الرسل والأنبياء
الله سبحانه وتعالى أرسل في كل أمة رسولًا؛ قال تعالى: ﴿ وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ ﴾ [فاطر: 24]، وقال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾ [النحل: 36].ومن رحمته بعباده أنه سبحانه لا يعذب أحدًا إلا بعد قيام الحجة عليه بالرسول؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ﴾ [الإسراء: 15].
اولا:كم عددالرسل والأنبياء ؟
لم يثبت في عددهم حديث صحيح، فيروى أن الرسل ثلاثمائة وبضعة عشر، والأنبياء مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، لكن الحديث ضعيف.
فالأنبياء كثيرون والرسل أقل. وهناك رسلا لم يذكرهم القرآن بالاسم وإنما ذكرهم بالأوصاف في قول الله سبحانه وتعالى: "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ۗ "، موضحًا أن عدد الأنبياء بالكامل يفوق الآلاف،
ثانيا :ماهو الفرق بين الرسول والنبى ؟:
ثلاثة تعريفات :
١- ان الرسول هو الذي يوحى اليه ويؤمر ويرسل إلى الأمة يبلغها،
اما النبى فهو الذي يوحى إليه في نفسه، لكن لا يؤمر بتبليغ الناس،
٢-الرسول هو الذي يبعث إلى الأمة مستقلاً، والنبي هو الذي يبعث تابعاً لغيره، كأنبياء بني إسرائيل بعد موسى تابعين له.
٣- الأمر واسع، فالله سبحانه وتعالى سمى كليهما رسول كما فى قوله : " وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ" [الحج:52] الآية من سورة الحج
ثالثا : ماهو جنس الرسول او النبى؟ :
إن من شروط النبوة الذكورة، أي أن يكون النبى ذكرًا، مستدلًا على ذلك بقول الله سبحانه وتعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ۚ
رابعا : ماهى الكتب السماوية التى ينبغى على المسلم ان يؤمن بها ؟:
١-توارة موسى ٢- إنجيل عيسى، ٣-زبور داوود، ٤-صحف إبراهيم وموسى، ٥- قرآن محمد صلى الله عليه وسلم،
خامسا :كم عدد الرسل والأنبياء المذكورالقرآن ؟
الرسل والأنبياء الذين ذكرهم الله في القرآن ٢٥ منهم ١٨ في سورة الأنعام؛
قال تعالى: ﴿ وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾ (الأنعام ٨٣-٨٦)، ويزاد عليهم ٧ وهم :آدم، وهود، وصالح، وشعيب، وإدريس، وذو الكفل، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
والراجح عندي أن يضاف إلى هؤلاء الأنبياء: الخضر، وقد اختلف العلماء هل كان نبيًّا أم رجلًا صالحًا؟ والصحيح - والله أعلم - أنه نبي؛ لأنه قال في آخر كلامه فيما حكاه الله عنه: ﴿ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ﴾ [الكهف: 82]، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿ فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ﴾ [الكهف: 65]؛ فالظاهر أن هذه الرحمة رحمة النبوة، والعلم علم الوحي، هذا بالنسبة للخضر.
وأما ذو القرنين وتُبَّعٌ، فقد اختلف في نبوتهما كذلك، لكن الأفضل عدم الخوض في ذلك، وأن نكل علم ذلك إلى الله؛ وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أدري أتُبَّعٌ نبيًّا كان أم لا؟ وما أدري ذا القرنين أنبيًّا كان أم لا؟)).
وهؤلاء الأنبياء من نسل إسحاق بن إبراهيم، عدا محمد صلى الله عليه وسلم؛ فإنه من نسل إسماعيل.
ويلاحظ أن إدريس، ونوحًا، وهودًا، وصالحًا كانوا قبل إبراهيم، وأن لوطًا في عهد إبراهيم.
ذكر الله في كتابه الأسباط، وهم أولاد يعقوب، ولم يذكر من أسمائهم إلا يوسف، ولكن هل كانوا أنبياء؟ يرى بعض المحققين أنهم صاروا أنبياء، والذي يظهر من كلام ابن كثير في تفسيره أن الأسباط هم شعوب بني إسرائيل، وأنبياؤهم الذين نزل عليهم الوحي، ولا يلزم من ذلك أن يكونوا هم - أي: أبناء يعقوب - جميعًا صاروا أنبياء، والعلم عند الله.
سادسا : أين قبور الرسل والأنبياء ؟
لا يعرف قبر نبي من الأنبياء سوى قبرنبينا عليه الصلاة والسلام في المدينة وهكذا قبر الخليل في المغارة بالخليل في فلسطين، اما قبور باقى الأنبياء فلا تعرف قبورهم وهذا بإجماع أهل العلم المسلمين .