الأحد، أكتوبر 23

ورحل الفارس النبيل سمو لامير سلطان بن عبدالعزيز -2

22/10/2011

الأمير سلطان بن عبد العزيز
تولى ولى العهد السعودى الأمير سلطان بن عبد العزيز، الذى توفى فجر السبت وزارة الدفاع قرابة خمسة عقود اندلعت خلالها أكثر من حرب مدمرة فى الجوار المضطرب، مما دفعه إلى العمل على تطوير القدرات العسكرية للمملكة التى تتخذ منهجا محافظا فى خياراتها السياسية.

وأصبح الأمير الذى توفى عن عمر يناهز السادسة والثمانين وليا للعهد عندما تبوأ العاهل الحالى الملك عبد الله بن عبد العزيز، الأخ غير الشقيق، سدة العرش فى أغسطس 2005.

وأشرف الأمير سلطان كوزير للدفاع ومفتش عام، على تعزيز القوات المسلحة والخطوط الجوية المدنية كذلك، وكان الملك الراحل فهد بن عبد العزيز (1982-2005) عين الأمير سلطان نائبا ثانيا لرئيس الوزراء العام 1982 بعد عشرين عاما على تعيينه وزيرا للدفاع إبان عهد الملك الراحل سعود بن عبد العزيز (1953-1964).

وقد عانى وزير الدفاع من أمراض عدة منذ 2004 وتنقل بين سويسرا والولايات لتلقى العلاج، وقالت أوساط دبلوماسية انه كان مصابا بالسرطان، لكن لم يعلن أبدا عن طبيعة مرضه بشكل رسمى، ومنذ نوفمبر 2008، أمضى الأمير سلطان وقته متنقلا بين الولايات المتحدة لتلقى العلاج والمغرب لقضاء فترة النقاهة، وعاد إلى السعودية فى نوفمبر 2010 قبل ان يغادر الملك عبدالله بدوره إلى الولايات المتحدة حيث أمضى ثلاثة أشهر لتلقى العلاج أيضا.

وتثير الأوضاع الصحية الحساسة للملك وكبار أعضاء العائلة الحاكمة تساؤلات حول الوراثة فى المملكة التى تلعب دورا مهما فى الشرق الأوسط، فضلا عن أنها اكبر منتج ومصدر للنفط فى العالم.

وقد أمر الملك عبد الله بتعيين وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز نائبا ثانيا لرئيس الوزراء فى مارس 2009، تلافيا لفراغ محتمل فى المناصب العليا، وضمان الوراثة بشكل تسلسلى، ولعب الأمير سلطان دورا كبيرا فى توطيد سلطة العائلة الحاكمة طوال خمسة عقود أو أكثر وخصوصا كوزير للدفاع، وذلك رغم ما أثير فى الإعلام الخارجى من معلومات تتعلق بصفقات السلاح.

وأشارت إليه وسائل الإعلام الغربية لدى تطرقها إلى صفقات الأسلحة بواسطة رجل الأعمال عدنان الخاشقجى فى السبعينات، ونجله الأمير بندر خلال الثمانينات مع توقيع عقد "اليمامة" الضخم مع بريطانيا وقيمته عشرات مليارات الدولارات.

وكان تعاونه عاملا حاسما فى حملة عاصفة الصحراء التى أخرجت قوات الرئيس العراقى الراحل صدام حسين من الكويت فى فبراير 1991 رغم معارضته فى أول الأمر شن القوات الأمريكية الحرب انطلاقا من أراضى المملكة، كما أعرب عن معارضته لمشاركة القوة الأمريكية المتمركزة فى قاعدة الأمير سلطان جنوب الرياض فى حرب العراق ربيع العام 2003.

وأشرف الأمير سلطان على معركة الحرم المكى، حيث تحصن جهيمان العتيبى ومئات المسلحين فى ديسمبر 1979، وللأمير سلطان ستة أشقاء من الأميرة حصة السديرى أبرزهم الملك فهد، ووزير الداخلية الأمير نايف وحاكم الرياض الأمير سلمان بن عبد العزيز.

وأول منصب تولاه عندما بدأ نجمه فى البروز كان حاكم الرياض العام 1947 قبل تعيينه طوال عقد من الزمن وزيرا للزراعة ومن ثم للمواصلات.

ويصف روبرت لايسى مؤلف كتاب "المملكة" الأمير سلطان الطويل القامة بأنه "يعمل بشكل حازم".

وقد تزوج سلطان بن عيد العزيز سبع نساء أنجب منهن 37 ولدا يتولى بعضهم مسئوليات إدارية مهمة فى المملكة، بحسب ما تذكره مواقع إلكترونية ومصادر، ونجله البكر الأمير خالد بن سلطان، مساعد لوزير الدفاع، حيث يتولى المهام اليومية منذ سنوات عدة، كما أنه ناشر صحيفة "الحياة" العربية الصادرة فى لندن منذ العام 1988

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

مدونة نهضة مصر