن أتذكر طريقة جورج كارلين فى الهروب من الطائرة التى تسقط.
المشكلة هنا ليست فقط فى قدرة هؤلاء الوزراء المدهشة على الدفاع عن الشىء ونقيضه بالحماس نفسه من أجل الاحتفاظ بمناصبهم.. المشكلة أن الثورة أسقطت حسنى مبارك لكن نظام مبارك لم يسقط.. لواءات الداخلية الذين ساعدوا حبيب العادلى على إهدار كرامة المصريين وتعذيبهم وقتلهم مازالوا فى مناصبهم. المسؤولون فى الإعلام الذين طالما ضللوا الرأى العام ونافقوا الطاغية وبرروا جرائمه مازالوا فى أماكنهم. القضاة الذين أشرفوا على تزوير الانتخابات مازالوا يمارسون عملهم. ضباط أمن الدولة الذين ارتكبوا جرائم بشعة فى حق المصريين مازالوا فى مناصبهم، بل تم تعيين بعضهم محافظين تقديرا لجهودهم فى خدمة النظام.. ماذا نتوقع من كل هؤلاء المسؤولين؟! قطعا سوف يعجزون عن فهم منطق الثورة وغالبا سيتآمرون ضدها. إن المؤامرة على الثورة المصرية قد صارت واضحة المعالم وتتلخص فى الخطوات الآتية:
أولا: إجراء محاكمات بطيئة لبعض رموز النظام السابق لامتصاص غضب الشعب شيئا فشيئا حتى ينسى الناس الأمر وينشغلوا بشؤون حياتهم.. لماذا لم يحاكم مبارك حتى الآن وما السر فى كل هذه التقارير المتضاربة عن صحته ولماذا لا يعامل كمسجون عادى؟!
وأين علاء وجمال مبارك ولماذا لا نرى صورتهما فى السجن؟! لماذا يحظى كبار المسؤولين المسجونين فى سجن طرة بمعاملة استثنائية؟! من الذى سمح لحسين سالم بالهرب ولماذا لم يتم إبلاغ الإنتربول ضده من البداية؟! لماذا لم يقبض على زكريا عزمى وفتحى سرور وصفوت الشريف إلا بعد شهرين كاملين تمكنوا خلالهما من إخفاء ما يدينهم وتهريب ما يستطيعون من الأموال التى نهبوها من الشعب المصرى؟! لماذا لم يتلق المصابون والشهداء أى رعاية من الدولة على مدى ستة أشهر كاملة؟ وكيف يُترك الشهيد محمود قطب فى مستشفى ناصر دون علاج لمدة شهر كامل حتى تتقيح جروحه وتخرج الحشرات من فمه بينما يتم إخلاء مستشفى شرم الشيخ من المرضى حتى تعالج السيدة سوزان مبارك أسنانها وتقف الحكومة المصرية على قدم وساق من أجل استدعاء الطبيب الألمانى للاطمئنان على صحة حسنى مبارك الغالية؟!.. الأسئلة كثيرة والإجابة واحدة.. معروفة ومحزنة.
ثانيا: إحداث حالة من الانفلات الأمنى المستمر مع تقاعس الشرطة المتعمد عن أداء واجبها فى حماية الأمن حتى يتم ترويع المصريين وتعطيل السياحة والاستثمار، فتبدو الثورة وكأنها قد جلبت علينا الخراب.. مع السعى الدائم لتصوير الشهداء على أنهم بلطجية وتصوير الضباط القتلة على أنهم أبطال كانوا يدافعون عن الأقسام، ثم تأجيل المحاكمات شهورا طويلة حتى يتمكن الضباط المتهمون (الذين مازالوا فى مناصبهم) من الضغط على أهالى الشهداء حتى يغيروا أقوالهم فيفلتوا من العقاب.
ثالثا: إحداث حالة من الاستقطاب بين قوى الثورة وتغذية الصراع بين الليبراليين والإسلاميين، مع تصوير الأمر على أن مصر بعد الثورة وقعت فى قبضة المتطرفين إلى الأبد، لعلنا نتذكر كيف خرجت صحيفة الأهرام فى عهد رئيس تحريرها السابق وهى تحمل على صفحتها الأولى صورة رجل مقطوع الأذن مع مانشيت رئيسى بأن السلفيين قطعوا أذن مواطن قبطى.. لعلنا نذكر كيف احتفت وسائل الإعلام بعبود الزمر القاتل وكأنه بطل قومى. لعلنا نفهم لماذا لا يكاد يمر أسبوع دون أن يتم الاعتداء على الأقباط أو الكنائس بينما رجال الشرطة يتفرجون، على أن يتم اتهام الإسلاميين دائما حتى يتم تشويه الثورة فى الداخل والخارج؟!
رابعا: المبالغة فى حجم الأزمة الاقتصادية والحديث المتكرر عن أن مصر على شفا الإفلاس بسبب الثورة.. المغالطة هنا مركبة فقد ترك حسنى مبارك مصر فى حالة اقتصادية مزرية:
40% من نصف المصريين يعيشون تحت خط الفقر ومعدلات البطالة غير مسبوقة، ويكفى أن نعلم أن واحداً من ثلاثة من سكان القاهرة يعيش فى العشوائيات.. نظام مبارك هو المسؤول عن بؤس المصريين وليس الثورة.. كما أن الثورة لم تحكم حتى تتحمل المسؤولية.. إذا كانت هناك أزمات بعد الثورة فهى مسؤولية المجلس العسكرى الذى يقوم بمهام رئيس الجمهورية ومسؤولية الحكومة التى عيّنها.
إن ما حدث فى ميدان التحرير الأسبوع الماضى بالغ الدلالة: فقد تم إطلاق البلطجية ليثيروا الشغب ويعتدوا على وزارة الداخلية حتى يعطوا قوات الشرطة المبرر للاعتداء على المتظاهرين، هنا ظهر مدى الحقد ضد الثورة الذى يغلى فى صدور بعض قيادات الشرطة وضباطها، ما الذى يجعل ضابطا كبيرا يستقل سيارة ويحمل ميكروفوناً خصيصا حتى يشتم المتظاهرين بأمهاتهم؟!.. وما الذى يجعل ضابط المباحث فى قسم العجوزة يشتم أم الشهيد أحمد زين العابدين ويركلها بقدمه فى بطنها ثم يضرب ابنها محمد على رأسه ويصعقه بالكهرباء وفى النهاية يقبض عليه ويحيله إلى محاكمة عسكرية.
هذه الاعتداءات المشينة من رجال الشرطة على أهالى الشهداء صاحبتها حملة تشويه مدوية على الطريقة القديمة صنعتها الخلايا النائمة للأمن فى وسائل الإعلام، مجموعة من الصحفيين والمذيعين والمعدين مازالوا يتلقون التعليمات من أمن الدولة الذى تغير اسمه إلى الأمن الوطنى. أما السيد منصور عيسوى فلا أظن المتآمرين على الثورة يتمنون وزيرا للداخلية أفضل منه فهو يعتبر من واجبه أن يدافع عن ضباطه مهما ارتكبوا من جرائم، كما أنه منقطع بشكل غريب عما يحدث حوله لدرجة تجعلنا لا نأخذ ما يقوله على محمل الجد. إن أحداث التحرير ليست إلا بروفة لمؤامرة كبرى يجرى تجهيزها من أجل إجهاض الثورة نهائياً.
السؤال هنا: هل أخطأت الثورة المصرية؟
نعم.. أخطأت الثورة مرتين.. المرة الأولى فى يوم 11 فبراير عندما تم إجبار مبارك على التنحى فاحتفل ملايين المصريين بالنصر ثم انصرفوا إلى بيوتهم، وكان المفروض أن تظل الثورة فى الميدان وتختار متحدثين باسمها يتفاوضون مع المجلس العسكرى حتى تتحقق مطالبها بالكامل. الخطأ الثانى للثورة المصرية أنها انقسمت على نفسها قبل تحقيق مطالبها.. بدلا من إعلان سقوط دستور مبارك والدعوة إلى دستور جديد فضّل المجلس العسكرى أن يتبنى اقتراح مبارك بتعديل بعض المواد فى الدستور القديم وتم إجراء الاستفتاء على تعديل بعض المواد وبعد إعلان نتيجة الاستفتاء تجاوزه المجلس العسكرى تماما وأعلن دستورا مؤقتا من 63 مادة.. وقد أدى هذا الاستفتاء (المشكوك فى جدواه) إلى انقسام أصحاب الثورة إلى فريقين: الليبراليون والإسلاميون. دخل الفريقان فى سجال عنيف: الليبراليون يطالبون بالدستور أولاً، والإسلاميون يطالبون بالانتخابات أولاً.. وتفرغ كل فريق لمهاجمة الآخر، ونسى الفريقان أن النظام الذى قامت الثورة لإسقاطه لم يسقط بعد.. ما جدوى الانتخابات إذا تمت تحت إشراف وزارة الداخلية التى يحكمها مساعدو العادلى وتلاميذه وتحت إشراف قضاة شاركوا فى التزوير ومازالوا فى مناصبهم وما قيمة دستور تتم كتابته بواسطة أساتذة قانون طالما وضعوا معلوماتهم القانونية فى خدمة الاستبداد؟!
إن الثورة المصرية تمر الآن بلحظة حرجة. مفترق طرق بمعنى الكلمة.. إما أن تنتصر وتنجز أهدافها وإما أن تنكسر، لا قدر الله، ويعود النظام القديم وإن تغير شكله.. ما العمل الآن؟ علينا أن نتذكر حسنى مبارك قبل الثورة. لقد كان كل شىء يصب فى مصلحته. كان يتمتع بالدعم الكامل من إسرائيل والدول الغربية ومعظم الدول العربية. لم يكن أحد يتصور أن بالإمكان إزاحته عن السلطة، لكن الشعب المصرى بفضل الله استطاع أن يجبر مبارك على التنحى. لن يحمى الثورة إلا الذين صنعوها. من هنا تأتى أهمية مظاهرات الجمعة القادم «8 يوليو» من أجل تصحيح مسار الثورة.. يجب أن ننسى اختلافاتنا الفكرية والسياسية ونعود كما كنا أثناء الثورة.. الأقباط مع السلفيين والإخوان مع اليساريين والمنتقبات والمحجبات مع السافرات.. لن نطالب بدستور ولا انتخابات.. سنطالب بتطهير النظام من فلول نظام مبارك.. سنطالب بمحاكمات عادلة وناجزة لقتلة الشهداء. سنطالب بعدم إحالة المدنيين إلى المحاكم العسكرية مهما كانت الأسباب.. سننزل يوم الجمعة بإذن الله ونحن مستعدون لدفع ثمن الحرية. سنكون، كما كنا أيام الثورة، جاهزين للموت فى أى لحظة، فلن تكون حياتنا أفضل ولا أعز من حياة مئات الشهداء وقد قدموها عن طيب خاطر من أجل مستقبل مصر وكرامة المصريين.
الديمقراطية هى الحل

المشهد السياسي - لجنة تقصي الحقائق : أحداث 28 و29 يونيو "مدبرة" و الشرطة أفرطت في استخدام القوة

المشهد السياسي - لجنة تقصي الحقائق : أحداث 28 و29 يونيو "مدبرة" و الشرطة أفرطت في استخدام القوة

مشاركة مميزة

مدونة نهضة مصر