الخطة الكاملة لتوطين الزراعات الإسرائيلية فى مصر
آخر تحديث: الاحد 17 يوليو 2011 11:03 ص بتوقيت القاهرة
تعليقات: 0شارك بتعليقك
هيثم خيرى -كشف الدكتور نادر نورالدين، الخبير الزراعى والأستاذ بكلية زراعة القاهرة، فى تقرير انتهى من إعداده حديثا حول «مخطط منهجى للتطبيع الزراعى مع إسرائيل، واستخدام آلية لتدمير الزراعة المصرية»، منذ أن تم تشكيل اللجنة الزراعية المصرية الإسرائيلية المشتركة عام 1981 والتى تجتمع مرتين سنويا حتى الآن، لبحث سبل التعاون بين البلدين، وصولا إلى توطين زراعات إسرائيلية فى مصر، وإخفاء أصناف مصرية كانت تتمتع مصر فيها بميزات نسبية.
نورالدين أكد فى التقرير، الذى حصلت «الشروق» على نسخة منه، أن اللجنة اجتمعت فى 2005 برئاسة أحمد فؤاد أبوهدب، وكيل أول وزارة الزراعة السابق، ووزير الزراعة الإسرائيلى، وأوصت اللجنة بعد توصيات تفسر إستراتيجية وزير الزراعة السابق أمين أباظة أهمها زراعة الحاصلات الاقتصادية المربحة والابتعاد عن زراعة الحاصلات الإستراتيجية غير المربحة مثل الفول والقمح والعدس والذرة وحاصلات الزيوت والسكر، تحت زعم استغلال الميزة النسبية للزراعة والمناخ فى مصر، بالتركيز على زراعة الخضراوات والفاكهة وتصديرها، والشراء بثمنها للحاصلات الإستراتيجة التى تحتاجها مصر خاصة القمح.
وكان أمين أباظة، وزير الزراعة السابق، قد أعلن فى تصريحات صحفية عديدة قبل إقالته، عن نفس الإستراتيجية، مؤكدا أنه «من الأفيد زراعة محاصيل تتمتع مصر بميزة نسبية لها، فضلا عن عدم إمكانية التوسع فى المساحات المزروعة من القمح لضيق المساحات المستصلحة».
ويتابع نورالدين: ضمن ما أوصت به اللجنة إلغاء الدورة الزراعية، وإعطاء المزارعين المصريين حرية الزراعة للتحول إلى الزراعات الأكثر ربحية، حتى ولو كانت اللب والسودانى، وإلغاء نظام التوريد الإجبارى للحاصلات الإستراتيجية للدولة. ونسيت الحكومة وقت تنفيذ قرار التحرر من الدورة الزراعية أن الأراضى المصرية تسودها الملكيات الصغيرة والمفتتة والتى تتجاوز 70% لمن يمتلكون أقل من ثلاثة أفدنة، وهو ما لا يجدى معه إلا الزراعات المجمعة عن طريق تطبيق الدورة الزراعية لمحصول واحد على مساحات كبيرة على مستوى القرية أو الحوشة، مضيفا أن إلغاء الدورة الزراعية تسبب فى مخالفات زراعة الأرز والتوسع فى الزراعات الشرهة للمياه مثل الأرز والموز، وإهمال زراعة البذور الزيتية صيفا وفول الصويا والذرة الصفراء للأعلاف والتى نستورد منها 5 ملايين طن سنويا. لافتا إلى أن التوصيات التى تم تطبيقها شملت استيراد البذور المهجنة والأسمدة والمبيدات من إسرائيل، بما تسبب فى تفشى إصابات سوسة النخيل وحشرة الطماطم والعفن البنى فى البطاطس، فضلا عن الاستعانة بالخبراء الإسرائيليين فى تقليم زراعات العنب فى مصر، والخاص بالتصدير، ما أدى إلى تأخير نضج العنب فى مصر 40 يوما عن مثيله الإسرائيلى تتمكن خلالها إسرائيل من تصدير كامل إنتاجها إلى الأسواق الأوروبية. مؤكدا فى الوقت نفسه أن بعض الإسرائيليين يدخلون مصر على أنهم خبراء فى الشركات الأمريكية الزراعية التى تتعامل مع مصر. وبحسب نورالدين تنتشر أشكال التطبيع فى مناطق سرابيوم بالإسماعيلية وسيناء والنوبارية وشرق العوينات وقرية الجميزة وغيرها.
وشدد نورالدين على أنه يملك معلومات تفيد بأن نحو 10 شركات زراعية مصرية حصلت على توكيلات لشركات إسرائيلية زراعية خاصة شركات «حزيرا» و«أفريدم» الإسرائيليتين لبيع وإنتاج جميع المستلزمات والخامات الزراعية، فضلا عن دخول مبيد الكارديل الخطير والمحرم دوليا، والمسبب الأكيد للسرطان إلى مصر من الشركات الإسرائيلية. كما دخل مصر مبيدات «تتراكلورفينوس» المسبب لسرطان الكبد والغدة الدرقية ومبيد «فلاتريسن» و«داى كلونيتل» للاستخدام فى رش الخضراوات، رغم أنها مبيدات مخصصة للقطن فقط، ويستمر تأثيرها السام والقاتل 45 يوما، وبالتالى لا يمكن استخدامها مع الخضراوات ذات دورة الحياة القصيرة والتى تعطى محصولها خلال شهر على أكثر تقدير. كما تم استخدام الهرمونات الزراعية الإسرائيلية خاصة فى بساتين منطقة النوبارية لزيادة حجم الثمار وتغيير خصائصها وتحسين اللون خاصة فى الخوخ والمشمش والبرقوق والتفاح والكمثرى. واستيراد سلالة من الأقطان القصيرة التيلة من إسرائيل لتجربة زراعتها فى مصر، بما تسبب فى مشاكل عديدة للأقطان المصرية الطويلة التيلة، حتى تم تداركها مؤخرا.
وعلى مستوى تعاون القطاع الخاص، ذكر نورالدين أنه سافر العديد من رجال الأعمال المصريين إلى إسرائيل، وأقيمت عدة جمعيات للصداقة المصرية ــ الإسرائيلية للتعاون فى مجالات تحسين إنتاجية الحليب وتسمين المواشى والتلقيح الصناعى بمركز شيمون بيريز الزراعى فى إسرائيل. كما تم تأسيس المشروع الإقليمى للتنمية الزراعية فى منطقة الشرق الأوسط، ويضم باحثين من مصر وإسرائيل والأردن وفلسطين.
وفى 2009، نشر موقع وزارة الخارجية تقريرا يشير إلى التعاون الزراعى المثمر بين البلدين، وانتظام عقد الاجتماعات الدورية مرتين فى العام، وتنظيم عشرات الدورات التدريبية ووجود آلاف من المصريين العاملين فى مجال الزراعة فى إسرائيل. وفى 2008 تم تدريب 220 مصريا فى إسرائيل، مع عقد اجتماع اللجنة الزراعية المصرية ــ الإسرائيلية المشتركة فى أكتوبر من العام نفسه، بمشاركة مسئولين كبار من وزارات الزراعة والخارجية لوضع أسس استراتيجية التعاون للعام التالى. وأنهى الباحث تقريره قائلا إن مشروعات البيوجاز وتدوير المخلفات التى تمت فى مصر معظمها تمت بالتعاون مع إسرائيل.
الدكتور نادر نور الدين الخبير الزراعي والأستاذ بكلية زراعة القاهرة وأمين أباظة وزير الزراعة السابق
نورالدين أكد فى التقرير، الذى حصلت «الشروق» على نسخة منه، أن اللجنة اجتمعت فى 2005 برئاسة أحمد فؤاد أبوهدب، وكيل أول وزارة الزراعة السابق، ووزير الزراعة الإسرائيلى، وأوصت اللجنة بعد توصيات تفسر إستراتيجية وزير الزراعة السابق أمين أباظة أهمها زراعة الحاصلات الاقتصادية المربحة والابتعاد عن زراعة الحاصلات الإستراتيجية غير المربحة مثل الفول والقمح والعدس والذرة وحاصلات الزيوت والسكر، تحت زعم استغلال الميزة النسبية للزراعة والمناخ فى مصر، بالتركيز على زراعة الخضراوات والفاكهة وتصديرها، والشراء بثمنها للحاصلات الإستراتيجة التى تحتاجها مصر خاصة القمح.
وكان أمين أباظة، وزير الزراعة السابق، قد أعلن فى تصريحات صحفية عديدة قبل إقالته، عن نفس الإستراتيجية، مؤكدا أنه «من الأفيد زراعة محاصيل تتمتع مصر بميزة نسبية لها، فضلا عن عدم إمكانية التوسع فى المساحات المزروعة من القمح لضيق المساحات المستصلحة».
ويتابع نورالدين: ضمن ما أوصت به اللجنة إلغاء الدورة الزراعية، وإعطاء المزارعين المصريين حرية الزراعة للتحول إلى الزراعات الأكثر ربحية، حتى ولو كانت اللب والسودانى، وإلغاء نظام التوريد الإجبارى للحاصلات الإستراتيجية للدولة. ونسيت الحكومة وقت تنفيذ قرار التحرر من الدورة الزراعية أن الأراضى المصرية تسودها الملكيات الصغيرة والمفتتة والتى تتجاوز 70% لمن يمتلكون أقل من ثلاثة أفدنة، وهو ما لا يجدى معه إلا الزراعات المجمعة عن طريق تطبيق الدورة الزراعية لمحصول واحد على مساحات كبيرة على مستوى القرية أو الحوشة، مضيفا أن إلغاء الدورة الزراعية تسبب فى مخالفات زراعة الأرز والتوسع فى الزراعات الشرهة للمياه مثل الأرز والموز، وإهمال زراعة البذور الزيتية صيفا وفول الصويا والذرة الصفراء للأعلاف والتى نستورد منها 5 ملايين طن سنويا. لافتا إلى أن التوصيات التى تم تطبيقها شملت استيراد البذور المهجنة والأسمدة والمبيدات من إسرائيل، بما تسبب فى تفشى إصابات سوسة النخيل وحشرة الطماطم والعفن البنى فى البطاطس، فضلا عن الاستعانة بالخبراء الإسرائيليين فى تقليم زراعات العنب فى مصر، والخاص بالتصدير، ما أدى إلى تأخير نضج العنب فى مصر 40 يوما عن مثيله الإسرائيلى تتمكن خلالها إسرائيل من تصدير كامل إنتاجها إلى الأسواق الأوروبية. مؤكدا فى الوقت نفسه أن بعض الإسرائيليين يدخلون مصر على أنهم خبراء فى الشركات الأمريكية الزراعية التى تتعامل مع مصر. وبحسب نورالدين تنتشر أشكال التطبيع فى مناطق سرابيوم بالإسماعيلية وسيناء والنوبارية وشرق العوينات وقرية الجميزة وغيرها.
وشدد نورالدين على أنه يملك معلومات تفيد بأن نحو 10 شركات زراعية مصرية حصلت على توكيلات لشركات إسرائيلية زراعية خاصة شركات «حزيرا» و«أفريدم» الإسرائيليتين لبيع وإنتاج جميع المستلزمات والخامات الزراعية، فضلا عن دخول مبيد الكارديل الخطير والمحرم دوليا، والمسبب الأكيد للسرطان إلى مصر من الشركات الإسرائيلية. كما دخل مصر مبيدات «تتراكلورفينوس» المسبب لسرطان الكبد والغدة الدرقية ومبيد «فلاتريسن» و«داى كلونيتل» للاستخدام فى رش الخضراوات، رغم أنها مبيدات مخصصة للقطن فقط، ويستمر تأثيرها السام والقاتل 45 يوما، وبالتالى لا يمكن استخدامها مع الخضراوات ذات دورة الحياة القصيرة والتى تعطى محصولها خلال شهر على أكثر تقدير. كما تم استخدام الهرمونات الزراعية الإسرائيلية خاصة فى بساتين منطقة النوبارية لزيادة حجم الثمار وتغيير خصائصها وتحسين اللون خاصة فى الخوخ والمشمش والبرقوق والتفاح والكمثرى. واستيراد سلالة من الأقطان القصيرة التيلة من إسرائيل لتجربة زراعتها فى مصر، بما تسبب فى مشاكل عديدة للأقطان المصرية الطويلة التيلة، حتى تم تداركها مؤخرا.
وعلى مستوى تعاون القطاع الخاص، ذكر نورالدين أنه سافر العديد من رجال الأعمال المصريين إلى إسرائيل، وأقيمت عدة جمعيات للصداقة المصرية ــ الإسرائيلية للتعاون فى مجالات تحسين إنتاجية الحليب وتسمين المواشى والتلقيح الصناعى بمركز شيمون بيريز الزراعى فى إسرائيل. كما تم تأسيس المشروع الإقليمى للتنمية الزراعية فى منطقة الشرق الأوسط، ويضم باحثين من مصر وإسرائيل والأردن وفلسطين.
وفى 2009، نشر موقع وزارة الخارجية تقريرا يشير إلى التعاون الزراعى المثمر بين البلدين، وانتظام عقد الاجتماعات الدورية مرتين فى العام، وتنظيم عشرات الدورات التدريبية ووجود آلاف من المصريين العاملين فى مجال الزراعة فى إسرائيل. وفى 2008 تم تدريب 220 مصريا فى إسرائيل، مع عقد اجتماع اللجنة الزراعية المصرية ــ الإسرائيلية المشتركة فى أكتوبر من العام نفسه، بمشاركة مسئولين كبار من وزارات الزراعة والخارجية لوضع أسس استراتيجية التعاون للعام التالى. وأنهى الباحث تقريره قائلا إن مشروعات البيوجاز وتدوير المخلفات التى تمت فى مصر معظمها تمت بالتعاون مع إسرائيل.