هناك زراعة تكاملية من نوع آخر
الزراعة التكاملية ليست فقط تربية الاسماك على مياة الآبار اولا فى المزارع الصحراوية المعتمدة على المياة الجوفية ثم استخدام المياة المنصرفة والمحملة بالفضلات السمكية للزراعة ولكنها يمكن ان تتم بطريقة عكسية لاستزراع الاسماك على مياة الصرف الزراعى والمسطحات التى تصب فيها كنهر النيل والبحيرات المتصلة ...
الصرف الزراعى يكون غنى بالعناصر الآزوتية والفوسفاتية وتتسبب فى ازدهارالطحالب ونمو غزير للنباتات الراقية كالبوص ويصعب مقاومتها وحتى اذا ماتمت مقاومتها ميكانيكيا بالحفارات فسرعان ماتعود أغزر واقوى بعد مرور وقت قصير ....
الصين اكبر منتج ومستزرع للاسماك فى العالم تطبق بنجاح الفكر الذى رسمه علماء مصر الأوائل من قبل قانون١٢٤ لسنة ١٩٨٣ الذى حدد نوعية مياة الاستزراع وقصرها على مياة الصرف ومياة البحيرات وأنشأ اربعة مفرخات عملاقة لتفريخ نوعية معينة من الاسماك الصديقة للبيئة التى تتغذى طبيعيا من الاعلاف المتوافرة فى البيئة المائية بما يمكننا من انتاج الاسماك الرخيصةوتنقية بيولوجية للمياة فى آن واحد ....الاسماك من عائلة الكارب (المبروك) المتنوعة فى احتياجاتها الغذائية ففيها من يتغذى على الطحالب مثل المبروك الفضى والهوائم الحيوانية مثل المبروك ذو الرأس الكبيرة والرواسب العضوية المتحللة على القاع وهى المبروك العادى والنباتات الراقية وهى الحشائش كالبوص وهى مبروك الحشائش ..... استوردت الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية امهات هذة الاسماك وبدأت فى الاستزراع المختلط Polyculture وارسلت فنييها للخارج لتعلم طرق الإكثار فى الاسر باستخدام هرمون الغدة النخامية وبدات عمليات الاستزراع فى الانتشار .....
ولكن سرعان ماتغيرت السياسات بتغير القيادات ويتوقف مسعى الاستزراع على المصادر العلفية الطبيعية بل ويكاد يندثر ونتوجه بشدة نحو استزراع البلطى الذى نستورد اعلافة بالكامل من الخارج لتزداد فجوتنا العلفية وفجوتنا الغذائية وتصبح الاسعار نار ولنعتبر جميعنا ان القانون ١٢٤ لسنة ١٩٨٣ قانون معيب لوقوفه حجرا عثرة ضد تصدير البلطى ...
اذكر عندما كنت ألقى محاضرة عن انتاج الاسماك بالغذاء الطبيعى فى جمعية رجال الاعمال بالقاهرة عام ٢٠٠٦ همس فى ادنى مسؤول كبير وقال لى انت تسبح ضد التيار فجمعية رجال الاعمال تعتمد على الاستيراد والتصنيع والتصدير وانت بهذا تهدم كل شئ ....ايقنت بعدها اننا لا نخطط لانتاج الغذاء الرخيص ولكن الخطط لرجال الاعمال والمصدرين الأجانب وهم معروفين ومسيطرين على فكرنا وخططنا ومثال لا حصر مجلس الصويا الامريكى فى مصر وكم نستورد اليوم ومن هم اعضاؤة ؟
لقد فضلت ان اكون ضد التيار وعانيت كثيرا من جراء ذلك ولكنى لم افقد الامل لحظة واستمرت جهودى التى كللت بالنجاح فى مشروع شباب الجمالية ومشروع شباب نهر النيل بكفر الشيخ ...وسيبقى المبروك الفضى هو سيد الموقف لانه يتغذى على قاعدة الهرم الغذائى المائى ويضمن استدامة انتاجة...هذة هى بحوثنا وجدواها وما يمكننا ان نشارك بة مستقبلا فى دعم مسيرة الاستزراع السمكى فى مصر..
المطلوب من المخطط المصرى بعد ان وضحت الرؤية ان يعل قانون الصيد ١٢٤لعام ١٩٨٣ ليسمح بإنتاج الاسماك المستزرعة على مياة الرى والصرف ويسمح بالزراعات المتكاملة بطرفيها سواء الاسماك اولايليها النبات او العكس ويشجع الاستزراع السمكى على الغذاء الطبيعى بضوابط ويشجع الاستزراع المكثف على مياة الرى بضوابط ايضا وبهذا سنوفر المياة عالية الجودةونحسن استخدامها ونزيد من انتاجنا السمكى والنباتى فى ان واحد ...
واعتقد ان الرئيس السيسى نفسة بعد جهودة الجبارةوغير المسبوقة فى تطهير البحيرات بمبالغ وتكاليف طائلة سيدرك ان الحل السحرى للاستفادة من البحيرات التى أعاد لها الحياة سيكمن فى اعادة تشغيل مفرخات الهيئة بكامل طاقتها لتفريخ الاسماك الصديقة للبيئة السابق التنويه عنها وبعث الروح فى مصدر جديد للاستزراع السمكى الرخيص للمواطنين للتخفيف على كاهل الدولة فى استيراد الاعلاف والغذاء ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق