الأحد، أبريل 24

مقومات نهضة الشعوب عند الدكتور أحمد زويل

مقومات نهضة الشعوب عند الدكتور أحمد زويل
الجمعة, 20 فبراير, 2009(منقول من موقع المنبر الحر)

من خلال إطلالة الدكتور زويل علينا والتي تعودنا عليها بشكل منتظم منذ سبع أو ثماني سنوات ، وفي إطلالة هذا العام العلمية في أغلبها بالطبع قام بإلقاء محاضرة علمية وثقافية وفكرية أكثر من رائعة تطرق فيها إلى أحدث الموضوعات التي يشتغلون عليها العلماء في أمريكا حالياً وهو تطوير تلسكوب ضخم وميكروسكوب أضخم وأيضاً تطوير تكنولوجيا جديدة للانترنيت تعتمد على الضوء بديلاً عن الأسلاك والكابلات المستخدمة حالياً ، وأكد الدكتور زويل على أن هذه التكنولوجيا ليست ترفيه ومخطأ من يعتبرها كذلك وأن أي شعب سيعتبر هذه التكنولوجيا ترفيه ولا يعمل على اقتنائها وتطويرها لن تقوم له قائمة وسوف يظل متخلفاً ومستضعفاً إلى الأبد ، ثم تطرق إلى أهم ما ذكر في هذه المحاضرة وهي كيفية قيام نهضة جديدة وحقيقية في مصر والعالم العربي والإسلامي .
وقال أن أي نهضة حديثة سوف تعتمد في المقام الأول على قوة العقل البشري أو Power of the human mind ولذلك وضع تحت هذا العنوان الكبير أسس تقوم عليه النهضة وهي .
العدل بمعنى أن يكون القاضي فوق الحاكم والقانون فوق السلطة أي دستور الحكم العادل وقوة الثقافة البنائية وليست ثقافة السينما والغناء والأدب فقط وإنما ثقافة العلم وحرية الفكر والبحث العلمي المنضبط
، وهذا يتطلب لأمرين وهما نزاهة الكلمة وعودة وإحياء الضمير، وأن سبب تخلف مصر بالذات والعالمين العربي والإسلامي أمرين أساسيين أيضاً وهما عشوائية الفكر وفساد السلطة والذي يؤدي بدورة إلى فساد الاقتصاد وغياب العدالة الاجتماعية يؤدي إلى انتهاكات حقوق الإنسان والذي يفترض أنه ستقوم عليه النهضة في الأساس .
وبهذه الكلمات القيمة أنهى الدكتور زويل محاضرته القيمة في صالون دار الأوبرا الثقافي وهنا لابد أن نقف وقفة أمام هذا الكلام المهم والخطير ، فلو كنت مؤمناً بصحة ونجاعة هذه الأفكار التي هي بمثابة دستور لقيام نهضة الأمم فأنا أدعوك أن تتأمل ملياً في هذا الكلام وتفخر أنك مسلماً ومن أمة محمد النبي العظيم صلى الله عليه وسلم لأن وبساطة شديدة كل هذه الأسس والمعاير والشروط لقيام النهضة الحقيقية لأي أمة هي نفس الأسس ونفس القيم التي قامت عليها دولة المسلمين منذ أكثر من أربعة عشر قرناً وما يدعوك للفخر حقاً أن هذا الدستور الذي جاء به صلى الله عليه وسلم مازال هو أساس كل نهضة وسوف يظل هكذا إن شاء الله حتى تقوم الساعة .
والجدير بالذكر أن الدولة في الإسلام عندما قامت وازدهرت قامت على قوة العقل البشري وحرية البحث العلمي ولو أنه أي البحث العلمي لم يأخذ نفس الشكل بالطبع لأن أدواته كانت تختلف عن هذه الأدوات المتاحة لمجال البحث العلمي الحديث والدليل على هذا أن معظم النظريات والأسس العلمية الحديثة قامت أصلاً على نظريات وأفكار وكتب علماء العالم الإسلامي في الوقت التي كانت أوربا والغرب يسبح في ظلمات الجهل والأصولية الدينية الكَنسيَّة البغيضة المعروفة .
وعليه أخي المسلم علينا أن نستعد ونهيأ أنفسنا لهذا العصر بالمزيد من العمل والجد لتغير أنفسنا وطريقة تفكيرنا والعودة إلى كتاب الله وسنة رسوله الكريم وكما قال الدكتور زويل لن تقوم لنا قائمة إلا إذا أمسكنا بتلابيب الدين والذي يضم في طياته العدل والحرية الفكرية المنضبطة واحترام حقوق الإنسان ولو أن الدكتور زويل لم يقول هذا بالنص لأنه كما نعلم فهو عالم جليل ومجتهد وعظيم ولا ينقصه الدين ولكن هو تعملق وتعلم بطريقة التفكير العلماني والذي لا شك أنه استفاد كثيراً من هذا النظام العلماني في غياب كل هذه القيم في ظل الدولة الضعيفة والتي غاب فيها الدين فغاب العدل والمساواة وحرية الفكر المنضبط وحرية البحث العلمي ودعمه دعماً حقيقياً ، ونحن إذ نحيي الدكتور زويل ونقدر له هذا الجهد الذي يبذله لمساعدة مصر على تحقيق قفزة ملموسة في مجال البحث العلمي ندعو الله أن يهيئ لمصر من الرجال من يحقق على أيديهم هذه الأسس والقيم التي تمكنها من قيام هذه النهضة المنشودة .
د . رأفت صلاح الدين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

مدونة نهضة مصر