رســالة المحـبة في مولد المســيح
رســالة المحـبة في مولد المســيح
ز.. لاعنيكم, تلك هي رسالة سيدنا عيسي عليه السلام, الذي لا يكتمل إيمان المسلم إلا بالإيمان بكل ما جاء به. وفي ظل ما يشهده الوطن من تحديات طالب علماء الدين بتطبيق رسالة المحبة التي تنادي بها رسولا الإسلام والمسيحية عليهما الصلاة والسلام إلي الأمن والسلام, حتي يخرج الوطن من عنق الزجاجة وتنتهي أزماته.
يقول الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار علماء الأزهر, يقول رب العزة في محكم آياته( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين). والرسول صلي الله عليه وسلم تبرأ, وقال: أنا خصم لمن يعادي واحدا من هؤلاء من أهل الذمة وأهل العهد. فقال عليه الصلاة والسلام: ألا من ظلم معاهدا, أو انتقصه, أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس, أو كلفه ما لا طاقة له به, فأنا حجيجه يوم القيامة( حجيجه أي خصمه). فهم معنا يعيشون تحت سماء واحدة, وفوق أرض واحدة, واختلطت دماؤنا في الحروب دفاعا عن الوطن الغالي. كما قال الشاعر أحمد شوقي:
( الحق أبلج كالصباح لناظر لو أن قوما حكموا الأحلاما/أعهدتنا والقبط إلا أمة للأرض واحدة تروم مراما/نعلي تعاليم المسيح لأجلهم ويوقرون لأجلنا الإسلاما/هذي ربوعكم وتلك ربوعنا متقابلين تعالج الأياما/هذي قبوركم وتلك قبورنا متجاورين جماجما وعظاما/فبحرمة الموتي وواجب حقهم عيشوا كما يقضي الجوار كراما/الدين للديان جل جلاله ولو شاء ربك وحد الأقواما).
وأضاف: من أجل ذلك أنادي كل أبناء مصر من كل الأطياف ومن جميع الأطراف ألا يصيخوا سمعا لإذاعات الأعداء ولا لوسائل الإعلام التي تحمل الأهواء المشبوهة والتي تريد أن تشعل فتنا علي أرض الكنانة التي صانها رب العزة وجعلها مصونة ومحفوظة بحفظ رب العالمين.
وفي سياق متصل يقول الدكتور رمضان عبد الرازق, عضو المركز الإعلامي بالأزهر الشريف, إن المحبة هي رسالة المسيح ورسالة النبي محمد عليهما السلام, والحب جزء أصيل من مشاعر الإنسان. يقول الله عز وجل( والذين آمنوا أشد حبا لله). وفي الصحيحين أن النبي صلي الله عليه وسلم قال:ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما, وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله, وأن يكره أن يعود إلي الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار. والمحبة نتيجة المعرفة بالله, فكلما ازداد العبد معرفة بربه ازداد له حبا. قال ابن رجب الحنبلي: لا قوت للقلب والروح ولا غذاء لهما سوي محبة الله محبة تنعكس علي معاملة العبد بمقتضي حاله فيجمع بين المحبة والخوف والرجاء, لأن عبادة الله بالمحبة وحدها لها مخاطرها. قال شيخ الإسلام ابن تيمية:الحب المجرد تتبسط النفوس به حتي تتسع في أهوائها إذا لم يزعها وازع الخشية لله. وعند الإمام مسلم في صحيحه أن الله عز وجل يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي. اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي. قال ابن عطاء الله السكندري:إذا أردت أن ينفتح لك باب الرجاء فاشهد ما منه إليك, وإذا أردت أن ينفتح إليك باب الخوف فاشهد ما منك إليه. فعندما يملأ الحب القلب يثمر كل معاني العبودية, فأعظم الوصايا في جميع الأديان: دين سيدنا موسي وعيسي ومحمد عليهم السلام تلك الوصية أن تحب الله بقلبك وعقلك وقصدك, وهذه حقيقة الحنيفية ملة إبراهيم التي هي أصل شريعة التوراة والإنجيل والقرآن. عندها لن يعذبك الله; لأن الحبيب لا يعذب حبيبه أبدا. ألم يأت الرد القرآني علي اليهود عندما قالوا( نحن أبناء الله وأحباؤه). فجاء الرد( قل فلم يعذبكم بذنوبكم) فلو كنتم أحباءه ما عذبكم; لأن الحبيب لا يعذب حبيبه أبدا. يقول النبي صلي الله عليه وسلم:لا يلقي الله حبيبه في النار. ويقول سيدنا عيسي عليه السلام:أحبوا أعداءكم. باركوا لاعنيكم. فما أحوج بلدنا مصر في هذه الآونة وتلك الأزمة إلي المحبة التي نادي بها عيسي ومحمد عليهما السلام عندها يخرج الوطن من عنق الزجاجة وتنتهي أزماته. فيا أهل مصر أحبوا بعضكم البعض لتؤدوا حق وطنكم وتخرجوا به من أزمته ولا تعقوا وطنكم.
دعوة للتسامح
ويؤكد الدكتور محمد الشرقاوي أستاذ مقارنة الأديان ورئيس قسم الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم, أن جوهر دعوة المسيح, عليه السلام, في رسالته دعوة الناس إلي المحبة والسلام. ومن المعلوم أننا لو قارنا دعوة عيسي عليه السلام لوجدنا أن دعوة المسيح تركز علي نشر المحبة والتسامح والسلام, بينما تتجه دعوة موسي عليه السلام إلي إقامة الحسم والعزم في المجتمع. وقد جمعت دعوة محمد صلي الله عليه وسلم بين الجانبين في توازن واتساق, وما أحوجنا اليوم إلي التأسيس الصحيح لتحقيق معاني المحبة والتسامح المؤسس علي إقامة العدل بأشمل معانيه. ومعروف أنه لم يتحقق سلام في مجتمع إلا إذا تأسس علي العدالة الحقيقية الشاملة التي يشعر بها المواطنون جميعا بصرف النظر عن عقائدهم وثقافتهم ومراتبهم الاجتماعية. وهذا ما بشر به سيدنا المسيح ابن مريم عليه السلام, فتحمل أذي المناوئين من بني إسرائيل في سبيل نشر قيم الوئام والمحبة والتسامح والسلام المؤسس علي مبدأ العدالة. ويحق لنا أن نتأسي بسيرة سيدنا المسيح عليه السلام, فهو من أولي العزم من الرسل, وقد عاني في حياته معاناة شديدة في سبيل غرس هذه القيم المؤسسة علي العدالة والمساواة. ومعروف من سيرة المسيح عليه السلام مع تلاميذه وحوارييه ومع من آمنوا به أنه كان يوصيهم ويؤكد وصيته لهم في ترسيخ هذه القيم عمليا في حياتهم, ولو استعرضنا ما يسمي ز س, عليه السلام علي التأسيس لهذه القيم النبيلة السامية وحثه لحوارييه علي إعلاء ممارسات العفو فيما بينهم والتسامح بل وتعدي ذلك إلي معاملة مضطهديه من بني إسرائيل بالعفو والتسامح, وكل هذا يؤكد أنه عليه السلام كان حريصا علي أن تظلل المجتمعات الإنسانية هذه القيم العالية.
يقول الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار علماء الأزهر, يقول رب العزة في محكم آياته( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين). والرسول صلي الله عليه وسلم تبرأ, وقال: أنا خصم لمن يعادي واحدا من هؤلاء من أهل الذمة وأهل العهد. فقال عليه الصلاة والسلام: ألا من ظلم معاهدا, أو انتقصه, أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس, أو كلفه ما لا طاقة له به, فأنا حجيجه يوم القيامة( حجيجه أي خصمه). فهم معنا يعيشون تحت سماء واحدة, وفوق أرض واحدة, واختلطت دماؤنا في الحروب دفاعا عن الوطن الغالي. كما قال الشاعر أحمد شوقي:
( الحق أبلج كالصباح لناظر لو أن قوما حكموا الأحلاما/أعهدتنا والقبط إلا أمة للأرض واحدة تروم مراما/نعلي تعاليم المسيح لأجلهم ويوقرون لأجلنا الإسلاما/هذي ربوعكم وتلك ربوعنا متقابلين تعالج الأياما/هذي قبوركم وتلك قبورنا متجاورين جماجما وعظاما/فبحرمة الموتي وواجب حقهم عيشوا كما يقضي الجوار كراما/الدين للديان جل جلاله ولو شاء ربك وحد الأقواما).
وأضاف: من أجل ذلك أنادي كل أبناء مصر من كل الأطياف ومن جميع الأطراف ألا يصيخوا سمعا لإذاعات الأعداء ولا لوسائل الإعلام التي تحمل الأهواء المشبوهة والتي تريد أن تشعل فتنا علي أرض الكنانة التي صانها رب العزة وجعلها مصونة ومحفوظة بحفظ رب العالمين.
وفي سياق متصل يقول الدكتور رمضان عبد الرازق, عضو المركز الإعلامي بالأزهر الشريف, إن المحبة هي رسالة المسيح ورسالة النبي محمد عليهما السلام, والحب جزء أصيل من مشاعر الإنسان. يقول الله عز وجل( والذين آمنوا أشد حبا لله). وفي الصحيحين أن النبي صلي الله عليه وسلم قال:ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما, وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله, وأن يكره أن يعود إلي الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار. والمحبة نتيجة المعرفة بالله, فكلما ازداد العبد معرفة بربه ازداد له حبا. قال ابن رجب الحنبلي: لا قوت للقلب والروح ولا غذاء لهما سوي محبة الله محبة تنعكس علي معاملة العبد بمقتضي حاله فيجمع بين المحبة والخوف والرجاء, لأن عبادة الله بالمحبة وحدها لها مخاطرها. قال شيخ الإسلام ابن تيمية:الحب المجرد تتبسط النفوس به حتي تتسع في أهوائها إذا لم يزعها وازع الخشية لله. وعند الإمام مسلم في صحيحه أن الله عز وجل يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي. اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي. قال ابن عطاء الله السكندري:إذا أردت أن ينفتح لك باب الرجاء فاشهد ما منه إليك, وإذا أردت أن ينفتح إليك باب الخوف فاشهد ما منك إليه. فعندما يملأ الحب القلب يثمر كل معاني العبودية, فأعظم الوصايا في جميع الأديان: دين سيدنا موسي وعيسي ومحمد عليهم السلام تلك الوصية أن تحب الله بقلبك وعقلك وقصدك, وهذه حقيقة الحنيفية ملة إبراهيم التي هي أصل شريعة التوراة والإنجيل والقرآن. عندها لن يعذبك الله; لأن الحبيب لا يعذب حبيبه أبدا. ألم يأت الرد القرآني علي اليهود عندما قالوا( نحن أبناء الله وأحباؤه). فجاء الرد( قل فلم يعذبكم بذنوبكم) فلو كنتم أحباءه ما عذبكم; لأن الحبيب لا يعذب حبيبه أبدا. يقول النبي صلي الله عليه وسلم:لا يلقي الله حبيبه في النار. ويقول سيدنا عيسي عليه السلام:أحبوا أعداءكم. باركوا لاعنيكم. فما أحوج بلدنا مصر في هذه الآونة وتلك الأزمة إلي المحبة التي نادي بها عيسي ومحمد عليهما السلام عندها يخرج الوطن من عنق الزجاجة وتنتهي أزماته. فيا أهل مصر أحبوا بعضكم البعض لتؤدوا حق وطنكم وتخرجوا به من أزمته ولا تعقوا وطنكم.
دعوة للتسامح
ويؤكد الدكتور محمد الشرقاوي أستاذ مقارنة الأديان ورئيس قسم الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم, أن جوهر دعوة المسيح, عليه السلام, في رسالته دعوة الناس إلي المحبة والسلام. ومن المعلوم أننا لو قارنا دعوة عيسي عليه السلام لوجدنا أن دعوة المسيح تركز علي نشر المحبة والتسامح والسلام, بينما تتجه دعوة موسي عليه السلام إلي إقامة الحسم والعزم في المجتمع. وقد جمعت دعوة محمد صلي الله عليه وسلم بين الجانبين في توازن واتساق, وما أحوجنا اليوم إلي التأسيس الصحيح لتحقيق معاني المحبة والتسامح المؤسس علي إقامة العدل بأشمل معانيه. ومعروف أنه لم يتحقق سلام في مجتمع إلا إذا تأسس علي العدالة الحقيقية الشاملة التي يشعر بها المواطنون جميعا بصرف النظر عن عقائدهم وثقافتهم ومراتبهم الاجتماعية. وهذا ما بشر به سيدنا المسيح ابن مريم عليه السلام, فتحمل أذي المناوئين من بني إسرائيل في سبيل نشر قيم الوئام والمحبة والتسامح والسلام المؤسس علي مبدأ العدالة. ويحق لنا أن نتأسي بسيرة سيدنا المسيح عليه السلام, فهو من أولي العزم من الرسل, وقد عاني في حياته معاناة شديدة في سبيل غرس هذه القيم المؤسسة علي العدالة والمساواة. ومعروف من سيرة المسيح عليه السلام مع تلاميذه وحوارييه ومع من آمنوا به أنه كان يوصيهم ويؤكد وصيته لهم في ترسيخ هذه القيم عمليا في حياتهم, ولو استعرضنا ما يسمي ز س, عليه السلام علي التأسيس لهذه القيم النبيلة السامية وحثه لحوارييه علي إعلاء ممارسات العفو فيما بينهم والتسامح بل وتعدي ذلك إلي معاملة مضطهديه من بني إسرائيل بالعفو والتسامح, وكل هذا يؤكد أنه عليه السلام كان حريصا علي أن تظلل المجتمعات الإنسانية هذه القيم العالية.