الخميس، يونيو 6

رحلة البحث عن القيم الضائعة‏!‏

رحلة البحث عن القيم الضائعة‏!‏

رحلة البحث عن القيم الضائعة‏!‏
غامرت في مقالاتي الأربعة الأخيرة بالإبحار في محيط القيم الزاخر بالعواصف النظرية والمشكلات العملية‏.‏ وقد حاولت في أحد هذه المقالات القيم بين الدولة والنظام والمجتمع أن أصوغ إطارا نظريا ينطوي علي التمييز بين ثلاثة مستويات‏.‏
المستوي الأول هو الدولة من ناحية القيم التي تصدر عنها. ومن المعروف أنه تاريخيا كانت هناك دول استعمارية لم تجد حرجا في استعمار دول أخري من العالم الثالث, بل اخترعت نظرية خاصة للتبرير الأخلاقي لهذا الاستعمار هي نظرية عبء الرجل الأبيض, أي المسئولية التاريخية الملقاة علي عاتق المستعمر الأبيض( الغربي) لكي يقوم بتمدين الشعوب البدائية, وذلك هروبا من الاعتراف بأن استعمار الشعوب مضاد للقيم المعلنة التي ترفعها هذه الدول ذاتها, وهي الحرية والإخاء والمساواة.
أما في مرحلة ما بعد الاستعمار فنحن نستطيع التفرقة بين دول تقليدية ودول تحديثية. ونقصد بذلك أنه في إطار العالم الثالث هناك دول أصرت نخبها السياسية الحاكمة علي أن تبقيها في إطار التقاليد الحاكمة القديمة الموروثة من الدول التي قامت علي أساس العصبية( لو استخدمنا مصطلح ابن خلدون الشهير) ودول تحديثية أدركت نخبها السياسية الحاكمة ضرورة الخروج من شرنقة التقاليد القديمة إلي رحاب التقاليد الحديثة للدول العصرية, عن طريق اتباع استراتيجيات التحديثModernization من توسيع إطار التعليم الأساسي والعالي إلي تحديث الاقتصاد وتبني القيم الاجتماعية العصرية, التي هي أعمدة نظرية الحداثة الغربية التقليدية, ونعني الفردية والعقلانية والاعتماد علي العلم والتكنولوجيا.
أما المستوي الثاني في إطارنا النظري- الذي لم يتح لنا لضيق المساحة التفصيل فيه- فهو يتعلق بطبيعة النظم السياسية المطبقة, التي قسمناها إلي نظم شمولية وسلطوية وليبرالية.
النظام الشمولي يقوم علي ممارسات فاسدة تؤدي إلي تشوه القيم الإنسانية, لأنه ينهض علي أساس القهر السياسي المعمم, ويمحو مؤسسات المجتمع المدني تماما. وتنفرد فيه النخبة السياسية المستبدة الحاكمة باتخاذ القرار, وتستولي علي السلطة والنفوذ والثروة, وتمارس القمع السياسي العنيف, فترسخ قيم الخوف من السلطة, والخنوع لأولي الأمر, وتستنكر قيم التمرد, وتقضي علي مبررات ثورة الجماهير المشروعة للمطالبة بالحقوق.
أما النظام السلطوي فهو لا يمارس القمع السياسي بشكل مباشر كالنظام الشمولي, لكنه يمارسه خفية وبأسلوب غير مباشر, بل قد يغطيه بأساليب قانونية فاسدة وتشريعات منحرفة, وهو يترك هامشا ضئيلا من الحرية الاجتماعية حتي يضفي الشرعية الشكلية علي ممارساته الاستبدادية أمام العالم الخارجي. ويبقي النظام السياسي الليبرالي الذي هو علي مستوي النظرية- أفضل هذه النظم السياسية المختلفة, لأنه ينهض علي أساس حرية التفكير وحرية التعبير والتعددية السياسية والحزبية وتداول السلطة وسيادة القانون.
وقد ترد قيود شتي في التطبيق علي المنطلقات النظرية للنموذج الليبرالي غير أنه بالقطع أفضل من كل من النموذج الشمولي والسلطوي.
ومصر الآن بعد ثورة25 يناير في قلب المعركة الكبري المتعلقة بالانتقال من النظام السلطوي السابق إلي النظام الديموقراطي الليبرالي المرتجي.
وتحول دون تمام هذه العملية- التي هي الخطوة الأولي للانطلاق في مجال النهضة الحضارية الحقيقية- ظاهرة الاستحواذ المطلق علي السلطة من قبل النخبة السياسية الإخوانية الحاكمة, وتسخير التشريعات المختلفة والدستور نفسه للهيمنة المطلقة علي مجمل الفضاء السياسي, والاستبعاد المطلق للمعارضة من دائرة اتخاذ القرار ومن مجال التشاور السياسي الضروري في أي نظام ديموقراطي, وخصوصا فيما يتعلق بسياسات الأمن القومي, والتشريعات الكبري التي تتعلق بأمن ومصالح الجماهير العريضة. غير أنه تبقي أهم المستويات قاطبة في إطارنا النظري المقترح وهو طبيعة المجتمع الذي نبحث عن إرساء القيم الإيجابية في تربته علي حساب القيم السلبية التي أدت إلي تدهور القيم بشكل عام, مما دفع بنا إلي البحث عن الوسائل المختلفة لإحيائها, بل لإعادة صياغتها لتكون قادرة علي صياغة المستقبل.
ونعني بطبيعة المجتمع هل هو مجتمع تقليدي يتشبث بالماضي ويقاوم تيارات العصرية المتجددة والتي تتمثل في تغير نماذج المجتمع العالمي, وأهمها الانتقال من قيم المجتمع الزراعي إلي قيم المجتمع الصناعي, وأخيرا إلي قيم مجتمع المعلومات العالمي؟
أم أنه مجتمع قادر علي التكيف مع تيارات التجديد العالمية؟ وهل هو مجتمع تسوده الآراء والتيارات الدينية المتشددة التي تسعي بكل طريقة إلي أن يكون الماضي هو المرجعية الأساسية في القيم والسلوك في الحاضر, بحيث يحكم الموتي من الأجيال الماضية من فقهاء ومفسرون ومفكري الحاضر, أم هو مجتمع يحرص علي احترام التقاليد ولكنه لا يقف مقاوما بعناد تاريخي كل صور التقدم بحجة أنه تقدم غربي مبتدع لا يتفق مع تراثنا وعاداتنا؟
غير أن هذا الإطار الواسع, الذي يحتاج في الواقع للتفصيل في مفرداته المتعددة يحتاج إلي مساحات لا تسعها المقالات الصحفية المحددة.
ولذلك نشرت تعليقات بعض قرائي الكرام علي شبكة الإنترنت يبدون فيها عدم رضائهم عن عدم تعمقي في بحث القيم, بل إن بعضهم دعاني صراحة إلي الدخول في الموضوع, وأن أتجاوز المقدمات التي سقتها لمناقشة الموضوع.
واحتراما مني لهذه الملاحظات النقدية الصائبة قررت تغيير استراتيجيتي في الكتابة, والاستعانة ببعض المراجع الأكاديمية الأصيلة التي أقدر إسهامها في موضوع دراسة المجتمع العربي تقديرا عاليا. وفي مقدمتها الكتاب الموسوعي للصديق الدكتور حليم بركات وهو عالم اجتماع مرموق ومؤلف روائي مبدع في الوقت نفسه. والكتاب عنوانه المجتمع العربي في القرن العشرين: بحث في تغير الأحوال والعلاقات, وقد نشره في صورته الأخيرة المعدلة( مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت عام2000).
وقد لفت نظري حين أعدت قراءة الكتاب لكي أحل مشكلة التحليل المنهجي لأزمة القيم أن حليم بركات في أحد الفصول المهمة يتحدث عن الاتجاهات القيمية الأساسية في المجتمع العربي. وقد أجملها في تسع قيم تستحق المناقشة النقدية. وهي قيم القضاء والقدر وقيم الاختيار الحر, والصراع بين القيم السلفية والقيم المستقبلية, وقيم الاتباع وقيم الإبداع, وقيم العقل و قيم القلب, وقيم المضمون وقيم الشكل, وقيم الامتثال وقيم التفرد, وقيم الشعور بالعار والشعور بالذنب, وقيم الانفتاح علي الآخر وقيم الانغلاق علي الذات, وقيم احترام السلطة وقيم التمرد عليها.
وهكذا في ضوء هذا الحصر الشامل قررت- بلغة المسابقات التليفزيونية- الاستعانة بصديق هو الدكتور حليم بركات الذي شاركته عديدا من المرات في جامعة جورج تاون الأمريكية في ندوات ولقاءات وكان معنا الصديق الراحل الدكتور هشام شرابي. ويعني ذلك أن مقالاتي المقبلة ستكون في وصفها الدقيق تهميشا علي متن حليم بركات.!

مصر تنجح فى سحب مخطوطة القرآن الكريم من مزاد بفرنسا

مصر تنجح فى سحب مخطوطة القرآن الكريم من مزاد بفرنسا

مصر تنجح فى سحب مخطوطة القرآن الكريم من مزاد بفرنسا
صرح السفير محمد مصطفى كمال سفير مصر لدي فرنسا بأن السفارة والبعثة المصرية بباريس نجحت فى سحب مخطوطة القرآن الكريم ووقف بيعها فى مزاد علنى كان مقرر يوم "الأحد" القادم بباريس وذلك بعد جهود حثيثة وإتصالات مكثفة مع الجهات الرسمية ومسئولى دار المزادات المعنية "أوزينا". ومن ناحيته ..قال جون بيير أوزينا مالك ورئيس دار المزادات ؟ فى تصريح لوكالة أنباء
الشرق الأوسط - انه قرر سحب المخطوطة القرآنية من المزاد الذى كان محددا أن يقام
فى التاسع من الشهر الجارى بمنطقة فونتنبليه بعد إتصالات ودية مع السفارة المصرية
بباريس.
وأضاف أنه نظرا للحساسية التي أثارها طرح بيع مخطوطة القرآن الكريم التى انقذها المستشرق
الفرنسى جون جوزيف مارسيل ابان حملة نابليون على مصر، فإن دار المزادات قررت
سحب المخطوطة من المزاد على المبيعات التاريخية بفونتينبلو في نهاية هذا الاسبوع.

وأوضح أوسينا ،الذى يشغل ايضا منصب رئيس جمعية المثمنين بفرنسا، انه اتخذ قراره بعد
أن تفهم القيمة التى تمثلها المخطوطة بالنسبة للشعب المصرى.
وكانت السفارة المصرية بفرنسا قد أجرت على مدار الأيام الماضية اتصالاتها مع المسئولين
رفيعى المستوى بوزارتى الخارجية والثقافة الفرنسية لبحث سبل إيقاف بيع نسخة
نادرة من القرآن الكريم تتضمن "فاتحة الكتاب" وأوائل سورة "البقرة"، فى مزاد علنى
كان مقرر فى التاسع من الشهر الجارى بفرنسا حيث قامت السفير محمد مصطفى كمال سفير
مصر بفرنسا والمستشار أحمد مجاهد نائب السفير المصرى بباريس بإجراء الاتصالات
المكثفة فى هذا الشأن وعلى أعلى المستويات فى الدولة الفرنسية لا سيما مع مسئولى
وزارتى الخارجية والثقافة، كما تواصلت السفارة مع دار المزادات الفرنسية التى تقوم
على تنظيم المزاد الخاص ببيع تلك المخطوطات النادرة من القرآن الكريم.
وكان الأزهر الشريف قد بادر بالمطالبة بإعادة هذه المخطوطة النادرة من القرآن الكريم
التى اختفت من مكتبته خلال الحملة الفرنسية على مصر منذ أكثر من مائتي سنة، وتم
نقلها بعد ذلك إلى فرنسا، حيث خاطب شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وزير الخارجية
المصري محمد كامل عمرو قبل أيام، للتدخل لدى الجهات الفرنسية والدولية لوقف مزاد
علنى تنظمه صالة مزادات "أوزينا" في منطقة فونتينبلو بفرنسا في 9 يونيو الحالي،
لبيع هذه المخطوطات النادرة.
يذكر أن المخطوطات القرآنية المختفية من مكتبة الأزهر تتكون من 47 صفحة باللغة العربية،
وانتشلها المستشرق الفرنسى جون جوزيف مارسيل عام 1798 من النيران التى كادت
أن تلتهمها إبان المواجهات التي اندلعت في الأزهر الشريف بين قوات الحملة الفرنسية
على مصر بقيادة نابليون بونابرت والثوار المصريين خلال ثورة القاهرة الأولى فى
23 أكتوبر 1798.
وكانت دار المزادات الفرنسية "أوزينا" قد أعلنت فى نهاية الشهر المنصرم عن تنظيمها
مزادا علنيا تعرض خلاله مخطوطة من القرآن الكريم عثر عليها مستشرق فرنسى شارك فى
الحملة الفرنسية على مصر.
وأعلنت "أوزينا" أن السعر التقديرى لبدء طرح هذه المخطوطات يتراوح بين 10 آلاف و 15
ألف يورو.
ويشار الي أن الحملة العسكرية الفرنسية على مصر التي اطلقت في عام 1798 قد أدت إلى
تشكيل حركة مقاومة مصرية اتخذت من الجامع الأزهر، أقدم مساجد العاصمة المصرية مقرا
لها بعد جامع عمرو بن العاص، مركزا لها.

مصر تنجح فى سحب مخطوطة القرآن الكريم من مزاد بفرنسا

مصر تنجح فى سحب مخطوطة القرآن الكريم من مزاد بفرنسا


مصر تنجح فى سحب مخطوطة القرآن الكريم من مزاد بفرنسا
صرح السفير محمد مصطفى كمال سفير مصر لدي فرنسا بأن السفارة والبعثة المصرية بباريس نجحت فى سحب مخطوطة القرآن الكريم ووقف بيعها فى مزاد علنى كان مقرر يوم "الأحد" القادم بباريس وذلك بعد جهود حثيثة وإتصالات مكثفة مع الجهات الرسمية ومسئولى دار المزادات المعنية "أوزينا". ومن ناحيته ..قال جون بيير أوزينا مالك ورئيس دار المزادات ؟ فى تصريح لوكالة أنباء
الشرق الأوسط - انه قرر سحب المخطوطة القرآنية من المزاد الذى كان محددا أن يقام
فى التاسع من الشهر الجارى بمنطقة فونتنبليه بعد إتصالات ودية مع السفارة المصرية
بباريس.
وأضاف أنه نظرا للحساسية التي أثارها طرح بيع مخطوطة القرآن الكريم التى انقذها المستشرق
الفرنسى جون جوزيف مارسيل ابان حملة نابليون على مصر، فإن دار المزادات قررت
سحب المخطوطة من المزاد على المبيعات التاريخية بفونتينبلو في نهاية هذا الاسبوع.

وأوضح أوسينا ،الذى يشغل ايضا منصب رئيس جمعية المثمنين بفرنسا، انه اتخذ قراره بعد
أن تفهم القيمة التى تمثلها المخطوطة بالنسبة للشعب المصرى.
وكانت السفارة المصرية بفرنسا قد أجرت على مدار الأيام الماضية اتصالاتها مع المسئولين
رفيعى المستوى بوزارتى الخارجية والثقافة الفرنسية لبحث سبل إيقاف بيع نسخة
نادرة من القرآن الكريم تتضمن "فاتحة الكتاب" وأوائل سورة "البقرة"، فى مزاد علنى
كان مقرر فى التاسع من الشهر الجارى بفرنسا حيث قامت السفير محمد مصطفى كمال سفير
مصر بفرنسا والمستشار أحمد مجاهد نائب السفير المصرى بباريس بإجراء الاتصالات
المكثفة فى هذا الشأن وعلى أعلى المستويات فى الدولة الفرنسية لا سيما مع مسئولى
وزارتى الخارجية والثقافة، كما تواصلت السفارة مع دار المزادات الفرنسية التى تقوم
على تنظيم المزاد الخاص ببيع تلك المخطوطات النادرة من القرآن الكريم.
وكان الأزهر الشريف قد بادر بالمطالبة بإعادة هذه المخطوطة النادرة من القرآن الكريم
التى اختفت من مكتبته خلال الحملة الفرنسية على مصر منذ أكثر من مائتي سنة، وتم
نقلها بعد ذلك إلى فرنسا، حيث خاطب شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وزير الخارجية
المصري محمد كامل عمرو قبل أيام، للتدخل لدى الجهات الفرنسية والدولية لوقف مزاد
علنى تنظمه صالة مزادات "أوزينا" في منطقة فونتينبلو بفرنسا في 9 يونيو الحالي،
لبيع هذه المخطوطات النادرة.
يذكر أن المخطوطات القرآنية المختفية من مكتبة الأزهر تتكون من 47 صفحة باللغة العربية،
وانتشلها المستشرق الفرنسى جون جوزيف مارسيل عام 1798 من النيران التى كادت
أن تلتهمها إبان المواجهات التي اندلعت في الأزهر الشريف بين قوات الحملة الفرنسية
على مصر بقيادة نابليون بونابرت والثوار المصريين خلال ثورة القاهرة الأولى فى
23 أكتوبر 1798.
وكانت دار المزادات الفرنسية "أوزينا" قد أعلنت فى نهاية الشهر المنصرم عن تنظيمها
مزادا علنيا تعرض خلاله مخطوطة من القرآن الكريم عثر عليها مستشرق فرنسى شارك فى
الحملة الفرنسية على مصر.
وأعلنت "أوزينا" أن السعر التقديرى لبدء طرح هذه المخطوطات يتراوح بين 10 آلاف و 15
ألف يورو.
ويشار الي أن الحملة العسكرية الفرنسية على مصر التي اطلقت في عام 1798 قد أدت إلى
تشكيل حركة مقاومة مصرية اتخذت من الجامع الأزهر، أقدم مساجد العاصمة المصرية مقرا
لها بعد جامع عمرو بن العاص، مركزا لها.

وهــــم الحـــــوار الوطنــــي

وهــــم الحـــــوار الوطنــــي


وهــــم الحـــــوار الوطنــــي
مشهد الحوار الذي جري برئاسة الجمهورية بشأن التعامل مع سد النهضة‏,‏ جعلنا نتأكد أن الحوار الوطني بهذه الطريقة وهم‏, طالما وصل لحد العبث بالأمن القومي. فلا يعقل أن تتم مناقشة أمور بهذه الأهمية علي الهواء مباشرة, ولايمكن الثقة في أن النخبة التي حضرت اللقاء مسئولة عن تقديم مشورة أو يقع علي عاتقها اتخاذ قرار, لأن ما حصل فضيحة في منهج حل الأزمات, وكفيل بنسف الأفكار الجادة التي تتولد عن أي نقاش.
إذا كانت أزمة مصيرية في حجم سد النهضة يتم تناولها باستخفاف, ودون حضور خبير واحد في مجال المياه, فلابد أن نتوقع المزيد من المشكلات مع إثيوبيا, التي لديها أصلا هواجس تاريخية, نجح بعض السادة الحضور في تعزيزها, عندما أشاروا صراحة إلي حلول عسكرية غير منطقية, ووسائل تجسس عفا عليها الزمن, وأدوات لشراء الذمم انتهت منذ قرون. ولديها أيضا مخاوف مسبقة من الطرق الإقصائية التي تتبعها بعض تيارات الإسلام السياسي. وقد نوهت إلي ذلك في عدد من توجهاتها. لذلك عندما يسمع المسئولون في أديس أبابا, كلام النخبة المنتقاة التي شاركت في حوار الاتحادية, سوف يتيقنون أن دوافع القلق مشروعة, وأن حرصهم علي اتخاذ إجراءات وقائية, سواء بالتلويح بخطوات وقائية محلية أو اللجوء إلي جهات دولية, مسألة ضرورية. فقد منح من تحاوروا تحت رعاية رئيس الجمهورية صكوك الغفران لإثيوبيا, عن أي تصورات وممارسات وربما تجاوزات, أقدمت أو يمكن أن تقدم عليها خلالها الفترة المقبلة.
الرسالة التي وصلتني لما حدث في الاتحادية, أن فكرة الحوار الوطني أصبحت مطية, يلجأ إليها الحاكم عندما يشتد عليه الخناق السياسي, ويجد صعوبة في الوصول لحلول لأي مشكلة مزمنة أو طارئة. وقد عودتنا الحوارات التي تمت في زمن الرئيس المخلوع أنها تأتي لزوم البريق الإعلامي, وأداة لطمس جهود المخلصين, والشوشرة علي آراء الخبراء والنابغين. وكان من الطبيعي أن تنتهي إلي لا شيء. ومع أن الزمن تغير والمشكلات اختلفت والأشخاص تبدلوا, غير أن النتيجة تبدو واحدة, وهي لا شيء يتمخض عن الحوار. والأخطر أنها أصبحت بالسالب. بمعني أن سلسلة الحوارات التي ناقشت علي مدي الأشهر الماضية حزمة من القضايا الوطنية, أسفرت عن زيادة الهوة بين الحكم وقوي المعارضة الرئيسية, التي قاطعت معظمها. وكل طرف لم يكتف باحتكار الحكمة والفضيلة, بل يفضل دائما التقليل من شأن الطرف الآخر. فتتفاقم الأزمات, ويصبح المشهد أشد شراسة مما كان عليه قبل الحوار. ووصل بنا الحال عندما يسمع فيها البعض دعوة لـ حوار وطني يضع يديه علي قلبه, حيث تحولت إلي نذير شؤم ودليل علي مزيد من التراشقات, وقد تكون مقدمة لأزمة أو فضيحة جديدة.
أخشي أن يكون هناك مستفيدون من العك الوطني, وأخشي أكثر أن يكون هناك من يحرصون علي فشل أي دعوة للنقاش العام, في الحكم والمعارضة. لأن الحوار الوطني الخالص يتضمن رؤي واضحة تعبر عن المواقف الحقيقية لكل طرف, ويتطلب عدم التشبث بالأفكار الأيديولوجية الجامدة أو المصالح الحزبية المؤقتة, وتقديم تنازلات قدر الإمكان حتي يتسني الوصول لنقطة وسط, تعطي دفعة واقعية لتجاوز العقبات والمشكلات التي يستهدف الحوار تسويتها. والأهم أنه يشمل القوي والعناصر والخبرات التي لها علاقة مباشرة بالقضية موضوع الحوار. لكن ما رأيناه في قصر الاتحادية قبل أيام تخطي مرحلة حوار الطرشان, وانتقل إلي مرحلة الإضرار بالمصالح العليا للبلاد, التي تستوجب مساءلة قانونية لمن تسبب فيها, لأن محو النتائج السلبية التي نجمت وسوف تنجم عن هذه الجولة, تحتاج إلي جهود مضنية لإزالتها من أذهان الأفارقة عموما.
لقد نجح البعض في أن يصل بنا إلي عدم الإيمان بجدوي أي نقاش مجتمعي, والاقتناع بأن الحوار الوطني حق يراد به باطل, بعد أن ظهر بعض القوي السياسية في صورة سيئة, وتأكدنا أن المسافة بين القوي المختلفة طالت أكثر مما يجب, ولا مست قضايا غاية في الحيوية. بالتالي علي رئيس الجمهورية ترتيب الأوراق وإعطاء أولوية للقضايا المحلية, التي يمثل التوافق حولها بدون مزايدات سياسية أو أغراض حزبية, نقطة البداية الفعلية للتقليل من حجم الخلافات, وتترك الملفات الخارجية لأصحاب الخبرات النوعية, علي أن يتم النقاش بعيدا عن فضائح النقل المباشر علي الهواء. لأن البديل أمام الرئيس مرسي هو أن يتحمل المسئولية دون حاجة لأي ستار, واتخاذ القرارات بالتشاور مع معاونيه فقط. فمباراة الحوار الوطني لها شروط من الواجب توافرها قبل إشارة الحكم لضربة البداية

مصر تعرض أزمة سد النهضة علي وزراء المياه الأفارقة

مصر تعرض أزمة سد النهضة علي وزراء المياه الأفارقة



مصر تعرض أزمة سد النهضة علي وزراء المياه الأفارقة
كتب ـ إسلام فرحات‏:‏
4
1405
في إطار الجهود المصرية لاحتواء الآثار السلبية لسد النهضة الإثيوبي‏,‏ يعقد وزراء المياه الأفارقة‏,‏ وتسعة من وزراء المياه في دول حوض النيل‏,‏ اجتماعا مهما في القاهرة غدا برئاسة مصر‏ . وسوف تعرض مصر خلال الاجتماع تداعيات بناء السد, وسيتم الإعلان رسميا عن بدء فعاليات العمل بمشروع الخط الملاحي بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط عبر نهر النيل.
 ووصل بالفعل إلي القاهرة أمس وزراء المياه في كل من نيجيريا, وتشاد, وكينيا, ويصل باقي الوزراء خلال الساعات المقبلة.
وكشفت مصادر دبلوماسية في العاصمة الكينية نيروبي عن أن دول حوض النيل الموقعة علي اتفاقية عنتيبي الإطارية الرامية لإعادة تقسيم مياه النيل, سوف تعقد خلال الشهر الحالي اجتماعا طارئا لدراسة الوضع بناء علي طلب إثيوبيا.
وقالت المصادر: إن أديس أبابا تسعي من وراء الاجتماع إلي الحصول علي دعم دول اتفاقية عنتيبي وتأييدها لمشروع سد النهضة, وحثها علي إقامة مشاريع مائية مماثلة لتحقيق استفادة أكبر من مياه النيل.
من ناحية أخري, أكد مسئول سوداني التزام بلاده باتفاقية مياه النيل الموقعة مع مصر, وقال ـ في تصريحات لصحيفة الصحافة السودانية أمس ـ إن حل أي خلاف بين مصر وإثيوبيا والسودان لا يكون إلا من خلال المزيد من التعاون.
علي صعيد آخر, يتوجه إلي أديس أبابا خلال ساعات بناء علي تعليمات رئاسية وفد مصري رفيع المستوي, يقوده الدكتور محمد بهاء الدين, وزير الموارد المائية والري, ويضم خبراء المياه والسدود والبيئة والقانون الدولي, في زيارة رسمية لإثيوبيا لإجراء محادثات مع المسئولين الإثيوبيين حول أزمة سد النهضة الإثيوبي, والآثار السلبية المحتملة علي مصر نتيجة تشييده.
وقد أكد بهاء الدين أن مصر لن تسمح بأي نقص في تدفقات مياه نهر النيل القادمة إليها من إثيوبيا, مشيرا إلي أن مصر تعاني عجزا مائيا قدره7 مليارات متر مكعب سنويا., تقارير ص4]

..‏ وماذا بعد سد النهضة؟

..‏ وماذا بعد سد النهضة؟وماذا بعد سد النهضة؟
يخطيء من يتصور أن سد النهضة الإثيوبي برغم مخاطره المؤكدة علي مصر‏,‏ سيكون هو غاية ما تهدف إليه إثيوبيا من مياه النيل‏,‏ إذ إن خطتها المستقبلية تقوم علي إنشاء أربعة سدود‏,‏  وهذا أمر معروف وليس سرا, لكنها اتخذت الخطوة الأولي ببدء إنشاء هذا السد بعد أن توقفت عن المضي في تنفيذه, عقب تأكيد مصر المطلق رفضها إنشاءه, وتحذيرها من عواقب اتخاذ القرار من الجانب الإثيوبي وحده, وكان ذلك منذ سنوات قبل اندلاع ثورة52 يناير1102, وفي عهد النظام السابق, باعتبار أن دولتي المصب مصر والسودان هما المضارتان من إقامته, ولابد من موافقتهما أولا علي أي مشروعات تتعلق بنهر النيل في دولة المنبع.
أي أن المفاوضات يجب أن تكون سابقة علي التنفيذ, لكن ما حدث الآن, وما يثير الدهشة والاستغراب والاستنكار في الوقت نفسه هو الموقف المصري الرسمي الذي يتحدث عن وجود لجنة ثلاثية تدرس المشروع الآن في إثيوبيا للوقوف علي نتائجه وأبعاده تمهيدا لاتخاذ موقف محدد!
أي دراسة وأي موقف, كل شيء واضح, فالأمر يتعلق بأمن مصر المائي, وحقها الأصيل في مياه النيل, وفقا للمواثيق الدولية, وهو غير قابل للنقاش, أما الدبلوماسية التي يتحدثون عنها, فإنها عديمة الجدوي في مثل هذه القضايا التي يجب أن تخضع للتحكيم الدولي وإلزام جميع الأطراف بما ينتهي إليه, وإلا فإنه لا بديل عن استخدام القوة حتي لا نفاجأ بسدود أخري وإجراءات جديدة غير محمودة العواقب, ويومها لا ينفع الندم


تداعيات سد النهضة

تداعيات سد النهضة


تداعيات سد النهضة
في قضية سد النهضة الأثيوبي كثر الكلام‏,‏ وزادت حدة المناقشات‏,‏ وتعقدت الأمور‏,‏ بعد البدء الفعلي في إنشائه‏,‏  وما كان لأثيوبيا أن تتخذ خطوات عملية نحو تنفيذه, بعد أن جمدته سنوات طويلة, لولا أنها رأت الفرصة سانحة لها في ظل حالة الإرتباك الموجودة الآن علي الساحة السياسية المصرية, وعدم اتخاذ موقف حاسم برفض الفكرة من أساسها, وتحذير أثيوبيا من الاقدام علي عمليات الإنشاء من جانب واحد, وهو الموقف الذي اتخذته مصر منذ التفكير في إقامة هذا السد.
والمثير للدهشة أن حوار الرئاسة مع القوي السياسية, الذي أذيع علي الهواء دون علم المشاركين فيه, وما تضمنه من تلويح بالحرب, راح الكل يتنصل منه, ثم نفت الرئاسة أن تكون أثيوبيا قد تقدمت بشكوي للأمم المتحدة عما دار في الاجتماع, ولا أدري ما علاقة الرئاسة المصرية بأمر يتعلق بدولة أخري؟.. ثم هل تحولنا من موقف صاحب الحق إلي موقف المتهم لندافع عن أمر يخصنا؟!
إن هذه القضية تحتاج إلي موقف واضح سريع ومحدد, فأثيوبيا لن تتراجع عن موقفها, وسوف ندور في حلقات نقاش عديمة الجدوي إلي أن نفاجأ بإقامة هذا السد, وبدء إنشاء سد جديد!.. ولا بديل عن تدويل القضية إذا لم نصل إلي حل مع المسئولين في أثيوبيا, وليكن التحكيم الدولي سبيلنا إلي ذلك.. فهل نتحرك قبل فوات الأوان؟

مشاركة مميزة

مدونة نهضة مصر