الأربعاء، يونيو 22

ملفات الاهرام - في استطلاع صفحة المجلس العسكري البرادعي يحتفظ بالصدارة يليه العوا‏..‏ وبثينة كامل في المؤخرة

ملفات الاهرام - في استطلاع صفحة المجلس العسكري البرادعي يحتفظ بالصدارة يليه العوا‏..‏ وبثينة كامل في المؤخرة

تحذيرات من استعمال ال Facebook

Concerns over Facebook privacy - Americas - Al Jazeera English

تحذيرات من استعمال ال Facebook

Al Jazeera English (@AJEnglish)
6/18/11 5:21 AM
Concerns over Facebook privacy http://bit.ly/kiZtl6

Concerns over Facebook privacy - Americas - Al Jazeera English

Concerns over Facebook privacy - Americas - Al Jazeera English

Concerns over Facebook privacy - Americas - Al Jazeera English

Concerns over Facebook privacy - Americas - Al Jazeera English

الثلاثاء، يونيو 21

العالم - دول اليورو تؤجل حزمة مساعدات لأثينا وتطالبها بالمزيد من التقشف

قضايا و اراء 44590 ‏السنة 133-العدد 2009 يناير 5 ‏8 من محرم 1430 هـ الأثنين من أسرار القرآن ‏بقلم‏:‏د‏.‏ زغلـول النجـار (263‏ ـ أ‏)‏ كذبت ثمود وعاد بالقارعة‏(‏ المائدة‏:79,78)‏ هذه الآية القرآنية الكريمة جاءت في أوائل سورة الحاقة‏,‏ وهي سورة مكية‏,‏ وآياتها ثنتان وخمسون‏(52)‏ بعد البسملة‏,‏ وقد سميت بهذا الاسم الحاقة وهو من أسماء يوم القيامة لحديثها عنه في الآيات‏(13‏ ـ‏37)‏ وسمي هذا اليوم العصيب باسم الحاقة لأن فيه يتحقق الوعد والوعيد بحتمية البعث‏,‏ والحشر‏,‏ والحساب‏,‏ والجزاء‏,‏ وكذلك بالخلود إما في الجنة أبدا‏,‏ أو في النهار أبدا‏,‏ وهذه الحقائق كثيرا ما شكك فيها الكافرون‏,‏ وأرجف فيها المرجفون عبر التاريخ‏..!‏ ويدور المحور الرئيسي لسورة الحاقة حول عدد من ركائز العقيدة الإسلامية شأنها في ذلك شأن كل السور المكية‏.‏وتبدأ هذه السورة الكريمة بقول ربنا ـ تبارك وتعالي ـ مخاطبا خاتم أنبيائه ورسله ـ صلي الله عليه وسلم ـ‏:(‏ الحاقة‏Z‏ ما الحاقة‏Z‏ وما أدراك ما الحاقة‏)(‏ الحاقة‏:1‏ ـ‏3).‏ ثم انتقلت الآيات في سورة الحاقة إلي استعراض عدد من الأمم السابقة التي كفرت برسالات ربها‏,‏ وقاومت دعوات أنبيائه‏,‏ وأنكرت الآخرة‏,‏ وأفسدت في الأرض وعلت علوا كبيرا‏,‏ فأنزل الله ـ تعالي ـ بكل منها عقابه الدنيوي بالإهلاك وتوعدهم بعذاب الآخرة‏,‏ ولعذاب الآخرة أشد وأخزي‏.‏ ومن هذه الأمم الكافرة ثمود قوم نبي الله صالح‏,‏ وعاد قوم نبي الله هود‏,‏ وفرعون حاكم مصر القديمة‏,‏ والمؤتفكات قوم نبي الله لوط‏,‏ وغيرهم من الأمم المكذبة والهالكون قبل هؤلاء في الطوفان من قوم نبي الله نوح‏,‏ ومن جاء من بعدهم من الكفار والمشركين‏,‏ وفي ذلك تقول الآيات في سورة الحاقة‏.‏ ‏ (‏كذبت ثمود وعاد بالقارعة‏Z‏ فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية‏*‏ وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية‏Z‏ سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فتري القوم فيها صرعي كأنهم أعجاز نخل خاوية‏Z‏ فهل تري لهم من باقية‏Z‏ وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة‏Z‏ فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية‏Z‏ إنا لما طغي الماء حملناكم في الجارية‏Z‏ لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية‏)(‏ الحاقة‏:4‏ ـ‏12).‏ والقارعة من أسماء يوم القيامة كالحاقة‏,‏ والطامة‏,‏ والصاخة‏,‏ والغاشية‏,‏ وغيرها من أسماء هذا اليوم العصيب‏.‏ والطاغية هي الصيحة التي أهلكت قوم ثمود‏,‏ و‏(‏ الريح الصرصر العاتية‏)‏ هي الشديدة البرودة‏,‏ المدمرة لكل شيء تلقاه‏,‏ وذلك بسبب سرعتها وشدة هبوبها‏,‏ والتي سخرها رب العالمين علي قوم عاد‏(‏ سبع ليال وثمانية أيام حسوما‏)‏ أي متتابعات مشئومات‏.‏ وفي قوله ـ تعالي ـ‏(‏ فتري القوم فيها صرعي كأنهم اعجاز نخل خاوية‏)‏ أي كسيقان النخل الخربة البالية من فعل عوامل التعرية بها إشارة إلي إبادتهم جميعا عن آخرهم‏.‏ وقد ثبت عن رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ إنه قال نصرت بالصبا‏,‏ وأهلكت عاد بالدبور‏(‏ أخرجه الشيخان‏)‏ وهما اسمان من أسماء الرياح والريح‏.‏ وعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أنه قال‏:‏ قال رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم‏:‏ ما فتح الله علي عاد من الريح التي هلكوا بها مثل موضع الخاتم‏,‏ فمرت بأهل البادية فحملتهم ومواشيهم وأموالهم فجعلتهم بين السماء والأرض‏.‏ فلما رأي ذلك أهل الحاضرة من عاد‏(‏ أي الريح وما فيها‏)‏ قالوا‏:‏ هذا عارض ممطرنا‏,‏ فألقت أهل البادية ومواشيهم علي أهل الحاضرة‏. (‏ رواه ابن أبي حاتم‏). و‏(‏ الخاطئة‏)‏ هي معصية التكذيب بما أنزل الله ـ تعالي ـ من هداية لخلقه‏,‏ وما يصحب ذلك من خطايا وآثام‏,‏ و‏(‏الآخذة الرابية‏)‏ هي الشديدة الأليمة المهلكة المدمرة‏.‏ وفي قوله ـ تعالي ـ‏:(‏ إنا لما طغي الماء حملناكم في الجارية‏)‏ نلاحظ أن الحديث موجه إلي أهل الجزيرة العربية‏,‏ مما يؤكد أنهم كانوا جميعا في أصلاب نبي الله نوح والذين آمنوا به وكانوا معه علي السفينة وقت الطوفان‏,‏ وهذا ما يؤكده كل من علوم الوراثة وعلوم التاريخ والآثار‏.‏ وفي قوله ـ جل شأنه ـ‏:(‏ لنجعلها لكم تذكرة وتعيها آذن واعية‏).‏ إشارة إلي حتمية الكشف عن سفينة نوح ـ عليه السلام ـ حتي يجعلها الله ـ تعالي ـ عظة لمن يتعظ‏,‏ وعبرة لمن يعتبر‏,‏ وقد تم الكشف فعلا منذ بضع سنوات عن حطام السفينة مدفونا في رسوبيات للماء العذب في قمة جبل الجودي كما حدد القرآن الكريم‏.‏ وبعد ذلك تنتقل الآيات في سورة الحاقة إلي وصف جانب من أهوال كل من القيامة والحشر‏,‏ والحساب‏,‏ والجزاء بالخلود إما في الجنة ونعيمها‏,‏ أو في النار وجحيمها فتقول‏:‏ ‏ (‏فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة‏*‏ وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة‏*‏ فيومئذ وقعت الواقعة‏*‏ وانشقت السماء فهي يومئذ واهية‏*‏ والملك علي أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية‏Z‏ يومئذ تعرضون لا تخفي منكم خافية‏*‏ فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤوا كتابيه‏*‏ إني ظننت أني ملاق حسابيه‏Z‏ فهو في عيشة راضية‏Z‏ في جنة عالية‏Z‏ قطوفها دانية‏Z‏ كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية‏Z‏ وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول ياليتني لم أوت كتابيه‏,‏ ولم أدر ما حسابيه‏Z‏ ياليتها كانت القاضية‏Z‏ ما أغني عني ماليه‏Z‏ هلك عني سلطانيه‏Z‏ خذوه فغلوه‏Z‏ ثم الجحيم صلوه‏Z‏ ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه‏*‏ إنه كان لا يؤمن بالله العظيم‏Z‏ ولا يحض علي طعام المسكين‏Z‏ فليس له اليوم ها هنا حميم‏Z‏ ولا طعام إلا من غسلين‏Z‏ لا يأكله إلا الخاطئون‏).(‏ الحاقة‏:13‏ ـ‏37).‏ وتختتم سورة‏(‏ الحاقة‏)‏ بمدح القرآن الكريم بأنه تنزيل من رب العالمين‏,‏ وأنه هو الحق اليقين‏,‏ وبمدح الرسول الخاتم الذي تلقاه ـ صلي الله عليه وسلم ـ بتنزيهه عن أن يكون شاعرا أو كاهنا‏,‏ ولكنه رسول رب العالمين الذي كلفه بتبليغ رسالته الخاتمة إلي الناس كافة فقام يبلغ ما أنزل إليه من ربه دون أدني نقص أو زيادة‏,‏ وإلا تعرض للعقوبة الإلهية‏,‏ وفي ذلك تقول الآيات‏:‏ ‏ (‏ فلا أقسم بما تبصرون‏Z‏ وما لا تبصرون‏Z‏ إنه لقول رسول كريم‏Z‏ وما هو بقول شاعر قليلا من تؤمنون‏Z‏ ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون‏*‏ تنزيل من رب العالمين‏Z‏ ولو تقول علينا بعض الأقاويل‏Z‏ لأخذنا منه باليمين‏Z‏ ثم لقطعنا منه الوتين‏Z‏ فما منكم من أحد عنه حاجزين‏Z‏ وإنه لتذكرة للمتقين‏*‏ وإنا لنعلم أن منكم مكذبين‏Z‏ وإنه لحسرة علي الكافرين‏Z‏ وإنه لحق اليقين‏Z‏ فسبح باسم ربك العظيم‏)(‏ الحاقة‏:38‏ ـ‏52).‏ ونفي القسم في اللغة العربية هو تأكيد له‏,‏ والقسم من الله ـ تعالي ـ بما يبصر الناس وما لا يبصرون ـ هو تأكيد من الخالق ـ سبحانه وتعالي ـ علي عظمة الخلق المشاهد وغير المشاهد‏,‏ وعلي حقيقة الغيب‏,‏ لأن الله ـ تعالي ـ غني عن القسم لعباده‏.‏ والعلوم المكتسبة ـ إلي اليوم ـ تؤكد أن الغيوب في النفس الإنسانية وفي مختلف المخلوقات والآفاق من حول الإنسان أكثر من المشاهد بكثير‏,‏ وتكفي في ذلك الإشارة إلي أن علوم الفلك ـ وهي من أكثر المعارف المكتسبة تقدما اليوم ـ تؤكد أن كل ما يراه الفلكيون في الجزء المدرك من السماء لا يتعدي‏(10%)‏ مما تشير إلي وجوده حسابات الفيزياء الفلكية‏,‏ ويأتي جواب القسم أن القرآن الكريم هو كلام رب العالمين الموحي به إلي خاتم أنبيائه ورسله سيدنا محمد ـ صلي الله عليه وسلم ـ ونسب القول هنا إلي كل من الملك جبريل وإلي هذا النبي الخاتم علي معني أنهما هنا المبلغان بالوحي الإلهي‏,‏ لأن الملاك جبريل ـ عليه السلام ـ حل هذا الوحي إلي خاتم الأنبياء والمرسلين ـ صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين ـ وكلفه بتبليغ هذه الهداية الربانية الخاتمة إلي الخلق أجمعين‏,‏ فبلغ الرسالة وأدي الأمانة‏,‏ ونصح الخلق أجمعين بها‏,‏ وجاهد في سبيل ذلك حتي أتاه اليقين‏,‏ ولذلك ختم هذا المقطع من هذه السورة الكريمة بقول الحق ـ تبارك وتعالي ـ‏:(‏ تنزيل من رب العالمين‏).‏ وتأتي الآيات الخاتمة لسورة الحاقة مؤكدة مرة أخري أن القرآن الكريم هو كلام رب العالمين‏,‏ دون أدني زيادة أو نقص‏,‏ فتقول لو أن هذا الرسول الخاتم قد افتري علي الله قولا بالزيادة علي الوحي الموحي إليه به‏,‏ أو بالنقص منه‏,‏ لعاجله الله ـ تعالي ـ بالعقوبة‏,‏ وفي ذلك تأكيد من الله ـ سبحانه وتعالي ـ علي صدق ما بلغ به سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ـ لأن الله ـ جل شأنه ـ قد عصمه في أمر التبليغ عنه حتي تصل الرسالة السماوية الخاتمة إلي الخلق أجمعين بكمالها وتمامها‏,‏ وصفائها الرباني‏,‏ ولذلك وصف القرآن الكريم بقوله العزيز‏:(‏ وإنه لتذكرة للمتقين‏).‏ وتؤكد الآيات أنه علي الرغم من ربانية هذه الرسالة الخاتمة التي تعهد الله ـ تبارك وتعالي ـ بحفظها فحفظت في نفس لغة الوحي بها‏(‏ اللغة العربية‏),‏ فإن الله ـ تعالي ـ يعلم بعلمه المحيط أنه قد وجد وسوف يوجد من المخلوقين من يكذب بالقرآن الكريم‏,‏ وببعثة خاتم النبيين‏,‏ وأن هذا التكذيب برسالة الله الخاتمة وبخاتم أنبيائه ورسله سيكون حسرة علي المكذبين في الدنيا والآخرة‏,‏ وذلك لأن الهداية الربانية الخاتمة في القرآن الكريم وفي سنة خاتم الأنبياء والمرسلين هي الخبر الصادق عن الله الخالق‏,‏ وهذه الهداية محفوظة بحفظ الله لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها‏,‏ ولذلك يأتي الأمر الإلهي إلي الرسول الخاتم بألا يبتئس بالمكذبين‏,‏ وعليه بالتسبيح الدائم باسم ربه العظيم‏,‏ بمعني عبادته وذكره مع تنزيهه ـ سبحانه وتعالي ـ عن جميع صفات خلقه‏,‏ وعن كل وصف لا يليق بجلاله‏,‏ والأمر الإلهي إليه ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ هو أمر لجميع المؤمنين ببعثته الشريفة‏,‏ القائمين بدعوته‏,‏ والملتزمين بسنته إلي يوم الدين‏.‏ من ركائز العقيدة في سورة الحاقة‏:‏ ‏(1)‏ الإيمان بالله‏,‏ وملائكته‏,‏ وكتبه‏,‏ ورسله‏,‏ واليوم الآخر‏,‏ والمداومة علي عبادته‏,‏ وذكره‏,‏ وتسبيحه بما أمر‏,‏ وتنزيهه عن جميع صفات خلقه وعن كل وصف لا يليق بجلاله‏.‏ ‏ (2)‏ اليقين بحتمية الآخرة وأهوالها من تدمير للكون‏,‏ وإعادة لخلقه‏,‏ ثم البعث‏,‏ والحشر‏,‏ والعرض الأكبر الذي لا تخفي فيه من الإنسان خافية‏,‏ وما فيه من حساب‏,‏ وجزاء‏,‏ ثم خلود إما في الجنة أبدا أو في النار أبدا‏.‏ ‏ (3)‏ التصديق بأن القرآن الكريم هو كلام رب العالمين‏,‏ الموحي به إلي خاتم الأنبياء والمرسلين ـ صلي الله عليه وسلم ـ والمحفوظ بحفظ الله ـ تعالي ـ حفظا مطلقا‏,‏ ولذلك فهو حق كله‏,‏ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه‏,‏ ومن الحق الذي جاء به القرآن الكريم قصص عدد من الأمم التي كذبت رسل ربها وما نزل بكل منها من صور العقاب الإلهي‏,‏ الذي جعله الله ـ تعالي ـ عبرة لمن جاء بعد تلك الأمم من خلق إلي يوم الدين‏.‏ ‏ (4)‏ التسليم بأن عذاب الله ـ تعالي ـ الذي ينزله في الدنيا علي الكفار والمشركين‏,‏ والغلاة الظالمين المفسدين في الأرض‏,‏ من المكذبين بدينه‏,‏ وبأنبيائه ورسله‏,‏ وبخاتمهم أجمعين‏,‏ وبالقرآن المنزل عليه‏,‏ كل ذلك هو مقدمة للأهوال التي سوف يرونها في الآخرة‏(‏ ولعذاب الآخرة أشد وأخزي‏).‏ ‏ (5)‏ الإيمان بكل من عالمي الغيب والشهادة‏,‏ وبمحدودية حواس الإنسان وقدراته‏,‏ فهو يبصر بعض الأمور‏,‏ ولا يبصر أغلبها‏.‏ ‏ (6)‏ اليقين بأن خاتم الأنبياء والمرسلين ـ صلي الله عليه وسلم ـ نقل إلينا الوحي الذي تلقاه من ربه بأمانة وصدق ودقة بالغة‏,‏ وأنه كان معصوما من الله في أمر هذا التبليغ بالرسالة السماوية دون أدني زيادة أو نقص‏.‏ ‏ (7)‏ التسليم بأنه ـ علي الرغم من ربانية القرآن الكريم‏,‏ وصدق نبوة خاتم النبيين ـ فإنه سيكون دوما من الخلق من يكذب بهذا الحق اليقين‏,‏ وأن هذا التكذيب سيكون حتما حسرة علي المكذبين في الدنيا والآخرة‏.‏ من الإشارات الكونية والتاريخية في سورة الحاقة‏:‏ ‏ ‏1ـ الإشارة إلي حتمية تدمير الكون‏,‏ وإعادة خلقه‏,‏ ووصف بعض أحداث الآخرة‏.‏ ‏2‏ ـ التأكيد علي الحقيقة التاريخية لأمتين من الأمم البائدة لم يدون المؤرخون ولا كتب الأولين شيئا عنهما‏,‏ هما قوم كل من عاد وثمود‏,‏ ووصف طرائق الإبادة لكل منهما والكشوف الأثرية المتأخرة في زماننا تثبت ذلك وتؤكده‏.‏ ‏3‏ ـ التلميح إلي أن جميع الخلق بعد طوفان نوح ومنهم أهل الجزيرة العربية إلي اليوم وحتي قيام الساعة كانوا في صلب نبي الله نوح وأصلاب الذين آمنوا به ونجوا في السفينة معه‏,‏ وقوانين الوراثة تدعم ذلك وتؤيده‏.‏ ‏4‏ ـ الجزم بحتمية العثور علي بقايا سفينة نوح حتي تكون عبرة للمعتبرين وقد تحقق ذلك منذ سنوات قليلة‏.‏ ‏5‏ ـ التمييز بين الأرض والجبال الراسية علي سطحها‏,‏ وهي حقيقة علمية مؤكدة‏.‏ ‏6 ‏ ـ الإشارة إلي شدة تماسك بناء السماء‏,‏ ووصف انهيارها عند تشققها‏.‏ ‏7‏ ـ التأييد علي حقيقة عالمي الغيب والشهادة‏.‏ وكل قضية من هذه القضايا تحتاج إلي معالجة خاصة بها‏,‏ ولذلك فسوف أقصر الحديث في المقال القادم ـ إن شاء الله ـ علي النقطة الثانية من القائمة السابقة وفيها إثبات الوجود التاريخي لقومي عاد وثمود‏.‏

قضايا واراء - من أسرار القرآن بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما ‏(‏النساء‏:138)‏

قضايا واراء - من أسرار القرآن بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما ‏(‏النساء‏:138)‏ من أسرار القرآن بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما ‏(‏النساء‏:138)‏ بقلم: د. زغلول النجار 822 هذه الآية القرآنية الكريمة جاءت في أوائل الربع الأخير من سورة النساء‏,‏ وهي سورة مدنية‏,‏ وآياتها مائة وست وسبعون‏(176)‏ بعد البسملة‏,‏ وهي رابع أطول سور القرآن الكريم بعد كل من سورة البقرة‏,‏ والأعراف‏,‏ وآل عمران‏.‏ وقد سميت سورة النساء بهذا الاسم لكثرة ما ورد فيها من الأحكام الشرعية التي تتعلق بالنساء. ويدور المحور الرئيس لسورة النساء حول قضايا التشريع لكل من المرأة, والأسرة, والمجتمع, والدولة, وذلك من مثل تشريعات الزواج, والطلاق, والعبادات, والمواريث, والجهاد في سبيل الله. وحسن تربية الأبناء, من أجل إقامة المجتمع المسلم الخالي من المخالفات الشرعية, ومن رواسب الجاهلية القديمة والحديثة. وبالإضافة إلي ذلك تقرر سورة النساء وحدانية الخالق- سبحانه وتعالي- التي تؤكد وحدة رسالة السماء, وعلي الأخوة بين الأنبياء, وبين الناس جميعا. هذا وقد سبق لنا استعراض سورة النساء, وما جاء فيها من التشريعات الإسلامية, وركائز العقيدة, والإشارات الكونية, ونركز هنا علي لمحة الإعجاز التشريعي في تحريم النفاق, وذم المنافقين, وتأكيد خطر وجودهم في مجتمع من المجتمعات الإنسانية, لأنهم أخطر علي المجتمع الذي يتواجدون فيه من أي انحراف آخر سواء كان هذا الانحراف عقديا أو سلوكيا علي خطورة مثل تلك الانحرافات علي المجتمعات الإنسانية بصفة عامة إذا أرادت أن تحيا حياة سوية. من أوجه الإعجاز التشريعي في الآية الكريمة يقول ربنا- تبارك وتعالي- في محكم كتابه: بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما. الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا. وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتي يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا( النساء:138-140). وتستمر الآيات في سورة النساء محذرة من المنافقين ومن أخطارهم علي المجتمع حتي يأتي قرار الله- تعالي- حاسما جازما يجعلهم أكثر خطرا علي المجتمعات من الكافرين وذلك بقوله- تعالي-: إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا( النساء:145). ومن معاني هذه الآيات الكريمة أن الله- تعالي- يأمر خاتم أنبيائه ورسله- صلي الله عليه وسلم- أن ينذر المنافقين بأن لهم عذابا أليما يوم القيامة, لتوليهم الكافرين من دون المؤمنين, فهل يطلبون العزة من هؤلاء الكافرين ؟ والعزة لله- تعالي- وحده يهبها لمن يشاء من عباده المؤمنين, ومن اعتز بالله عز ومن اعتز بغير الله ذل. وقد نزل الله عليكم في القرآن الكريم أنكم إذا سمعتم من المنافقين الاستهزاء والجحود بآيات الله فلا تقعدوا معهم حتي ينتقلوا إلي حديث غيره, فإن لم تفعلوا ذلك شاركتموهم في جريمة الكفر بآيات الله والسخرية منها, وإن عاقبة ذلك وخيمة علي كل من الكافرين والمنافقين الذين سيجمعهم الله جميعا في جهنم. وجاءت الإشارة إلي النفاق والمنافقين بمختلف صياغات الكلمة( اسما وفعلا ومصدرا, وبالإفراد والجمع) في سبعة وثلاثين(37) موضعا من كتاب الله. و(النفاق) هو فعل المنافق الذي يدخل في الشرع من باب ويخرج عنه من باب آخر, أي يظهر الإسلام وهو يبطن الكفر, ولذلك نبه ربنا- تبارك وتعالي- علي خطر النفاق والمنافقين بقوله العزيز: المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون( التوبة:67). و(الفاسقون) في هذه الآية الكريمة هم الخارجون عن شرع الله. ومن معاني هذه الآية الكريمة أن المنافقين والمنافقات يتشابهون في أنهم يفعلون من الأمور أقبحها, ويتظاهرون بالصلاح والورع, ويتركون الحق وينأون عنه, ويدعمون الباطل ويساندونه, ويدعون أنهم الأصلح للمجتمع. ويبخلون بأموالهم عن وجوه الخير, وينفقونها في وجوه الشر وجاهة وسمعة. أعرضوا عن خالقهم فأعرض عنهم, وتركهم في ضلالهم لأنهم هم حقا الخارجون عن شرع ربهم. وبالإضافة إلي التملق المزيف لأصحاب الجاه والسلطان, وإلي إظهار المنافق غير ما يبطن, وإلي خداع نفسه وخداع غيره, وتلونه بكل لون, فإن نهاية النفاق دوما إلي بوار. ورسول الله- صلي الله عليه وسلم- يضيف إلي صفات المنافقين الخيانة والكذب والغدر والفجور وذلك بقوله الشريف آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب, وإذا وعد أخلف, وإذا اؤتمن خان وقال- صلي الله عليه وسلم- أربع من كن فيه كان منافقا خالصا, ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتي يدعها: إذا اؤتمن خان, وإذا حدث كذب, وإذا عاهد غدر, وإذا خاصم فجر( أخرجه كل من البخاري ومسلم). لذلك كان صحابة رسول الله- صلي الله عليه وسلم- أبعد الناس عن النفاق والمنافقين, وأحرصهم علي ألا يتسلل إلي تصرفاتهم شيء من هذه الصفات الذميمة, فعن ابن أبي مليكة- رحمه الله- أنه قال أدركت ثلاثين من أصحاب النبي- صلي الله عليه وسلم- كلهم يخاف النفاق علي نفسه. ويذكر عن الحسن البصري- رضي الله عنه- قوله عن النفاق: ما خافه إلا مؤمن, ولا أمنه إلا منافق. والنفاق يدمر الروابط في المجتمع, وينشر فيه كلا من الخداع, والمراوغة, والتلبيس, والغش, والكذب, حتي تنعدم الثقة بين الناس, ويسود علاقاتهم الحذر والحيطة والشك في كل أمر, والخداع والريبة في كل صلة. ومن صفات المنافق قساوة القلب, وجمود العين, والإصرار علي الذنب, والحرص علي الدنيا. فكل من الخيانة, والكذب, والغدر, والفجور هي من صفات المنافقين, وإذا اجتمعت هذه الصفات الذميمة في فرد واحد كان منافقا خالصا كما وصفه رسول الله- صلي الله عليه وسلم-. وهذه الصفات القبيحة تعبر عن انحطاط في أخلاق من يحملها, لأنه لا يمكن أن يؤتمن علي شيء من تعود علي خيانة الأمانة, ولا يمكن لمن تعود علي الكذب أن يصدقه الناس, ولا يمكن لغادر أن يحفظ العهد, ولا يمكن لفاجر إلا أن يرمي خصومه بالافتراءات الكاذبة وبالتهم الباطلة, وإنسان هذا شأنه لا يمكن أن يكون لبنة صالحة في مجتمع سليم, بل هو خارج علي قوانين المجتمع وأمنه, وخارج عن فطرته السوية التي فطره الله- تعالي- عليها, لأنه كي يحقق مآربه الشيطانية فلا بد وأن يظهر غير ما يبطن, وأن يدعي الصدق وهو يعلم أنه كاذب, ويتظاهر بالأمانة ثم يخون, ويدعي المحافظة علي العهد وهو يخطط للغدر به. والمنافق إذا لم يراجع نفسه, وإذا لم يردها عن غيها باستمرار غلب عليه النفاق حتي في معاملته مع ربه مما يؤدي إلي انتزاع الإيمان من قلبه, وتركه ليمتلئ بالنفاق حتي يلقي ربه وهو- تعالي- غاضب عليه, وفي ذلك يقول الحق- تبارك وتعالي-:ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين. فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون.فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلي يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون( التوبة:75-77). والمنافقون في كل زمان ومكان همهم الأكبر الحصول علي أكبر قدر من المكاسب المادية بأي ثمن دون تحري الحلال من الحرام, حتي لو كان ذلك علي حساب حقوق الآخرين وحساب المصالح العامة والأخلاق والقيم وعلي حساب كرامتهم الشخصية, فيعيشون كالعبيد الذين لا يملكون من أمرهم شيئا, ولا يحركهم إلي مطامعهم إلا شهواتهم الدنيئة. ومن أبشع صور النفاق ما يعرف باسم النفاق السياسي الذي يتبعه المتسلقون الوصوليون أصحاب الشهوات المفتوحة علي المال والسلطة, فيستخدمون النفاق في مجاملة الحكام وتملقهم, وتزيين أعمالهم الخاطئة, في أنظارهم وأنظار الغير وإظهارها بغير مظهرها الحقيقي فيخدعوهم ويخدعوا المجتمع كله ويخدعوا أنفسهم, وذلك من أجل بعض المكاسب الشخصية. والنفاق السياسي يزدهر في ظل كل حكم فردي مستبد, ينفرد فيه الحاكم بالسلطة المطلقة دون أدني رقابة من أجهزة الدولة, فيحيطه المنافقون طمعا في بعض المكاسب الشخصية من حوله, أو خوفا من قهره وسلطانه وبطشه. وطبقة المنافقين في كل زمان ومكان كانت ولا تزال أخطر الطبقات علي المجتمعات الإنسانية, ولذلك تهدد القرآن الكريم المنافقين بمنزلة في جهنم أخفض من مقام الكافرين بكثير فقال- تعالي- إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا( النساء:145). وهنا يتضح وجه الإعجاز التشريعي في حكم القرآن الكريم علي هذه الطبقة من الفاسدين الفاسقين وفي قول الحق- تبارك وتعالي- لخاتم أنبيائه ورسله بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما( النساء:138). بهذه الصياغة التهديدية التهكمية الساخرة في جعل العذاب الأليم الذي ينتظر المنافقين بشارة لهم بدلا من أن تكون إنذارا, والله يقول الحق ويهدي إلي سواء السبيل.

الكتاب - من أسرار القرآن (‏362) إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون تنزيل من رب العالمين [‏الواقعة‏77‏ ـ‏80]‏

الكتاب - من أسرار القرآن (‏362) إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون تنزيل من رب العالمين [‏الواقعة‏77‏ ـ‏80]‏ موضوعات من نفس الباب من القاهرة عودة السياسة إلي مصر تعليق مجرد كتالوج‏!!‏ التقوي مناط العمل الصالح توني بلير‏..‏ الرجل الذي فقد وعيه‏!‏ المخالفات الشرعية والمشاكل الأسرية الموضوعات الاكثر قراءة بريد السبت يكتبه: احمد البرى الإرادة الحديدية‏!‏ [65837] أصغر ملياردير يتبرع بـ‏100‏ مليون دولار للمدارس [28057] معوض يفجر أزمة في دفاع الفريق‏ [23743] دموع علي طاولة اجتماعات الكاف‏ [20828] قروش البحر الأحمر تتفوق علي براميل البترول‏!‏ [19731] الأهرام Ahram eahram eahram "كلنا خالد سعيد" ترفع شعار "الفقراء أولاً" http://gate.ahram.org.eg... #egypt #news #ahram · reply · retweet · favorite eahram القبض على مهندس وعامل هاربين من مؤبد بالجيزة http://gate.ahram.org.eg... #egypt #news #ahram · reply · retweet · favorite AlArabiya ا ف ب: اوباما يحذر من خلافات تكتيكية جديدة مع اسرائيل #alarabiya #israel #usa #obama · reply · retweet · favorite eahram "خناقة" بين أحمد بهجت ومراسم مجلس الوزراء بسبب الجلوس فى الصفوف الأمامية http://gate.ahram.org.eg... #egypt #news #ahram · reply · retweet · favorite eahram 25 قتيلا في انفجار سيارتين بوسط العراق http://gate.ahram.org.eg... #egypt #news #ahram · reply · retweet · favorite eahram الأهلى يسعى للاستفادة من هدية الجيش .. و"يخطب ود" القمة بمواجهة إنبى http://t.co/29R51Rb via @eahram · reply · retweet · favorite eahram عراقيل تقف أمام عودة "عمر أفندي" للدولة.. و"التمويل الدولية" تسأل عن مصيرها http://t.co/uZWEwVm via @eahram · reply · retweet · favorite Join the conversation الصفحة الأولى | الكتاب من أسرار القرآن (‏362) إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون تنزيل من رب العالمين [‏الواقعة‏77‏ ـ‏80]‏ بقلم: د. زغلول النجار 3005 هذه الآيات القرآنية الكريمة جاءت في خواتيم سورة لواقعة‏,‏ وهي سورة مكية‏,‏ وآياتها ست وتسعون‏(96)‏ بعد البسملة‏,‏ وقد سميت بهذا الاسم لاستهلالها بذكر الساعة‏,‏ و(الواقعة) من أسمائها لتحقق وقوع( الساعة), كما وعد ربنا ـ تبارك وتعالي ـ. ويدور المحور الرئيسي لسورة( الواقعة) حول أحداث كل من( الساعة), و(القيامة), و(الآخرة), والرد علي منكري تلك الأحداث الثلاثة الكبري التي كثيرا ما تجمع تحت أحد هذه المسميات القرآنية بسبب سرعة تتابعها, وإن كانت( الساعة) تمثل اللحظات الأخيرة في عمر هذا الوجود الدنيوي, والتي يفني فيها كل مخلوق, و(القيامة) هي البعث من أرض جديدة غير أرضنا هذه, وتحت سماوات غير السماوات المحيطة بنا. و(الآخرة) تأتي بعد كل من البعث والحشر والحساب والجزاء بالخلود إما في الجنة وإما في النار. هذا, وقد سبق لنا استعراض سورة الواقعة, وما جاء فيها من ركائز العقيدة, والإشارات الكونية, ونركز هنا علي ومضة الإعجاز التشريعي والاعتقادي في وصف القرآن الكريم بأنه تنزيل من رب العالمين من الأدلة المنطقية علي أن القرآن الكريم هو كلام الله: أولا: أنه كتاب معجز في بيانه: فكل حرف, وكلمة, وآية, وسورة من سوره, والقرآن كله معجز في بلاغته, ونظمه, وبيانه, ودلالته, لدرجة أنك لو نزعت كلمة واحدة من إحدي آياته وأدرت لسانك علي مجامع اللغة العربية لتجد بديلا لها ما وجدته. هذا بالإضافة إلي ارتباط الآيات ببعضها, وارتباط فواتح السور بخواتيمها, وارتباط السور بعضها ببعض, واختيار ألفاظ محددة في مواطن معينة دون مرادفاتها, في دقة من التعبير, وإحكام في الأداء, وشمول وكمال لا تدانيهما أي صياغة بشرية مهما علت. وقد تحدي القرآن الكريم العرب ـ وهم في قمة من قمم البلاغة والفصاحة وحسن البيان ـ أن يأتوا بقرآن مثله, أو بعشر سور من مثله, أو حتي بسورة واحدة من مثله, ولو من قصار السور, فعجزوا عن ذلك, ولا يزال هذا التحدي قائما دون أن يتقدم عاقل ليقول إنه استطاع صياغة سورة من مثل سور القرآن الكريم, أما المجانين فيمكنهم الادعاء بذلك وقد ادعوه!! وأما بلغاء العرب فلم يحاولوا ذلك أبدا, ولو من قبيل المحاولة, لأنهم كانوا يعلمون جيدا عجزهم عن ذلك. وهذا هو الوليد بن المغيرة أحد بلغاء العرب وفصحائهم, قال في القرآن الكريم وما آمن به: والله إن لقوله لحلاوة, وإن عليه لطلاوة, وإنه ليعلو وما يعلي عليه. ثانيا: أنه كتاب معجز فيما يدعو إليه من معتقدات: ومن ذلك دعوته إلي الإيمان بالله, وملائكته, وكتبه, ورسله, واليوم الآخر, وبالقدر خيره وشره, وبالغيب المحجوب عن الإنسان, وإلي توحيد الله ـ تعالي ـ توحيدا كاملا, وتنزيهه فوق جميع صفات خلقه, وعن كل وصف لا يليق بجلاله, والانطلاق من هذا التوحيد الخالص لله ـ تعالي ـ إلي الدعوة للاعتقاد في وحدة رسالة السماء, وفي الأخوة بين الأنبياء وبين الناس جميعا الذين ينتهي نسبهم إلي أب واحد وأم واحدة هما آدم وحواء ـ عليهما السلام ـ, وما أحوج الناس إلي هذه العقيدة الصحيحة وسط بحور الكفر والشرك والضلال التي يغرقون فيها اليوم إلي الآذان. ويري كل عاقل أن التوحيد أفضل من الشرك, وأن تنزيه الله ـ تعالي ـ فوق جميع صفات خلقه أفضل من الانحطاط بمدلول الألوهية إلي الحجر, أو الشجر, أو البشر, أو الشيطان, أو النيران, أو غير ذلك, وأن الإيمان بجميع أنبياء الله ورسله أفضل من التحلق حول واحد منهم والمبالغة في تعظيمه إلي حد عبادته من دون الله, أو المبالغة في عبادة الذات إلي حد التأله علي خلق الله, والتجبر في الأرض. ثالثا: وهو كتاب معجز فيما يدعو إليه من عبادات: لأن العبادات فيه هي أوامر إلهية خالصة, وليست من صناعة البشر, وهنا يتضح الفارق الكبير بين العبادات المفروضة من الخالق ـ سبحانه وتعالي ـ والعبادات الموضوعة بواسطة الإنسان, ويمكن إدراك ذلك بمقارنة كل من النطق بالشهادتين, وأداء كل من الصلاة, والزكاة, والصوم, والحج عند المسلمين, بالعبادات عند غيرهم من أصحاب المعتقدات الأخري. رابعا: وهو كتاب معجز في دستوره الأخلاقي: الذي يتصف بالكمال والمواءمة مع ما تقبله الطبيعة البشرية من ضوابط تنظيمية لسلوك كل من الفرد, والأسرة, والمجتمع, دون أدني قدر من الغلو, أو الإقلال, أو التفريط. خامسا: وهو كتاب معجز في جميع تشريعاته: التي تتصف بالحكمة والرشد والعدل, وذلك من مثل تحريم قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق, وتشريع عقوبة القصاص, وتحريم كل من الزنا والشذوذ الجنسي, وتحريم كل من السرقة والحرابة, ووضع العقوبات الرادعة للواقعين في تلك الحدود, وتشريع عقوبة القذف, وتحريم الربا بكل أشكاله وصوره المؤدية إلي الكسب الحرام, أو إلي أكل أموال الناس بالباطل, وتحريم كل من الخمور والمخدرات, وأكل أي من الميتة أو الدم أو لحم الخنزير أو ما أهل لغير الله به, وتحديد العلاقات والواجبات والحقوق لكل فرد في الأسرة والمجتمع والدولة والعالم( فقه الأسرة والمجتمع, فقه المعاملات والسلوك, فقه الحاكم والمحكوم, وغير ذلك من التشريعات الإلهية) التي تتفوق فوق كل القوانين الوضعية. سادسا: وهو كتاب معجز في إشاراته العلمية إلي الكون ومكوناته وظواهره: وقد جاء ذلك في أكثر من ألف ومائتي آية صريحة, بالإضافة إلي آيات تقترب دلالتها من الصراحة, في صياغة علمية تبلغ من الدقة والشمول والكمال ما لم يبلغه العلم الحديث, علما بأن هذه الإشارات لم ترد في مقام الإخبار العلمي المباشر, بل جاءت في مقام الاستدلال علي حقيقة الألوهية للخالق العظيم, وحقيقة ربوبيته, ووحدانيته المطلقة فوق جميع خلقه, وفي مقام الاستشهاد علي قدرته المطلقة في الخلق والإفناء والبعث, وعلي كل ما يشاء.. وتأتي الكشوف العلمية الحديثة متوافقة مع ما سبق نزوله في القرآن الكريم. سابعا: وهو كتاب معجز في جميع أنبائه الغيبية, وإشاراته التاريخية: فقد أشار إلي عدد من الوقائع التي تمت فيما قبل التاريخ, ولم يدونها إلا القرآن الكريم, كما أخبر بأحداث عديدة قبل وقوعها وتحققت بالفعل, أو لم تقع بعد, ونحن لا نزال ننتظر وقوعها, واستعرض جوانب من تاريخ عدد من الأنبياء والمرسلين, وعدد من صالحي البشر وطالحيهم, وعدد من الأمم البائدة بدقة فائقة, وقد بدأت الاكتشافات الأثرية في الشهادة علي سبق القرآن الكريم بالإشارة إليها. ثامنا: وهو كتاب معجز في ضوابطه التربوية: التي تهتم ببناء الإنسان الصالح, وليس فقط المواطن الناجح الذي تركز عليه أغلب المناهج التربوية الوضعية, التي ثبت فشلها. تاسعا: أنه كتاب معجز في خطابه إلي النفس الإنسانية: وهو خطاب يرقي بالإنسان إلي مراتب عليا في معراج الله, لا يمكن أن يرقي به إليها خطاب سواه, لأنه يحدد للإنسان علاقته بربه, وبذاته, وبأهله, وبمجتمعه, وبالإنسانية جمعاء تحديدا دقيقا, يرتقي بالإنسان إلي مقامات التكريم التي رفعه إليها خالقه, ويحقق له الأمن النفسي, ويطهره من القلق, والشعور بالخوف, وسوء الظن, والحسد, والغيرة, والتشاؤم, والتوتر, والشعور بالتعاسة والشقاء, وغير ذلك من الأمراض النفسية التي تنتاب الإنسان في غيبة الإيمان بالله, والبعد عن فهم حقيقة رسالة الإنسان في هذه الحياة: أنه عبد لله, مطالب بعبادة ربه بما أمر, ومستخلف في الأرض مطالب بعمارتها وإقامة شرع الله وعدله في ربوعها, ويرعاه في كل ذلك ويطمئن قلبه الشعور بمعية الله, لأن الإنسان إذا فقد الإيمان بذلك شقي في هذه الحياة وأشقي, وتعرض للعديد من الأمراض والعقد النفسية التي قد لا يكون لبعضها شفاء. عاشرا: أنه كتاب معجز في ضوابطه الاقتصادية والإدارية: التي اعترف بسموها كثير من أساتذة هذين المجالين من غير المسلمين, خاصة تحت وطأة الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تسود عالم اليوم, والتي تكاد تأكل الأخضر واليابس من علي وجه الأرض. ومن ضوابط القرآن الاقتصادية ما جاء به من تحريم الربا بمختلف أشكاله ووسائله, ومن تشريع الزكاة, واشتراط كتابة الدين, والإشهاد عليه, والأمر بأداء الأمانات إلي أهلها, وغير ذلك من ضوابط التعاملات المالية. ومن ضوابطه الإدارية الأمر بحسن التخطيط, والاستعانة بأهل الرأي والخبرة, والأمر بحسن توزيع الاختصاصات والمسئوليات, وبالعدل بين المرءوسين, واحترام الكبير, والعطف علي الصغير, وبالمحافظة علي الحقوق والواجبات, والمساواة بين الناس, وتحريم أن يحكم المسئول أهواءه الشخصية في الحكم علي مرءوسيه, والأمر بالمحافظة علي المصالح العامة والخاصة, وحسن القيام عليها بأمانة واقتدار. حادي عشر: أنه كتاب معجز في شموله: وذلك لمعالجته العديد من القضايا التي تتراوح بين خلق السماوات والأرض إلي خلق كل من الحياة والإنسان, كما تشمل سير عدد من الأنبياء والصالحين من لدن أبينا آدم ـ عليه السلام ـ إلي بعثة الرسول الخاتم ـ صلي الله وسلم وبارك عليه وعلي أنبياء الله ورسله أجمعين ـ, وتشمل سير عدد من الأمم البائدة, والأفراد الصالحين والطالحين, بالإضافة إلي ركائز كل من العقيدة والعبادة والأخلاق والمعاملات, كل ذلك دون خطأ واحد في اللغة أو الصياغة أو الدلالة أو المحتوي. ثاني عشر: أنه كتاب معجز في جرس ألفاظه وخواتيم آياته: وذلك من مثل روعة الجرس الصوتي بين كلماته, وخواتيم آياته, مع سلامة الأسلوب, وسهولة التراكيب, والانسياب في النطق مما ييسر الحفظ, وموافقة الألفاظ للمعاني المقصودة منها بدقة فائقة, مما ساعد ملايين الأفراد من العرب والعجم علي حفظه كاملا. ثالث عشر: إعجاز رسم حروفه: التي تتميز بالجمال والتناسق, والطواعية للتشكيل, والضوابط الحاكمة للخط العثماني الذي كتب به المصحف الشريف من مثل قواعد الوصل والفصل, والبدل, والهمزة, والحذف والإضافة في رسم الحروف, وذلك من أجل استيعاب جميع اللهجات العربية, وهو أمر معجز حقا لتفرد المصحف الشريف به دون سائر الكتب. رابع عشر: هو كتاب معجز في دقة حفظه: فلا تعرف البشرية وحيا سماويا حفظ في نفس لغة وحيه علي مدي أربعة عشر قرنا أو يزيد دون أن يضاف إليه حرف واحد, أو أن ينتقص منه حرف واحد سوي القرآن الكريم الذي تفرد بهذا الإعجاز الحفظي بعهد مطلق من الله ـ سبحانه وتعالي ـ حتي يبقي القرآن الكريم حجته البالغة علي جميع خلقه إلي يوم الدين. خامس عشر: هو الكتاب الوحيد الذي تحدي به رب العالمين الإنس والجن, فرادي ومجتمعين أن يأتوا بشيء من مثله: دون أن يتمكنوا من مجابهة هذا التحدي رغم مرور أكثر من أربعة عشر قرنا علي نزوله. من هنا كانت ومضة الإعجاز الإنبائي والتشريعي والاعتقادي في وصف القرآن الكريم بقول ربنا ـ تبارك وتعالي ـ فيه: إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون تنزيل من رب العالمين( الواقعة:77 ـ80). وهذا الوصف الإلهي للقرآن الكريم بأنه( في كتاب مكنون) أي في كتاب مستور, مصون, محفوظ بحفظ الله ـ تعالي ـ عن التبديل والتغيير, وهو اللوح المحفوظ, أو هو كذلك المصحف الذي بأيدينا, وقد تعهد ربنا بحفظه. ويدعم أنه اللوح المحفوظ قول ربنا ـ تبارك وتعالي ـ في الآية التالية: لا يمسه إلا المطهرون والمطهرون هم الملائكة الأطهار, وقد يشمل ذلك المتطهرين من البشر, وذلك لأن القرآن الكريم هو كلام رب العالمين, في صفائه الرباني, وإشراقاته النورانية. ومن هنا وجب تعظيمه واحترامه وإجلاله, ومن صور ذلك ألا يمسه إلا طاهر. وجمهور فقهاء المسلمين مجمعون علي عدم جواز مس المصحف الشريف إلا لطاهر من الحدثين الأصغر والأكبر, وقد أجاز البعض رخصة في ذلك لضرورة التعليم والتعلم. والذين يتشددون في هذا الأمر يقولون: إذا كان الله ـ تعالي ـ يؤكد لنا أن الصحف المطهرة في السماء لا يمسها إلا المطهرون( وهم الملائكة), فإن صحائف القرآن الكريم التي بأيدي المسلمين لا ينبغي أن يمسها إلا طاهر. ولعل في ذلك ردا علي أحد شياطين أو مجانين العصر وهو المدعو تيري جونز(TerryJones) من ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية(Gainesville,Florida,USA) الذي وضع علي كتاب الوجهFaceBook)) بشبكة المعلومات العنكبوتية نداء ينضح بالتعصب الأعمي, وبالكراهية للحق, وبالجهل الفاضح, يدعو هذا النداء الكريه من أعماهم التعصب من أمثاله إلي حرق آلاف من نسخ القرآن الكريم في ذكري الحادي عشر من سبتمبر2010 م. وعندما سئل: هل قرأت القرآن؟ أجاب بالنفي, وأكد أنه لا يعرف شيئا عن محتواه, ولكنها الرغبة الجامحة في الشهرة الزائفة, والكراهية الشديدة للحق وأهله, ووجه كريه من أوجه الحضارة المادية المفلسة في زمن الفتن الذي نعيشه, ولكن الحق دائما يعلو ولا يعلي عليه... والله غالب علي أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون( يوسف:21), وصدق الله العظيم, وبلغ رسوله الكريم ـ صلي الله عليه وسلم ـ, وجنبنا الله جنون المجانين, وإيذاء طالبي الشهرة الرخيصة علي حساب الحق الأزلي.. اللهم آمين آمين.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

مشاركة مميزة

مدونة نهضة مصر