السبت، سبتمبر 15

جدار لحماية السفارة الأمريكية واستمرار هجمات المتظاهرين علي الأمن

جدار لحماية السفارة الأمريكية واستمرار هجمات المتظاهرين علي الأمن

رسالة الى محمد مرسى
ان ما نشاهدة اليوم من احداث فى الشارع المصرى من شباب غير متدين يتراوح عمرة مابين العاشرة والعشرون عاما  هم بلطجية وليسوا اسلاميين متشددين كما تدعى الأبواق الغربية -إنها المؤامرة الدنيئة الكبرى التى تخطط لها امريكا واسرائيل للإستيلاء على مصر -اين جهاز الصاعقة التابع للقوات المسلحة ؟اليس هو المقابل للمارينز الأمريكى ؟ لماذا تأخردورة فى تطويق هؤلاء الأشرار وجمعهم من جذورهم لإيداعهم  فى معتقلات للخدمة الوطنية للتهذيب والإصلاح فمعظمهم يعانون الفقر والبطالة والفراغ وتستأجرهم جهات مشبوهة لتعكير صفو البلاد ولإفشال مرسى ونظامة قبل مرور المائة يوم ولذا فنطالب بسرعة إصدار قانون البلطجة حماية لمصر من هؤلاء الأشرار وحتى تعود مصر واحة للأمن والأمان - اللهم إشهد فإنى قدبلغت .....

الأربعاء، سبتمبر 5

وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم‏..‏

قضايا واراء - وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم‏..‏


وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم‏..‏
بقلم: د. محمد عمارة
د. محمد عمارة
 
عدد القراءات


في 25 يناير عام 2011م تفجرت في بلادنا ثورة شعبية لم يسبق لها مثيل في تاريخ الثورات‏,‏ انخرط في صفوفها نحو عشرين مليونا, واجتمعت فيها الكلمة علي شعار: الشعب يريد اسقاط النظام.. فلماذا كان هذا الاجماع الذي عز مثيله في التاريخ؟..
لقد بدأ ذلك النظام البائد حكمه ـ قبل ثلاثة عقود ـ بالكلمة الحكمة: الكفن ليست له جيوب.. لكنه خان الأمانة عندما نهب هو وأعوانه ثروات مصر, حتي أصبح 40% من شعبها تحت خط الفقر.. وربع سكانها يسكنون في المقابر والعشوائيات.
ولقد حكم هذا النظام البائد مصر بلد النيل أطول أنهار الدنيا, فأصبح في مصر ـ لأول مرة في التاريخ ـ مشكلة عطش.. وتقاتل المصريون في سبيل الحصول علي رغيف العيش الحاف!
وكان القطن المصري هو ثروة الذهب الأبيض الذي يفتخر ملوك العالم عندما يلبسون قميصا من نسيجه, ففرط هذا النظام البائد في هذه الثروة, وأصبحت الصهيونية ـ حليفة هذا النظام ـ هي التي تزرع القطن في افريقيا وتصدره إلي العالم بدلا من مصر.
ولقد أجمع العالم علي أن مصر هبة النيل, لكن هذا النظام البائد قد فرط ـ ولأول مرة في التاريخ ـ في الأمن المائي لمصر.. بل لقد أعان هذا النظام القارة الافريقية بأسرها عندما عقد مؤتمر القمة الافريقية في شرم الشيخ ـ أي في آسيا بدلا من افريقيا!..
وإمعانا في التفريط بمكانة مصر الدولية والاقليمية, كان رأس ذلك النظام يحرص علي حضور مباريات الكرة في الوقت الذي لا يحضر فيه مؤتمرات القمة العربية والدولية!
ولأول مرة في تاريخ مصر الاسلامية تغلق مساجدها عقب الصلاة, ويتحكم أمن الدولة في منابر المساجد ومعظم الوعاظ.. بل لقد جمعت الكتب الاسلامية من مكتبات المدارس والنوادي في حقبة التسعينيات ـ وأشعلت فيها النيران!..
وفي ظل هذا النظام البائد زورت إرادة الشعب في الانتخابات علي نحو غير مسبوق في التاريخ.. وتحكم زبانية أمن الدولة في التعيين لكل المناصب, بما فيها مناصب العمد في القري والعمداء في الجامعات.. وهي التي كانت بالانتخاب حتي في ظل الاحتلال الانجليزي لمصر!..
ولقد كان بمصر أهرامات صناعية, بناها طلعت حرب باشا وغيره من أبناء الرأسمالية الوطنية المصرية, ففرط هذا النظام البائد في هذه القلاع الصناعية, بل وباعها بأرخص من سعر الأرض التي أقيمت عليها.. فزادت بطالة العمال.. وعاشت مصر علي الاستيراد بدلا من الانتاج, حتي لقد استوردنا الفول والبصل والثوم من الصين!.. لتتزايد ثروات الرأسمالية الطفيلية التي مثلت أركان ذلك النظام.
ولم يكتف ذلك النظام البائد بالتفريط في الأمن المائي لمصر.. فلوث مياه النيل, وذلك بعد أن كانت أدبيات المصري القديم, زمن الفراعنة ـ كما جاء في كتاب, متون الأهرام] ـ تتحدث عن أنه يتقرب إلي خالقه ـ يوم الحساب ـ بأنه لم يلوث مياه النيل!
وبعد التفريط في الأمن المائي لمصر, وتلويث مياه النيل, فتح النظام البائد أبواب مصر للصهاينة كي يدمروا الزراعة المصرية, فتم لهم سرطنة الأرض والبذور والأسمدة والمبيدات.. وذلك بعد أن أقام هؤلاء الصهاينة المزارع الفخمة والضخمة ـ مزارع الفاكهة والخيول ـ لأركان النظام حول الطريق الصحراوي!
وبعد أن كان المصري مشهورا بارتباطه بالوطن, وعزوفه عن الهجرة, دفع الفقر والاحباط والبطالة وانسداد آفاق الأمل قطاعات واسعة من شباب مصر إلي المغامرة حتي بأرواحهم في الهجرة غير الشرعية ـ عبر البحر المتوسط, باحثين عن لقمة العيش في أوروبا!.. بل لقد دفع الفقر قطاعات من هؤلاء الشباب ـ الذين هم كنز الوطنية المصرية ـ إلي الهجرة إلي الكيان الصهيوني, بل والعمل في خدمة الجيش الاسرائيلي.. بما يعنيه ذلك من خيانة وطنية دفعهم إليها نظام العار الذي سيطر علي بلادهم ثلاثة عقود!
كذلك فكك هذا النظام البائد مفاصل المجتمع المصري, بتدمير النقابات المهنية والعمالية.. ومسخ الأحزاب السياسية.. ومحاولة إفساد القضاء المصري بالترغيب, والترهيب, والانتدابات والاعارات, والاختراق بواسطة ضباط الشرطة الذين يحصلون علي ليسانس الحقوق, لتمتلئ بهم مقاعد النيابة العامة ومنصات القضاء!..
ولافتقار ذلك النظام البائد إلي الشرعية الشعبية, كان استناده إلي الامبريالية الأمريكية وقاعدتها الصهيونية علي حدودنا الشرقية, فرأس النظام يعيش أغلب أيامه بالقرب من إسرائيل.. وهو ينسق معها لحصار غزة, وسجن سكانها دون أن تكون لهم حقوق السجين! بل ويتواطأ مع العدو الصهيوني في مغامراته الحربية علي غزة.. ثم يذهب ـ في التبعية الذليلة والمهينة ـ إلي حد التأييد للغزو الأمريكي لأفغانستان عام.. 2001 وللعراق عام 2003م.. وهو الغزو الذي دمر العراق وفتت وحدته, وحول ثلث شعبه ـ عشرة ملايين ـ إلي شهداء وأرامل ويتامي ولاجئين!.. وحقق حلم الصهيونية والتشيع الصفوي في الخلاص من القوة العربية الأولي في المشرق العربي.. كما أيد هذا النظام البائد الغزو الإثيوبي الصليبي للصومال.. بعد أن ترك السودان ـ بوابة أمننا الوطني الجنوبية ـ مسرحا للمخططات الامبريالية الصهيونية.. كما ترك بلاد الشرق العربي يتقاسمها الأمريكان مع إيران!.. نعم.. صنع هذا النظام البائد كل هذه الخيانات, ورأسه يتنزه في منتجع شرم الشيخ ـ بحضن إسرائيل ـ حتي لقد اعترف أركان الكيان الصهيوني علنا ـ بأنه كنز استراتيجي لأمن إسرائيل!..
ولقد بلغت المأساة الملهاة القمة, عندما أعلن الكنز الاستراتيجي لأمن إسرائيل أن التيار الاسلامي خطر علي الأمن القومي المصري.. ومن ثم كانت جهود أجهزة ذلك النظام الأمنية والاعلامية موظفة في خدمة الحملة الامبريالية العالمية لكراهية الاسلام والتخويف من صحوته ـ الاسلاموفوبيا ـ فكان ولاء هذا النظام للدوائر التي تزدري الاسلام.. وكان قمعه للإسلاميين!..
تلك سطور مجرد سطور ـ من كتاب قرار الاتهام لنظام العار الذي انفجرت في وجهه جماهير مصر في ثورتها المجيدة ـ ثورة يناير عام 2011م ـ علينا أن نتذكرها ونحن نمسك بورقة الاقتراع لانتخاب الرئيس الجديد إن شاء الله.

Share/Bookmark      طباعة
 

ألوان التصوف وحقائق المتصوفين

قضايا واراء - ألوان التصوف وحقائق المتصوفين


ألوان التصوف وحقائق المتصوفين
بقلم: د. محمد عمارة
د. محمد عمارة
 
عدد القراءات


شهدت الأحداث المعاصرة مواقف سياسية للصوفية في مصر تجاه قضية اختيار الرئيس‏, ‏حيث أعلن فريق منهم تأييده لأحد المرشحين في جولة الإعادة ونظرا لأن الصوفية يمثلون قطاعا عريضا في المجتمع المصري كما انهم ليسوا فريقا او جماعة واحدة لهذا فقد رأينا إلقاء الضوء علي ألوان التصوف وحقائق المتصوفين:
من العقبات الكبري أمام فهم التصوف عقبة الخلط بين ألوانه, ووضعه كله في سلة واحدة, ومن ثم رفضه كله, أو قبوله جميعه دونما تمييز.. والحقيقة.. التي تغيب عن الكثيرين.. أن التصوف ليس نهجا واحدا, إذ منه التصوف الشرعي الذي هو علم القلوب والسلوك والإحسان المضبوط بضوابط الشريعة وأحكامها.. وهو الذي كان عليه كبار الزهاد والأقطاب والعارفين الذين سلكوا طريق المجاهدات والرياضات الروحية, منذ عصر صحابة رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ وحتي هذا العصر الذي نعيش فيه.. لقد جاهدوا أنفسهم, حتي فني عن مشاغلهم كل ماسوي الله.. ومع هذا, وفي ذات الوقت, عاشوا قضايا الإسلام وأمته, فكانوا أئمة الجهاد الذي خاضته الأمة في مواجهة المخاطر والتحديات.. لقد أقاموا الدين في قلوبهم وسلوكهم, وجاهدوا أعداءه في ميادين القتال, وقادوا الأمة في مقاومة الاستبداء, وزادوا عن حياض دار الإسلام, ووسعوا دوائر انتشار هذا الدين الحنيف بالقدوة والنموذج والمثال.. كانوا أئمة في فقه الورع وفي فقه الواقع والأحكام علي حد سواء.
> ومن التصوف ـ كذلك لون فلسفي باطني, غرق أصحابه في الباطنية, التي تحللت من الشريعة والأحكام والتكاليف, سالكة سبيل التأويل المنفلت من ضوابط اللغة وقواعد الدين.. ولقد مثل هؤلاء ـ في تاريخنا ـ نزعة شاذة تماهت مع نظائرها من النزعات الباطنية في لاهوت بعض الديانات السابقة, سماوية كانت أو وضعية.. ولقد مثلت هذه النزعات الباطنية ـ في تاريخنا ـ غبشا لحق بنقاء العقائد الاسلامية, بل ومنافذ لاختراقات الآخر الديني والفلسفي لعقل الأمة وحياض من دار الإسلام.. وكان ظهور هذه النزعات الباطنية ـ كما يقول جمال الدين الأفغاني, 1254 ـ1314هـ 1838 ـ1897م] بداية الانحطاط الذي أصاب حضارة الإسلام.
ولقد تحدث الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده, 1266 ـ1323 هــ1849 ـ1905 م] عن التطوير الذي لحق التصوف الحق, والذي انتهي به الي المظهريات والخرافات والصياغات التي اقتربت ظواهرها عن الشركيات.. فقال: إنه لم يوجد في أمة من الأمم من يضاهي الصوفية في علم الأخلاق وتربية النفوس.. وإنه بضعف هذه الطبقة وزوالها فقدنا الدين.. وإن سبب ما ألم بهم هو تحامل الفقهاء عليهم, وأخذ الأمراء بقول الفقهاء فيهم, فأولئك يكفرون, وهؤلاء يعذبون ويقتلون حتي ظهروا بغير مظهر طائفتهم.. ثم قام أناس يقلدونهم فيما كان يظهر منهم مما كانوا مضطرين الي الظهور به, وهو ليس من التصوف ولم يعرفوا من أمورهم الصحيحة الا قليلا. وهكذا كان البعد عن التصوف رويدا رويدا, حتي انقرضت هذه الطبقة انقراضا تاما إلا ما لا نعلم ولقد صدر عن الصوفية كلام ما كان ينبغي ان يظهر ولا ان يكتب ومنه مايوهم الحلول ولوكنت سلطانا لضربت عنق من يقول به!.. إن علينا ان نعمل بالكتاب لانه واضح مبين, وبالنسبة لانها بيضاء واضحة.. وبسيرة السلف, لانهم اعلم الناس بهما.. واما كلام الصوفية, فقد صرحوا بأنه رموز واصطلاحات لايعرفها الا اهلها الذين سلكوا هذه الطريقة إلي نهايتها, وصرحوا بأن من أخذ بظاهر أقوالهم ضل, وهذا ظاهر, فإن كتب محيي الدين بن عربي (560 ـ638 هـ 1165 ـ1240م]. مملوءة بما يخالف عقائد الدين وأصوله. وهذا كتاب, الإنسان الكامل] للشيخ عبدالكريم الجيلي,767 ـ832هـ 1365 ـ1428م] هو في الظاهر أقرب الي النصرانية منه الي الإسلام, ولكن هذا الظاهر غير مراد, وإنما الكلام رموز لمقاصد يعرفها من عرف مفتاحها. وعند ماكنت رئيسا للمطبوعات امرت بمنع كتاب, الفتوحات المكية] وأمثالها, لأن أمثال هذه الكتب لايحل النظر فيها إلا لأهلها.. وأنا لا أنكر ان للصوفية اذواقا خاصة وعلما وجدانيا ـ بل وربما حصل في شيء من ذلك وقتاما ـ لكن هذا خاص بمن يحصل له, لايصح ان ينقله لغيره بالعبارة ولا أن يكتبه ويدونه علما. إن هذا الذوق يحصل للإنسان في حالة غير طبيعية, ولكونه خروجا عن الحالة الطبيعية لا ينبغي ان يخاطب به المتقيد بالنواميس الطبيعية.هكذا تحدث الامام محمد عبده حديث الخبير بتصوف الصوفية وفقه الفقهاء.. والخبير بالتاريخ الذي تحول بالتصوف من علم الأخلاق وتربية النفوس الي صياغات جهلت جماهير الطرق الصوفية حقائقها, وغابت عنها مفاتيح هذه الحقائق, ولم يبق لها منها سوي الظواهر المملوءة بما يخالف عقائد الدين وأصوله.فالدين يؤخذ من الكتاب والسنة, ومن فهم السلف لهما, لانهم الأعلم بهما.. وأذواق الصوفية حقائق, لكنها ثمرات لحالات غير طبيعية, ولذلك لايجوز التصريح بها ولاكتابتها لمن يعيشون في النواميس الطبيعية.. ولقد سطر الصوفية تراثا امتلأت ظواهره بكثير من المخالفات العقدية, ولذلك وجب حجب هذا التراث عن الذين لايملكون مفاتيح معرفة حقائق هذه الظواهر.. ولأن هذا لم يحدث, فلقد شاع في أوساط الطرق الصوفية من العقائد والمقولات ماجعل الفقهاء يخوضون صراعا طويلا مع الصوفية.. حوله الامراء والحكام الي صراع دام في كثير من الاحياء, الامر الذي ألجأ الصوفية الي اسرار ورموز زادت حقل التصوف غموضا وبلبلة واضطرابا, الامر الذي باعد بين بعض هذه الطرق الصوفية وبين حقيقة التصوف كعلم للاخلاق وتربية النفوس. هكذا تحدث الفيلسوف ـ الصوفي ـ الإمام محمد عبده ـ فشخص هذه القضية ـ المشكلة تشخيصا عبقريا..
> وجدير بالذكر تميز الثقافة الإسلامية ـ عبر تاريخها ـ بالحقيقة التي تقول ان الذين تركوا بصمات واضحة وثابتة في هذه الثقافة هم العلماء الذين جمعوا بين قلب الصوفي و عقل الفيلسوف لان القلوب ترطب حسابات العقول, ولان العقول تضبط خطرات القلوب.. هؤلاء هم أهل التصوف بحق.., الذين جمعوا بين عقول الفلاسفة وقلوب الصوفية, فكانوا فقهاء وفي ذات الوقت عارفين.

صورة الصحابة بين السنة والشيعة

قضايا واراء - صورة الصحابة بين السنة والشيعة


صورة الصحابة بين السنة والشيعة
بقلم: د. محمد عمارة
د. محمد عمارة
 
عدد القراءات


للعلامة الشيخ أبو الحسن [1333ـ‏1420‏ هـ 1914ـ‏1999م‏]‏ ـ وهو من أعلام الفكر الاسلامي في القرن العشرين ـ كتاب نفيس‏.
عنوانه:, صورتان متضادتان عند السنة والشيعة], قدم فيه تصور الفريقين للهدي النبوي, ولصحابة رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ وحوارييه..
وفي هذا الكتاب, يقدم الندوي تصور أهل السنة والجماعة لإنجازات الهدي النبوي الذي أقام مؤسسات الصناعة الثقيلة ـ مؤسسات التربية ـ التي أعادت صياغة الإنسان بمنظومة القيم والأخلاق الإسلامية.
> عندما انتقل الرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ إلي الرفيق الأعلي, كان الذين دخلوا في الاسلام 124.000ـ وعندما ترجم العلماء الصفوة الصحابة, الذين تربوا في مدرسة النبوة, حصوا نحوا من ثمانية آلاف, منهم أكثر من ألف من النساء... وهي أعلي نسبة من الحواريين الذين صنعهم علي عينه رسول من الرسل أو نبي من الأنبياء ـ علي مر تاريخ النبوات والرسالات ـ.. فضلا عن الذين تربوا في النهضات والثورات.. ولهذه الحقيقة, التي مثلتها هذه الصورة, شهد الغربيون المنصفون ـ من غير المسلمين ـ أن المقدمين من عظماء الإنسانية مائة, أولهم رسول الاسلام, صلي الله عليه وسلم.
> وفي مقابل هذه الصورة للهدي النبوي وتربيته للصحابة والحواريين, وعلي الضد منها, تأتي تلك الصورة البائسة والشوهاء, التي صنعتها أكاذيب الشيعة لرسول الإسلام الذين معه من الأصحاب.. فلقد صوروا رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ مربيا فاشلا, عجز عن تربية صحابته وحوارييه, بل أزواجه!..
لقد حكم الشيعة بالكفر والردة والضلال والنفاق والفسوق علي جمهور الأمة.. وعلي الدولة, والحضارة, والثقافة, والتاريخ.. ونسبوا إلي إمامهم الخامس أبو جعفر محمد الباقر [57ـ144هـ 676 ـ732م] كلاما شاذا يقول: كان الناس علي ردة بعد النبي صلي الله عليه وسلم ـ إلا ثلاثة: المقداء بن الأسود, وأبو ذر الغفاري, وسلمان الفارسي!!
> كذلك صوروا رسول الاسلام ـ صلي الله عليه وسلم ـ طالب ملك وراثي في نسله من فاطمة ـ رضي الله عنها ـ.. ثم قاموا بإضفاء العصمة علي هؤلاء الأئمة الاثني عشر, حتي لقد جعلوا إمامتهم فوق النبوة, لأن النبوة ـ بزعمهم ـ لطف خاص, بينما الإمامة لطف عام!.. بل لقد ذهبوا إلي حد تأليه الأئمة واشراكهم مع الله في الولاية التكوينية علي كل ذرة من ذرات هذا الكون.
> ولما لم يشهد القرآن الكريم علي شئ من هذا الغلو, ذهبوا إلي ادعاء تحريفه, وإلي أنه قد كان ـ في زعمهم ـ سبعين ألف آية, لم يبق منه سوي 6236 آية!.. ضاربين عرض الحائط بوعد الله ـ سبحانه وتعالي بحفظ هذا القرآن من أي تحريف أو تغيير أو تبديل:, إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون] ـ الحجر: 9
> وعلي هذه الدعاوي الشاذة اجتمعت الشيعة عبر تاريخها, وفي أوثق مصادرها الحديثية والأصولية ـ وفي مقدمتها, الكافي] للكليني,329هـ 941م] ـ واستمر ذلك حتي عصرنا الراهن, فكتب الخميني,1320ـ1409هـ,1902ـ1989م] يقول: إن للأئمة مقاما محمودا ودرجة سامية وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون. وإن من ضرورات مذهبنا أن لأئمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل, لقد كانوا قبل هذا العالم أنوارا فجعلهم الله بعرشه محدقين, وجعل لهم من المنزلة والزلفي ما لا يعلمه إلا الله!..
> أما الصحابة ـ برأي الخميني فلم يكن لهم هم إلا الدنيا والحصول علي الحكم دون الاسلام والقرآن. لقد اتخذوا القرآن ذريعة لتحقيق نواياهم الفاسدة. وقد سهل عليهم اخراج آيات القرآن التي كانت تدل علي خلافة علي رضي الله عنه ـ بل فصل, وعلي امامة الأئمة, وكذلك تحريف الكتاب السماوي, واقصاء القرآن عن أنظار أهل الدنيا علي وجه دائم بحيث يبقي هذا العار في حق القرآن والمسلمين إلي يوم الدين. إن تهمة التحريف التي يوجهونها إلي اليهود والنصاري إنما هي ثابتة عليهم!!
هكذا صور الشيعة الاسلام وقرآنه ورسوله وصحابته ـ الذين صنعهم الرسول علي عينه, والذين أقاموا الدين والدولة والأمة والحضارة التي أنارت الدنيا وعلمت الأمم والشعوب.. ولا تزال.
> ولقد تتبع العلامة أبو الحسن الندوي معالم هذه الصورة الشيعية الشاذة التي رسموها للهدي النبوي وللصحابة والحواريين. وقام بتنفيذها ـ واستخدم في هذا التفنيد أقوال الامام علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ التي جمعها الشيعة أنفسهم في كتاب:, نهج البلاغة].. كما استشهد بكتابات علماء الغرب الذين كتبوا في تاريخ صدر الاسلام.. ثم طرق بابا مهما من خلال التتبع للثقافة الشيعية, وكيف أن مكانة الرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ قد تراجعت ـ في التراث الشيعي لحساب مكانة الإمام علي.. بل إن مكانة الإمام علي قد تراجعت لحساب مكانة الإمام الحسين ـ حتي لقد سموا أماكن صلواتهم بالحسينيات بدلا من أن تسمي بيوت الله!.. كما غطت أشعار المراثي ومناقب الأئمة وأحداث كربلاء علي المدائح النبوية عند الشعراء الشيعة.. ووصل الأمر باعتراف آية الله مطهري إلي حد هجر القرآن الكريم, بدعوي أن المخاطب به هم الأئمة وحدهم.. وانكار حجية العقل, بدعوي أنه لا دخل للعقل في الدين.. ورفض حجية الإجماع, لأن خلافة أبي بكر الصديق قد ثبتت بالإجماع!! وهكذا بلغ الحقد هذه المستويات من الشذوذ.

قضايا واراء - شهادات قبطية للشريعة الإسلامية

قضايا واراء - شهادات قبطية للشريعة الإسلامية


شهادات قبطية للشريعة الإسلامية
بقلم: د. محمد عمارة
د. محمد عمارة
 
عدد القراءات


كان إحلال القانون الوضعي الغربي محل الشريعة الإسلامية هدفا معلنا من أهداف الغزوة الاستعمارية الغربية الحديثة‏..‏
ولقد عبر عن ذلك أستاذ الحقوق الفرنسي جورج سوردون.. عندما قال: إن الأسلحة الفرنسية هي التي فتحت البلاد العربية.. وهذا يخولنا اختيار التشريع الذي يجب تطبيقه في هذه البلاد!
ولقد اعتمد الاستعمار لتحقيق هذا الغزو القانوني علي سلطة القهر الاستعماري.. وعلي الإغراء بالمدونات القانونية الغربية المبوبة والمصاغة في مواد مضبوطة وسهلة التناول علي رجال القانون.. في الوقت الذي كان فيه فقه الشريعة الإسلامية منتشرا في بحار كتب الفقه التي لا يستطيع التعامل معها إلا المجتهدون وكبار الفقهاء ـ الذين أصبحوا عملة نادرة بين رجال القضاء!
وبهذا القهر الاستعماري.. وهذا الإغراء القانوني تم الغزو الغربي لمؤسسات التشريع والقضاء في البلاد التي تدنست أرضها بجيوش الاحتلال.. ولقد تحدث عبدالله النديم عن هذا الغزو فقال: إن كل الدول الأوروبية قد تعرضت بالتغيير للدين الإسلامي والعوائد الشرقية في البلاد التي استعمرتها, وذلك عندما سنت لهذه البلاد قوانين تنسخ من الدين ما يقابل مواد هذه القوانين.. ثم أخذت تتوسع في نطاق النسخ الديني كلما لم تجد معارضا!
> وفي مواجهة هذا السعي الاستعماري لتغريب القانون.. كان سعي الحركات الوطنية إلي تحرير العقل من هذا الغزو القانوني, وذلك حتي تعود الأمة إلي استقلالها الحضاري الذي هو جوهر الاستقلال عن الاستعمار.
> إن تزايد النفوذ الأجنبي وغيبة التقنين الحديث لفقه الشريعة الإسلامية.. قد أفضي إلي انتشار القوانين الوضعية العلمانية علي حساب فقه الشريعة الإسلامية.. حتي وصفه أحد القضاة الأوروبيين ـ فان بملن ـ بأنه وليد الاغتصاب الواقع من الأقوياء ليفوق الضعفاء.. وركن قوي من أركان السيطرة الأوروبية علي مصر!.
ولقد تعدت بلوي هذا الاستعمار القانوني المحاكم القنصلية والمحاكم المختلطة إلي القضاء الأهلي بعد الاحتلال الإنجليزي لمصر ـ فيما سمي بالاصلاح القضائي في31 نوفمبر سنة3881 م.
> ان الثورة التشريعية الكبري.. التي قننت فقه الشريعة الإسلامية انطلاقا من كل المذاهب الفقهية المعتبرة.. والتي لم تقف عند اعتماد القوانين التي لا تخالف الشريعة, وإنما ردت كل القوانين إلي القواعد الشرعية.. وردت المواد القانونية إلي المصادر الفقهية الإسلامية.. كانت هي العمل التاريخي الذي أنجزته الدولة المصرية ـ علي عهد الرئيس السادات ـ وبواسطة مجلس الشعب المصري وتحت قيادة فقيه الشريعة والقانون الدكتور صوفي أبو طالب.. وهو العمل الذي استغرق أكثر من أربعين شهرا من ديسمبر8791 إلي يوليو2891 م ـ والذي تكونت لإنجازه ثماني لجان.. ضمت ما يقرب من مائة عضو من كبار فقهاء الشريعة والقانون واستعانت في عملها بشيوخ الأزهر وعلماء الافتاء وعمداء وأساتذة الشريعة والحقوق وأركان الهيئات القضائية ووزراء العدل والأوقاف.
> ولأن الشريعة الإسلامية شريعة إقليمية ـ غير طائفية ـ تطبق علي الإقليم والأمة ـ فلقد شارك في تقنينها كوكبة من رجال القانون الأقباط كان من بينهم الأساتذة: حنا ناروز ووديع داود فريد وجورج روفائيل رزق وعدلي عبدالشهيد ونشأت كامل برسوم واسطفان باسيلي.. وفي جلسة مجلس الشعب التي عقدت أول يوليو سنة2891 م التي أعلن فيها هذا التقنين للشريعة الإسلامية.. تحدث القانوني البارز الأستاذ اسطفان باسيلي الذي أمضي في العمل القانوني سبعة وخمسين عاما ـ تحدث عن الشريعة الإسلامية فقال: باسم الله الوهاب ـ السيد الدكتور رئيس المجلس ـ السادة الزملاء: إني إذ أتحدث الآن.. وفي هذا الموضوع بالذات.. فإنني أشعر أن التاريخ هو الذي يتكلم لشيخوختي أولا.. ولأنني عشت في العمل القضائي سبعة وخمسين عاما محاميا.. ولقد عرفت بمضي المدة أن الشريعة الإسلامية هي خير ما يمكن أن يطالب به لا المسلم وحده, بل وأيضا المسيحي( تصفيق) لأن بها كل ما يرضينا.. والعهدة النبوية الموجودة في دير سيناء والمكتوبة بخط الإمام علي.. تؤكد الحفاظ علينا في كل ما لنا من حقوق وما علينا من واجبات.. والقاعدة الشرعية: أمرنا بتركهم وما يدينون به.. واليوم مع هذه البهجة التي أراها.. أحس كأنه يوم دخول الإسلام إلي مصر.
اليوم يستكمل كل ما كان ناقصا وواجب الاكتمال فيما يتعلق بتطبيق الشريعة الإسلامية وما فيها من مصادر الرحمة الكثير بالنسبة للمواطنين.
لقد رأيت تجارب كثيرة في حياتي.. وعلي سبيل المثال.. كان الولد يموت في حياة أبيه فلا يرث أبناؤه شيئا.. ويحصل الأعمام والعمات علي كل تركة الجد, ولكن وجدوا أن الشريعة الإسلامية بها أحكام تنصف هؤلاء الأبناء.. فكانت الوصية الواجبة6491 م ـ لقد عشت معركة عند وضع القانون المدني سنة8491 م وكانت اللجنة من بينها الأخ الدكتور السنهوري والدكتور صادق فهمي.. وكان الكفاح كله يدور حول سيادة الشريعة الإسلامية علي التشريع المدني.. وفعلا جاء التشريع المدني وليس به مخالفة واحدة للشريعة الإسلامية, وإنما تشريع اليوم به كل شيء حسن.. وبه ضوابط تريح كل المواطنين ولا تغير من واقع عشناه جميعا وستصدر التشريعات ولن يشعر أحد بأن هناك حقا ضاع له.. فكلها جاءت لتصون الحق وتحميه.. فالشيء الذي يأتي وبه اسم الدين فإنه يرطب الحلق ويريح النفس ويهديء الأعصاب.
لذلك أقول: إنه يوم بهجة.. يوم أن يكون لكل انسان في مصر ما يسعده.. ويوم أن يكون اسم الشريعة الإسلامية هي المسيطرة علي كل تشريعاتنا, فإن ذلك ما يسعدنا.. وللذين جاهدوا عند الله أجر علي ما عملوا.. والحمد لله.. وشكرا والسلام عليكم.. تصفيق.
> وبعد هذا الاجماع علي تحكيم الشريعة الإسلامية.. أجري المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية.. استطلاعا للرأي.. حول تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية.. بما فيها الحدود ـ فصوت36% من الأقباط مع هذا التطبيق.. وفي ذات العام سنة5891 م نشرت صحيفة الأهرام في5891/3/6 تعليقا للبابا شنودة قال فيه: إن الأقباط في ظل حكم الشريعة يكونون أسعد حالا وأكثر أمنا.. ولقد كانوا كذلك في الماضي حينما كان حكم الشريعة هو السائد.
نحن نتوق إلي أن نعيش في ظل لهم ما لنا وعليهم ما علينا. إن مصر تجلب القوانين من الخارج وتطبقها علينا.. ونحن ليس عندنا ما في الإسلام من قوانين مفصلة.. فكيف نرضي بالقوانين المجلوبة ولا نرضي بقوانين الإسلام؟!
تلك شهادات نسوقها لنذكر بها لأن الذكري تنفع المؤمنين!

قضايا واراء - هكذا تحدث جارودي‏:‏ الإسلام عقيدة وشريعة

  الإسلام عقيدة وشريعة


هكذا تحدث جارودي‏:‏
الإسلام عقيدة وشريعة

بقلم: د. محمد عمارة
د. محمد عمارة
 
عدد القراءات


لقد تحدث جارودي‏ (1913‏ ـ‏2012‏ م‏)‏ عن التحولات الفكرية التي انتهت به إلي الالتحام بالإسلام‏..‏
فقال: لقد كنت لا أدريا, كأبوي واتصلت بموريس بلونيل (1816 ـ1949م) ـ الفيلسوف الكاثوليكي وتحولت من البروتستانتية إلي الكاثوليكية, وتحمست لها, ثم تركت الكاثوليكية إلي الماركسية.. ثم تنبهت إلي النظرية الإسلامية, وتتبعت مصادر الإسلام إلي الأصول الإبراهيمية, وهي الأصول الأكثر استيعابا لكل الأديان, والذي يريحني في الإسلام أنه ديانة لا تنفي غيرها من الديانات, ولا تنكر المسيحية, لأن الإسلام يبني علي ما سبقه ـ المسيحية واليهودية معا ـ ولقد أذهلتني صورة المسيح في القرآن, والمسيح في النظرية الإسلامية نبي من أنبياء الاسلام, لأن الإسلام هو الدين, وما سواه ليس إلا مللا.
ولقد عاش جارودي عمره الإسلامي الذي امتد أكثر من ثلاثين عاما.. ولقد مثل هذا العمر الإسلامي قمة النضج الفكري لهذا الفيلسوف الكبير, وقدم فيه أكثر من خمسة وعشرين كتابا, تحدث فيها عن الإسلام حديث الفيلسوف ـ العاشق فقال ـ ضمن ما قال ـ: إن الإسلام هو البديل لكل الأيديولوجيات المعاصرة, وإن الحضارة الغربية أفلست, وتحولت إلي الإلحاد, وتتصف بالشرك, وإن المسيحية رغم صمودها حتي الآن, إلا أنها لم تعد ذات فاعلية, والحقيقة التي نعيشها تحتلها ثلاثة آلهة يتعبدها الانسان الأوروبي المعاصر هي: النمو الاقتصادي, والقومية, والفلسفة الوضعية.
والأول ـ أي النمو الاقتصادي: يفتقد الغاية الانسانية, وتأخذ به كل دول العالم بحسب المفهوم الغربي, ولا يزال النتاج متزايدا ويتسارع ويتعاظم بصرف النظر عن الحاجة الحقيقية للسلع المنتجة في ظل هذا النمو, وسواء كانت هذه السلع مفيدة أو ضارة, تماما كالأسلحة التي صارت تجتذب أكبر الاستثمارات لأنها تحقق أعلي نسبة من الأرباح, ويتهافت العالم اليوم علي الانتاج السلعي علي حساب التنمية الحقيقية للمجتمعات وصالح الأفراد والأمم.
والثاني ـ أي القومية: من شأنها أن تولد الانقسامات, إن القومية لم تنشأ أصلا إلا علي أنقاض الوحدة المسيحية الأوروبية, وكان بزوغها بسبب الرأسماليات الوطنية, والقومية في أوروبا نقيض الأممية الإسلامية, التي من رأيها التآلف بين مختلف المجتمعات الإسلامية وجمعها ولم شملها.
والثالث ـ وهو الفلسفة الوضعية: لا تجعل للعالم غاية, وإنما تجعله هدفا في ذاته, وتفصله عن الأخلاق والقيم والمبادئ والإيمان بالمطلق, وبذلك يتحول العالم عن إنسانيته ولا يصبح في خدمة الإنسانية, والعلم الحديث صار ديدنه الوسيلة, وانفصمت عراه بالحب والايمان والجمال, وامتلك التقنية التي يمكن أن يبيد بها الحياة برمتها فوق البسيطة.
والإسلام, علي العكس, يوظف المعرفة والعلم وكل القيم في خدمة الانسان والحياة وتعمير الأرض, فالإنسان خليفة الله في الكون ليعمره لا ليدمره.
والإسلام يرفض فكرة الشعب المختار, وأن يكون المرء مسلما يعني أن تكون له الوسيلة الأقوي للكفاح ضد الصهيونية.. والإسلام هو الديانة الأكثر عالمية وشمولية, وهو يضم الديانات السابقة جميعها ـ الموسوية والمسيحية, والعقائدية منذ نوح ولوط ويونس إلي ابرهيم, وما شدني إلي الإسلام أكثر: الإسلام العقيدة وليس فقط الإسلام الحضارة إن الإسلام قد أسس روابط جديدة بين الإيمان والسياسة, ومن ثم بين الإيمان والعلم, والتوحيد في الإسلام, ليس فقط التركيز علي وحدانية الله, ولكن علي وحدانية العالم, وكل شخص رغم تميزه لا وجود له إلا في إطار علاقته بالكل وبالرب الخالق.
والشريعة الإسلامية ليست مجموعة قوانين فحسب بل طريقة حياة وهي قانون ملزم كثير المطالب, ومسيطر علي كل وجوه الحياة الداخلية والخارجية, ومن الممكن للإنسان أن يغش ويخدع في عمله أو في تعامله مع الآخرين, ولكنه يستحيل أن يفعل ذلك إذا آمن بأن الله يراه, وأنه سميع بصير عليم.
وتطبيق الشريعة يعني إفادة مجتمع لا تتكدس فيه الثروات, والله يقول: ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتي المال علي حبه ذوي القربي واليتامي والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب ـ البقرة 177, وليس تطبيق الشريعة أن نبدأ في تطبيق العقاب قبل أن نوجد اسلوبا في التربية, ونقيم نظاما سياسيا يوحي للفرد وللمجتمع بالكرامة جنبا إلي جنب مع الشعور بالواجب, ومعني أن يكون الإنسان مسلما: هو أن تعيش حياتك كلها تتقي الله ومن التعسف البين أن نجتزئ الشريعة ولا نأخذ بها جميعها, ولا يمكن تطبيق حد السرقة مثلا علي السارق إلا في سياق العدالة الاجتماعية. ونلاحظ أن عمر بن الخطاب لم يعلق حد السرقة في وقت المجاعة, وإنما لم ير تنفيذه ـ وهو أمر الله ـ بدون أن تتوافر شروط التطبيق.
وإن معظم الانتقادات التي توجه لي عن الإسلام تتعلق بوضع المرأة, والغربيون في طرحهم هذه القضية يفصحون عن خبثهم, لأنه إذا لم يكن تعدد الزوجات في قوانينهم, إلا أنهم يمارسونه بالأفعال, والزنا قاعدة عامة في سلوكهم.
وإن العالم الإسلامي لم يتدهور إلا بسبب جموده في فهم نصوص الشريعة, ولذلك ينبغي أن نتعامل مع القرآن, ونصوص الدين بشكل شامل, فنبحث عن الجوهر, ونجتهد الرأي, ونستخرج الفكر الأزلي أو الثوابت في الإسلام والمقاصد والمعاني الكبيرة, ونستعين بها في حل مشاكلنا المعاصرة.
إن الإسلام يحتاج إلي إعادة اكتشاف, ومسئولية المسلمين هي صنع فكر القرن الحادي والعشرين, والإسلام قادر علي حل مشكلات كل العالم, لقد كان الإسلام دائما بين الجمال, وتحريم الفن ليس له أصل في الدين, وإن الحضارة الأوروبية ابتداء من القرن السابع عشر ادعت انها قادرة علي إدارة العالم وشئونه بدلا من الخالق, والإنسان الجديد يحلم بسعادة أن يمتلك ويسيطر علي الطبيعة بالعلم والتكنولوجيا التي تعطيه السلطان علي الآخرين, وعلي كوكب الأرض بأسره, ويعوزه الإيمان, ويسير بخطي حثيثة نحو تدمير كل شيء, أما الإسلام, فهو علي العكس من ذلك ينفتح علي العالم, وعلي العلم, ويوظفهما لخدمة الإنسان ومعرفة الله, ومعرفة الله هي أن تتقيه في الناس, وفي الطبيعة, وفي كل الموجودات, فلا يكون استخدامها إلا بقدر, وبعلم وفيما يحقق الخير والعدل والجمال.
هكذا تحدث الفيلسوف الإسلامي جارودي عن الإسلام

مشاركة مميزة

مدونة نهضة مصر