الاثنين، أغسطس 27

اسم الله السميع

❁  اسم الله الســــميـع  ❁

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.

قال الله تعالى: (إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [النساء: 1]

ـ وهو سميع الدعاء.
 وأخبر الله تعالى عن نفسه في كتابه فقال أنه: (السَّمِيعُ الْبَصِيرُ *) (السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (سَمِيعٌ قَرِيبٌ *)


المعاني والدلالات لاسمه تعالى السميع:

1ـ الله تعالى يسمع كل شيء مهما انخفض الصوت أو خفى، بل يسمع السر والنجوى.

2- وهو يسمع كل عباده مهما اختلفت لغاتهم، وتباينت حاجاتهم، وتداخلت أصواتهم، فلا يشغله سمع عن سمع، ولا يلتبس عليه صوت عبد من عبد.
 يعرف أصوات كل عباده فلا يخطئ في تلبية الحاجات، فلا يعطي طلب عبد لعبد آخر، بل يعطي كل عبدٍ ما سأل.

3ـ وسمعه تعالى للدعاء هو إجابته.

4ـ وسمعه سبحانه  للمؤمنين هو سمع المعية والنصر والتأييد.

5ـ وسمعه ـ عز وجل ـ للظالمين يتضمن الوعيد وأنه سيجازيهم بأقوال كفرهم العذاب الشديد.

قال الله تعالى لموسى وهارون ـ عليهما السلام ـ يؤيدهما: (إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى) [ص: 46]
قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : أسمع دعاءكما فأجيبه، وأرى ما يُراد بكما فأمنعه، لست بغافل عنكما، فلا تهتما.
 والله تعالى يسمع نجوى وسر المجرمين وما يدبرونه للمسلمين، ويحصيه عليهم، ويجعل لعذابهم أجلاً لا ريب فيه.
قال الله تعالى: (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم ۚ بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ) [الزخرف: 80]
 والله تعالى يسمع قول من يسبه ويتنقصه، تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا.
قال الله تعالى: (*لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ۘ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا *) [آل عمران: 181]، وسمعه لهم سمع وعيد وتهديد.

6ـ وهو سبحانه جعل للناس سمعًا وأبصارًا وأفئدة حتى يسمعوا القرآن ومواعظ الهداية فينتفعوا بها.

7ـ لكنه تعالى ختم على أسماع وأبصار وقلوب المعرضين، وجعل في آذانهم صمم عن سماع الحق؛ لأنه علم أن قلوبهم لن تنتفع به وأنهم ليسوا أهلاً لاستقباله.

8- والقرآن كلام الله، غير مخلوق، تكلم به حقيقة، وكلامه تعالى صفته، وصفاته غير مخلوقة.
والله تعالى قد كلم موسى ـ عليه السلام ـ تكليمًا، وسيكلم المؤمنين يوم القيامة بلا حجاب ولا ترجمان، وهو تعالى سيكلم أهل الجنة، ويحل عليهم رضوانه.

 9- وكلمات الله لا منتهى لها، وهي كلمات صفاته الدالة على عظمته، وكلمات أوامره الدالة على حكمته، وكلمات علمه الدالة على قدرته.
وهذه الكلمات كثيرة جدًا، فلو جُعِلَت كل الأشجار أقلام وكل البحار أحبار، لما كانت كافية لكتابة كلمات الله، قال الله تعالى: (قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا) [الكهف: 109]

10ـ وأهل السنة يثبتون صفة السمع لله تعالى بما هو مفهوم من معناها باللغة العربية.

11ـ وأهل السنة لا يؤولون الصفة عن معناها ولا يخوضون في كنهها وحقيقتها وكيفيتها، ولا يشبهونها بصفات المخلوقين ولا ينفونها عن الله العظيم.

12ـ وأهل السنة يقولون ذلك في كل صفات الله تعالى فما ينطبق على صفة واحدة ينطبق على باقي الصفات.
والله تعالى يسمع سمعًا يليق بجلاله، لا كسمع وبصر المخلوقات، فلا مثيل له في سمعه وبصره  (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الشورى: 11]

🌻🌼🌻🌼🌻🌼🌻🌼🌻🌼

عبادة الله باسمه تعالى السميع:

 اسم الله السميع يوجب على الإنسان أن ينتبه لما ينطقه، فإنه مُحَاسَب عليه كله، فليتكلم بخير أو ليصمت.

1- من أيقن أن الله تعالى يسمع سره ونجواه، فليحفظ لسانه عن معاصي الله، فما شيء أحوج من طول حبس من اللسان.

2- ومن أيقن أن الله تعالى يسمعه، فليجتهد أن يكون المسموع منه كل خير، من ذكر وقرآن وأمر بمعروف، أو نهي عن منكر، أو تعليم علم، أو نصيحة المسلم، أو إصلاح بين الناس.
ومن استحضر لطف سمعه وبصره وأنه لا يخفى عليه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، وأنه جلَّ في علاه يعلم السر وأخفى، ويعلم خائنة الأعين، وما تخفي الصدور، فإن ذلك سيثمر له حفظ لسانه وجوارحه وخطرات قلبه عن كل ما لا يرضي الله، ويجعل تعلق هذه الأعضاء بما يحبه الله ويرضاه سبحانه من الأقوال والأفعال.

3- وذكر القلب هو المقصود الأكبر وما ذكر اللسان إلا معينًا له؛ لأن ذكر القلب هو الذي يورث محبة الرحمن.
وذكر القلب أن يظل محبًا لله، خائفًا منه، متوكلاً عليه، راجيًا له، فيثمر ذلك مزيدًا من الحب لله، أَما ذكر اللسان فقط والقلب لاهٍ فإنه لا يورث محبةً ولا قربًا.

4- وعلى قدر حب الشيء يكون ذكره، ومن انشغل عن حب ربه بغيره صرف الله قلبه عن تذكره، ولم يرطب لسانه بذكره.
ـ فإن من أحب شيئًا أكثر من ذكره ولابد، ومن تعلق قلبه بشيء لا يبتعد ذلك الشيء عن خاطره أبدًا، فمن تعلق بالله تجده يكثر من ذكره وتلاوة كلامه، القرآن، ويثنى على ربه في كل مجلس ويذكر آلاءه وعظمته.

5ـ ومن داوم على ذكر ربه ذكره الله في ملأ خير من ملئه.
 فإذا استشعرت أن الله سيذكرك باسمك هناك في الملأ الأعلى ويرحمك ويثني عليك ويُعلى شأنك ويأمر الملائكة أن تثني عليك إذا ذكرت ربك ذكرًا كثيرًا، إذا استشعرت هذا دفعك لمزيد من حبه وذكره تعالى، فلا تفتر عن ذكره ولا ينشغل قلبك بغيره.

6- ولأهمية الذكر: فقد شرع الله لأجله العبادات العظيمة، فالصلاة شرعت للذكر والحج كذلك.

7- ومن الكلام المحرم الحلف بغير الله؛ لأن الحالف يعظم المخلوق عند الحلف به تعظيمًا لا ينبغي إلا للعظيم الجليل.
ـ فيحرم الحلف بالآباء والأبناء وبالنبي والكعبة وبالأمانة وبأي مخلوق.
قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّـهِ فَقَدْ كَفَرَ أَوْ أَشْرَكَ.» [صححه الألباني في الإرواء 2561]

8- وينبغي للعبد أن لا يرائي الناس ويطلب سماعهم لطاعته لأن ذلك يحبط عمله.

9- وينبغي للعبد أن يجعل سمعه كله طاعة فيسمع بأذنه ما ينفعه، ويجتهد في فهمه لينتفع بهدايته، ويستجيب له بغرض تحصيل كرامته.


د. أشرف حجازي
للمزيد برجاء الرجوع لموقع www.Iam-Muslim.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

مدونة نهضة مصر