❁ اسم الله الحسيب ❁
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.
* قال الله تعالى: ( عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا ) [النساء: 86]
وقال الله تعالى: ( وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا ) [النساء: 6]
وقال الله تعالى: ( وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ ) [الأنعام: ٦٢] وهو سريع الحساب .
المعاني والدلالات لاسمه تعالى الحسيب :
1ـ هو الذي كفى أولياءه في الدنيا فلم يحتاجوا إلى غيره .
ـ فالحسيب هو الكافي الذي يكفي من توكل عليه أمور الدنيا والآخرة.
قال الله تعالى: ( وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ ) [الأنفال: 62] أي يكفي من توكل عليه.
2ـ وهو الذي يحاسب عباده ويعد عليهم أعمالهم ويحصيها فلا يفوته شيء، فيوفي المحسن ويكفيه حتى يقول حسبي هذا يكفي، ويعاقب الكافر في الدنيا والآخرة .
عبادة الله باسمه تعالى الحسيب :
1ـ من أيقن بأن الله يكفيه فكيف يتعلق قلبه بمن يرديه ؟
2ـ ينبغي للعبد أن يحاسب نفسه على ما مضى، ويشترط عليها فعل الصالحات فيما بقى، وأن يجعل لهذه المحاسبة وقتًا معلومًا كل يوم .
3ـ ومن علم أن ربه سريع الحساب فليكن سريع الذهاب للطاعات سريع التوبة من الهفوات .
4- واعلم أن الصالحين لم يحاسبوا أنفسهم على صغائر ذنوب الجوارح فقط بل حاسبوها على دقائق خطرات القلوب .
* ينبغي للعبد أن يحاسب نفسه ويشترط عليها فعل الأعمال الصالحة ويقول لنفسه: « اعملي فربما تكون آخر ليلة لك فلا تضييعها، والزمي الاستقامة وانقادي للحق، فمَالَكِ يا نفس عن الهدى من مفر.»
* فيا عين : لا تنظري إلى مُحَرَمْ، ولا تنظري بالاحتقار إلى مسلم.
* ويا لسان : دعك من الغيبة والكذب والنميمة، فقد خُلقت للذكر وتلاوة القرآن.
* ويا بطن : تقللي من الطعام حتى تلحقي بالكرام، واجتنبي شبهات المكاسب لِتُجاب لك المطالب.
* فينبغي أن يكون للمرء ساعة في آخر النهار يحاسب نفسه فيها على جميع حركاتها وسكناتها.
* فيحاسب نفسه ماذا سمع اليوم؟ وبماذا تكلم؟ وفيم انشغل فكره؟ وأين انطلقت عينه؟ وهل صدَّق ذلك فرجه أم كذَّبه؟ وماذا فعلت يده؟ هل مست امرأة لا تحل له؟ أم أخذت رشوة؟ أم أخذت ربا؟ أم ميسر؟ وإلى أين مشى؟ إلى مساجد الله أم إلى حرمات الله؟
* ومن حاسب نفسه قبل أن يُحَاسَب، خَفَّ في القيامة حسابه، وسَهُل عند السؤال جوابه، وحَسُنَ منقلبه ومآبه.
* ومن لم يحاسب نفسه دامت حسراته، وطالت في ساحات القيامة وقفاته، وإلى الخزي والمقت قادته سيئاته.
5- وحَسَبَ الشيء أي ظَنَّه ( أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا ) [الكهف: 102] ومعنى الآية أنَّ ظن الكافرين في غير محله؛ لأن عباد الله الصالحين الذين عبدوهم من دون الله سيتبرؤون منهم يوم القيامة وسيتبرؤن من الكفار الذين أحبوهم وعبدوهم من دون الله، وقد كانوا مأمورين أن يعبدوا الله إقتداءً بأولئك الصالحين الذين عبدوهم لا أن يعبدهم.
6- والله تعالى سريع الحساب ، وسريع الإثابة لمن يسارعون إليه، فالحلم والأناة مطلوبان في كل شيء، إلا ما كان في المسارعة إلى طاعة إليه.
ـ فلا يُحمَد التعجل إلا في الطاعة .
ـ فمن يضمن الأعمار؟ ومن يضمن الصحة؟ ومن يضمن الفراغ؟ ومن يضمن وجود المال؟
ـ فحذار من التسويف، فربما تسبق الآجال الآمال، وربما يمرض الصحيح وربما يموت الشاب، وربما يفتقر الغنى، وربما يأتي للإنسان ما يشغله من البلاء، فيندم على التسويف، ويندم على ما كان منه في حق الله.
7- قال موسى ـ عليه السلام -: ( وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ).
8- وقالت عائشة – رضي الله عنها - : «رحم الله نساء الأنصار، لما نزلت آية الحجاب عمدن إلى مروطهن المرحلة، فاعتجرن بها وحضرنَّ صلاة الفجر مع النبي – صلى الله عليه وسلم - كأن على رؤوسهن الغربان، ما يعرفن من الغلس.» وما ذلك إلا لأنهن اتشحن بالسواد وتنقبن به وغطين به رؤوسهن حتى أصبحن كالغربان، فلم تعد إحداهن تهتم بأناقتها ومنافستها لأقرانها في التزين واتباع الجديد والأغلى، ولكن كانت همتهن ومنافستهن على طاعة الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم.
9- واسم الله الحسيب يجعل العبد يسارع إلى طاعة ربه، فكل شيء محسوب عليه، قال الله تعالى: ( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ) [آل عمران: 133] فمن رأى الدنيا متاع غرور ترك المنافسة فيها وسارع وسابق إلى مغفرة الله وجنته .
د. أشرف حجازي
للمزيد برجاء الرجوع لموقع www.Iam-Muslim.com
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.
* قال الله تعالى: ( عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا ) [النساء: 86]
وقال الله تعالى: ( وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا ) [النساء: 6]
وقال الله تعالى: ( وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ ) [الأنعام: ٦٢] وهو سريع الحساب .
المعاني والدلالات لاسمه تعالى الحسيب :
1ـ هو الذي كفى أولياءه في الدنيا فلم يحتاجوا إلى غيره .
ـ فالحسيب هو الكافي الذي يكفي من توكل عليه أمور الدنيا والآخرة.
قال الله تعالى: ( وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ ) [الأنفال: 62] أي يكفي من توكل عليه.
2ـ وهو الذي يحاسب عباده ويعد عليهم أعمالهم ويحصيها فلا يفوته شيء، فيوفي المحسن ويكفيه حتى يقول حسبي هذا يكفي، ويعاقب الكافر في الدنيا والآخرة .
عبادة الله باسمه تعالى الحسيب :
1ـ من أيقن بأن الله يكفيه فكيف يتعلق قلبه بمن يرديه ؟
2ـ ينبغي للعبد أن يحاسب نفسه على ما مضى، ويشترط عليها فعل الصالحات فيما بقى، وأن يجعل لهذه المحاسبة وقتًا معلومًا كل يوم .
3ـ ومن علم أن ربه سريع الحساب فليكن سريع الذهاب للطاعات سريع التوبة من الهفوات .
4- واعلم أن الصالحين لم يحاسبوا أنفسهم على صغائر ذنوب الجوارح فقط بل حاسبوها على دقائق خطرات القلوب .
* ينبغي للعبد أن يحاسب نفسه ويشترط عليها فعل الأعمال الصالحة ويقول لنفسه: « اعملي فربما تكون آخر ليلة لك فلا تضييعها، والزمي الاستقامة وانقادي للحق، فمَالَكِ يا نفس عن الهدى من مفر.»
* فيا عين : لا تنظري إلى مُحَرَمْ، ولا تنظري بالاحتقار إلى مسلم.
* ويا لسان : دعك من الغيبة والكذب والنميمة، فقد خُلقت للذكر وتلاوة القرآن.
* ويا بطن : تقللي من الطعام حتى تلحقي بالكرام، واجتنبي شبهات المكاسب لِتُجاب لك المطالب.
* فينبغي أن يكون للمرء ساعة في آخر النهار يحاسب نفسه فيها على جميع حركاتها وسكناتها.
* فيحاسب نفسه ماذا سمع اليوم؟ وبماذا تكلم؟ وفيم انشغل فكره؟ وأين انطلقت عينه؟ وهل صدَّق ذلك فرجه أم كذَّبه؟ وماذا فعلت يده؟ هل مست امرأة لا تحل له؟ أم أخذت رشوة؟ أم أخذت ربا؟ أم ميسر؟ وإلى أين مشى؟ إلى مساجد الله أم إلى حرمات الله؟
* ومن حاسب نفسه قبل أن يُحَاسَب، خَفَّ في القيامة حسابه، وسَهُل عند السؤال جوابه، وحَسُنَ منقلبه ومآبه.
* ومن لم يحاسب نفسه دامت حسراته، وطالت في ساحات القيامة وقفاته، وإلى الخزي والمقت قادته سيئاته.
5- وحَسَبَ الشيء أي ظَنَّه ( أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا ) [الكهف: 102] ومعنى الآية أنَّ ظن الكافرين في غير محله؛ لأن عباد الله الصالحين الذين عبدوهم من دون الله سيتبرؤون منهم يوم القيامة وسيتبرؤن من الكفار الذين أحبوهم وعبدوهم من دون الله، وقد كانوا مأمورين أن يعبدوا الله إقتداءً بأولئك الصالحين الذين عبدوهم لا أن يعبدهم.
6- والله تعالى سريع الحساب ، وسريع الإثابة لمن يسارعون إليه، فالحلم والأناة مطلوبان في كل شيء، إلا ما كان في المسارعة إلى طاعة إليه.
ـ فلا يُحمَد التعجل إلا في الطاعة .
ـ فمن يضمن الأعمار؟ ومن يضمن الصحة؟ ومن يضمن الفراغ؟ ومن يضمن وجود المال؟
ـ فحذار من التسويف، فربما تسبق الآجال الآمال، وربما يمرض الصحيح وربما يموت الشاب، وربما يفتقر الغنى، وربما يأتي للإنسان ما يشغله من البلاء، فيندم على التسويف، ويندم على ما كان منه في حق الله.
7- قال موسى ـ عليه السلام -: ( وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ).
8- وقالت عائشة – رضي الله عنها - : «رحم الله نساء الأنصار، لما نزلت آية الحجاب عمدن إلى مروطهن المرحلة، فاعتجرن بها وحضرنَّ صلاة الفجر مع النبي – صلى الله عليه وسلم - كأن على رؤوسهن الغربان، ما يعرفن من الغلس.» وما ذلك إلا لأنهن اتشحن بالسواد وتنقبن به وغطين به رؤوسهن حتى أصبحن كالغربان، فلم تعد إحداهن تهتم بأناقتها ومنافستها لأقرانها في التزين واتباع الجديد والأغلى، ولكن كانت همتهن ومنافستهن على طاعة الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم.
9- واسم الله الحسيب يجعل العبد يسارع إلى طاعة ربه، فكل شيء محسوب عليه، قال الله تعالى: ( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ) [آل عمران: 133] فمن رأى الدنيا متاع غرور ترك المنافسة فيها وسارع وسابق إلى مغفرة الله وجنته .
د. أشرف حجازي
للمزيد برجاء الرجوع لموقع www.Iam-Muslim.com