ا.د. عبد العزيزنور
يستقبل نهر النيل على مدار الساعة كميات كبيرة من ملوثات الصرف الصحى والزراعى والصناعى
والعديد من التجاوزات البشرية نتيجة لأنشطة السياحة والنقل وخلافة ....
مصادر تلوث مياة نهرالنيل
ولقد خلق اللة الطحالب الدقيقة وسخرها لتكون
اول ما يتعامل مع هذة الملوثات المنشرة فى كافة مسطحاتنا المائية حاليا وتعد السبب المباشر لإصابة
المواطنين بقائمة كبيرة من الأمراض وفى مقدمتها إلتهاب الكبد الوبائى وغيرة من الأمراض
السرطانية وامراض الفشل الكلوى والأمراض الجلدية وامراض التسمم الغذائى وخلافة ...زبما
يحقق خسائر جسيمة فى الأرواح وتكلفة باهظة للعلاج واستخدام كميات مضاعفة للكلور فى
تنقية مياة الشرب اللآزمة للمواطنين .... ولكن
سيادة هذة الطحالب الدقيقة فى الماء تتسبب
فى مقتل مايليها من كائنات فى الهرم الغذائى المائى وإنهيار السلسلة الأحيائية الطبيعية
بما فيها الأسماك نتيجة لتدهور جودة المياة
وهذا تفسير مباشر لأسباب إنخفاض كميات إنتاج الأسماك فى نهر (كما ونوعا)
...
سيادة الطحالب فى ترعة المحمودية مصدرمياة الشرب
لمدينة الإسكندرية
وحديثا كشف فريق علمى من جامعة الإسكندرية بقيادة د.عبد
العزيز نور أستاذ تغذية الحيوان والاسماك بكلية الزراعة عن
إمكانية استخدام نوع معين من الاسماك لتنقية مياة نهر النيل وملحقاتة تنقية بيولوجية آمنة من خلال
إستزراع انواع من اسماك صديقة
للبيئة من عائلة الكارب وفى مقدمتها أسماك
الكارب الفضى والشائع تسميتها بأسماك السلفر او "المبروك الفضي" ذات المقدرة
الفائقة على جمع الطحالب الدقيقة والهوائم الموجودة على سطح المياة المياة أثناء التنفس والحصول
على الأكسجين الذائب منها فيتم
تجميع هذة الطحالب الدقيقة والهوائم
على صورة كور على خياشيمها ذات المقدرة
الفائقة على الفلترة الميكانيكية ليتم إبتلاعها والحد من تواجد هذة الهوائم بنسب
تتراوح مابين 40و50% للهوائم الحيوانية والنباتية على التوالى
سمكة الكارب الفضى من الأسماك الطائرة
مقدرة فائقة لأسماك الكارب الفضى على التنقية
البيولوجية
تربية اسماك الكارب الفضى بمشروعات شباب الخريجين
فى مصر
وتشير النتائج
العلمية لدراساتنا المشورة عالميا ان هذة السمكة
سريعة النمو وتحقق من كيلو الى كيلووربع فى عامها الأول ومن إثنين ونصف الى ثلاثة كيلو للسمكة فى العام الثانى ومن اربعة الى خمسة كيلو للسمكة فى العام الرابع
وهكذا الى ان تصل الى وزن 27 كيلوجرام وطول حوالى المتر ومن المدهش ان نعرف ان كل كيلوجرام من الزيادة فى
الوزن تستهلك ثمانون كيلوجرام من الطحالب الدقيقة
بما لايدع مجالا للشك فى المقدرة الفائقة لهذة الأسماك الصديقة للبيئة وأخواتها
على تنقية مياه نهر النيل وملحقاتة من التلوث
بتقنية صديقة للبيئة بمفهوم التنقية البيولوجية الامنة بما يسمح بإستعادة التوازن الحيوى
المائى الذى يسهم بدورة فى تحسين جودة المياة وزيادة الإنتاج السمكى وعودة الإسماك
المنقرضة نتيجة التلوث لتعيش فى مياة النيل بما يحقق التنوع فى انواع الأسماك وعودة
الأسماك عالية القيمة الغذائية مثل سمكة قشر البياض وخلافة ...
واسماك الكارب الفضى لاينصح بصيدها قبل بلوغها وزن
الكيلو حيث يتحول السفا الى عظام يصعب إنتزاعها من اللحم كما يسهل إنتاج الفيلية
إعداد اسماك الكارب الفضى الكبيرة للطهى
وفى ضوء قصص النجاح التى تحققت على ارض الواقع من
خلال تطبيق نتائج البحوث العلمية على ارض الواقع فى فرعى النيل بدمياط ورشيد وشباب
الجمالية ببحيرة المنزلة والإنتفال حاليا الى مرحلة جديدة من التطبيق فى ترعة
المريوطية بمحافظة الجيزة بطول كيلومتر من المسطح المائى فإن بشائر
الخير قد بدأت فى الظهور فى الأسواق البعيدة حيث نشرت جريدة الأهرام خبرا
" اشماك مجهولة تغزو اسواق اسيوط وسعر الكيلو من 3-6 جنيهات والسمكة المجهولة فى اسيوط إتضح لنا انها الكارب الفضى و مانصبو إلية ونطمح فية وهو
تحقيق الوفرة من الغذاء الرخيص للفقراء
اسماك مجهولة تغزو اسواق اسيوط ...والمفاجأة انها
سمكة الأمل لمصر
ولقد قدم
الدكتور نور مشروعا قوميا
للمسئولين فى وزارات الرى والزراعة والبيئة وغيرها يهدف الى تخليص نهر النيل العظيم
وملحقاتة من الآثار الضارة على المياة من الملوثات وإنتاج مليون طن من الأسماك الرخيصة للمواطنين سنويا وتوفير فرص ومجالات عمل متعددة للشباب كما نهدف الخطة
الى مضاعفة إنتاجنا السمكى فى خلال خمس سنوات وبلوغ ثلاثة ملآيين
طن سنويا دون اية زيادة فى فاتورة إستيراد الخامات العلفية اللآزمة للتوسع
فى إنتاج البلطى المستزرع بل وتحقيق الإكتفاء الذاتى من الأسماك بدلا من إستيراد
ربعمائة الف طن سنويا فى الوقت الحالى بل وتصدير الفائض لتسديد جزء كبير من فاتورة
إستيراد القمح .
الكارب الفضى لتشغيل اقفاص
شباب النيل المتوقفة حاليا
وشدد د.نور على أهمية تضافر الجهود
بين كل من الجهات المسئولة والجمعيات الأهلية والأفراد لإنتاج مايلزم من إصبعيات سنويا من أسماك "المبروك الفضي" من مفرخات صناعية واحواض رعاية اليرقات وخلافة للمساهمة
في الحد من تلوث مياه النيل وملحقاتة
وكذلك توفيرها لمشروعات الإستزراع السمكى للشباب وبأقل تكلفة
ممكنة حيث انها تتغذى فقط على الغذاء الطبيعى ولا تتناول اى اعلاف صناعية مما
يساهم في الحد من تكاليف الإنتاج (بدون تغذية
) والحد من البطالة والفقر وتحسين الحالة الغذائية
والصحية للمواطنين بالإضافة الى زيادة الدخل القومي للبلاد والحد من استيراد الاسماك...