السبت، يوليو 7

الأولى - تظلمات المواطنين تتحول إلي عابدين والقبة شهران حدا أقصي لانتهاء تقصي الحقائق حول مقتل المتظاهرين السلميين

الأولى - تظلمات المواطنين تتحول إلي عابدين والقبة شهران حدا أقصي لانتهاء تقصي الحقائق حول مقتل المتظاهرين السلميين


القصور الرئاسية بيوت للحد من المظالم

قصرا عابدين والقبة يستقبلان الشكاوى مع افتتاح ديوانين للمظالم

السبت، 7 يوليو 2012 - 09:22
قصر القبة قصر القبة
Add to Google
تفتتح اليوم رئاسة الجمهورية ديوانى المظالم بقصرى عابدين والقبة، استعداداً لاستقبال شكاوى المواطنين لتوجيهها فى قنوات شرعية لحلها فورا.

وكان الرئيس الدكتور محمد مرسى، قرر افتتاح مكتبين لتلقى شكاوى المواطنين فى كل من القصر الجمهورى بعابدين والقصر الجمهورى بقصر القبة، على أن يبدأ العمل بهما، اعتباراً من صباح السبت، مع افتتاح مكتب ثالث لتلقى الشكاوى بالتجمع الخامس فى وقت لاحق، حسبما صرح الدكتور ياسر على، القائم بأعمال المتحدث باسم الرئاسة.

وأصدر الرئيس مرسى تعليماته بإنشاء جهاز أو ديوان للمظالم لتلقى شكاوى المواطنين، والعمل على حلها بسرعة، على أن تقدم تقارير يومية بما تم إنجازه 

الأولى - إحياء مشروع الجسرالبري بين مصر والسعودية ‏مجلس الشعب يناقشه خلال أيام الجسر يضاعف حجم التجارة لاكثر من 300%

الأولى - إحياء مشروع الجسرالبري بين مصر والسعودية ‏مجلس الشعب يناقشه خلال أيام الجسر يضاعف حجم التجارة لاكثر من 


300%


وسط اهتمام مصري سعودي باعادة إحياء مشروع القرن الخاص باقامة جسر بري يربط بين البلدين كشف اللواء فؤاد عبدالعزيز خليل رئيس جمعية الطرق العربية النقاب عن لقاء مطول مع الدكتور جلال السعيد وزير النقل
مكان الجسر البرى بين مصر والسعودية

مكان الجسر البرى بين مصر والسعودية
 حيث تم استعراض آخر التطورات حول مشروع الجسر البري الذي يربط بين مصر والسعودية عبر خليج العقبة.
وقال خليل في تصريحات لـ الأهرام أنه تلقي اتصالا من المهندس صبري عامر رئيس لجنة النقل والمواصلات في مجلس الشعب لتحديد موعد يتم خلاله عرض التفاصيل الكاملة للمشروع ووضع آليات البدء في تنفيذه بالتنسيق مع الحكومة.


وأضاف أنه قدم للوزير عرضا من شركة فينسي الفرنسية تؤكد فيه استعدادها لتمويل الدراسات الفنية للمشروع بمنحة من حكومة فرنسا في حالة طلب ذلك رسميا من جانب السلطات المصرية..
وأشار الي أن الوزير ابدي اهتماما بهذا المشروع الحيوي باعتباره أول محور بري في العصر الحديث يربط مباشرة قارتي آسيا وأفريقيا عبر الأراضي المصرية والسعودية.
من جانبه قال المهندس صبري عامر رئيس لجنة النقل بمجلس الشعب إنه طلب تحديد موعد لجلسة استماع حول هذا المشروع من الدكتور سعد الكتاتني رئيس المجلس, متوقعا ان يتم ذلك مع النصف الثاني من مارس الحالي.


وأضاف ان الدكتور جلال السعيد وزير النقل سوف يعرض خطة الوزارة أمام اللجنة اعتبارا من12 الشهر الحالي وسوف يكون مشروع الجسر البري بين مصر والسعودية في مقدمة الاولويات.

وكانت الصحف السعودية قد كشفت أمس عن وجود اتفاق مصري سعودي علي إعادة إحياء مشروع الجسر البري بينهما المعطل منذ عام1988 الذي تأجل وضع حجر الاساس له عام2006, ويطلق عليه أسم جسر الملك عبدالله بن عبدالعزيز علي أن يبدأ العمل به منتصف العام المقبل بتكلفة مبدئية تبلغ3 مليارات دولار. ويتيح قطع المسافة بين البلدين عن طريق الجسر في20 دقيقة!
أعلن ذلك مصدر مسئول في وزارة النقل السعودية واضاف بأن الأسابيع المقبلة ستشهد وضع الخطوط العريضة لبداية المشروع الذي سيمتد من منطقة تبوك بين رأس حميد ومضيق تيران إلي مدخل خليج العقبة في مصرعبر البحر الأحمر بطول50 كيلو مترا موضحا أن وزارة النقل السعودية وضعت تاريخا مبدئيا للعمل بالمشروع وهو منتصف.2013


وأشار الي أنه ستتم مناقشة ذلك مع الجانب المصري مؤكدا أن فوائد الجسر ستكون كبيرة جدا للبلدين أهمها تيسير حركة التجارة والأفراد خاصة في مواسم الحج والعمرة وحركة العمالة المصرية بدول الخيج, والسياحة فضلا عن اختصار الوقت والجهد والمسافة فيما بينهما كما أنه سيختصر علي مصر مسافات كبيرة مع ودول الخليج جميعا وسورية والعراق والأردن حيث إن المسافة لا تتعدي20 دقيقة.

وأوضح ان هناك دراسات مالية أكدت ان تكلفة المشروع يمكن استردادها خلال عشر سنوات فقط عن طريق رسوم عبور الحجاج والمعتمرين والسياح والعاملين في دول الخليج.
ووفقا لمحللين اقتصاديين, سينعش الجسر الحركة التجارية بين البلدين ويصبح ممرا دوليا لدول الخليج العابرة الي دول شمال افريقيا وهو مايسهم في تحقيق تنمية شاملة لكل المنطقة الشمالية للمملكة وخاصة تبوك كما سيعمل علي انعاش الحركة التجارية في ميناء ضبا بجانب تعظيمه من المكانة السياحية لمنتجع شرم الشيخ الذي يقبل عليه السياح الخليجيون.
وتأتي تجربة الجسر السعودي المصري علي غرار تجربة جسر الملك فهد الذي بدأ العمل فيه سنة1982 بتكلفة بلغت نحو3 مليارات ريال والذي ربط بين السعودية والبحرين الا ان الجسر السعودي المصري يبدو مختلفا بعض الشيء حيث يربط قارتين ببعضهما البعض.


ويتوقع ان يختصر الجسر المسافات والزمن ويفسح المجال لكثير من الاتفاقيات والتعاون التجاري بين البلدين الي جانب وقف نزيف الدم علي الطريق البري بين مصر والسعودية إضافة الي تأمينه راحة أكبر لعشرات الآلاف من الحجاج والمعتمرين خاصة في اختصار الوقت الذي تستغرقه الرحلة حاليا. كما يتوقع ان يسهم في الحد من استخدام العبارات وهو مايقلل من المخاطر التي تتعرض لها العمالة المصرية للسعودية.

مسئولون مصريون: الجسر البري يضاعف حجم التجارة لاكثر من 300% .. ويؤدى لارتفاع أعداد السياح بين مصر والسعودية الى 4 أضعاف
رحب مسئولون مصريون بنبأ إعادة إحياء مشروع الجسر البري بين المملكة العربية السعودية ومصر . وأشاد المسئولون ـ في تصريحات لصحيفة (الوطن) السعودية ـ بالدور الذي تضطلع به حكومة خادم الحرمين الشريفين لدعم مصر في مرحلة التحول التاريخية وترحيبها الدائم بتنفيذ أية مشروعات تعمق أواصر الارتباط والشراكة بين البلدين.
وتوقع المسئولون زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين لأكثر من 300 % في غضون عامين، بعد تدشين الجسر، علاوة على ارتفاع معدلات السياحة الوافدة إلى مصر من الخليج بصفة عامة والسعودية بصفة خاصة، بما يعادل أربعة أضعاف ما هي عليه الآن ورواج السياحة البينية العربية، علاوة على زيادة حجم الاستثمارات بين البلدين وسهولة انتقال رجال الأعمال.
من جانبه، كشف رئيس منطقة التجارة الخارجية بوزارة التجارة والصناعة المصرية الدكتور حسين عمران ـ في تصريح لـ"الوطن" ـ عن أن الجسر البري بين البلدين من شأنه مضاعفة حجم التبادل التجاري بنسبة 300 $ إلى أكثر من 13 مليار دولار في غضون عامين، بعد تدشين الجسر، مقارنة بالمعدلات الحالية التي تبلغ نحو 4.2 مليارات دولار سنويا.
وأضاف أن الجسر البري سيسهل من تنقل البضائع بين البلدين، نتيجة لاختصار الجهد والوقت.
إلى ذلك، توقع مساعد أول وزير السياحة المصري الدكتور هشام زعزوع زيادة أعداد السائحين السعوديين إلى مصر، بأكثر من 1.2 مليون سائح سنويا، مقابل 300 ألف سائح حاليا، بعد تدشين الجسر البري، خاصة وأنه سيشجع العائلات السعودية على التوجه لمصر بسياراتهم الخاصة، بما يزيد معدلات السياحة الخليجية إلى مصر بصفة عامة والسعودية خاصة، أربعة أضعاف ما عليها الآن.
وأكد أن الجسر البري سيساعد بقدر كبير في تنشيط حركة السياحة البينية العربية، بين مصر والسعودية والأردن، كما أن منطقة "جنوب سيناء" ستشهد رواجا وانتعاشا اقتصاديا كبيرا بعد تدشين الجسر، خاصة في مواسم الحج والعمرة.

 

تراث و حضارة - حكايات مـن دفتـر الاستقلال

تراث و حضارة - حكايات مـن دفتـر الاستقلال



في مثل هذه الأيام وتحديدا في الثامن والعشرين من فبراير عام‏...1922‏ كان المصريون في الشوراع والحواري والأزقة يضعون أيديهم علي قلوبهم‏..
كل المصريين التفوا حول مطالب الحرية

كل المصريين التفوا حول مطالب الحرية
فهناك حدث ينتظرونه منذ زمن, وهناك رغبة أبسط ما توصف به أنها رغبة عميقة في إطلاق عنان مصر التي كانت في ذلك الوقت ماتزال أسيرة الاحتلال البريطاني.
فصحيح ان ثورة1919 قد حمل مدها الثوري الزعيم سعد زغلول وآخرون يعيشون في حلم الاستقلال. فهي من جعل الناس يعيشون في حمي أحلامها. فنجاح الثورة وعودة الزعماء من المنفي كانا أكثر من استهلال ومقدمة لتصريح28 فبراير عام1922 الذي ينظر إليه بعض المؤرخين علي انه مجرد محاولة للاستقلال مثل غيره من المحاولات التي سبقته وإن كنا ننظر إليه اليوم بوصفه مقدمة لأهم الدساتير المصرية وهو دستور.1923
ولكي نحل اللغز ونفهم الحكاية لنعرف ما ينتظرنا غدا في المحروسة مصر لابد من إعادة قراءة لما كان.
ففي قراءة الاوراق المصرية إعادة وإفادة كما كنا نسمع في الدروس المدرسية, إلا اننا لا يمكن أن نقصر حكايتنا علي حد الاستفادة من الدروس الماضية في تاريخ مصر. فالآن نضيف سؤالا مباشرا حول الثورة التي يعقبها محاولة للبحث عن الهوية المصرية ثم إصدار دستور يأتي مترجما للتيار القومي المصري و محيطا بكل الاحلام الوطنية.
فبصراحة ووضوح.. هل سيعقب ثورة25 يناير محاولة للبحث عن مصر الجديدة تكون السبيل إلي إصدار دستور يبني للمصريين ويقرر لهم خريطة الطريق التي تجعلنا كمصريين وخلال سنوات قليلة مقبلة جديرين بأحلام الاستقلال, والتقدم والعودة إلي الزمن الجميل لهذا البلد الأمين؟ أم أن الماضي قصص لا تتكرر وخاصة بالنسبة للذين يريدون فرض حمايتهم علي أرض مصر؟!مجرد سؤال.
أيام لها تاريخ:
قبل أن نصل إلي ذلك التصريح الذي صدر في آواخر شهر فبراير لابد أولا أن نتوقف عند ما كتبه د. محمد صبري السوربوني في كتابه الثورة المصرية من خلال وثائق حقيقية وصور التقطت أثناء الثورة والذي صدر باللغة الفرنسية فقد كانت مثل ثورتنا الحالية عفوية إذ سببتها سياسة الخنق المنظم ضد شعب تعداده أربعة عشر مليون نسمة مجمع علي حقه في الاستقلال والحرية. وهناك هدف ليس بسيطا قد تم تحقيقه يتمثل في ان المسألة المصرية فرضت نفسها علي الاهتمام العالمي وعلي ضمائر الرجال الاحرار وعلي مؤتمر السلام.
فالمصريون قد أسهموا في انتصار الحلفاء واعتقدوا انهم أسهموا في انتصار قضية كانوا سيستفيدون منها بحق إذ وضعوا في حوزة الحلفاء نحو مليون ومائتي ألف من العمال والجنود وكل موارد الدولة من النقد و المنتجات الزراعية والصناعية. وباعتراف المارشال اللنبي نفسه ان التعاون المصري واحد من العوامل الأكثر حسما في الانتصار علي الاتراك.
إذن فالمسألة المصرية ــ كما جاء سلفا في كتاب الدكتور السوربوني ــ حسب التعبير السياسي والحضاري أصبحت حكاية ملحة. فمصر كانت تنتظر الحرية ووجدت في سعد زغلول ورفاقه صوتا مسموعا إعترفت به شوراع وحواري مصر قبل مؤتمر الصلح في باريس.
تصريح وتعليق بريطاني:
ولهذا جاء تصريح28 فبراير1922 ليعالج ولو بشكل وقتي ذلك الاحتقان الثوري وقد ظهر في خطاب الحكومة البريطانية إلي عظمة السلطان, حيث إن الناس ــ حسب العقلية البريطانية ــ قد فهموا العبارات التي كانت قد ظهرت في مذكرة تفسيرية بشكل لا تحتمله.
فبالنسبة للتبريرات البريطانية ما حدث ان كثيرا من المصريين قد ألقي في روعهم رجوع بريطانيا العظمي في نواياها القائمة علي التسامح والعطف علي الأماني المصرية وانها تنوي الانتفاع بمركزها الخاص بمصر واستبقاء نظام سياسي اداري لا يتفق والحريات التي وعدت بها وهذا غير صحيح.
فبريطانيا العظمي صادقة الرغبة في أن تري مصر متمتعة بما تتمتع به البلاد المستقلة من ميزات أهلية ومركز دولي. وقد الجأ انجلترا إلي ذلك حرصها علي سلامة نفسها تجاه حالة تتطلب أشد الحذر فيما يتعلق بتوزيع القدرات العسكرية. وسيأتي وقت تكون فيه حالة مصر مدعاة للثقة بما تقدمه من ضمانات مصرية لصيانة المصالح الأجنبية.
فانجلترا ليست راغبة في التدخل في إدارة مصر وأصدق رغباتها أن تترك للمصريين إدراة شئونهم وما ورد من ذكر موظفين بريطانيين لوزارتي المالية والحقانية لا يعني التدخل في شئون مصر بل استبقاء اداة اتصال تستدعيها لحماية المصالح الأجنبية.
وانجلترا تكره الاضطرار إلي التدخل والتدابير مصلحة للقضية القومية المصرية التي تستفيد من ان البحث فيها يجري في جو قائم علي الهدوء والمناقشة بإخلاص.
والحكمة هي قوام الخلق المصري وليس هناك ما يمنع من إعادة منصب وزير الخارجية والعمل لتحقيق التمثيل السياسي والقنصلي لمصر. أما إنشاء البرلمان الذي يتمتع بحق الاشراف والرقابة علي السياسة في حكومة مسئولة علي الطريقة الدستورية..فالأمر يرجع لعظمتكم.
وهكذا تنتهي جملة التبريرات البريطانية لنلتفت إلي رد الفعل الوطني المصري.
صحافة مصر:
ففي الصحافة المصرية يبدو ان كل شيء كان معدا لاستقبال طيف الاستقلال. فالأهرام تكتب يوم28 فبراير وبصراحة نقدا للورد اللنبي المعتمد البريطاني في افتتاحيتها اللورد اللنبي بيننا حيث قالت: الاهرام... لا نظن ان الاختبار الذي أراده الانكليز في مصر من5 ديسمبر1919 إلي اليوم علمهم شيئا آخر سوي شدة عزيمة المصريين في طلبهم ومضائهم في المنهج الذي انتهجوه لأنفسهم.
فمن لجنة ملنر إلي الوفد المصري إلي الوفد الرسمي بين ذلك كله لم تتكشف لهم الحوادث والاطوار عن ضعف في العزيمة ولا عن حزب معتدل- الاعتدال مسايرتهم فيما يريدون-ولا عن تقهقر في المطالب. بل تكشف لهم الأمر عن الضد فعرفوا انه ليس في المصريين وفيما يطلبون لوطنهم حزبان ولا رأيان.
فاليوم يعدنا اللورد اللنبي بأنه يحمل الينا اصلاح ما افسده تشرشل بشدته. واليوم نقول نحن لجناب اللورد أرنا ما فعلت وعلي قدر ذلك العمل يكون حكمنا فقط.
فالواقع ليس بالاتفاق بين مصر وانجلترا لإن قاعدة الاتفاق لا يمكن ان تكون في نظر المصريين شيئا سوي الاستقلال والجلاء وإعادة حقوق مصر إليها كاملة. ولكن التسوية الوقتية ليرضي المصريون بتأليف وزارة فعلي قدر هذه التسوية الوقتية يكون الدليل علي مجري سياستهم وتحول هذا المجري أو عدم تحوله.
أما جريدة مصرفنشرت نقلا عن جريدة الماتان:إنه من الصعب الآن الخوض في السياسة المصرية أو السياسة الانكليزية المصرية فقد قبض علي ثمانية من أعضاء الوفد الذي تألف عقب إبعاد زغلول باشا وأشهر أعوانه. وكان هذا الوفد الجديد أعلن في منشور أصدره بمقاطعة البضائع الانكليزية, وحث الموظفين علي عدم الطاعة. وقد عطلت خمس جرائد عربية لنشرها هذا المنشور. وبعد يومين أطلق سراح الأعضاء الثمانية علي ألا يعودوا لإشعال نار الثورة وظهرت الصحف التي عطلت ثانية وفي الوقت ذاته علمنا ان اللورد اللنبي-المعتمد البريطاني-قد استدعي في لندن لأخذ رأيه.
أما موقف عبد الخالق ثروت المرشح لرئاسة الوزارة ــ وهو ماحدث بعد صدور التصريح ــ فكانت محل هذا الحوار الذي أجرته جريدة مصر المستقلة:
< هل توافق يا سعادة الباشا علي تصريحات الحكومة الانجليزية التي نشرتها أخيرا بالشروط التي عرضتموها سعادتكم لقبول تأليف الوزارة؟
<< انني طلبت من الحكومة الانجليزية إلغاء الحماية والاعتراف باستقلال مصر وإنشاء مجلس نواب تكون الوزارة مسئولة أمامه مع تغيير النظام الاداري الحالي. وستعين هذه الوزارة تحت إشراف مجلس النواب وفدا رسميا للمفاوضة ووضع قواعد الاتفاق بين بريطانيا العظمي ويجدد هذا الاتفاق الضمانات اللازمة لحماية مصالح الامبراطورية البريطانية والأجانب وسيعرض الاتفاق طبعا علي مجلس النواب.
وفي جريدة مصر أيضا نقلا عن جريدة الجورنال الباريسية, يعلق سنت برايس الصحفي الفرنسي نصا بأنه لا توجد مسألة أسهل حلا من المسألة المصرية إلا ان العقبة الوحيدة تكمن في رغبة الاستعمار الانكليزي فإذا زالت هذه الرغبة زال كل أمر.
أما وكالة روتر فتناولت أنباء تمهيدية للتصريح المرتقب كما تضمنت أراء وتعليقات ومنها:
وعد اللورد كرزون أن يقدم إلي البرلمان أوراق المسألة المصرية في يوم28 فبراير,نبأ من لندن بتاريخ13 فبراير الحالي أهتزت به الأسلاك البرقية إلي مصر قد يقرأه في معرض الأخبار كل من يلقي عليها النظرات السريعة بلا تأمل ولا تفكير ولكن الذي يلقي باله إلي كل أمر خاص بالمسألة المصرية لا يسعه إلا أن يسأل نفسه قائلا تري ماذا في تلك الاوراق؟ ولماذا تعين يوم28 فبراير موعدا لألقائها علي طاولة مجلس البرلمان البريطاني؟
إن جوابا حاسما للسؤال الأول قد يكون الآن غير موجود إلا إذا كانت تلك الأوراق التي يراد طرحها في المجلس تشتمل علي سلسلة تجارب سياسية لم تنجح منها تجربة أو تشتمل علي التسوية المزعومة والحل الوقتي الذي يحمل منه اللورد اللنبي صورة في حقيبته, وأما جواب السؤال الثاني فيعرفه من عرف أنه في وقت واحد سيذاع بلاغ رسمي عن المسألة المصرية في لندن وفي القاهرة.
ووتتابع الجريدة: ومهما يكن جهل أمة من الأمم بالسياسة وأساليبها ومناوراتها وحيلها سببا في أبعادها عن غايتها لانها غاية الحياة, إن الأمم تعد من يخالف مشيئتها خارجا أو خائنا ومن المحال أقناعها بغير تصورها فأكبر تضليل في العالم تضليل أمة بأسرها وأكبر جريمة في نظر الناس جريمة التسامح في الحق العام الذي ليس لشخص ولا لجماعة بل لبلاد بأجزائها وأفرادها,كذا الثقة في الأمم بأفراد منها جربتهم وأمتحنتهم لا تنتزع منهم بسهولة ولا توضع بالقوة في غيرهم,وحلول المسائل الخطيرة المعقدة لا تكون إلا بالوسائل المنقولة التي لا تتنافر مع طبائع الناس وأمزجتهم ومشيئاتهم.
واختتمت المقالة بعبارات يجب أن نقف عندها ونتفحصها جيداونصها الآتي لهذه الاعتبارات الكثيرة قد يجيء يوم28 فبراير ويجيء غيره من الأيام وغيره من الأسابيع والأشهر فتكثر المباحثات والمجادلات والمسألة المصرية باقية من غير حل حتي يتم حلها بالوسائط الحقيقية الفعالة ومن الأبواب الحقيقية المأمونة وليس في وسع أحد أن يحمل أمة علي قبول ما تأباه أو الرضا بما لا ترضاه. وهذا بالفعل ما أثبتته الأيام!
ونأتي إلي جريدة المقطم الموالية للاحتلال الانجليزي التي لا تستطيع في هذه الظروف الفارقة أن تأخذ صف إنجلترا. ففي افتتاحيتها في2 مارس1922 تقول:
بعد القراءة الأولي نظرة عمومية: ان البحث في مشروع كهذا المشروع وفي كل مشروع يمس مصير مصر ومستقبل أهلها في هذا الجيل والأجيال المقبلة يقتضي ان يجرد له الفكر في متسع من الزمان والصراحة في البيان.
ففي هذه الساعة الجليلة العظيمة الشأن في تاريخ مصر يأبي ضمير الصحافي الحر علي صاحبه أن يتصدر في مركز الحكم أو يستأثر بالحكم في القضية بل يري ان وظيفته الأولي هي ان يكون مرآة للرأي العام.
إضافة في تاريخ مصر الجديدة
وفي تعليق سريع للدكتورة. لطيفة سالم استاذة التاريخ الحديث والمعاصر بكلية اداب بنها قالت: إن هذا التصريح مهم جدا في تاريخ مصر, فيكفي ان نستعرض الاحداث منذ بداية ثورة1919 عندما سافر سعد زغلول ليطالب بالحقوق المصرية وما أعقب الثورة من محادثات ومفاوضات ومنها محادثات ملنر الشهيرة حتي حصلنا علي هذا التصريح.
فتصريح فبراير برغم ما عليه من تحفظات الا انه خطوة إلي الامام وانتزاع حقوق من إنجلترا في هذا الوقت. فيكفي ان ننظر لهذه الظروف حين كانت تسيطر انجلترا عسكريا, وكان ملنر وزير المستعمرات رجل لندن القوي له جبروته. فهناك تحفظات بلا شك علي وجود القوات الانجليزية ومسألة السودان والاقليات, ولكن يجب ان يقرأ التصريح في زمانه.
فتصريح فبراير سبب مباشر في دستور1923 أشهر الدساتير المصرية. صحيح ان الزعيم سعد زغلول قال عن الثلاثين القانونيين والسياسيين الذين وضعوا الدستور بأنها لجنة أشقياء ولكن هذا الدستور نفسه طالبنا بعودته عام.1930
وتصريح28 فبراير أنجب أيضا نظام حكم جديد في الشكل وليس المضمون ففي مارس تأسست الملكية المصرية وتحول السلطان إلي ملك.
وكل ثورة في مصر في العصر الحديث تمخض عنها دستور. فالثورة العرابية اظهرت أفكار7 فبراير1882, وثورة1919 أسست لدستور.1923 وبالنسبة لثورة1952 فقد كانت هناك محاولات في عام1954 ولكنه صدر عام.1956
ولهذا فثورة25 يناير لابد ان يكون لها دستور لتحديد الشكل القائم علي الحكم ثم البرلمان الذي يحدد الحقوق والواجبات كعقد اجتماعي.
وصحيح ان هناك رأيا يقول اننا تأخرنا ولكن لو نظرنا عبر التجارب الدستورية في العالم كله سنجدها قد حصلت علي وقت لازم لإنضاجها.
أما اطرف ما لقينا من تعليق علي تصريح28 فبراير1922 مقالة نشرت في جريدة مصر بتاريخ7 مارس1922, بعنوان أنتهاء الحماية نذكر منها فقرة عبرت عن رأي غالبية المصريين في تلك الفترة وكانت تقول: لعل أجمل فقرة حسبت تستهوي النفوس و تخلب الألباب وتسر القلوب ونحث فيها أطمئنانا هي الفقرة الأولي من التصريح البريطاني لمصر
ـ أنتهت الحماية البريطانية في مصر...... وإننا لنترك للمفسرين والشراح السياسيين قولهم أن كلمة أنتهت يجوز أن تكون بمعني ألغيت أو بمعني زالت وان كنا نفهم بأن كلمة أنتهت قد تكون بمعني تمت أو كملت لآن ألفاظ السياسيين ومدلولاتها لايمكن الأخذ بها كما هي, ولكن الفطن لايفرح بسطر وينسي سطورا أو بفقرة ثم يغفل بقية الفقرات وينأي بجانب عما بين السطور.
وبعد فأن قصة نفي الزعيم سعد زغلول وعودته.. وقصة الثورة والدستور انما تثبت أن مصر قد يتولي أمرها سياسيون تتعدد أفكارهم الا أنها تظل تعمل بروح الثورة التي تولد في كل زمن بملامح مختلفه.
فثمة عبقرية يختص بها أهل مصر يمثلها هذا الوجود للفهم الفطري بين المصريين وهو الذي يجعلهم في النهاية يحققون ما يريدون.
فقد انتقدوا تصريح28 فبراير ولكنه كان خطوة إلي الإمام...خطوة مفهومة إلي الاستقلال والدستور.

اقتصاد - تعديل ‏5‏ قوانين اقتصادية أمام الرئيس والحكومة الجديدة

اقتصاد - تعديل ‏5‏ قوانين اقتصادية أمام الرئيس والحكومة الجديدة


تستعد جمعية رجال الأعمال المصريين برئاسة المهندس حسين صبور بدراسة نحو‏56‏ تشريعا إقتصاديا لتقديمها للحكومة والرئيس الجديد بهدف تهيئة مناخ الاستثمار أمام المستثمرين المصريين والأجانب‏.‏
وقرر الإجتماع المشترك الذي نظمتة لجنتا التشريعات الإقتصادية والاستثمار برئاسة كل من المستشار محمود فهمي وحمدي رشاد مساء أمس الأول, في البدء بدراسة خمسة قوانين في المرحلة الأولي من إستراتيجية الجمعية, وهي الشركات الموحد والبنك المركزي والعمل والحريات النقابية والخروج الآمن من السوق.
وقال عادل العزبي رئيس لجنة الصناعة بالجمعية إن مناخ الاستثمار بمصر يحتاج إلي إعادة هيكلة, مشيرا إلي إنه ليس من المنطقي أن يحكم الصناعة قانون صدر في عام1958, فضلا عن حاجة السوق الحالية إلي تشريع يضمن للمستثمرين الأجانب الخروج الآمن من السوق, خاصة وأننا نحث المستثمرين الأجانب علي ضخ استثمارات جديدة بمصر, لكننا لم نطرح عليهم بدائل حال رغبتم في الخروج من السوق. وأوضح أن مثل هذا القانون سيعزز من جذب استثمارات جديدة لمصر, خاصة وأن الرؤية ستكون واضحة أمام المستثمر حال رغبتة في التخارج وبالتالي سيستثمر في مصر وهو علي يقين بأن هناك قواعد للحفاظ علي أموالة حال رغبتة في الخروج من السوق.
وأضاف إن مصر تعد الدولة الوحيدة في المنطقة العربية التي ليس لديها تشريع للتجارة الإلكترونية, وأكتفت فقط بقانون التوقيع الإلكتروني, وأدي هذا إلي ضياع فرص كبيرة أمام المنتجين المصريين للإستفادة من مزايا هذا التشريع.

الاسكندرية - التعديات علي شوارع المحروسة فوضي موروثة

الاسكندرية - التعديات علي شوارع المحروسة فوضي موروثة


بدأت الأصوات ترتفع في الإسكندرية مطالبة بعودة إدارة المرافق التي تم حلها بعد قيام الثورة للقضاء علي ظاهرة انتشار التعديات واحتلال البائعين للميادين الرئيسية‏(‏ المنشية ومحطة الرمل ومحطة مصر‏)‏ وإفتراشهم للشوارع الرئيسية.
مما يتسبب في إعاقة المرور وما تلا ذلك من تزايد البلطجة وانتشار المعارك بالأسلحة البيضاء بين الباعة سعيا لفرض السطوة والهيمنة علي الشوارع والمتاجر مما شوه الشكل الأنيق للمدينة الساحلية الجميلة.
أما زمان فقد عرفت مصر ظاهرة إنتشار التعديات في الشوارع أيضا ولكن الحكومة تداركتها كما يقول الدكتور نبيل سيد الطوخي فقد رأت الحكومة أن أصحاب المحال يسدون الطريق علي المارة بما يضعونه من صناديق ومقاعد وغيرها يسدون بها الشوارع والأزقة ولذا أصدرت الحكومة أوامرها كمايلي يجب أن تكون الأزقة خالية من جميع الأشياء هذه المزاحمة للمارة, وأن يمنع أرباب الدكاكين وسائر البائعين فرش البضائع علي الطرق المطروقة, ومنع احتكار الطرق العامة وإشغالها بالمصنوعات الا بما يعود بالمنافع العمومية, كما يمنع أصحاب المقاهي وما يماثلها من وضع ترابيزات علي الطرق الخاصة بالمارة ومن إعطاء كراسي للزبائن... كما حذرت الحكومة من عدم الاستجابة للأوامر وفي هذه الحالة سوف ترفع الأشياء المزاحمة من الطرق وما يتولد من خسائر سوف يعود علي أصحابها, و نبهت الحكومة علي أن العمل بهذه اللائحة سوف يبدأ من يوم الخامس عشر من أغسطس سنة1868ولكن يبدو من الصورة التي نقلها رسام جريدة الجرافيك الإنجليزية لاحد الشوارع المصرية بتاريخ2 أغسطس1879أن هذا القانون لم يجد أذانا صاغية, وأن التعديات لم ترفع حتي أن الشوارع ضاقت بالمارة وركاب الجمال والحمير( وسائل المواصلات في ذلك الوقت) حتي تسببت في إحداث خسائر في المقهي المتعدي علي نهر الطريق.

المحافظات - بعد تحايلها علي قرار الإغلاق قطع التيار الكهربي عن ‏6‏ شركات لتعبئة المياه في البحيرة

المحافظات - بعد تحايلها علي قرار الإغلاق قطع التيار الكهربي عن ‏6‏ شركات لتعبئة المياه في البحيرة


قرر المهندس مختار الحملاوي‏,‏ محافظ البحيرة‏,‏ قطع التيار الكهربي عن‏6‏ شركات عاملة في مجال تعبئة المياه الطبيعية بوادي النطرون تنفيذا لقرار وزير الصحة بغلقها لعدم التزامها بالاشتراطات الصحية, وثبوت وجود( البروتوزوا الحية) و(المجموعات القولونية) في نتيجة تحليل الميكروبولجي للعينات العشوائية المسحوبة من آبار المياه الجوفية, مما يتسبب في الإصابة بأمراض الإسهال والمغص وغيرها.
كانت لجنة من إدارة مراقبة الأغذية وصحة البيئة ومكافحة الأمراض المعدية بمديرية الصحة تضم الدكتور عادل مبروك ويرأسها الدكتور محمد نعمة الله وكيل وزارة الصحة بالبحيرة, قد قامت بالمرور علي شركات ومصانع تعبئة المياه بمنطقة وادي النطرون, حيث تبين قيام6 مصانع بغلق أبوابها الخارجية بالجنازير والإقفال لإيهام المسئولين بتوقفها عن الإنتاج تنفيذا للقرارات السابقة من وزير الصحة بغلقها, بينما تواصل العمل والإنتاج, خاصة خلال فترات الليل. وتعمد الي بيع إنتاجها من المياه إلي المحافظات البعيدة عن موقع الشركة, إمعانا في التضليل وتجنبا لاكتشاف مسئولو الصحة, فرفعت اللجنة تقريرها إلي الدكتور عمرو قنديل وكيل أول وزارة الصحة للطب الوقائي, حيث صدر قرار وزير الصحة بالغلق الفوري للشركات.
وتنفيذا لقرار وزير الصحة قرر محافظ البحيرة فصل التيار الكهربائي وإلزام تلك الشركات بقرار الغلق بالتنسيق مع شركة الكهرباء والشرطة حفاظا علي الصحة العامة للمواطنين.

قضايا إستراتيجية - هل تسير مصر في طريق التحول الديمقراطي؟

قضايا إستراتيجية - هل تسير مصر في طريق التحول الديمقراطي؟

هل تسير مصر في طريق التحول الديمقراطي؟
د‏.‏ يسري العزباوي
270
 
عدد القراءات


سؤال تصعب الإجابة عليه نظرا لأن المشهد السياسي في مصر مازال غامضا ومعقدا‏,‏ وذلك نتيجة لطبيعة تعدد الفاعلين والمؤثرين في صنع القرار واختلافهم في الوقت ذاته‏,‏ ومما لا شك فيه أن عملية صنع القرار في مصر الآن ليست للمؤسسات التقليدية للدولة‏,‏ فهناك أطراف أخري هي الأكثر قدرة علي عملية صنع القرار الآن‏.‏
فالطرف الأول, ميدان التحرير والثوار مازال لهم تأثيرات علي بعض القرارات المصيرية لهذا البلد سواء بالقبول أو الرفض, وكان آخرها الاعتراض علي حكم القاضي أحمد رفعت تجاه الرئيس مبارك ووزير داخليته ومساعديه من تهمة قتل الثوار. أما الطرف الثاني, فهو الأحزاب السياسية التي مازالت غير فاعلة في المجتمع وليس لديها القدرة علي التأثير( السلبي أو الإيجابي) في الشباب لكي تبلور موقفا موحدا أو مشتركا إزاء أية قضية من قضايا الانتقال السلمي للسلطة من العسكر إلي رئيس منتخبا. أما الطرف الثالث فهو المجلس الأعلي للقوات المسلحة, الذي يبدو من أفعاله وتصريحاته بأنه جاد بالفعل في نقل السلطة, إلا أن حالة فقدان الثقة من قبل قطاع في المجتمع, علي وجه التحديد ثوار ميدان التحرير, تجعله محل شك ونقد.
أما الطرف الرابع فهو جماعة الإخوان المسلمين, التي تستحوذ علي الأغلبية في البرلمان, والتي انتقل خطابها السياسي من الحديث عن ضرورة التوافق والاجماع بين القوي السياسية المختلفة علي خطوات مراحل التحول الديمقراطي إلي التخوين والتشكيك ليس في الأحزاب أو الفاعلين السياسيين الأخرين ولكن أيضا في مؤسسات الدولة, فدائما ما يتحدثون عن التوافق الوطني وضرورة الإجماع ويرفضون في الوقت ذاته فكرة المجلس الرئاسيس لكرسي الرئاسة والوصول لسدة الحكم, ولكن رفض الفكرة ينطلق من سبب مغاير يتمثل في أن هذه الفكرة تعود بنا إلي الوراء, عام ونصف علي الأقل, وتعطي المجلس العسكري المبرر للجلوس في الحكم فترة أطول من تلك التي يتوقعها الكثيرون.
أما الطرف الخامس فهو تحالف الخاسرين المؤلف من السيد حمدين صباحي والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح وصديقي العزيز خالد علي, الذين حصلوا علي ثقة عدد كبير من جمهور الناخبين في مصر, ولكنهم لم يستطيعوا حتي هذه اللحظات استثمار هذه الأصوات في إجراء مفاوضات ومناورات محمودة مع مرشح جماعة الإخوان لأنهم ببساطة شديدة جدا يمتلكون تفكيرا أحادي الاتجاه, فلكي استطيع أن أضغط علي الجماعة لابد أن أتفاوض أيضا مع الفريق شفيق حتي أستطيع أن انتزع من الجماعة أكبر قدر من التنازلات لصالح عملية التحول الديمقراطي في مصر.
وعلي الرغم من اختلاف الرؤي واختلاط الأمور وتشابكها لدي الأطراف الفاعلة السابقة إلا أن هناك بعض مظاهر ومؤشرات التحول الديمقراطي الحقيقي في مصر, التي ربما تحاول الإجابة علي التساؤل الذي جاء في عنوان المقال, فإذا كان الهدف النهائي لعملية التحول الديمقراطي التي تمر بها مصر, هو الوصول إلي ديمقراطية حقيقية, والمتمثل في التداول السلمي للسلطة عن طريق انتخابات عامة, وتبني واحترام مبدأ الأغلبية في الوصول إلي السلطة, والتعددية السياسية, واحترام حقوق الإنسان, ويمكن تناول مؤشرات التحول الديمقراطي, والتي ستوضح لنا أن مصر علي الطريق الصحيح أم لا, كما يلي:
أولا: المشاركة السياسية: يقصد بها تلك الأنشطة التي تهدف إلي التأثير علي صنع القرار الحكومي, وهي أنشطة فردية أو جماعية, منظمة أو عفوية, موسمية أو مستقرة, سلمية أو عنيفة, فعالة أو غير فعالة, شرعية أو غير شرعية. وأعتقد أن هذا متاح الآن ومعمول بها في مصر منذ ثورة25 يناير, فمازال الشباب قادرا علي الاستمرار في الميدان عقب أي فعل سياسي يبدو من وجهة نظرهم بأنه يمثل انحراف للمسار الطبيعي للثورة, وهناك أيضا مجموعات من الشباب استطاعت التأثير في صانع القرار التنفيذي في مجالات عدة, وأذكر هنا حركة محليات التي قامت بالاتصال بالمسئولين في وزارة التنمية المحلية وقدمت إليها مجموعة من الأفكار والرؤي لوضعها في قانون الإدارة المحلية الجديد....الخ.
ثانيا: الانتخابات الدورية: يقوم مفهوم الانتخابات بصفة عامة علي إدلاء مجموعة من المواطنين تتوافر فيهم الشروط اللازمة لممارسة حق الانتخاب بأصواتهم لصالح المرشحين الذي يحظون بتأييدهم, ضمن عملية منظمة وفق أحد أنظمة الاقتراع المعتمدة دوليا. وفي الواقع, لا يستطيع أحد أن يشكك في نزاهة الانتخابات البرلمانية المصرية التي جرت في عامي2011 و2012, والتي أفرزت قوي سياسية واجتماعية جديدة كانت محرومة من ممارسة العمل السياسي منذ فترات طويلة, وتستعد لخوض سباق المنافسة في انتخابات المحليات. أما الانتخابات الرئاسية التي أوشكت محطتها الأخيرة علي الانتهاء فإنها بشهادة منظمات المجتمع المدني الداخلي والخارجي الذي كان مراقبا لها بأنها كانت نزيهة علي الرغم من بعض المخالفات التي لا ترقي للطعن عليها. وفي الحقيقة يوجد تقدم ملموس علي أرض الواقع في أداء الجهات الإدارية التي أدارت العملية الانتخابية, والتي التزمت بعدم التدخل فيها لصالح أي طرف كما كان يحدث في السابق, وهذا ما يجعلنا نطالب بهيئة مستقلة إدارية دائمة تشرف علي العملية الانتخابية برمتها وتكون تابعة للجهاز الإداري للدولة تتمثل مهمتها في تنقيح الجداول الانتخابية والإشراف علي كل انتخابات تجري في مصر.
ثالثا: التعددية والتداول السلمي للسلطة: لا يمكن تصور قيام نظام ديمقراطي بلا تعددية سياسية يمارسها الأفراد. فالتعددية السياسية تمثل حقا جوهر النظام الديمقراطي وتعبر عن وجوده, لأنها تعطي للأفراد حرية العمل والتفكير علي قدم المساواة دون تمييز بسبب الجنس أو اللون أو الاعتقاد أو فهي قبول للرأي الآخر المخالف والمعارض لسياسة النظام الحاكم أو فكره أو فلسفته السائدة لحكم الدولة والمجتمع. والحقيقة أن التعددية السياسية داخل النظام السياسي للدولة لها خصائص معينة لا تستقيم الديمقراطية بدونها ولا بد من توفرها في أي نظام ديمقراطي وهي: أولا: ضرورة القبول بالتنوع السياسي والإيديولوجي أو الفكري مع القبول بالرأي المخالف وعدم نفي أو رفض الآخرين. ثانيا: تأكيد تداول السلطة داخل النظام السياسي للدولة بين القوي والأحزاب المختلفة, أي اللجوء إلي الشعب في فترات دورية محددة لكي يختار الشعب من خلال صناديق الاقتراع ممثليه السلطة التشريعية وحكومته السلطة التنفيذية من خلال انتخابات عامة وحرة ونزيهة لكافة المواطنين الذين لهم حق الانتخاب بموجب قانون يحدد ذلك. ثالثا: إن القانون هو الذي يحدد اختصاصات السلطات العامة ويخضعها للرقابة المستمرة. وبناء عليه فإن كل الدعوات التي تنادي الآن بوقف الانتخابات وتشكيل مجلس رئاسي هي في الحقيقة دعوات تعطل التحول الديمقراطي وتنفي القبول بالآخر ولا تحترم إرادة الناخبين.
رابعا: احترام حقوق الإنسان: شهدت حركة حقوق الإنسان في مصر بعد الثورة تطورات مهمة سواء علي الصعيد النظري أو العملي. ومع ذلك فلا تزال الفجوة كبيرة وعميقة بينها وبين حركة حقوق الإنسان علي النطاق العالمي خاصة في الدول المتقدمة. علي الرغم من إنهاء حالة الطوارئ وتعهد كل من مرشحي الرئاسة باحترامه لحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير والنص علي ذلك في الدستور الجديد.
خامسا: تقوية المجتمع المدني: يمكن نسبة ولادة المجتمع المدني واستمرار فاعليته إلي نجاح الثورات السياسية التي حققت كثيرا من الإنجازات في فضاء التنوير والعقلانية والعلم والديمقراطية. وقد لعبت الثورة الصناعية دورا في بلورة فاعلية مؤسسات المجتمع المدني, حيث أدت إلي وقوع تغييرات شاملة في واقع المجتمعات الغربية. والسؤال هناك هل ونحن بصدد وضع قانون جديد للمجتمع المدني في مصر هل سنضع أمامنا ضرورة إيجاد دور حقيقي فاعل لهذه المنظمات في المجتمع ليس فقط في مجال التنمية ولكن الدفاع عن حقوق الإنسان بحيث يصبح لمثل هذه المنظمات دور قوي في التشريع والرقابة وتكون بحق إحدي سلطات الدولة وليس مجرد شعارات.؟
وفي النهاية, كل المؤشرات السابقة تؤكد أن مصر في مرحلة مخاض شديدة, وربما تكون في طريقها الصحيح, وأنها بالفعل أنجزت بعض الخطوات الإيجابية, كما أنها مازالت بحاجة إلي إنجاز الخطوات الأخري, ولكن ما أحذر منه الآن هذه الحالة الاستقطابية شديدة الخطورة علي المجتمع وانقسامه إلي فرق سياسية يرفض بعضها البعض. فالمجتمع إنقسم إلي ثلاث فرق: واحدة تؤيد الفريق شفيق, والثانية تؤيد محمد مرسي, والثالثة تؤيد ميدان التحرير في ضرورة مقاطعة الانتخابات, وكل فرقة لها وجهة نظر تحترم ولكن الأهم, من وجهة نظري, تطبيق القاعدة التي تقول الاختلاف في الأراء لا يفسد للود قضية, فالمؤكد أن الكاسب اليوم هو الخاسر غدا وعلي الجميع العمل لمساعدة نفسه أولا ثم مساعدة هذا البلد الذي بحاجة, وبحق, إلي البناء لكي يتحقق التقدم للجميع.

مشاركة مميزة

مدونة نهضة مصر