الثلاثاء، يناير 15

تقييم ثورة الاستزراع السمكى الاولى فى مصر

تقييم ثورة الاستزراع السمكى الأولى (١٩٧٦-٢٠١٥)

مقالة الاهرام اليوم ٢٤ نوفمبر ٢٠١٧ الصفحة السادسة هى مقالة غريبة الشأن وصادمة و لا تخلوا من إشارات النفاق وتصف انجازات ثورةالاستزراع السمكى الاولى ١٩٧٦-٢٠١٥ بالعشوائية مع انها نجحت فى تحقيق ١,١ مليون طن من لاشىء فى أضخم قصة نجاح زراعى على مستوى العالم وليس مصر ولتضع مصر على الخريطة الانتاجية السمكية العالمية  فهل هى مقالة لجلد الذات ...
هل تهدف الى سحب البساط من تحت ارجل من حققوا الانجاز الأول دون ان نذكرهم بالخير ودورهم فى رفع راية مصر على مدار اربعون عاما تحملوا فيها الهوان ليصنعوا اسما لبلدهم ويسهموا فى تحقيق الامن الغذائى لمصر ويوفروا البروتين الحيوانى الرخيص؟ ....

انهم اساسا الرواد من اساتذةالجامعات المصرية ومراكز البحث العلمى  والخريجين الذين طوروا انفسهم فى الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية وجهود الدولة فى تلك الحقبة الزمنية والقطاع الخاص الذى احتضن النشاط والدع فية خاصة فى محافظة كفر الشيخ الخلاقة  والجميع تحملوا آلام المخاض الى ان ظهر المولود  ....

كنت ومازلت اتوقع من الرئيس  السيسى تكريمهم فى احد الإفتتاحات فهم الاولى من كثيرين يظهرون اليوم على ساحة الاحداث والدنيا كلها تعرف دور كل واحد منهم وقبل ان يغشى النفاق كل شىء...

المقالة تجاهلت استثمارات الدولة فى الثورة الاولى على الاستزراع السمكى والاستعدادات الخاصة عند مطلع الثمانينات فى مشروعات كبيرة  فى :١-مريوط بالاسكندرية وقلنا يومها انها اكبر مزرعة فى العالم على مساحة خمسة آلاف فدان  وافتتحها مبارك وبالرغم من انها مازالت قائمة الا ان الدولة فشلت تماما فى ادارتها ،٢- المفرخ البحرى كم ٢١ بالاسكندرية و انشأتة هيئة المعونة الامريكية وفشلت الدولة كذلك فى ادارتة ٣- المفرخات السمكية العملاقة وعددها اربعة مفرخات مستوردة ٢ من المانيا و٢ من المجر وفشلت الدولة كذلك فى تشغيلها وحسن ادارتها...٤- المزارع السمكية التابعة للهيئة العامة لتنمية الثروة السمكيةوهى مازالت قائمة ولكن انتاجياتها محدودة للغاية ....

إن فشل الدولة فى ادارة مواردها فى ثورة الاستزراع السمكى الاولى لم يكن متعمدا اوممنهجا فهى تعزى لأخطاء ادارية وتمويلية وفنية ادت الى السقوط ولكنها فتحت مجالا خصبا لتخريج الكوادر من العاملين بها ليقودوا القطاع الخاص الخاص ويحققوا الإنجاز الكبير الذى اشرنا اليةفى البداية وكل ذلك يصب فى تقييم عام ان الدولة لا تنتج وخاصة فى مجال انتاجى حيوى يتطلب اعلى درجات اليقظة مثل الاستزراع السمكى ولا يجب ان يكون ذلك دورها  ...

ان نجاح القطاع الخاص فى ثورة الاستزراع السمكى الاولى كان محفوفا بالمخاطر ولكنة كان ناجزا ولذا فاستمرارة فى الثورة الثانية سيكون  مرهونا بتشجيع الدولة من خلال ازالة العشرات من المعوقات التشريعية والتمويلية والفنية والامنية وخلافة ... وهى لن تكلف الدولة شيئاولكنها ستعطى المزارعين الثقة فى تطوير مزارعهم ومضاعفة انتاجياتهم ليضاعف رقم انتاج مصر السمكى  فى فترة زمنية محدودة عمرها من ٥-١٠ سنوات على اكثر تقدير ولتستمر مصر فى صدارة المنتجين عالميا .

ان زيادة انتاجنا السمكى المستزرع فى الثورة الثانية سيعتمد على حزمة من التقنيات الحديثة وتطبيقاتها ولا تتطلب الاسراف فى استخدام المياة بل ستعتمد على نظم تحد من استخدامها وتقلصها لأدنى الحدود بما يوفر المياة للمزيد من زراعات الارز صيفا....

فى عمر الثورة الاولى ساهمت الجامعات المصرية بجهد رائع فى تنمية الكوادر البشرية  بل وتجاوزتها بانشاء كليات متخصصة ومعاهد علمية متخصصة وكل ذلك سيصب فى صالح مستقبل ازدهار هذة الصناعة فى الاعوام المقبلة ....

هل  تفكر قيادتنا السياسية مليا في ازالة معوقات الانطلاق استعداد للمرحلة الجديدة وتركز على  تشجيع القطاع الخاص  لنوفر لمصر منفذا انتاجيا عملاقا يسهم فى تحقيق الامن الغذائى ويحقق الانعاش الاقتصادى ويوفر فرص العمل ويخلق مجتمعات عمرانية جديدة...

والمتطلبات  العاجلة لانجازماسبق بعد ازالة معوقات الثورة الاولى  للاستزراع السمكى هو استحداث وزارة جديدة للاستزراع المائى تخطط وتشرف وتراقب النشاط الذى يمكن ان يغطى ربوع مصر  بالكامل على مساحة ٢٠٠ مليون فدان  وقد لا تكون الاسماك هى وجهتة الوحيدة بل تنطلق الى مسارات اخرى جديدة واكثر اهمية مثل استزراع الطحالب الدقيقةفى الصحراء باستخدام المياة المالحة لانتاج الوقود الحيوى والاعلاف الحيوانية وماستحدثة من تنمية شاملة للغذاء والطاقة معا  وبعون الله ستجلب لمصر مالم تجلبة وزارات البترول او السياحة او قناة السويس ...

تحيا مصر ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

مدونة نهضة مصر