ومازال نهر النيل يئن والآلاف يتساقطون
الصفحة الأولى طب وعلوم وبيئة تلويث النيل بالصرف الصحي.. مشكلة تنتظر الحل!كتب-كمال الجرنوسي:
32 مازال مصرف الرهاوي بشمال الجيزة يخرج لسانه للجميع, ويتحدي جميع المسئولين الذين يؤكدون نظافة النهر من الملوثات, فالمصرف ـ وهو مجمع لعدة مصارف أخري يحتوي علي كمية هائلة من مياه الصرف الصحي غير المعالج لقري الجيزة والصرف الصناعي ونفايات المستشفيات وغيرها وينقلها الي مثواها الأخير: مياه نهر النيل الخالد.المصرف هو احدي بؤر التلوث الخطرة في مصر, يعرف جميع المسئولين في محافظة الجيزة وفي وزارات الري والصحة والبيئة والزراعة مدي حجم الكارثة التي يسببها من أمراض قاتلة تفتك بحياة الناس, وتنتقل الي بيوتهم ومزارعهم وتستقر في أكبادهم وخلايا أجسادهم.ولكن أحدا لا يتحرك أو يبدي اهتماما وكأن المشكلة لا تهم أحدا, يقول الحاج عبدالله خميس من سكان قرية الرهاوي حرام علي الحكومة المصرية أن تترك مصرف الرهاوي يدمر الحياة في مصر لأن النيل هو شريان الحياة ولا يقتصر التلوث علي المياه السطحية بل يتعداه للمياة الجوفية قليلة العمق التي يرفع منها بعض السكان المياه اللازمة لهم بمضخات يدوية, ومن ضمن الظواهر الخاطئة صرف مخلفات المصانع غير المعالجة علي النيل وتحويل الصرف الزراعي الي مجري النيل وما تحمله مياه الصرف الزراعي من مبيدات حشرية وبقايا الأسمدة وتزداد نسبة التلوث من الترع كما نقصت كمية المياه التي تجري فيها, أما في الترع الفرعية فإن اثر التلوث بها أشد خطورة من تصرفاتها.ايضا مسببات التلوث ما نراه من قيام البعض بالقاء الجثث والحيوانات النافقة داخل حرم النهر وبعد تحللها تنتشر الروائح الكريهة.يقول الدكتور صلاح السيد عطية طعيمة ر بمركز البحوث الزراعية إن التلوث بمياه الصرف الصحي يعد اسوأ مصادر تلوث النيل والمجاري المائية فيعتمد نظام الصرف الصحي بمعظم مناطق القاهرة والجمهورية علي نظام تجميع مياه الصرف ثم صرفها الي اقرب مصرف مائي دون معالجة, مما أدي الي تلوث البيئة المحيطة خصوصا ان محطات المعالجة لا تعمل كما ينبغي, ففي القاهرة يتم القاء300 ألف متر مكعب واما الجزء الشرقي من القاهرة فيلقي معظم صرفه الصحي دون معالجة الي مصارف الخصوص وبلبيس التي تصرف في بحر البقر الذي يصب في بحيرة المنزله فيؤدي الي تلوثها وتدمير الثروة السمكية, فالمشكلة ليست في مصرف الرهاوي وحده, بل مشكلة تهدد نهر النيل علي امتداده, فمتي تجد هذه المشكلة حقها من الاهتمام؟!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق