جاءت ردود الفعل متباينة حول زيارة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى لمصر فى أول زيارة عقب تولى الرئيس محمد مرسى لرئاسة الجمهورية، حيث أكد عدد من الخبراء فى الشئون الخارجية أن تلك الزيارة تعد دعما لفصيل التيار الإسلامى، وبصورة خاصة جماعه الإخوان المسلمين، مما يعد تدخل سافر فى الشئون الداخلية المصرية، فى حين رآها البعض داعمة للعلاقات الثنائية بين البلدين ولمناقشة العديد من القضايا من بينها الأمر السورى والقضية الفلسطينية وما يدور على الحدود المصرية.
أكد السفير حسين هريدى مساعد وزير الخارجية الأسبق أن الزيارة تثير الجدل لأن الدور القطرى فى السياسة العربية غير مفهوم ولم تحدد أبعاده الحقيقية حتى الآن، وعما إذا كانت قطر تخدم الاستراتيجية الأمريكية فى الوطن العربى وهل تدعم فصائل سياسية معينة على حساب باقى القوى الليبرالية، ويجب على الخارجية القطرية توضيح رؤيتها من كل هذه الأمور.
وعن العلاقات الثنائية بين مصر وقطر، قال هريدى: يجب أن تنظر قطر إلى المجتمع المصرى كله وليس من منظور الإسلام السياسى فقط، وأن زيارة أمير قطر ليست لدعم الإخوان المسلمين فقط ولكن لدعم الشعب المصرى كله، لأن ذلك يعد تدخل فى الشئون المصرية الداخلية.
وعن ضخ استثمارات قطرية جديدة فى مصر، قال هريدى إن مصر لا تشترى وإذا كان أمير قطر قادم لدعم العلاقات المصرية القطرية ككل فأهلا بها، ولكن الواضح من تلك الزيارة هو دعم الإخوان المسلمين فقط، وهو ما يثير عدم الارتياح من تلك الزيارة، خاصة بعد قيام الوفد القطرى بزيارة مكتب الإرشاد.
وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق أن توقيت الزيارة غير مناسب وكان يجب تأجيلها نظرا للتوتر الشديد الذى تشهده مصر من تداعيات أحداث رفح والدعوة للمظاهرات الكبرى ضد الإخوان فى 24 أغسطس، ولكن الإصرار على الزيارة فى هذا التوقيت يثير العديد من الشكوك والتساؤلات.
وهو ما اختلف معه السفير إيهاب وهبة مساعد وزير الخارجية الأسبق الذى أكد أن مصر ترحب بزيارة أمير قطر فى ظل استقبالها للعديد من رؤساء الدول العربية، وكان آخرها زيارة رئيس تونس، وذلك لدعم العلاقات الدولية والعربية بين مصر وباقى الدول فى مختلف المجالات وخاصة الجانب الاقتصادى.
وأشار وهبة أن هناك العديد من الملفات التى ستطرح على طاولة المباحثات بين الرئيسين من متابعه الأمر السورى وتبادل وجهات النظر حول القضية، مشيرا إلى أن وجهات النظر لن تكون متطابقة ولكن سيؤدى ذلك إلى الخروج بحل حول تلك الأزمة الراهنة، إلى جانب أحداث رفح واستشهاد 15 جنديا وضابطا مصريا على الحدود المصرية الفلسطينية، بالإضافة إلى بحث القضية الفلسطينية، خاصة مع التعسف الإسرائيلى الواضح والتوجة الفلسطينى لطرح عضويتهم فى الأمم المتحدة فى سبتمبر القادم.
وأوضح عادل سليمان مدير المركز الدولى للدراسات الاستراتيجية أن الزيارة تأتى فى ظل أن قطر دولة عربية غنية لها استثمارات فى مصر وقادرة على جلب استثمارات أخرى بديلة لمصر فى ظل وجود الكثير من المصريين يعملون بقطر.
وأشار إلى أن الفترة القادمة تتطلب زيادة الزيارات بين البلاد العربية، وخاصة دول الخليج التى لديها القدرة على الاستثمار فى ظل الوضع الاقتصادى السيئ الذى تعيشه مصر،
قائلا: إن العلاقات بين الدول أصبحت علاقات مصلحة وتوازن المصالح المتبادلة ولا يهمنا الآن الاتهامات الموجهة لقطر، ولكن الأهم المصالح التى ستعود على مصر من توطيد العلاقات الثنائية وتحسين كافة العلاقات بين مصر والدول العربية القادرة على ضخ استثمارات جديدة.
وعلق الدكتور عماد جاد الخبير السياسى رئيس تحرير مختارات إيرانية على زيارة أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى لمصر، لأول مرة منذ تولى الدكتور محمد مرسى رئاسة الجمهورية بأنه استمرار لعلاقات التعاون بين قطر وجماعة الإخوان المسلمين باعتبارها داعمة لها، وأيضا لوجود يوسف القرضاوى رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، وكذلك قناة الجزيرة التى تخدم أهداف جماعة الإخوان المسلمين فى مصر.
وأوضح جاد أن جماعة الإخوان المسلمين فى مصر أصبحت حلف جديد لدولة قطر فى المنطقة العربية من أجل التعاون مع الولايات المتحدة وتنفيذ أجنداتها.