الاثنين، أغسطس 27

اسم الله الحكيم

❁  اسم الله الحــــكـيـــــم  ❁

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.

قال الله تعالى: (إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيم) [يوسف: 6]
وقال الله تعالى: (وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَىٰ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [النحل: ٦٠ ]
 والله تعالى أخبر عن نفسه في القرآن، فقال أنه: (الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) (الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ) (الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) (حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (وَاسِعًا حَكِيمًا) (تَوَّابٌ حَكِيمٌ) (عَلِيٌّ حَكِيمٌ).


المعاني والدلالات لاسمه تعالى الحــكــيــم:

1ـ هو الذي له الحكمة والإحكام والحُكم.

2ـ والحكمة: تكون في الأقوال والأفعال فكل أقوال الله تعالى وأفعاله حسنة المآلات.

3ـ والإحكام: يكون في الخلق، فلا خلل فيه ولا تفاوت.

4ـ والحكم: هو القضاء الشرعي والقضاء الكوني؛ فشرعه كله عدل، وقَدَرُه كله إحسان.

الحكمة:
5ـ وحكمته تعالى من لوازم اسمه العليم، والخبير، واللطيف، والمتين، واتساع حكمته من مقتضى اسمه الواسع.

6ـ ومن حكمته أنه لم يخلق خلقه سُدىً ولا عَبثًا، بل خلقهم لحكمةٍ بالغةٍ وغايةٍ محمودة وهي توحيده وعبادته وعدم عبادة غيره، وهذه الحكمة تقتضي حمده.

7ـ ومن حكمته تعالى أنه خلق الذنوب ليتوب على عباده باسمه التواب، فيبدل سيئاتهم حسنات، ويرفع لهم الدرجات.

8- وهو الذي له الحكمة البالغة قي قَدَرِه سبحانه، وقد يُقَدِرُ ما يؤذي النفوس في الظاهر من هزيمة المسلمين أحيانًا، أو هلاك بعض أموالهم أو موت الأحبة، فمن صبر كان له حسن العاقبة من تكفير  السيئات وزيادة الإيمان، ورفعة الدرجات، وبلوغ أعلى الجنات، وكل ذلك يحبه الله تعالى، ولذلك قَدَّرَ الأقدار التي ظاهرها مؤلم ولكن حقيقتها الرحمة والثواب.

الإحكام:

9- وأحكام شرعه فيها غاية الإحكام، فهو تعالى يضع الأشياء في موضعها، وهو تعالى لم يأمر بشيء إلا لما فيه من الخير، ولم ينهى عن شيء إلا لما فيه من الشر.

10ـ وشرعه سبحانه أحسن الشرائع، ويصلح لكل زمان ولكل مكانٍ ولكل الأمم ؛  لأنه خلقهم وهو أعلم بما يصلحهم.

الحكم:

11ـ وهو الذي له الحكم، يحكم في عباده وبينهم بمقتضى أسمائه العليم، الحكيم، العلي، العزيز، فيحكم فيهم بعلمه وحكمته، وينفذ حكمه بعزته، وله السيادة عليهم بمقتضى علوه ورفعته.

فهو يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء ويذل من يشاء، ويهب لمن يشاء إناثًا، ويهب لمن يشاء الذكور، ويجعل من يشاء عقيمًا، ويضاعف الأجر لمن يشاء، ويؤتي فضله من يشاء، وينصر من يشاء.

12- وأحكام الله الشرعية وأوامره ونواهيه كلها عدل وإحكام، والعباد فريقان: منهم من أطاع أحكام الرحمن وآمن به، ومنهم من رد أحكام المنان وكفر به.

13- أما أحكام الله الكونية ومنها كيفية خلقهم وتقدير معاشهم وغناهم وفقرهم، وميعاد ولادتهم وموتهم،  فلا خروج لأحدٍ عنها.

14- ويوم القيامة تتطابق أحكام الله الشرعية والكونية، فيحكم للطائع بالثواب شرعًا ويدخله الجنة قدرًا، ويحكم للعاصي بالعقاب شرعاً ويدخله النار قدرًا.

15- والله تعالى يؤتى الحكمة من يشاء.

16- وإرادة، الله تابعة لحكمته سبحانه، وهي نوعان: شرعية وكونية.

 فأما إرادته الشرعية فهي التي أحبها، وهي التي أمر بها عباده، وهذه قد تقع وقد لا تقع، ومنها الطاعات وما يرفع الدرجات، وكل أوامره نابعة من حكمته.

 وأما إرادته الكونية وهي التي بمعنى المشيئة، فهذه لابد أن تقع، وهي مقترنة بحكمة الله البالغة، ومشيئة العبد تابعة لمشيئة الرب؛ لأن الله خلق العباد وأفعالهم وإراداتهم.



🌻🌼🌻🌼🌻🌼🌻🌼🌻🌼🌻🌼🌻🌼

عبادة الله باسمه تعالى الحكيم:

1ـ يجب على العبد أن يوقن بحكمة الله البالغة، وإحكامه المتقن، ويجب عليه أن يستسلم لحكمه، ويُطيع أوامره، ويتبع شرعه، ويرضى بقضائه، ويسلم بقدره.

2- ويوقن أنه ما خلق السماوات والأرض سُدىً، بل خلقهم لكي يعبده خلقه ويوحدوه.

3- ويجب عليه أن يحسن الظن بحكمة الله في قضائه وقدره، ويوقن بحسن عاقبته، ويوقن أن اختيار الله له أفضل من اختياره هو لنفسه، وتعتقد أنه ما منعك إلا ليعطيك، وما ابتلاك إلا ليعافيك، وما امتحنك إلا ليصفِّيك؛ لأن قضاءه تعالى لا يصدر إلا عن حكمته البالغة.

4- ولا ينبغي للعبد أن يعرض عن اتباع أوامر الله إذا كان لا يدرك الحكمة فيها، فما عليه إلا طاعة مولاه.
ـ وأما من أنعم عليه من فهم بعض حكمته، فَنَفْلٌ نفَّله إياه.
ـ ومن طعن في الشرع وبَدّله أو اعترض عليه فقد كفر بالله.

5- وكما يحرم الاعتراض على شرع الله، يحرم كذلك الاعتراض على قدر الله، ومن اعترض فقد نفى عن الله حكمته البالغة، سبحانه.

6ـ والأشاعرة يقولون إن الله يمكن أن ينعم على أعدائه ويعذب أولياءه، وهذا من الإلحاد في اسم الله الحكيم لما فيه من التناقض مع حكمة الله البالغة التي هي مقتضى اسمه تعالى الحكيم.


د. أشرف حجازي
للمزيد برجاء الرجوع لموقع www.Iam-Muslim.com

اسم الله الصمد

❁  اسم الله الصـــمد  ❁

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.

قال الله تعالى: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ  (2)) [الإخلاص: ١ – ٢]


المعاني والدلالات لاسمه تعالى الصمد:

1ـ هو الذي يقصده الخلائق ويصمدون إليه في حوائجهم الدينية والدنيوية.

ـ فهو المستغاث به في المصائب والحوائج لا مستغاث غيره علي الحقيقة.

2ـ هو الذي كَمُلَ في ذاته وفي صفاته، ولا شبيه له في مخلوقاته.

3ـ وهو الذي علا على خلقه بذاته وصفاته،  وله المثل الأعلى.

4ـ وهو الذي له كمال السيادة والعظمة والغنى والقدرة والعلم والحلم والحكمة.

ـ فهو الذي كَمُلَت جميع أوصافه من كل الوجوه، وهو العظيم الذي كَمُلَ في عظمته، وهو السيد الذي كَمُلَ في سؤدده، والعليم الذي كَمُلَ في علمه، والجبار الذي كمل في جبروته والحكيم الذي كمل في حكمته والحليم الذي كَمُلَ في حلمه، والغني الذي كَمُلَ في غناه.

5ـ وهو الذي لم يلد فيموت، ولم يولد من ذي جبروت، ولا يحول ولا يزول ولا تلحقه الآفات، بل يبقى بعزته بعد فناء كل المخلوقات.

6ـ وهو الذي لا جوف له كالمخلوق الذي يحتاج أن يملأ جوفه، واحتياجه دليل فقره وذلته، لذلك قد تغلبه شهوته.

7ـ والصمد نور متلألئ.


🌼🌻🌼🌻🌼🌻🌼🌻🌼🌻🌼🌻🌼


عبادة الله باسمه تعالى الصمد:

1ـ ومن علم أن ربه صمدًا قد علا بكمال صفاته فوق مخلوقاته فليجتهد في سؤاله لعله يسعد بنواله وإجابة دعائه، وعليه بمركب التوحيد وزاد الإخلاص وصحيح الاعتقاد في الأسماء والصفات حتى ينال الدرجات في أعالي الجنات مع أولي الفضل والإخبات.

2ـ من علم أن ربه صمدًا، صمد إليه في احتياجاته الدينية والدنيوية، ولم يلتفت إلى غيره، ودعاه وحده دون غيره، وتعلق بالخالق دون المخلوق، ورجاه دون غيره، وخافه دون غيره وتوكل عليه ولم يتوكل على غيره.


د. أشرف حجازي
للمزيد برجاء الرجوع لموقع www.Iam-Muslim.com

اسم الله الباقى

 ❁  اسم الله البـاقـــــي  ❁

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.
قال الله تعالى: (وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) [الرحمن: ٢٧]
وهو الأبقى والمبقى.


المعاني والدلالات لاسمه تعالى الباقي:

1ـ هو الذي لا بداية ولا نهاية لوجوده فهو أزلي أبدي، سيبقى بعد فناء الأكوان، وقد كان قبل خلق الزمان.

2ـ فما زال متصفًا بصفاته، لم تحدث له صفة لم يكن متصفًا بها، ولن تزول عنه صفة هو متصفٌ بها، ولم يكتسب اسم الخالق بعد خلق مخلوقاته، بل كان خالقًا قبل إيجادهم، سميعًا قبل خلق المسموعات، بصيراً قبل خلق المبصرات.

3ـ وهو الذي يُبقى من شاء ما شاء ولا يَبْقى شيء إلا بإبقائه سبحانه.

4ـ  هو الذي لا زوال لملكه ولا نهاية لسلطانه.


🌻🌼🌻🌼🌻🌼🌻🌼🌻🌼🌻🌼

عبادة الله باسمه تعالى الباقي:

1- ينبغي على العاقل أن يرى الكون بعين الفناء فيزهد في حطام الدنيا فلا يتعلق قلبه بحلالها فضلاً عن حرامها.

2ـ وإذا حققت النظر علمت أنك خُلِقْتَ للبقاء لا للفناء، وإنما تُنْقَلُ من دار إلى دار لتُجزى بعملك فأعقل من أنت؟ وعبد من أنت؟ ولم خُلقت؟ وما الذي أُريد منك؟

3ـ وينبغي لمن آمن باسم الباقي أن يسعى لتحصيل الحياة الباقية في الجنة العالية بالزهد في الدار الفانية، والإقبال على الله وطاعته، وإمساك هوى نفسه وشهوته.

د. أشرف حجازي
للمزيد برجاء الرجوع لموقع www.Iam-Muslim.com

اسم الله الْقَيُّوم

❁  اسم الله القــيــوم  ❁


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.

قال الله تعالى: (اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ) [البقرة: 255]
وهو القيام، والقائم على كل نفس، وهو قيم السماوات والأرض وهو الفعال لما يريد وهو البالغ  أمر  وهو المسعر.


المعاني والدلالات لاسمه تعالى القيوم:

 1- هو الذي يقوم بنفسه ويقوم بغيره ولا يحتاج إلى أحدٍ من خلقه.

2- وهو سبحانه لا ينام، ولا ينعس، ولا يغفل، ولا يتعب، ولا يضل، ولا يخطئ، ولا ينسى، وهو سبحانه لا يصيبه الإعياء، ولا الملل وهو سبحانه، لا يظلم، ولا يجهل، ولا يغيب، عنه شيء، ولا تخفي عليه خافية وليس في فعله لعب ولا لهو، ولا سدى.

3- وكل خلقه فقراء إليه، لا يستطيع أحدٌ منهم أن يقوم بنفسه طرفة عين.
وهو غني عنهم، ولا قوام لهم إلا به، فحاجة كل أحدٍ إليه، ولا حاجة به إلى أحد.

4- فهو الذي يقيم السماوات والأرض، ويقيم خلقه وعباده، فيرزقهم ويُصَّرف أمورهم، ويحصي أعمالهم، ويحاسبهم يوم نشورهم.

5- هو القائم على كل عباده بما عملوا، فيحصي أعمالهم ويشهد عليها ولا يعزب عنه شيء منها.

6- ورُوى أن اسم الله الأعظم هو اسم الحي القيوم.

7- واسم الحي يدل على كمال ذاته واسم القيوم يدل على كمال أفعاله.


🌼🌻🌼🌻🌼🌻🌼🌻🌼🌻🌼🌻🌼

عبادة الله باسمه تعالى القيوم:

1- ينبغي للعبد أن يكثر من دعاء الله تعالى بهذين الاسمين ( يا حي يا قيوم )، فقد كان من دعاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ.» [حسن: رواه الترمذي 2796، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي 2796]
قال ابن القيم: إن اسميِّ الجلالة الحي القيوم لهما أثر عظيم في دفع داء الكرب والهم والغم والحزن، فالدعاء « يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ» له تأثير في دفع البلاء، وهذه مناسبة بديعة، فإن صفة الحياة متضمنة لجميع صفات الكمال، مستلزمة لها، و صفة القيومية متضمنة لجميع صفات الأفعال.

2- ينبغي للعبد أن يقوم بمن يعول فيرعاهم ولا يضيعهم.
قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: « كَفَى بِالْـمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ.» [صحيح رواه أبو داود 1692 وصححه الألباني في صحيح أبي داود 1692]، وفي رواية: يضيع من يعول.
قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: « كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ.» [صحيح البخاري 893 و مسلم 220]


د. أشرف حجازي
للمزيد برجاء الرجوع لموقع www.Iam-Muslim.com

اسم الله الحى

❁  اسم الله الحــــــي  ❁


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.

قال الله تعالى: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ) [الفرقان: ٥٨]

المعاني والدلالات لاسمه تعالى الحــي:

1- هو الحي الذي لا يموت، وكل ماسواه زائل يموت إلا من أحياه.

2ـ هو الذي له مطلق وكمال الحياة، كما أن له مطلق وكمال الصفات فلا مقارنة بين حياة المخلوقين وحياة الخالق العظيم.

3ـ فحياته تعالى من ذاته، ولا حياة لمخلوقاته إلا من إحيائه.

4ـ وحياته تعالى لم يسبقها عدم ولا يلحقها فناء كحياة المخلوقين، فهو الأول بلا ابتداء وهو الآخر بلا انتهاء، سبحانه فهو الذي لا ابتداء لأوليته ولا زوال لآخر يته.

5ـ وحياته تعالى ليس  فيها نقص بحالٍ من الأحوال فليس فيها تعب أو عجز أو نوم أو مرض كنقص مخلوقاته، بل حياته تعالى تتضمن كمال القدرة والعلم والعزة.

6ـ واسم الحي يتضمن كمال صفات الذات، كما أن اسم القيوم يتضمن كمال صفات الأفعال.

7ـ والمخلوقون لا يستطيعون إدراك كيفية حياته تعالى كما لا يستطيعون إدراك كُنه سائر صفاته؛ لأن المخلوق العاجز لا يستطيع الإحاطة بالخالق القوي الواسع.

8ـ وهو تعالى سيُفنِي كل مخلوقاته يوم القيامة حتى لا يبقى حي إلا هو تبارك وتعالى  ليظهر بقوته ووحدانيته على كل من تشبه به في عظمته.

🌼🌻🌼🌻🌼🌻🌼🌻🌼🌻🌼🌻


عبادة الله باسمه تعالى الحي:

1ـ ينبغي لمن آمن باسم الله الحي أن يسعى لحياة قلبه بدوام ذكره، فليس الميت من توقف نبض قلبه، بل الميت من توقف لسانه عن ذكر الله.

2ـ ثم ليجتهد في تحصيل الحياة التي يريدها الله عز وجل وهي حياة الهداية والاستقامة، حياة العزة والكرامة، لا حياة الذلة والندامة لمن تلبس بنجاسات المعاصي والخيانة.

3ـ ثم ليطمح في الحياة الكاملة الأبدية والنعم السرمدية، يتقلب من حورية إلى حورية، ولن ينال ذلك إلا ببذل النفس في سبيل رب البرية شهيدًا ليلحق بالنفوس الأبية المرضية.

4ـ واسم الحي القيوم ربما يكون اسم الله الأعظم الذي من دعا به تنعم ومن طاعة الله لم يسأم.


د. أشرف حجازي
للمزيد برجاء الرجوع لموقع www.Iam-Muslim.com

اسم الله الحسيب

❁  اسم الله الحسيب  ❁

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.
* قال الله تعالى: ( عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا ) [النساء: 86]
وقال الله تعالى: ( وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا ) [النساء: 6]
وقال الله تعالى: ( وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ ) [الأنعام: ٦٢] وهو سريع الحساب .


المعاني والدلالات لاسمه تعالى الحسيب :

1ـ هو الذي كفى أولياءه في الدنيا فلم يحتاجوا إلى غيره .
ـ فالحسيب هو الكافي الذي يكفي من توكل عليه أمور الدنيا والآخرة.
قال الله تعالى: ( وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ )  [الأنفال: 62] أي يكفي من توكل عليه.
2ـ وهو الذي يحاسب عباده ويعد عليهم أعمالهم ويحصيها فلا يفوته شيء، فيوفي المحسن ويكفيه حتى يقول حسبي هذا يكفي، ويعاقب الكافر في الدنيا والآخرة .


عبادة الله باسمه تعالى الحسيب :

1ـ من أيقن بأن الله يكفيه فكيف يتعلق قلبه بمن يرديه ؟
2ـ ينبغي للعبد أن يحاسب نفسه على ما مضى، ويشترط عليها فعل الصالحات فيما بقى، وأن يجعل لهذه المحاسبة وقتًا معلومًا كل يوم .
3ـ ومن علم أن ربه سريع الحساب فليكن سريع الذهاب للطاعات سريع التوبة من الهفوات .
4- واعلم أن الصالحين لم يحاسبوا أنفسهم على صغائر ذنوب الجوارح فقط بل حاسبوها على دقائق خطرات القلوب .
* ينبغي للعبد أن يحاسب نفسه ويشترط عليها فعل الأعمال الصالحة ويقول لنفسه: « اعملي فربما تكون آخر ليلة لك فلا تضييعها، والزمي الاستقامة وانقادي للحق، فمَالَكِ يا نفس عن الهدى من مفر.»
* فيا عين : لا تنظري إلى مُحَرَمْ، ولا تنظري بالاحتقار إلى مسلم.
* ويا لسان : دعك من الغيبة والكذب والنميمة، فقد خُلقت للذكر وتلاوة القرآن.
* ويا بطن : تقللي من الطعام حتى تلحقي بالكرام، واجتنبي شبهات المكاسب لِتُجاب لك المطالب.
* فينبغي أن يكون للمرء ساعة في آخر النهار يحاسب نفسه فيها على جميع حركاتها وسكناتها.
* فيحاسب نفسه ماذا سمع اليوم؟ وبماذا تكلم؟ وفيم انشغل فكره؟ وأين انطلقت عينه؟ وهل صدَّق ذلك فرجه أم كذَّبه؟  وماذا فعلت يده؟ هل مست امرأة لا تحل له؟ أم أخذت رشوة؟ أم أخذت ربا؟ أم ميسر؟ وإلى أين مشى؟ إلى مساجد الله أم إلى حرمات الله؟
* ومن حاسب نفسه قبل أن يُحَاسَب، خَفَّ في القيامة حسابه، وسَهُل عند السؤال جوابه، وحَسُنَ منقلبه ومآبه.
* ومن لم يحاسب نفسه دامت حسراته، وطالت في ساحات القيامة وقفاته، وإلى الخزي والمقت قادته سيئاته.
5- وحَسَبَ الشيء أي ظَنَّه ( أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا ) [الكهف: 102] ومعنى الآية أنَّ ظن الكافرين في غير محله؛ لأن عباد الله الصالحين الذين عبدوهم من دون الله سيتبرؤون منهم يوم القيامة وسيتبرؤن من الكفار الذين أحبوهم وعبدوهم من دون الله، وقد كانوا مأمورين أن يعبدوا الله إقتداءً بأولئك الصالحين الذين عبدوهم لا أن يعبدهم.
6- والله تعالى سريع الحساب ، وسريع الإثابة لمن يسارعون إليه، فالحلم والأناة مطلوبان في كل شيء، إلا ما كان في المسارعة إلى طاعة إليه.
ـ فلا يُحمَد التعجل إلا في الطاعة .
ـ فمن يضمن الأعمار؟ ومن يضمن الصحة؟ ومن يضمن الفراغ؟ ومن يضمن وجود المال؟
ـ فحذار من التسويف، فربما تسبق الآجال الآمال، وربما يمرض الصحيح وربما يموت الشاب، وربما يفتقر الغنى، وربما يأتي للإنسان ما يشغله من البلاء، فيندم على التسويف، ويندم على ما كان منه في حق الله.
7- قال موسى ـ عليه السلام -:  ( وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ).
8- وقالت عائشة – رضي الله عنها - : «رحم الله نساء الأنصار، لما نزلت آية الحجاب عمدن إلى مروطهن المرحلة، فاعتجرن بها  وحضرنَّ صلاة الفجر مع النبي – صلى الله عليه وسلم -  كأن على رؤوسهن الغربان، ما يعرفن من الغلس.» وما ذلك إلا لأنهن اتشحن بالسواد وتنقبن به وغطين به رؤوسهن حتى أصبحن كالغربان، فلم تعد إحداهن تهتم بأناقتها ومنافستها لأقرانها في التزين واتباع الجديد والأغلى، ولكن كانت همتهن ومنافستهن على طاعة الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم.
9- واسم الله الحسيب يجعل العبد يسارع إلى طاعة ربه، فكل شيء محسوب عليه، قال الله تعالى: ( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ) [آل عمران: 133] فمن رأى الدنيا متاع غرور ترك المنافسة فيها وسارع وسابق إلى مغفرة الله وجنته .


د. أشرف حجازي
للمزيد برجاء الرجوع لموقع www.Iam-Muslim.com

اسم الله التواب

❁  اسم الله الحليم  ❁

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.
قال الله تعالى: (إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [فاطر: 41]
والله تعالى أخبر عن نفسه فقال أنه: (غَفُورٌ حَلِيمٌ) (حَلِيمًا غَفُورًا) (عَلِيمٌ حَلِيمٌ) (غَنِيٌّ حَلِيمٌ) (شَكُورٌ حَلِيمٌ)

المعاني والدلالات لاسمه تعالى الحليم:

1ـ الله تعالى يمهل أهل معصيته، ولا يعاجلهم بأخذه حتى ييسر لهم التوبة بفضله.
2ـ وهو الذي وسع حلمه جميع خلقه.
3ـ وحلمه تعالى يكون بعد علمه بصنائع عبده وقدرته على هتك ستره، وبغير عجز عن عقاب ذنبه، ولا خوف من عاقبته.
4- وهو لا يُعجّل العقوبة، فإذا همَّ العبد بمعصية فإنَّ مَلَك السيئات لا يكتبها، فإذا تركها العبد خشيةً لله كتبها المَلَك حسنة كاملة.
5- فإذا فعلها العبد لم يكتبها مَلَك السيئات لمدة ساعة، فربما يتوب العبد خلال الساعة، فإذا لم يتب العبد كتبها المَلَك سيئة واحدة.
6- لكن إذا همَّ بحسنة كتبها مَلَك الحسنات فورًا، فإذا فعلها العبد كتبها المَلَك عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة.
7- وهو الذي لا يستخفه شيء من عصيان العباد، ولا يستفزه الغضب عليهم، فهو لا يعجل على العصاة بالعقوبة، بل يمهلهم، فربما ييسر لهم التوبة، وربما يكفر ذنوبهم بالبلاء، ولكن يمهل عامتهم حتى إذا ماتوا مصرين على العصيان فربما يغفر لهم يوم القيامة، وربما يعذبهم، كل ذلك فيما دون الشرك، وفيما دون مظالم العباد التي لابد أن يقتصوا فيها.
8- وهو تعالى يحلم على الظالم ويُملي له، حتى إذا أخذه لم يفلته، ويأخذه أخذ عزيزٍ مقتدر.


عبادة الله باسمه تعالى الحليم:

1ـ  ينبغي على العبد أن يبتعد عن نجاسات المعاصي ولا يسارع بإغضاب ربه، بل يجتهد في طاعة أمره.
2ـ وينبغي للإنسان أن يحلم في كل شيء إلا الطاعات فهي أولى بالمبادرة.
3ـ  ينبغي أن يحلم الإنسان على جهل غيره فيعامله بالعفو عند مقدرته.
4- واسم الله الحليم يقتضي من العبد أن يستحي من الله سبحانه؛ لأنه إذا كان هذا إمهاله، فهل يحق للعبد إهماله؟

د. أشرف حجازي
للمزيد برجاء الرجوع لموقع www.Iam-Muslim.com
❁  اسم الله الحيي  ❁

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.
❁ قول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : « إِنَّ اللَّـهَ عَزَّ وَجَلَّ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ.» [صحيح: رواه أبو داود 4012 والنسائي 406 وصححه الألباني في صحيح أبي داود 4012]
❁ وقول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : « إِنَّ اللَّـهَ حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي إِذَا رَفَعَ الرَّجُلُ إِلَيْهِ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا خَائِبَتَيْنِ .» [صحيح: رواه  الترمذي 3556  و ابن ماجه 3865 وأبو داود 1488 وصححه الألباني في صحيح الترغيب 1635]


المعاني والدلالات لاسمه تعالى الحيي:
1ـ الحيي هو الذي يكرم سائله بالعطايا والمنح .
2ـ وهو الذي يستحي ألا يجيب عباده ، وألا يعطيهم ما سألوا .
3ـ وهو الذي يستحي من تعذيب الصابرين على بلائه .
4ـ وهو الذي لا يستحي من الحق .
قال الله تعالى : (وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ) [الأحزاب : 53]


عبادة الله باسمه تعالى الحيي:

1- الحياء مشتق من الحياة ، فالقلب الحي يكون عند صاحبه حياءً يمنعه من القبائح .
❁ قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: « الْحَيَاءُ مِنَ الإِيمَانِ .» [صحيح البخاري 24، ومسلم 36]
2- بخلاف الوَقِحْ الذي ليس عنده حياء يزجره عن القبائح ، فهو لا يستنكرها ولا ينتهي عنها .


د. أشرف حجازي
للمزيد برجاء الرجوع لموقع www.Iam-Muslim.com
❁  اسم الله الستير  ❁

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.
❁ قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : « إِنَّ اللَّـهَ حَيِىٌّ سِتِّيرٌ.» [صحيح: رواه أبو داود 4012 وصححه الألباني في إرواء الغليل 2335]
ـ وهو الستار وهو الغيور سبحانه .
❁ قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : « إِنَّ اللَّـهَ يَغَارُ وَغَيْرَةُ اللهِ أَنْ يَأْتِيَ الْــمُؤْمِنُ مَا حَرَّمَ اللَّـهُ .» [صحيح البخاري 5223 ومسلم 2761]

المعاني والدلالات لاسمه تعالى الستير:
1-  هو الذي يستر العيوب، ويستر على العصاة ليتوبوا.
2-  والله تعالى يحب من يستر عليهم، ويحب ستر العورات.
3- والله تعالى يستر على عبده يوم القيامة عندما يحاسبه، حتى لا يَطَّلع أحدٌ على سيئاته.
4- والله تعالى يبغض من يأبى قبول ستر الله له فيفضح نفسه بالمجاهرة بالمعاصي.

عبادة الله باسمه تعالى الستير:

1- ينبغي على العبد أن يستر عيوب إخوانه، ويستر على عصاتهم حتى ييسر هم التوبة حين يفيقوا من سكر المعصية.
2ـ فالستر خيرٌ للساتر والمستور عليه وللأمة، حتى لا يفشو فيهم خبر المعصية، فلا يألفها الناس، فيظن العاصي أنه الوحيد على المعصية، فيصرفه ذلك عنها.
3ـ والستر يكون قبل وصول الجناية للقاضي فإذا بلغته وجب عليه أن يحكم بشرع الله؛ لأنه لا شفاعة في الحدود.
4ـ وينبغي للعبد أن يستر عورته عن غير ما أحل الله له.
5ـ وليعُلم أن أول الانهيار في الأمة يكون في فتنة النساء وفي تفشي العُرْيَ.
6ـ والجهر بالذنوب يستوجب العذاب.
7ـ والله تعالى لا يستر عبده ليستمر في المعصية، بل ليستحي من ستر الله عليه فيقصر عن مخالفته.
8ـ واسم الله الستير يجعل العبد يبادر إلى التوبة، بل تجعله لا يخوض في المعصية أصلاً، فإنه يستر العبد حتى ييسر له التوبة، فلو تركه للفضيحة أمام الناس، لَوُصِفَ بينهم بالعاصي ولما أمكنه التوبة؛ لأن الناس لن يصدقوه إن أظهر التوبة، وسيظلوا يعيرونه بذنبه، لكن إذا ستره الله ويسر له التوبة وتاب، فبعد أن كان مستور الحال أصبح يوصف بالعبد التواب.
9- الغيرة من خلق الإسلام، والذي لا يغار خنزير ؛ لأنه الحيوان الذي لا يأبه أن يأتي ذكرٌ غيره نساءه، ومن أكل لحم الخنزير أصابته دياثة الخنازير .
10- قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : « مَنْ قُتِلَ دُون أَهْله فَهُوَ شَهِيد.»  [صحيح: رواه الترمذي 1421، والنسائي 4095، وأبو داود 4772، وأحمد 1/190، وصححه الألباني في إرواء الغليل 708]
11- والغيرة المحمودة هي غيرة الرجل على زوجته.
ـ وغيرة المسلمين رجالاً ونساءً على بعضهم أن يرتكبوا الفواحش.
ـ والغيرة المذمومة هي غيرة المرأة من ضرائرها.
ـ أو غيرة الرجل على امرأته في غير موضع الغيرة، وهذا من أنواع الوسواس.
ـ أو غيرة الأقران من تفوق بعضهم على بعض؛ لأنها من أنواع الحسد، فيتمنى زوال نعمة أخيه وانتقالها إليه.
ـ أما إذا دعته الغيرة لمزيد من الاجتهاد في الطاعة حتى يدرك صاحبه، فهي غيرة محمودة، قال الله تعالى: (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) [المطففين: 26]


د. أشرف حجازي
للمزيد برجاء الرجوع لموقع www.Iam-Muslim.com
❁  اسم الله العفو  ❁

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.
❁ قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا) [النساء: 99]
وهو العفو المنتقم الذي يعفو عمن يستحق العفو وينتقم ممن يستحق الانتقام.
والله تعالى أخبر عن نفسه فقال أنه  كثير العفو يعني الذي يبالغ في الصفح عن عباده، وإنه (لَعَفُوٌّ غَفُورٌ)  (عَفُوًّا قَدِيرًا) (وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ)

المعاني والدلالات لاسمه تعالى العفو:

1- العفو هو محو الذنب، وعدم المعاقبة  عليه في الدنيا ولا في الآخرة، ومحو أثره في القلب وما يرتبط به من الشعور بالمذلة والمهانة والوحشة وانكسار القلب.
فإن الله تعالى إذا محا الذنب من صحيفة العبد فعادت بيضاء، فإنه لا يزال في نفس العبد ذل المعصية الذي يكسر قلبه ويهين نفسه.
وما يزال في نفس العبد وحشة المعصية، وهي الشعور بالبعد عن الله، والبعد عن المحب والشفيق والعطوف والنصير، والإحساس بالتجافي والبعد عن الصالحين من عباد الله، والشعور بالقرب من الفاسقين وأفعالهم.
فمن رحمة الله تعالى وكرمه أنه إذا عفا عن عبده فإنه يزيل ويطمس أثر الذنب، فيزيل ذل المعصية ووحشتها من نفسه.
2- والعفو يعني التجاوز، ويعني الزيادة، ويعني اليسر، ويعني المعافاة.


عبادة الله باسمه تعالى العفو :

من عفا عن الناس عفا الله عنه .
ـ فالله تعالى أمر عباده بالعفو والتجاوز عن المظالم والأذى؛ لأنها صفته سبحانه، وهو أولى بذلك منهم، فمن فعل ما أمره به من العفو فهو جدير بأن يستحق عفو الله تعالى عنه .
قال الله تعالى: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [النور : 22]
❁ قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: « مَا زَادَ اللَّـهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا .» [صحيح مسلم 2588]
❁ قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْـجـَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْـمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْـجـَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْـكَذِبَ، وَإِنْ كَانَ مَازِحًا، وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْـجـَنَّةِ لِمَنْ حَسُنَ خُلْقُهُ .»  [حسنه الألباني في الصحيحة 273]
ـ وحسن الخلق هو التغافل ، والتغافل هو اصطناع عدم سماع الإساءة أو العلم بها، وهو في الحقيقة عفو عن المسيء .


د. أشرف حجازي
للمزيد برجاء الرجوع لموقع www.Iam-Muslim.com
❁  اسم الله التواب  ❁

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.

❁ قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا) [النساء: 16]
وقال الله تعالى: (إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) [البقرة: ٣٧]
ـ وهو قابل التوب.
وأخبر الله تعالى عن نفسه فقال أنه: (تَوَّابٌ رَحِيمٌ) و (تَوَّابٌ حَكِيمٌ)

المعاني والدلالات لاسمه تعالى التواب:

1- التوبة هي الرجوع عن الذنب.
2- وتوبة العبد تقع بين توبتين لربه تعالى، الأولى توفيقه للتوبة، والثانية قبولها.
3-  والله تعالى يحب التائبين ويفرح بتوبتهم.
❁ قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «لله أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ رَجُلٍ نَزَلَ مَنْزِلاً وَبِهِ مَهْلَكَةٌ وَمَعَهُ رَاحِلَتُهُ عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ، فَنَامَ نَوْمَةً فَاسْتَيْقَظَ وَقَدْ ذَهَبَتْ رَاحِلَتُهُ، حَتَّى إِذَا اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْـحـَرُّ وَالْـعَطَشُ أَوْ مَا شَاءَ لله قَالَ: أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِي، فَرَجَعَ فَنَامَ نَوْمَةً، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَإِذَا رَاحِلَتُهُ عِنْدَهُ. فقال مِنْ شِدَّةِ الْـفَرَحِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي، وَأَنَا رَبُّكَ ، أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْـفَرَحِ.» [صحيح البخاري 6308 ومسلم 2744 ]
4-  والله تعالى يتوب على عباده كلما رجعوا إلى الذنوب وتابوا.
ويقبل توبة عبده مهما نكث فيها، وعاد إلى المعصية، ثم عاد إلى التوبة.
5-  والله تعالى يحب أن يتوب على المؤمنين.
6-  والله تعالى تاب على آدم ـ عليه السلام ـ  وعلى نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعلى المؤمنين.
7- والله تعالى يبدل سيئات التائب حسنات.
8-  والله تعالى يكفر  الصغائر لمن لم يرتكب الكبائر.
9- والله تعالى لا يغلق باب التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها.
وباب التوبة مفتوح للإنسان حتى يغرغر وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة حين يرى ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب، وهنا لا تُقبل توبة التائب بعد ما أضاع زمن الإمهال.
10- والحكمة من خلق الذنوب هو ما يعقبها من التوبة التي يحبها الله تعالى، وما يلازمها من انكسار القلب والشعور بضعف النفس وخبثها عند إتيان الشهوة، والشعور بظلم العبد لنفسه ولغيره بالوقوع في المعصية،  والشعور بالافتقار إلى الله ليعفو عنه، وأنه الملجأ الوحيد بالفرار إليه من أسر الذنب، فهذا خير من العجب والغرور والاستكبار الذي قد يصيب بعض الناس عند عدم  الوقوع في الذنب.

عبادة الله باسمه تعالى التواب:

1- التوبة هي الندم على الذنب والامتناع عنه ابتغاء وجه الله، والنية على عدم الرجوع إليه في المستقبل، وكل هذا من فعل القلب.

2- وشروط التوبة :
(1) الندم على المعصية، وهو الحزن على التفريط في حق الله.
فمن علم أنه سُيعذب بذنبه في النار اشتد ندمه على جهله، واشتدت حسرته على ضياع فرصته، فإن هذا الوقت كان يمكنه أن يطيع الله فيه.
(2) الإقلاع عن الذنب في الحاضر .
(3) العزم على عدم العودة إلى الذنب في المستقبل.
(4) رد المظالم للعباد إن كان الذنب في حق المخلوقين، فلا تُقْبَلُ التوبة إن لم ترد المال المغْتَصَبْ حتى لو بكيت الدهر كله، فإن ظلم العباد ديوانٌ لا يترك الله منه شيئًا.
 واعلم أن الذنب في حق النفس « بينك وبين الله » أقرب إلى العفو ، والذنب في حق العبد أقرب إلى المؤاخذة ، فالرب كريم والعبد شحيح.

3- والتوبة نية ، وهي أن تترك الذنب ابتغاء وجه الله، فمن ترك الذنب لِكِبَر سنه أو لضعف بدنه، أو لأن الذنب بعيد عنه، أو لأنه لا يملك المال لفعله، فهذا ليس بتائب، وتركه الذنب ليس بتوبة.
4- فالمطلوب هو توبة القلب لا توبة اللسان فقط ، فمن تاب بلسانه ولم يتب بقلبه فليس بتائب.
5- فإنما تنشأ الذنوب من محبة ما يكرهه الله أو كراهة ما يحب الله ، وسبب ذلك هو تقديم هوى النفس على محبة الله وخشيته.
6- وينبغي للعبد أن يتوب توبةً نصوحًا من كل الذنوب.
التوبة النصوح : هي التوبة الشاملة من كل الذنوب، صغيرها وكبيرها، سرَّها وعلانيتها، ذنوب في حق النفس، وذنوب في حق الخلق.
وهي التوبة التي تنصح صاحبها فتمنعه كلما أراد أن يعود إلى المعصية.
7- وينبغي للعبد أن يتوب على الفور ولا يسوف .
8- وعلي العبد أن يكثر من التوبة في كل حين .
9- وعلى العبد أن ينقض عقد الإصرار على الذنوب .
 والإصرار هو عدم الندم على الذنب، وأن يعزم أن يعود إلى المعصية متى قدر عليها.
10- وإن أكثر أهل النار من المُسَوِفين للتوبة ، فإنَّ سوف جُندٌ من جنود إبليس.
من ترك المبادرة بالتوبة كان بين خطرين:
(1) أن يأتيه المرض أو الموت فلا يجد متسعًا من الوقت للتوبة.
(2) أن يَمد الله في أجله وهو مقيم على المعصية فتتراكم ظلمة المعاصي على قلبه حتى يصير رانًا وطبعًا لا يقبل المحو، فلا يقدر على التوبة.

11- ينبغي على العبد أن يتوب من الكفر والإشراك بالله، ومن الكبائر والصغائر، ويتوب من الغفلة عن ذكر الله.
12- وإن الذنوب تمنع الرزق وتمحق البركة، وتسود القلب، حتى لا يقبل فعل المعروف.
 على عكس البر الذي يطيل في العمر ويمنع ميتة السوء.
13- وإن الكبائر بريد الكفر.


د. أشرف حجازي
للمزيد برجاء الرجوع لموقع www.Iam-Muslim.com

مشاركة مميزة

مدونة نهضة مصر