أقوم بحلق لحيتي ( لأي سبب من الأسباب ) ، فهل آثم على ذلك أم لا ؟ وكذلك أصلي بعض الصلوات بالبيت تكاسلا ، فهل آثم على الصلاة بالبيت ، يعني : هل صلاة الجماعة بالمسجد واجبة يأثم تاركها ؟ أرجو الرد الصريح لو تفضلتم وسامحني في طريقة عرض السؤال ، فالنقاش طويل وأريد الحقيقة لا غير ، وجزاكم الله خيرًا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فإن حلق اللحية لا يحل لما ورد في ذلك من الأحاديث الصحيحة والصريحة كحديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (خالفوا المشركين وفروا اللحى وأحفوا الشوارب ) وفي رواية ( أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى ) وذلك موضع اتفاق بين الكثرة الكاثرة من أهل العلم، أما صلاة الجماعة فهو الهدي النبوي الصحيح، ولا ينبغي لاحد أن يتخلف عن الجماعة لغير عذر، وإن كان في وجوبها خلاف بين أهل العلم، ولعل من أظهر الأدلة على وجوبها ما جاء من الأمر بإقامتها في زمن الخوف في قوله تعالى { وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك } النساء / 102 . قال ابن المنذر : ففي أمر الله بإقامة الجماعة في حال الخوف : دليل على أن ذلك في حال الأمن أوجب . وما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال : " والذي نفسي بيده لقد هممتُ أن آمر بحطبٍ فيحتطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ثم آمر رجلاً فيؤم الناس ، ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم ، والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عَرْقاً سميناً ، أو مِرْمَاتين حسنتين لشهد العشاء "
وخير من الجدل حول وجوبها أو ندبها ينبغي أن تتجه الهمة إلى إحياء هذه الشعيرة والحرص على إقامتها بدلا من تفرق القلوب حول جدل لا يرجع على أصحابه بطائل، والله تعالى أعلى وأعلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق